مصر بعيون الفنانين.. قصور الثقافة تواصل جولات مراسم بني حسن
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
تشهد محافظة المنيا تواصل جولات الملتقى الأول لمراسم بني حسن، المقدمة ضمن برامج وزارة الثقافة، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتنظمها الهيئة العامة لقصور الثقافة، بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ويستمر الملتقى حتى 10 نوڤمبر الحالي.
شهدت فعاليات اليوم الأول زيارة لمنطقة تل العمارنة ومنطقة تونا الجبل، وشهد اليوم الثاني عددا من الزيارات الميدانية لمقابر بني حسن، اسطبل عنتر، زاوية سلطان، ومرسم الفنان حسن الشرق.
ونظمت جولة داخل متحف ملوي، الذى يقع بين منطقتي تونا الجبل والأشمونين، وتم إنشاؤه عام 1962، ويحتوى على كثير من الآثار التي تمثل الحضارة المصرية في عصور مختلفة.
رافق فناني الملتقى د. ثروت الأزهري مدير إدارة السياحة بديوان عام المحافظة، د. محمد فرغلي، د.مروة علي أعضاء إدارة السياحة بديوان عام المحافظة بالإرشاد السياحي للفنانين، الذين قدموا شرحا وافيا لجميع المزارات الأثرية، بحضور فيفيان البتانوني، مدير عام الفنون التشكيلية والحرف البيئية، د. شادي أديب، قوميسير عام الملتقى.
أوضحت 'البتانوني" أن الملتقى هو أحد عناصر مشروع وصف مصر الجديدة الذى يهدف إلى تسجيل وتوثيق معالم مصر بعيون الفنانين التشكيليين المصريين، موضحة أن ذلك يتم من خلال استعراض وجهات النظر المختلفة للفنانين الذين ينتمون إلى مدارس فنية وأعمار مختلفة. وأضافت مدير عام الفنون التشكيلية أن مقابر بني حسن لها تيمة مختلفة تماما عن باقي المناطق الأثرية؛ حيث تحاكي الحياة اليومية برسوم التمبرا.
من جهته أوضح د. شادي أديب أن ملتقى مراسم بني حسن يهدف لسعي نحو اللامألوف، في رحلة عبر التاريخ والتراث الفني المصري، من المصري القديم عبر العصور المختلفة، مرورا بالقبطي والإسلامي وصولا إلى الفن المعاصر. وأكد أن اختيار الفنانين جاء بشكل مختلف فهو يجمع ما بين جيل الوسط وجيل الشباب، وبين الأكاديميين والفنانين المستقلين، وبين المدارس الفنية المختلفة، مشيرا أن الفنانين يمثلون الكليات الفنية المتعددة المنتشرة في محافظات مصر المختلفة.
وأعرب قومسيير عام الملتقى عن أمله في إحداث وإنتاج أعمال فنية شديدة الخصوصية من هذه التجربة والتغذية البصرية شديدة التفرد واللامألوفة، حيث يصعب على الفنان القيام بتلك الزيارات لأغلب المعالم التراثية بمحافظة المنيا بمفرده دون دعم مؤسسة وخطة واعية وهو ما تقوم به وزارة الثقافة المصرية ممثلة في الهيئة العامة لقصور الثقافة وإدارة الفنون التشكيلية. ووجه "سلامة" الشكر للفنانين المشاركين بالملتقى الذين استجابوا للدعوة للسعي معًا في تجربة مختلفة شديدة التفرد.
الملتقى الأول لمراسم بني حسن، يشارك به 16 فنان من الفنانين التشكيليين هم: أحمد عبد الجواد، أنس شتا، دينا صموئيل، هالة خليل، جوزيف الدويري، ميرام عدلي، مروة إسماعيل، محمد وهبة، منى مهيمن، نورا مصطفى، علا أشرف، عمر رأفت، شنودة عصمت، وليد طارق، ولاء أبو العينين، ونيڤين ياقوت مشرف الفوج.
ينفذ الملتقى الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية، وبإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، بالتعاون مع إقليم وسط الصعيد الثقافي، برئاسة ضياء مكاوي، وفرع ثقافة المنيا، برئاسة رحاب توفيق.
ويأتي الملتقى في سياق خطة هيئة قصور الثقافة لتطوير الحراك الفني في مصر، من خلال تفعيل أماكن جديدة للمراسم بعروس الصعيد التي تعد سجلا تاريخيا يضم كثيرا من المعالم السياحية والتاريخية، وإطلاق العنان للفنانين المشاركين من خلال معايشة أهالي تلك البيئة والمناطق المحيطة بها وإنتاج أعمال تعكس ثراءها.
ومن المقرر تنظيم معرض فني بالقاهرة خلال الفترة المقبلة نتاج الملتقى يضم أعمال الفنانين المشاركين.
وتعد منطقة مقابر بني حسن من أهم المناطق الأثرية في مصر، تقع على الضفة الشرقية لنهر النيل، وتتبع مركز أبي قرقاص في محافظة المنيا، وتتميز المنطقة بتنوع عمارتها التي توثق الكثير من تفاصيل الحياة اليومية في مصر القديمة من خلال الزخارف المعمارية والأخرى النباتية، والمناظر المرسومة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: برامج وزارة الثقافة وزير الثقافة قصور الثقافة متحف ملوي تونا الجبل مقابر بني حسن بنی حسن من خلال
إقرأ أيضاً:
مسرحة المناهج .. قصور الثقافة تفتتح "ليالي المحروسة" على السامر وسط إقبال كبير
مسرحة المناهج .. شهد مسرح السامر بالعجوزة، اليوم الاثنين، افتتاح العرض المسرحي "ليالي المحروسة"، برعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، وتقيمه الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، ضمن برامج وزارة الثقافة المقدمة بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم في إطار مشروع "مسرحة المناهج" لطلاب مراحل التعليم الأساسي، ويقدم العرض يوميا بالمجان في الحادية عشرة صباحا حتى 24 نوفمبر الحالي، عدا يومي الجمعة والسبت.
العرض يقام بإشراف الإدارة المركزية للشئون الفنية، برئاسة الفنان أحمد الشافعي، وتقدمه فرقة السامر المسرحية، بقيادة الفنان محمد النبوي، وشهد حضورا مكثفا من طلاب مدارس "نبع العلم، الأورمان، المستقبل"، حيث يقدم لهم مجانا في سياق جذاب والعرض يقدم مراحل مهمة من تاريخ مصر، بدءا من حكم المماليك مرورا بالحملة الفرنسية وعصر محمد علي باشا، وصولا إلى أحداث ثورة 25 يناير، مما يثري معرفة الطلاب بتلك الحقب بأسلوب مسرحي مبسط.
وأكد مخرج العرض عصام سعد أن "ليالي المحروسة" تجربة فريدة تهدف إلى تقديم التاريخ بشكل مشوق وسهل الفهم، وقال: "رؤيتي كانت تتلخص في تقديم التاريخ بشكل ينبض بالحياة على خشبة المسرح، بحيث يستمتع به الطلاب ويتعرفون على حقب تاريخية مهمة بدون جمود، نحن هنا نروي الحكاية عبر شخصيات وأحداث، تجعل الطلاب يعيشونها بدلاً من حفظها".
وأشار "سعد" أن العمل الفني ليس موجها فقط للطلاب، بل أيضا لكل من يهتم بمعرفة تاريخ مصر بشكل فني فهو يجمع بين الفن والتعليم ليقدم تجربة تتجاوز الأداء المسرحي التقليدي، وتحول المسرح إلى وسيلة تعليمية تفاعلية.
وأضاف مخرج العرض أنه تناول حقبة حكم المماليك، التي كانت تتميز بالصراعات والتنافس على السلطة، ثم مرحلة الحملة الفرنسية، وما جلبته من تغيير على المجتمع المصري، كما سلط العرض الضوء على فترة حكم محمد علي باشا الذي يعد مؤسس مصر الحديثة، في رحلة عبر التاريخ وصولا إلى ثورة 25 يناير، حيث استعرض تطلعات المصريين نحو الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية.
وقد تخلل العرض مشاهد درامية مؤثرة وأداء تمثيلي متقن من الممثلين الذين أبدعوا في إيصال روح كل مرحلة من مراحل تاريخ مصر.
وتحدثت الفنانة سمر الشاذلي عن العرض قائلة: "سعيدة بالمشاركة في عمل متميز يجمع بين الثقافة والترفيه، ويتيح للجمهور فرصة الاطلاع على تاريخنا العريق دون تعقيد"، أما نهال أحمد فأعربت عن فخرها بالمساهمة في مشروع مسرحي يروي التاريخ بشكل يجعل الأحداث قريبة من الجميع، مشيرة إلى أن الأداء المسرحي هنا يلعب دورا مهما في إحياء التراث وجذب الجمهور.
وأكد الفنان طارق أنور أن التجربة شكلت تحديا له، حيث تطلب الدور الغوص في الشخصيات التاريخية المعقدة وتقديمها، بأسلوب يتناسب مع الواقع الحالي، وأضاف: "العرض يتيح لنا فرصة تقديم رؤية شاملة لفترات حساسة في تاريخ مصر، ويسعدني أن أكون جزءا من هذا العمل".
وأشار الفنان عاطف كساب إلى أن العرض يمثل تجربة جديدة قائلا: "نهدف إلى إظهار كيف أثرت هذه الفترات على حاضرنا، وأنا سعيد بتفاعل الجمهور مع القصص التي نرويها".
بينما وصف الفنان أشرف شكري العمل بأنه "مغامرة فنية تعكس تحديات جيل يسعى لتقديم التاريخ بشكل معاصر"، فيما أشاد كل من أسامة نعيم ومحمود الشوكي بروح الفريق التي سادت بين المشاركين، ما ساهم في تجسيد هذا العرض بشكل استثنائي.
وقالت الفنانة إيمان أمين: "العرض يمنحنا نافذة نطل منها على ماضينا، ويروي قصصا مؤثرة، ويسعدني أن أكون جزءا من هذا العمل الفني الذي سيظل محفورا في ذاكرة المشاهدين".
كما عبر باقي أبطال العرض المسرحي: عبد الله مهنا، علي شندي، ماجد علي، عبدالرحمن سليم، أحمد يونس، أنس سليمان، حسين محمد، مصطفى إسماعيل، مصطفى محمد، نجلاء عامر، ثريا ربيع، عن حماستهم الكبيرة لمشاركتهم في تجربة فنية فريدة تجمع بين استعراض تاريخ مصر الحديث وتقديمه بأسلوب جذاب ومبسط يستهدف جميع الفئات.
وأشاروا إلى أن تجسيدهم للشخصيات التاريخية كان فرصة فنية استثنائية، حيث استطاعوا أن يعيشوا داخل تلك الحقبات الزمنية، ما أتاح لهم فهما أعمق لتفاصيل الأحداث وتقديمها بروح معاصرة تجعل من التاريخ قصة نابضة بالحياة، واعتبر الأبطال أن المسرحية، التي تمزج بين التثقيف والمتعة، نجحت في تقديم التاريخ للجمهور بلغة قريبة وواضحة، ما يعزز الوعي الثقافي بأسلوب لا يخلو من التشويق.
كتب النص الدرامي وأشعار العمل حمدي نوار، فيما تولى الملحن باسم عبد العزيز تأليف الأغاني لتكمل مشاهد العرض بألحان تنقل الحضور عبر الزمن، وصمم الاستعراضات ماهر مفتاح، وأضفى الديكور والملابس، بتصميم رانيا حداد، لمسة واقعية للحقب التاريخية، يعززها الفيديو والمونتاج من إبداع محمود صلاح، وإضاءة عز حلمي التي تضيف عمقا دراميا ساحرا، وأبدعت رانيا صابر في تصميم الماكياج، الذي أضاف لمسات جمالية مما ساعد في نقل أجواء المسرحية التاريخية، كما أظهرت د. إنجي عبد المنعم براعة في تصميم الدعاية التي أسهمت في جذب الأنظار إلى العرض. وأعرب أحمد جلال، المسؤول عن تصميم المشاهد، عن فخره بالمشاركة في هذا العمل، موضحا أن تصميم الديكورات يتناسب مع الزمن الذي يعرضه.
وعن ردود أفعال الطلاب وأسرهم قالت الطالبة ليلى أحمد: "لم أكن أعرف أن المسرح يمكن أن يجعلني أفهم التاريخ بهذا الشكل، كأنني سافرت عبر الزمن"، وعلق الطالب كريم سعيد قائلا: "تعلمت عن شخصيات وأحداث مهمة، وأحببت الأداء والموسيقى كثيرا".
وأشادت بعض الأسر التي رافقت أطفالها بالمبادرة، بالعمل حيث قالت إحدى الأمهات: "مثل هذه العروض تسهم في تعزيز حب الطلاب للمسرح والتاريخ، وتشجعهم على التعلم بطريقة مشوقة"، وعبر البعض الآخر عن تطلعهم إلى مزيد من العروض المماثلة.
ويعد العرض هو الثاني لهيئة قصور الثقافة، بمشروع مسرحة المناهج عقب مسرحية "سر حياتي" التي تم تقديمها خلال شهري مارس وأبريل الماضيين، لتبسيط منهج مادة العلوم لطلاب المرحلة الابتدائية من خلال تقديمه في قالب غنائي استعراضي للأطفال.