موقع 24:
2025-03-16@04:18:21 GMT

انقلابات إفريقيا واحدة من أكبر التحديات في العالم

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

انقلابات إفريقيا واحدة من أكبر التحديات في العالم

هناك رقعة متصلة من البلدان الإفريقية تمتد من المحيط الأطلسي إلى البحر الأحمر، تخضع اليوم للحكم العسكري.. مالي وغينيا وتشاد والسودان وبوركينا فاسو، وأخيراً في النيجر.. وبعض الانقلابيين عزلوا القادة المنتخبين، مثل رئيس النيجر محمد بازوم، وآخرون عرقلوا الانتخابات، أو حتى أنهم أطاحوا قادة نصبوهم هم أنفسهم.

تحتاج البلدان الإفريقية إلى استثمارات خارجية

ويرى المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي أليكس دي فال في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن هذا يعتبر أكثر من سلسلة من الأحداث المؤسف.. إنها علامة على أن قسماً كبيراً من القارة -معظمه في منطقة جنوب الصحراء المعروفة بالساحل- قد سقط إلى ما دون الدولة الفاعلة.

وهي تثير سؤالاً مقلقاً يؤثر على العالم برمته: كيف يمكن دول فقيرة وغير آمنة أن تصوغ نظاماً سياسياً، وتمنح مواطنيها الثقة بأن حكومة ديمقراطية يمكن أن تقدم لهم ما يحتاجون إليه؟ 

“Democracy can’t survive if it can’t deliver results. Like the rest of the world, Africans want jobs, affordable food and housing, quality education and health care.” https://t.co/VMD8DWXQAk

— Prue Clarke (@prueclarke) August 15, 2023

حتى الآن، رد المسؤولون في واشنطن وبروكسل ولندن وأديس أبابا، حيث مقر الإتحاد الإفريقي، على كل انقلاب تلو آخر، وكأنه أزمة خاصة بهم.. بعض المراقبين يرون مؤامرات في موسكو أو عند شبكات إرهابية، لكن الحقيقة هي أن مجموعة فاغنر الروسية والجهاديين المحليين، هم انتهازيون.. وفي كل بلد سيطر عليه الجنرالات، كان الفساد يجوّف الإدارة المدنية ويقوض صدقية السياسيين، بينما الجنود حصلوا على التمكين من قبل رعاة أجانب يريدون قواعد عسكرية، والتعاون ضد الإرهاب والسيطرة على الهجرة.

وظائف.. غذاء.. ومساكن

ويلفت دي فال إلى أن الديمقراطية لا يمكنها الاستمرار إذا لم تحقق نتائج، وعلى غرار بقية العالم، يريد الأفارقة وظائف، وغذاءً ومساكن بأسعار معقولة، وتعليماً نوعياً وعناية صحية.. وهم يريدون السلام والأمن وفرصة لتقرير مسار المستقبل في بلدهم من دون أن تملي عليهم القوى الأجنبية ما يجب أن يفعلوه.. وفي معظم أنحاء إفريقيا، يريد المواطنون في غالبيتهم، الديمقراطية، لكنهم يصابون بالإحباط عندما لا يفي القادة المنتخبون بوعودهم، وعندما يرحب أناس بانقلاب، فذاك عائد في الغالب إلى أنهم يرون فيه مساراً أفضل من الحكومة المنتخبة. 

“Democracy can’t survive if it can’t deliver results. Like the rest of the world, Africans want jobs, affordable food and housing, quality education and health care.” https://t.co/RCfW102sXj

— New Narratives (@newnarratives) August 15, 2023

ويضيف الكاتب أن القادة المنتخبين في كل مكان يكافحون من أجل وعود تتمتع بالصدقية أمام الناخبين، في خضم التضخم والنقص في السلع وارتفاع معدلات الجريمة والشعور بعدم الأمان.. ولا يتمتع القادة الأفارقة بمساحة للمناورة أبداً، إذ إنهم واقعون بين حدي مقص قاتل: تحديات أكبر بكثير وقدرة أقل بكثير، على التعامل معها.

وينقل الكاتب عن رئيس الوزراء الإثيوبي السابق ميليس زيناوي قوله مرة إن الحكم في بلاده يشبه الركض أمام انهيار جليدي.. لم يكن زيناوي ديمقراطياً، لكن تشريحه لمأزق القادة الأفارقة صار أكثر تبصراً بمرور الأعوام.

عوائد سريعة

ويرى الكاتب أن العوامل الكبيرة في انهيار هذه الأيام هي اقتصادية.. تحتاج البلدان الإفريقية إلى استثمارات خارجية، لكنها خارج الغاز والنفط والمعادن، هي بالكاد قادرة على توفير عائد يمكن أن ينافس الأسهم الرائدة في بورصة "وول ستريت".. وفي أغلب الأحيان، يريد المستثمرون اتفاقات وعوائد سريعة، وتخسر إفريقيا نحو 90 مليار دولار-أو 3.7 في المائة من إجمالي ناتجها المحلي- في تعاملات مالية غير شرعية كل عام، وفقاً للأمم المتحدة، معظمها بسبب تسعير خاطئ للتبادلات بين الشركات العابرة للحدود، وهناك أزمة ديون إفريقية جديدة، مع قروض صينية للتعدين والنقل والاتصالات.

وكل الحكومات المدنية التي أطيح بها في الأعوام الأخيرة، أخفقت في تلبية احتياجات الناس الأساسية، الوظائف والأمن والتعليم والعناية الصحية.. وإن قادة المجالس العسكرية يحظون عادة بتأييد المواطنين المحبطين، لكن على المدى الطويل لا يمكنهم بدورهم الوفاء بوعودهم أيضاً.

إدارة بايدن

وفي ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، كان "الاستقرار" هي الكلمة التي تتردد.. وردت واشنطن على انقلابات إفريقيا ونزاعاتها حالة بحالة، محاولة التقليل من عرقلة أهداف الولايات المتحدة في المنطقة، بما في ذلك مكافحة الإرهاب، وهذه الاستراتيجية تشتري الوقت، لكنها لا تحل المشاكل.

وبعد خيبة أمل نتيجة إخفاقات بناء الدول في أفغانستان والعراق والنتيجة الكارثية للتدخل في ليبيا، فإن الولايات المتحدة تواجه احتمال تناسي الأخطار التي تشكلها الدول الفاشلة.. لا يمكن لأمريكا أن تقدم قوالب جاهزة، وكل بلد يواجه تحدياته الخاصة ويتعين اجتراح مساره الخاص، لكن الولايات المتحدة وشركاءها يجب أن يقودوا الطريق نحو خلق الظروف الاقتصادية للدول حتى تكون قادرة على تلبية المطالب المشروعة لمواطنيها.

إن إدارة بايدن تلجأ إلى القادة الأفارقة عندما تريد الانخراط في القارة، وهذا هو بالطبع الأمر الوحيد المنطقي الذي يجب أن تفعله، وحتى الآن.. كان هذا موقفها من انقلاب النيجر.. إن التفاوض هو الحل الأمثل –مدعوماً بعزلة دبلوماسية وعقوبات مستهدفة- من أجل إعادة بازوم إلى السلطة.. وكخيار أخير، يمكن لواشنطن أن ترمي بثقلها خلف الدول المجاورة إذا أرسلت قوات لتنفيذ مبدأ الاتحاد الإفريقي لعام 2001، برفض الاستيلاء على السلطة بالقوة، لكن توافق دول غرب إفريقيا على خطوة عالية المخاطر مثل هذه، ليس متماسكاً بعد.

وخلص الكاتب إلى أن على الأفارقة والأمريكيين على حد سواء، أن يواجهوا حقيقة أن ما من حلول إفريقية صرفة للأزمات المتعددة الطبقات التي تضرب منطقة الساحل، وما من أحد يملك صيغة مبسطة لإيجاد دول قابلة للحياة في أنحاء القارة الإفريقية.. إنها واحدة من أكبر التحديات الملحة التي تواجه العالم وهي تزداد صعوبة كل عام، والخطوة الأولى تكمن في الاعتراف بحجم الأزمة، وبأوجه القصور في ما كنا نفعله حتى الآن.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة النيجر

إقرأ أيضاً:

إرث الاستعمار في المتاحف البريطانية.. رفات الأفارقة تثير الجدل

اعتبر عدد من المشرعين البريطانيين والمنظمات غير الحكومية والباحثين أن "الفراغ التشريعي" الذي يسمح للمتاحف ومؤسسات أخرى بحفظ وعرض رفات أفارقة أُخذ خلال الحقبة الاستعمارية، ودعوا الحكومة إلى معالجة هذا الموضوع المهم.

وكانت رفات لأفارقة، على مدى قرون مثل جثث محنطة وجماجم وأجزاء أخرى من الجسم، تجلب إلى بريطانيا وغيرها من القوى الاستعمارية السابقة، غالباً "كغنائم" أو كسلع تُباع ويجري عرضها في المتاحف.

وتزداد الدعوات عالمياً لإعادة هذا الرفات، وكذلك الأعمال الفنية المنهوبة، إلى مجتمعاتها أو بلدانها الأصلية.

ورغم بذل بعض الجهود لمواجهة هذه القضية التي طال أمدها، ما زال رفات أفارقة محفوظاً في مؤسسات مختلفة بجميع أنحاء البلاد، مثل المتاحف والجامعات.

وقالت كوني بيل، من مشروع "تحرير الأرشيف من الاستعمار"، في فعالية نظمتها أمس الأربعاء مجموعة برلمانية متعددة الأحزاب معنية بالتعويضات، برئاسة النائبة عن حزب العمال بيل ريبيرو-آدي "لا يمكننا السماح بانتزاع إنسانية أسلافنا".

وسبق أن عرضت ريبيرو-آدي القضية على البرلمان، قائلة إن دور المزادات تدرج رفاتا يعود إلى الحقبة الاستعمارية للبيع، على منصات التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

وتراجعت دار مزادات في تيتسوورث أوكسفوردشاير، عن بيع رفات بشرية، منها جماجم تعود لشعب إيكوي في غرب أفريقيا وذلك بعد انتقادات وجهها سكان محليون ونشطاء.

وذكرت نائبة رئيس الوزراء البريطاني أنجيلا راينر بأنه من المروع سماع رواية ريبيرو-آدي، ووافقت على مواصلة مناقشة القضية. وقالت ريبيرو-آدي أمس إنه سيعقد اجتماع مع وزير الثقافة قريبا.

وسوف تقدم مجموعة متعددة الأحزاب إلى الحكومة 14 توصية سياسية، منها تجريم جميع عمليات بيع الرفات "على أساس أنها ليست سلعا تجارية بل بشر".

مقالات مشابهة

  • كبيرة ومتنوعة.. عون يكشف عن التحديات التي يواجهها لبنان
  • المجلس الوطني لحقوق الإنسان يدعو إلى مواجهة التحديات التي تعاني منها فئة ذوي الاحتياجات الخاصة
  • الغرياني: الأوروبيون ليس لديهم ذرة من الإنسانية في منعهم الأفارقة
  • سهيل السقا لـ«البوابة نيوز»: المخيمات العشوائية أكبر التحديات الهندسية في إعادة إعمار قطاع غزة
  • أكبر معمرة في العالم حظيت بجينات طفل رضيع
  • اليونيسف: السودان يواجه أكبر أزمة إنسانية وأكثرها تدميرا في العالم وأطفاله يدفعون الثمن
  • عمرو أديب يضع أبوريدة تحت المجهر: كأس العالم أكبر من استعارة مدينة
  • وزارة النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية في البصرة لرفع كفاءة عملها
  • إرث الاستعمار في المتاحف البريطانية.. رفات الأفارقة تثير الجدل
  • النفط تناقش التحديات التي تواجه الشركات النفطية العاملة في البصرة