قال الدكتور مختار محمد عبد الله، عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، إن الإلحاد يمثل خطرًا حقيقيًا على المجتمع، سواء على مستوى الأفراد أو الأسر أو الدول، موضحا أن الإلحاد لا يعترف بوجود الله الذي يحاسب الناس على أعمالهم، بل يعتمد فقط على الجوانب المادية واللذات الحسية، وهو ما يشكل تهديدًا كبيرًا للأخلاق والقيم المجتمعية.

وأضاف عضو هيئة التدريس بجامعة الأزهر، خلال احد البرامج الدينية، أن الفكر الإلحادي يروج لإنكار الخالق والاستهزاء بالأديان والشرائع السماوية، ويعتبر الأخلاق مجرد أمور نسبية تشكلها الظروف الاجتماعية والتربية، بعيدة عن أي مرجعية دينية أو إلهية، لافتا إلى أن الإلحاد يساهم في غياب المسؤولية الشخصية، حيث يمكن للملحد أن يتصرف بناءً على المصلحة الفردية دون أي اعتبار للخير العام أو قيمة الحياة.

وأشار إلى أن الإلحاد قد يؤدي إلى انعدام الأمان الاجتماعي، حيث لا توجد مرجعية لثواب أو عقاب في الدنيا أو الآخرة، مشيرا إلى أن العديد من الجرائم البشعة ارتكبها ملحدون، مثل السفاحين الذين لا يشعرون بأي ذنب أو ندم على جرائمهم، بل ينظرون إليها باعتبارها أفعالًا تنبع من المتعة واللذة الشخصية.

وأوضح أن الفكر الإلحادي يعارض تمامًا الفكر الديني الصحيح الذي يقوم على احترام الحياة، والحفاظ على الأرواح، وتعليم الأخلاق الفاضلة، والتأكيد على أن الإنسان محاسب على أفعاله في الدنيا والآخرة، مضيفا أن الإسلام يعزز من قيمة الرحمة والعدالة، ويحث المسلمين على إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، بما يساهم في بناء مجتمع متماسك وآمن.

وشدد على أن الإيمان بالله يبعث الطمأنينة والثقة في عدل الله تعالى، مشيرًا إلى أن الإلحاد لا يقدم للإنسان سوى الفراغ الروحي والأخلاقي، بينما يمنح الإيمان بالله الحياة الطيبة والمطمئنة في الدنيا والآخرة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإلحاد الفكر الإلحادي أن الإلحاد إلى أن

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الفكر المستنير نتاج استضاءة العقل بنور الهداية

قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، ان الفكر على ثلاثة أنحاء: "فكر سطحى" وهو الذي ابتلينا به في عصرنا الحاضر؛ ينظر إلى الأشياء من الخارج ويفسرها بطريقة ساذجة، ويتعامل مع الأحداث بانطباع وليس بعقل ، ولا بمعرفة المآل وما تؤول إليه الأشياء ، فإذا استُثير ثار, وإذا أُنكر عليه انهار . ما هذا ؟ هذه تصرفات غير عاقلة ؛ لأنها سطحية من الخارج.

واضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، ان هناك تفكير آخر ، وهو : "التفكير العميق" ويشترك فيه الإنسان مؤمنًا كان أو كافرًا ، فهو لا يختص بفئة دون أخرى ، بل هو قدرة وهبها الله للإنسان في ربط المعلومات. فالذكاء في حقيقته ، وفي تعريفه الأصح ، هو قوة ربط المعلومات.

والإنسان لديه قوة وهبها الله له في ربط المعلومات, وهذه المعلومات تصله عن طريق الحواس ، فيتلقاها ويفكر فيها ، ثم يرتب بعضها فوق بعض ، أو بجوار بعض ، فيستنبط من المقدمات النتائج. وهذه القوة ، وهي قوة ربط المعلومات وهي الذكاء ، فتراها سريعة قوية واضحة عند بعضهم،  وبعكس ذلك عند آخرين. و{ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ } فتجد أحدهم ذكيًا ، وترى الآخر غبيًا بليدًا لا يستطيع ربط المعلومات ولا استخراج النتائج من المقدمات. هذا هو التفكير العميق الذكى ، وهو ما يحقق كثيرًا من مصالح الدنيا. 

الثالث: "التفكير المستنير" مستنير يعني أنه طالب للنور، ومستنير يعني طالب للنور  ، أي أن النور يقع عليه فيضيء طريقه ، مثل الشمعة التي تشتعل فتضيء لغيرها الطريق. وقد يكون التفكير العميق مستنيرًا .

  
ولكن ما التفكير المستنير  تحديدًا؟ التفكير المستنير لا يصلح أن يكون تفكيرًا سطحيًا, بل يجب أن يكون عميقًا ، لكنه لا يقتصر على العمق فقط ، بل لا بد أن يكون هناك ضوء ، نور جاء إليه ، وقع عليه نوره. ما هذا الضوء ؟ { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } الذِّكر.. ذكر الله وربط الأشياء به ، ومعرفة قضية الكون وغايتها ، ومعرفة كلام الله وهدايته، هذه هى الاستنارة.


فلو فكرتم بعمق ، ووصلت إلى أن هذه الورقة التى في الشجر مكونه من اليخضور ، ومن البلازما ، ومن الكلوروفورم ، وغير ذلك ، فهذا تفكير عميق ومفيد ، ويمكن من خلاله إنتاج  معجون أسنان لمقاومة التسوس ، وهذا تفكير عميق ومفيد ، ولكن كونك تربط هذا بالله ، وترى هذا الكون فتستدل من هذا الأمر الذي قد مكّنك الله منه وبه على الله ، وكونك قد التزمت بمراد الله في كونه من صلاح الأرض وعدم إفسادها ، ومن التعمير لا التدمير, ومن التحبيب لا التخريب, فإنك بذلك تكون في نطاق الاستنارة. لأنك قد أدخلت الله ، مقصود الكل ، في المسألة.

أما الذي يعيش وقد ولى ظهره لله ، وحرم نفسه من فتح الله ، وحرم نفسه من هداية الله ، فأنَّى له الاستنارة ! فالنور خارج عن دائرته ، فهو في دائرة الظلمة ، لا في دائرة النور ، وإن كان يفكر تفكيرًا عميقًا. لذا ، عندما يقول الله تعالى : { وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } فإنه ينقلنا من دائرة الظلام إلى دائرة النور ، فلا يرضى لنا أن نفكر التفكير السطحى ، ولا يرضى لنا أن نقف عند التفكير العميق ، بل يأمرنا أن ندخل به بهذا التفكير العميق ، الذي به العمارة ، إلى نور قد جاء من عند الله {وَلِتُكَبِّرُواْ اللّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ } ذِكرًا، {وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } بهذا البيان .. فاللهم اجعلنا من الشاكرين.

مقالات مشابهة

  • حركة ترقيات وتعيينات جديدة بجامعة جنوب الوادي تشمل 12 عضوًا بهيئة التدريس
  • ائتلاف حقوقي: تجميد "ترانسبارانسي" عضويتها من هيئة الرشوة إعلان مدوي عن انعدام الإرادة السياسية في مواجهة الفساد
  • ما الواجب المباشر تجاه الفكر الحر في ظل استمرار السردية التكفيرية؟ «2- 13»
  • علي جمعة: الفكر المستنير نتاج استضاءة العقل بنور الهداية
  • معنى الإلحاد في أسماء الله .. عالم أزهري يجيب
  • اغتنم فضل أول ليلة من شعبان.. دعاء يجمع بين الخير في الدنيا والآخرة
  • "البحوث الإسلامية" ينظم اللقاء الثالث "الإلحاد في مواجهة المسلمات"
  • "البحوث الإسلامية" ينظم اللقاء الثالث من فعاليات مبادرة "معًا لمواجهة الإلحاد"
  • البحوث الإسلامية ينظم اللقاء الثالث من فعاليات مبادرة معًا لمواجهة الإلحاد
  • أسمى الأعمال.. الصلح بين المتخاصمين طريق الأجر والبركة في الدنيا والآخرة