سلط تقرير نشره موقع "ذي إنترسبت" الضوء على تحول إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم والداعم الأساسي لدونالد ترامب، إلى شخصية ذات تأثير كبير على الساحة السياسية العالمية، بعد أن تجاوزت مصالحه حدود الولايات المتحدة، معتبرا أن هذه المصالح الخاصة بالملياردير الأمريكي تهدد الأمن القومي للولايات المتحدة.

وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إن إيلون ماسك تحوّل خلال الانتخابات الرئاسية الأمريكية الحالية إلى مرشح الظل الحقيقي للحزب الجمهوري، لكن طموحاته ومصالحه تتعارض مع الأمن القومي الأمريكي.



تحوّل ماسك إلى معسكر ترامب
وأوضح الموقع، أنه حتى قبل أن يعلن تأييده رسميا لدونالد ترامب بعد محاولة الاغتيال في بنسلفانيا، كان إيلون ماسك قد لعب دورا غير مسبوق في الحياة الاقتصادية والثقافية في الولايات المتحدة. وخلال دورة انتخابية واحدة، انتقل ماسك من المعسكر الديمقراطي كرجل أعمال تقدمي مدافع عن الأقليات، إلى أكبر مروج للنزعة الانغلاقية التي تعادي المهاجرين وما يُعرف بحركة الاستيقاظ.

كما تجاوزت إمبراطورية ماسك الاقتصادية حدود الولايات المتحدة، ليصبح مليارديرا ذا نفوذ عالمي له شبكة من العلاقات السياسية والاقتصادية في مختلفة أنحاء العالم، وله مصالحه الخاصة التي قد لا تتماشى دائما مع مصالح الولايات المتحدة، ولا مع أهداف حركة "ماغا" (تيار مؤيد لترامب) اليمينية، وفقا للموقع.


في السويد، يخوض ماسك صراعا مع النقابات وخدمة البريد التي ترفض تسليم لوحات سيارات تسلا تضامنًا مع نقابة عمال الصيانة، مما يعيق استخدام سيارات تسلا في البلاد. وفي البرازيل، استجاب ماسك لقرار قضائي بشأن رقابة المحتوى على "إكس". وفي الصين، يضطر للحفاظ على علاقات ودية مع النظام الاستبدادي الذي قد يستولي على مصنع تسلا ويقطع وصول سياراته إلى السوق الصيني، في ظل منافسة محتدمة مع شركة "بي واي دي" الصينية.

علاقة "غامضة" مع بوتين
أما عن علاقة ماسك بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، فقد لفت الموقع إلى أنه تم تسريب بعض التفاصيل عن علاقتهما على مدار السنتين الماضيتين في مقالات نُشرت في مجلة "نيويوركر"، وصحيفة "وول ستريت جورنال"، ومصادر أخرى، بما في ذلك ما ذكره الخبير السياسي إيان بريمر في 2022، حين أكد أن ماسك أخبره أن آراءه بشأن روسيا وحرب أوكرانيا قد استندت إلى محادثاته مع كبار المسؤولين الروس.

وكان بوتين قد صرح في مقابلة أجراها هذا العام مع الصحفي الأمريكي تاكر كارلسون أنه "لا يوجد ما يمكن أن يوقف إيلون ماسك، فهو سيفعل ما يعتقد أنه يجب عليه فعله. عليك أن تجد أرضية مشتركة معه، ويجب أن تبحث عن بعض الطرق لإقناعه".

ووفقًا لـ"وول ستريت جورنال"، فإن ماسك أجرى محادثات منتظمة في 2022، مع مسؤولين "روس كبار". وفي تلك الفترة كان هناك ضغط من الكرملين على مشاريع ماسك في روسيا و"تهديدات ضمنية ضده".

واعتبر الموقع أن محاولة روسيا استمالة الداعم الأبرز لدونالد ترامب، قضية تتعلق بالأمن القومي وتستدعي اهتماما خاصا من اليسار الأمريكي، مضيفا أن حالة إيلون ماسك تمثل نوعا جديدا من الحكم الأرستقراطي العابر للحدود، والذي سيكون له تداعيات لاحقة تؤثر على الجميع.

وحسب الموقع، فإن قطاع التكنولوجيا الذي يمثله ماسك، كان منذ فترة طويلة مرتبطا بالصناعات الدفاعية، وتحديدا منذ فترة تزويد صواريخ "مينتمان" بالرقائق الإلكترونية، قبل أن تتعمق العلاقة بعد أحداث 11 أيلول/ سبتمبر، وإبرام عقود بمليارات الدولارات، ليتخطى أقطاب التكنولوجيا الشعارات الحالمة بتغيير العالم وينخرطوا في دعم الآلة العسكرية.

وأضاف الموقع أن أصحاب رأس المال المغامر يسارعون اليوم للاستثمار في الشركات الناشئة التي قد تستخدم قريبا الطائرات المسيرة المدعومة بالذكاء الاصطناعي في غزة أو أوكرانيا. وقد ساعدت شركة "أندرييسن هورويتز"، وهي من أبرز شركات رأس المال المغامر وأحد المستثمرين الرئيسيين في "سبيس إكس"، في تمويل استحواذ ماسك على تويتر، واستثمرت في شركته الجديدة للذكاء الاصطناعي، "إكس إيه آي"، معتبرةً ذلك استثمارًا في "الديناميكية الأمريكية".

وتستثمر شخصيات بارزة مثل بيتر ثيل وإريك شميدت، رغم اختلاف انتماءاتهما الحزبية، في تقنيات المراقبة والطائرات المسيرة وتحليل البيانات، وغيرها من أدوات العصر الرقمي لاقتصاد الحرب، مما يعكس توافق مصالحهم مع مشاريع تعزيز الهيمنة العسكرية الأمريكية، بدلاً من الدفاع عن انتماءاتهم السياسية التقليدية، حسب التقرير.

مصالح "متعارضة" مع الأمن القومي الأمريكي
ويمتلك ماسك، وفقا للموقع، عقودا مع الحكومة الأمريكية بمليارات الدولارات عبر شركة "سبيس إكس"، التي تهيمن على سوق إطلاق الأقمار الصناعية وتقوم الآن بإطلاق الأقمار الصناعية التجسسية لفائدة الولايات المتحدة، لكنه يناقض المصالح الأمريكية من خلال التواصل مع بوتين.

وقال الموقع إن انتشار خدمة "ستارلينك" للإنترنت التي يملكها ماسك، والتي توفر الاتصال بالشبكة في أنحاء العالم عبر 6,500 قمر صناعي، قد أدى إلى تعقيد علاقات ماسك على الصعيد الدولي. ورغم عدم رغبة ماسك في الانخراط في الصراعات العسكرية، وتصريح غوين شوتويل، المديرة التنفيذية للعمليات في "سبيس إكس"، بأن الخدمة ليست مخصصة للاستخدام العسكري، إلا أن "ستارلينك" لعبت دورًا بارزًا في الحرب الروسية الأوكرانية.

في 2022، أمر ماسك موظفي "سبيس إكس" بتعطيل وصول الجيش الأوكراني إلى خدمة "ستارلينك" لوقف هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على أسطول البحر الأسود الروسي، واعترف في وقت لاحق باتخاذه هذا القرار، وقال إنه تم إبلاغه أن الهجوم على القرم يشكل خطًا أحمر قد يؤدي إلى رد نووي روسي.

وفي كانون الثاني/ يناير 2023، قال ماسك إنه لم يسمح للأوكرانيين باستخدام "ستارلينك" في "الضربات بالطائرات المسيرة بعيدة المدى". ونشر ماسك في أيلول/ سبتمبر 2023: "إذا كنت قد وافقت على طلبهم، فإن سبيس إكس ستكون متواطئة بشكل صريح في عمل حربي كبير وتصعيد للصراع".

لكن الموقع يرى أن ماسك لم يقف على الحياد من خلال هذه القرارات، بل انحاز إلى الطرف الروسي. فبينما بذلت "سبيس إكس" بعض الجهود لتعطيل استخدام روسيا لـ"ستارلينك" مثلما فعلت مع الأوكرانيين، فقد تكون سهلت من جانب آخر الجهد العسكري الروسي، ففي أيلول/ سبتمبر تحطمت طائرة مسيرة روسية من صنع إيراني يُعتقد أنها تستخدم "ستارلينك".


وتابع الموقع أنه عدا عن استخدام روسيا خدمة "ستارلينك" على نطاق واسع، فإن الديكتاتور الشيشاني الموالي لبوتين، رمضان قديروف، يزعم أنه يمتلك شاحنات "تسلا سايبرترك" مزودة بالمدافع الرشاشة تقاتل في أوكرانيا. كما تزعم تقارير أن بوتين طلب من ماسك عدم تفعيل "ستارلينك" فوق تايوان لخدمة مصالح الرئيس الصيني شي جين بينغ، ووصل الأمر إلى حد طلب التصدي لأي هجوم سري للبحرية الأوكرانية.

ورغم أن أنشطة ماسك تتعارض مع أهداف الأمن القومي الأمريكي، حسب الموقع، فإن بقية أقطاب صناعة التكنولوجيا لم يتحدثوا مطلقا عن علاقاته الغامضة بقادة دول أخرى وارتباطه بأجندات أجنبية،  ما يعكس تعطشهم للسلطة.

ورغم انتقادات الديمقراطيين والليبراليين لإيلون ماسك، فإنهم لم يصلوا إلى مرحلة محاسبة الرجل الذي الذي ساهموا في تلميع صورته، والذي أصبح شريكًا لا غنى عنه للمؤسسة الأمنية، وعلى وشك اكتساب نفوذ غير مسبوق في ظل إدارة ترامب المحتملة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية ماسك ترامب روسيا روسيا الإنتخابات الأمريكية ترامب ماسك صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الأمن القومی الأمریکی الولایات المتحدة إیلون ماسک سبیس إکس

إقرأ أيضاً:

بالطو فتح له الأبواب.. كيف تحول عصام عمر من أدوار الظل إلى نجم صاعد؟

عند عرض مسلسل "بالطو" عام 2023، تفاجأ المتفرجون ببطله عصام عمر، واعتبره الكثيرون نجما جديدا ظهر من العدم. قبل أن يتذكر البعض ظهوره في أدوار صغيرة بمسلسلات متنوعة، بدءا من "لما تامر ساب شوقية" عام 2015. غير أن مسيرته الفنية تلك، والمستمرة 10 سنوات سابقة، شهدت الكثير من الانعطافات التي تسير بمحاذاة انعطافات أخرى موازية لحياته الشخصية.

وعمر ممثل مصري عرفه الجمهور مؤخرًا بمسلسل "بالطو" وبعده "مسار إجباري" ثم أول أفلامه السينمائية الطويلة "البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو". وقد أظهر وجها مختلفا من موهبته خلال كل عمل من هؤلاء، بل وفي أدواره الصغيرة السابقة. فأين كان عمر مختفيا عن الأنظار في السابق؟

مقالات مشابهة

  • الدفاع التركية تؤكد وقوفها مع سوريا ضد التنظيمات الإرهابية التي تهدد أمنها ووحدتها
  • وزير الخارجية الأمريكي يُوجه بإتمام المساعدات المنقذة للحياة التي جرى الاتفاق عليها مسبقًا
  • تصاعد الصراع في شرق الكونغو: أزمة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي
  • بالطو فتح له الأبواب.. كيف تحول عصام عمر من أدوار الظل إلى نجم صاعد؟
  • جثة متحللة تستنفر مصالح الأمن بسلا 
  • خبير استراتيجي: الرئيس السيسي يرى الأمن القومي بمنظور أشمل
  • «الشائعات وخطورتها علي الأمن القومي».. ندوة توعوية لإعلام المحلة
  • السيسي يشدد على تعزيز دور القانون والمؤسسات القضائية للتصدي للتحديات التي تهدد كيان الدول
  • النائبة هند رشاد: الأمن القومي المصري خط أحمر ولا يمكن لأحد المساس به
  • القومي للبحوث الجنائية: بعض الجرائم التي ترتكب في المجتمع مرتبطة بالأسرة وثقافة الترند