قدم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، تعريفًا بالدكتور أحمد معبد عبد الكريم، أحد كبار المحدثين في العصر الحديث، وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وذلك احتفاء بالعالم الجليل في ذكرى مولده.

مولد ونشأة أحمد معبد عبد الكريم

▪️في السادس من شهر نوفمبر من عام 1939م، ولد الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم، في قرية الشيخ سعد، مركز أبشواي التابع لمحافظة الفيوم.

والتحق الشيخ بالأزهر الشريف، وتميز في الدراسة والتحصيل، وظهر نبوغه، ثم حصل على الشهادتين الابتدائية والثانوية الأزهرية سنة 1961م، ثم بعد ذلك التحق بكلية أصول الدين وحصل منها على درجة  الليسانس في شعبة الحديث وعلومه سنة 1966م، وفي سنة 1969م حصل على درجة التخصص الماجستير في التفسير وعلوم القرآن، وفي سنة 1970م حصل على درجة التخصص الماجستير في الحديث وعلومه، بعدها حصل على درجة العالمية الدكتوراة في التخصص نفسه سنة 1978م.

أساتذته وشيوخه

️تلقى الشيخ -حفظه الله- علم الحديث على يد علماء كبار، وشيوخٍ أجلاء أمثال الشيخ السماحي، والشيخ عبد الوهاب عبد اللطيف، والشيخ محمد محمد أبو شهبة.

ووحصل على الإجازة في علم الحديث على يد كثيرٍ من العلماء أمثال: الشيخ عبد الله بن صديق الغماري، والشيخ عبد الفتاح أبو غدة، والشيخ عبد القادر كرامة الله البخاري، والشيخ عبد الرحمن بن أبي بكر الملا الإحسائي، والشيخ حسن عبد الغفار الباكستاني، والشيخ محمد ياسين الفاداني، رحمهم الله أجمعين.

مسيرته العلمية والعملية

▪️عمل الشيخ سنة 1967م إمامًا بوزارة الأوقاف المصرية.
▪️عين معيدًا بكليه أصول الدين بالقاهرة سنة 1970م.
▪️عين مدرسًا مساعدًا بالكلية بعد حصوله على درجة التخصص الماجستير سنة 1971م.
▪️وبعد حصوله على درجة الدكتوراة في الحديث وعلومه سنة 1978م عمل مدرسًا بكلية أصول الدين بالقاهرة.
▪️ثم رقي إلى درجة أستاذ مساعد سنة 1999م بكلية أصول الدين بالزقازيق.
▪️ثم حصل على درجة الأستاذية عام 2004م.
▪️ثم عين رئيسًا لقسم الحديث بكلية أصول الدين بالزقازيق في يونيو 2006م. 
▪️ويعمل الشيخ الآن كأستاذ متفرغ في قسم الحديث بكلية أصول الدين بالقاهرة منذ أغسطس 2006م.
▪️ونظرًا لمكانة الشيخ العلمية ومجهوداته في السنة وعلومها؛ أصدر فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور/ أحمد الطيب - شيخ الأزهر الشريف، قرارًا بضم الأستاذ الدكتور/ أحمد معبد عبد الكريم لهيئة كبار العلماء حين عودتها للعمل، في تشكيلها الأول.
▪️وللشيخ حفظه الله جهود علمية عديدة، منها: كتاب في مناهج المحدثين في القرنين الخامس والسادس، وكتاب في رد الشبهات عن السنة النبوية تحت عنوان: السنة النبوية الشريفة شبهات وردود، والنفح الشذي في شرح جامع الترمذي، وعلوم الحديث بين المتقدمين والمتأخرين، والحافظ العراقي وأثره في السنة.

وبحث: إرشاد القارئ إلى النص الراجح لحديث (ويح عمار .. ) في صحيح البخاري، وسيف بن عمر التميمي وتحقيق الأقوال في حاله وفى درجة مروياته.

إضافة إلى مجموعة فتاوى منشورة في جريدة الأهرام بالقاهرة خلال سنوات، تحت عنوان «اسألوا الفقيه».

مشاركاته العلمية الخارجية

️أعير الشيخ إلى جامعة الإمام محمد بن سعود بالرياض، وعمل فيها أستاذًا مشاركًا، فدرَّس التفسير، وعلوم القرآن، والسنة وعلومها، وقام بتدريس مرحلة الدكتوراة بكلية التربية برئاسة تعليم البنات بالرياض وذلك على سبيل الندب من جامعة الإمام، والإشراف العلمي ومناقشة رسائل التخصص (الماجستير) والعالمية (الدكتوراه) في السُّنة وعلومها، تجاوز عددها مائة رسالة في شتى فروع علوم السُّنة، وتحقيق تراثها.

ولا زال الشيخ حفظه الله عضوًا في تقويم أبحاث الترقية لدرجة أستاذ مساعد أو مشارك بجامعة الملك سعود بالرياض، وجامعة أم القرى بمكة، وجامعة الكويت.

وشارك في تحكيم مطبوعات تراث الحديث وعلومه، وأبحاثها، في مركز خدمة السنة والسيرة بالمدينة المنورة، التابع للجامعة الإسلامية، وفى مركز البحث العلمي بجامعة أم القرى، بمكة المكرمة، وفى دار البحوث للدراسات الإسلامية وإحياء التراث في دبي.

مكانته العلمية

يعد الدكتور أحمد معبد واحدًا من كبار علماء الحديث في مصر والعالم، الذين يقصدهم طلاب العلم من جميع أنحائه، ويأخذون عنهم، ويطلبون علو سندهم إلى سيدنا رسول الله، وللشيخ دروس ومجالس حديثية بالجامع الأزهر الشريف.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بکلیة أصول الدین الحدیث وعلومه الأزهر الشریف حصل على درجة والشیخ عبد الشیخ عبد

إقرأ أيضاً:

دير مار إلياس.. معبد حصين قرب القدس سمي على نبي

دير مار إلياس دير للروم الأرثوذكس في جنوب مدينة القدس، وهو من أضخم الأديرة التابعة لبطريركية الروم، ويشبه مبناه حصنا أو قلعة قديمة.

الموقع

يقع دير مار إلياس بين مدينتي بيت لحم والقدس على بعد 5 كيلومترات شمال بيت لحم، ويتربع على ربوة تطل على شارع القدس-الخليل، على ارتفاع 817 مترا فوق مستوى سطح البحر.

ومنه يمكن رؤية بانوراما مثيرة تشمل القدس شمالا، وبيت لحم جنوبا، وجبل أبو غنيم الذي حوله الاحتلال إلى مستوطنة "هار حوما" شرقا، وحتى جبل الفرديس (حصن الهيروديوم) في الجنوب الشرقي.

النبي إلياس

مار إلياس، ويعرف أيضا باسم "إيليا"، هو نبي ذو معجزات -وفقا لما جاء في سفر الملوك في الكتاب المقدس العبري (أو ما يعرف بالتناخ)- عاش في عهد الملك آخاب في القرن التاسع قبل الميلاد.

في الإصحاح 18 من سفر الملوك الأول، دافع إيليا عن عبادة الله بدلا من عبادة الإله الكنعاني بعل، الذي كان يعبده أهل بلاد الشام وآسيا الصغرى، وكانوا يعتبرونه الإله المسؤول عن المطر والرعد والبرق والندى.

وحسب المصدر نفسه، فقد أجرى الإله عديدا من المعجزات على يدي إيليا، بما في ذلك إحياء الموتى وإنزال النار من السماء، والصعود إلى السماء حيا وسط النيران.

وباسم "إيليا التشبي" جاء هذا النبي مُحذّرا آخاب من أنه ستكون هناك سنوات من الجفاف الكارثي لدرجة أنه لن يتشكل حتى الندى، حسبما جاء في الكتاب العبري.

دير مار إلياس تعرض لأضرار في عدة حروب آخرها حرب 1967 (غيتي)

ووفقا للتصور نفسه، فإن إيليا عندما تنبأ بالقحط لم يكن مُتحديا لبعل نيابة عن الإله نفسه فحسب، بل تحدّى أيضا الملك آخاب وزوجته إيزابيل وكهنتها وشعب إسرائيل كله.

إعلان

ورد ذكر إلياس في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فقد ذُكر في القرآن 3 مراتٍ؛ مرة في سورة الأنعام واثنتين في سورة الصافات، ويقول أصحاب هذا الرأي إن إلياسين المذكور قوله تعالى في سورة الصافات (سلام على إلياسين، إنا كذلك نجزي المحسنين) هو نفسه إلياس لأنَّ العرب تُلحق النون بأسماء كثيرة.

ويعتقدُ المسلمون برسالة ونبوة إلياس، وذكر عديد من العلماء أنه هو نفسه إيليا، إذ قال ابن كثير مثلا إن رسالته كانت لأهل بعلبك غربي دمشق، ويضيف أنه كان لهم صنم يعبدونه يُسمى "بعلا".

وقد ذكر القرآن هذا الصنم على لسان النبي إلياس في قوله في سورة الصافات أيضا (وإن إلياس لمن المرسلين، إذ قال لقومه ألا تتقون أتدعون بعلا وتذرون أحسن الخالقين).

وفي التصوف الإسلامي يرتبط إيليا ارتباطا وثيقا بالحكيم الخضر الذي وردت قصته في سورة الكهف، ويصفه المتصوفة بأنه "شقيق الخضر"، ويقولون إنه شرب من "ينبوع الشباب"، وهو ينبوع يعتقدون أنه يعيد الشباب لكل من يشرب منه أو يستحم بمائه.

مشهد من داخل دير مار إلياس (غيتي) تاريخ الدير

ترجع تسمية الدير بهذا الاسم إلى أكثر من سبب، فبحسب التقليد المسيحي فإنه مبني فوق الموقع الذي استراح فيه النبي إلياس عند فراره من الملكة إيزابيل، التي كانت تضطهد الأنبياء وأرادت الانتقام منه بعد أن أمر بقتل أنبياء الإله بعل.

وكان بنو إسرائيل يعبدون الإله بعلا، وعندما تزوج ملكهم آخاب من إيزابيل شجعت هذه العبادة، فانقسم بنو إسرائيل بين عابد لله وعابد لبعل، وحين وقعت المناظرة بين إيليا وأنبياء بعل في جبل الكرمل، الذي سمي فيما بعد بـ"المحرقة"، إذ تحداهم إيليا بإحراق الحطب بنار تنزل من السماء فجمعوا الحطب وانتظروا نارا من السماء، ولكن "إلههم" لم يجبهم، فانهزموا، وصب النبي إيليا الماء على الحطب ثم أنزل الله النار من السماء فأحرقت الحطب المبلل.

إعلان

وحينها بدأ الناس بالرجوع لله بالإيمان والتوبة عن عبادة الأوثان، ثم أمر إيليا بالقبض على كل أنبياء "الإله بعل" وجرهم على نهر قيشون، وهناك أمر بذبحهم، فأمرت الملكة إيزابيل بإيذاء إيليا، فهرب إلى بيت لحم، وبالضبط إلى المنطقة التي أصبحت تعرف باسم "مار إلياس".

وتروي قصة أخرى أن الدير مبني على مقام القديس إلياس، الراهب المصري الذي كان بطريرك مدينة بيت لحم عام 494 ميلادي، في حين يعتقد البعض أنه سمي بهذا الاسم لأن البدو يقدرون النبي إلياس، فسمي نسبة له حتى لا يتعرض لهجمات البدو وغزواتهم.

وقد بني الدير في العهد البيزنطي، ويعتقد البعض أن بانيه هو بطريرك القدس سالوستيوس عام 486م، بينما يعتقد آخرون أن بانيه هو البطريرك إيليا في سنة 518م، وآخرون يقولون إن من أمر ببنائه هو هرقل إمبراطور الروم سنة 610م، ويقولون إن الفرس هدموه بعد غزوهم البلاد عام 614م وبعد طردهم، بناه هرقل مرة أخرى.

دير مار إلياس بني في العهد البيزنطي (غيتي)

أعاد الصليبيون بناء الدير في بداية حكمهم فلسطين، وبعد نصف قرن انهار نتيجة زلزال، وفي سنة 1160م أعاد الإمبراطور مانويل كونتيتس بناءه.

وشهد الدير إضافات أخرى مع مرور الزمن، إذ تمّ بناء أقسام أخرى منه في الجهة الشرقية، خصوصًا للضيوف ولاستيعاب مزيد من الرهبان.

أغلق دير مار إلياس في بداية الحرب العالمية الأولى على يد الحكومة التركية وطُرِد رهبانه، وأعيد افتتاحه بعد نهايتها وسط احتفال كبير بإعادة تمثال السيدة مريم إليه، ولا يزال هذا الاحتفال طقسا سنويا يتم تنظيمه في الأحد الثاني بعد عيد الفصح الغربي.

شهد الدير توسعات كثيرة مع مرور الزمن إلى أن أصبح مُكتمِلا على شكل شبه قلعة قائمة في موقع إستراتيجي بين مدينتي بيت لحم والقدس.

في عام 1948 تعرض الدير لأضرار بسبب سقوط قذائف عليه لوقوعه على خط النار، وبعد أن سكتت المدافع أصبح وسط خط الهدنة، ولم تعد الطريق إلى القدس تمر أمامه، وإنما يسلك الناس طريقا التفافيا بجانبه إلى قرية صور باهر فقرية جبل المكبر حتى المدينة المقدسة.

إعلان

بنى بجانبه الجيش الأردني معسكرا وقعت فيه معركة شديدة في يونيو/حزيران 1967، وتعرض الدير لأضرار من جديد.

يصف المؤرخ واصف جوهرية دير مار إلياس قائلا إنه "من أعظم وأضخم الأديرة المعروفة التابعة لبطريركية الروم الأرثوذكس، وفيه الغرف العديدة والساحات السماوية الفسيحة، وتقع الكنيسة في الطابق الأرضي منه، وله وقف خاص من حوله غابات الزيتون القديم الروماني".

ويضيف أن "عملية عصر الزيتون فيه مشهورة"، ويصف ناتجها بأنه من "الزيت الأصلي النظيف الصافي الذي يباع دائما بأسعار أكثر من سعر الزيت الآخر في البلاد".

تقاليد الدير

ارتبط دير إلياس قديما بعدد من التقاليد، منها عقد أكاليل الزواج فيه، ومما اشتهر به أيضا في شهر أغسطس/آب ما يعرف بـ"عيد مار إلياس"، ويحضره الناس للوفاء بنذور قطعوها على أنفسهم، فيقدمون الشموع أو الزيت أو مشغولات يدوية.

وينتشر الباعة في ساحة مبنى الدير، الذي يشبه حصنا أو قلعة قديمة، بينما تعج الكنيسة برجال الدين المسيحيين.

معالم دير إلياس

يوجد داخل الدير قبر إيليا، أسقف بيت لحم اليوناني، الذي توفي عام 1345م. وبالقرب من الدير توجد كنيسة كاتيزما، التي كانت محطة وقوف للقوافل ما بين بلاد الشام ومصر، وهي من الكنائس المميزة بشكلها الثماني.

وإلى الجنوب من الدير، يمكن رؤية مقاطع من قناة السبيل، التي كانت تنقل المياه من برك سليمان قرب بيت لحم إلى القدس.

يواجه الدير مقعدا حجريا أقامته زوجة الرسام البريطاني وليام هولمان هانت (1827-1910)، الذي رسم بعض أعماله الرئيسية في هذا المكان، وهو مقعد منقوش عليه آيات كتابية باللغات العبرية واليونانية والعربية والإنجليزية.

وتحيط المستوطنات الإسرائيلية بالدير، مثل "رمات راحيل" التي شهدت معارك قوية عام 1948، وقبالته خربة طبالية الأثرية، وهي جزء من بلدة بيت صفافا، وقد تحولت إلى موقع إسرائيلي باسم "تلة الطيار" (سقطت فيها طائرة إسرائيلية أثناء معارك حرب 1967) وخلفها بُنيت مستوطنة يهودية.

إعلان

مقالات مشابهة

  • وزير الأوقاف يحيي ذكرى رحيل الدكتور محمود حمدي زقزوق
  • ذكرى رحيل أحمد خالد توفيق رائد أدب الفانتازيا والرعب العربي
  • وزير الأوقاف: ذكرى رحيل الدكتور محمود حمدي زقزوق ستظل خالدة في تاريخ الفكر الإسلامي
  • الإمام الكفيف بالأزهر: قبل الصلاة بكون في منتهى الرهبة وتزول فور قراءة القرآن
  • ذكرى وفاة العراب أحمد خالد توفيق.. تعرف على بداياته ورحلته مع الكتابة
  • هل أنكر المالكية صيام الست من شوال؟.. الإفتاء توضح حقيقة خلاف العلماء
  • إذاعة القرآن الكريم.. 61 عاما من الريادة والتألق
  • دير مار إلياس.. معبد حصين قرب القدس سمي على نبي
  • مستقبل وطن المنيا يكرم حفظة القرآن الكريم بمطاي "صور "
  • انتصر لغزة وأفشل العدوان: اليمن في ذكرى الصمود الوطني يُرتل نشيد النصر