كاتب إسرائيلي يصف إزاحة غالانت بأنها موت للديمقراطية وإقالة للدولة
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
وصف الكاتب والصحفي الإسرائيلي ناحوم برنياع، خطوة رئيس وزراء الاحتلال بإقالة وزير الحرب يوآف غالانت، بأنها بمثابة التعبير عن موت "الديمقراطية الإسرائيلية" ببطء وتدريجيا وبشكل بلطف.
وقال برنياع في مقال نشره عبر صحيفة "يديعوت أحرونوت": "صباح الخير لكم، مواطني إسرائيل، قد لا تشعرون بذلك، وقد يكون ما تقوله الأخبار غير مؤثر في حياتكم حاليا، لكنكم تعيشون منذ هذا الصباح في ديمقراطية سابقة.
وأضاف "خطأ كبير.. هناك ديمقراطيات تموت بين عشية وضحاها، في حمام دم، أما ديمقراطيتنا، فهي تموت ببطء تدريجيا، الإقالة الثانية لغالانت أسوأ من الأولى، في المرة الأولى أقاله لأنه حذر من الانطباع الذي يتركه الانقلاب الحكومي لدى أعدائنا، تمت إقالته لأنه كان على حق، وهذه المرة أُقيل لأنه رفض إعفاء الحريديم من الخدمة العسكرية، مما تسبب في تهديد محتمل لحكم نتنياهو".
وأوضح "أصبح بقاء نتنياهو في السلطة الهدف الأساسي، وأصبح هذا أهم من أداء النظام العسكري في خضم حرب، وأهم من سلامة المقاتلين في الخطوط الأمامية المدعومين من حكومة مسؤولة عاقلة، عندما يكون رئيس الوزراء أهم من الدولة التي يرأسها، فنحن نعيش في ديكتاتورية".
وأوضح "انظروا إلى رومانيا تشاوشيسكو، أو المجر أوربان، العلامات موجودة بالفعل، أحد هذه العلامات هو تعيين إسرائيل كاتس وزيرا للدفاع.. كاتس سياسي قديم ذو خبرة، ويتقن المناورة في مركز حزب الليكود، لكن إدارة حرب ليست من اختصاصه"، على حد قوله.
وأشار إلى أنه "ربما يستطيع الجيش التأقلم بدون الوزير، لكن ماذا سيحدث للمفاوضات المعقدة مع وزارة الدفاع الأمريكية؟ إذا جلب كاتس الدبلوماسية نفسها التي جعلته يتنازع مع كل دولة ممكنة عندما كان وزيرا للخارجية، فنحن في مأزق".
وأكد الكاتب أن "نتنياهو لا يهتم، كلما تم تصوير وزير دفاعه على أنه غير مؤهل أو مضحك أو فاشل، كلما زاد رضاه.. وغالانت ليس شخصا سهلا، وتصريح نتنياهو بأنه لا يثق به صحيح، لكنه أيضا لا يثق بوزير خارجيته الجديد جدعون ساعر، ومع ذلك يتدبر الأمر".
وأكد أن "الثقة في السياسة غالبا ما تكون مجرد أخبار كاذبة وسراب، شيء يظهر في رسائل الحكومة التي يرددها أبواق السلطة، انظر إلى رابين وبيريز؛ نتنياهو وإسحق مردخاي، نتنياهو وغانتس، نتنياهو ومعظم وزراء حكومته، لا يهمه أنهم لا يثقون به طالما أنهم لا يهددون بقاءه في الحكم.. كي يشعر بالعظمة، يجب أن يكونوا صغارا".
وأضاف أن "السلطة التي يمنحها القانون لرئيس الوزراء لإقالة الوزراء مبررة تماما، فالحكومة ليست ناديا للجدل؛ الوزير الذي يعمل بعكس سياسة الحكومة يجب أن يُقال، لكن الكنيست الذي أقرت القانون لم يأخذ في الحسبان أن يأتي يوم في إسرائيل يقف فيه رئيس وزراء يخشى فقدان السلطة لدرجة يفقد معها صوابه، إنه ليس أول سياسي في العالم يُنتخب ديمقراطيا ويصبح ديكتاتورا".
وذكر أن "السلطة تُفسد، كما قال اللورد أكتون، وإذا سمحتم لي بإضافة شيء، فإن السلطة أيضا تحول الأشخاص الأذكياء إلى مجانين، هناك خطر واضح وقريب، خذا ما كتبته في ليلة غالانت الأولى، وهذا صحيح أكثر في ليلة غالانت الثانية، في خضم الحرب".
وختم الكاتب "ربما هناك نقطة إيجابية واحدة في هذا الحدث الصعب: يمكن لغالانت أن يصبح زعيما لطيف واسع من الإسرائيليين الذين يقولون: لا بعد الآن، في مكان لا يوجد فيه أحد ولا توجد معارضة، قد يصبح غالانت أملا بديلا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي الاحتلال غالانت نتنياهو إسرائيل نتنياهو الاحتلال غالانت صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
جائزة أسوأ شخصية لهذا العام
بقلم : هادي جلو مرعي ..
فتشت كثيرا عن شخصية سيئة تستحق تصدر الشخصيات الأكثر سوءا لنيل جائزة أسوأ شخصية لهذا العام، لكني لم أجد شخصية سيئة للأسف، والجميع هم الأفضل، والأحسن، والأكمل، والأجمل، ويستحقون أن تتناثر الجوائز على رؤوسهم، ويكرمون كما لم يكرم أحد من قبل، ولا من بعد.
في بلد يعاني سياسيا، يكافح إقتصاديا، في رغبة الفوز رياضيا، باحث عن الهوية ثقافيا، تتنازعه الطائفة والقومية والمناطقية والعشائرية، تتقاذفه طموحات الزعامات، وتنهشه أنياب العداوات، وتأخذه التدخلات الخارجية الى مساحات لامصلحة له فيها، ولو كان هناك جمال ونوق كثيرة فيه لقلنا: لاناقة له فيها ولاجمل، بلد فيه كل ذلك كيف يمكن أن نختار الأفضل فيه، والأفضل هو من يقلب المعادلات، ويغير الأحوال الى أحسن حال، وليس من يتقمص الأدوار، ويستولي على الديار، ويستحوذ على ماشاء، فهذا ليس بصانع، وليس بمغير، وليس بمنتج لأنه إشتغل لنفسه، وليس لشعبه، فكيف يكون الأفضل؟
في نهاية كل عام تتهافت الإستفتاءات، والإستطلاعات، والتصويت بطرق مختلفة، لإختيار الأفضل من الوزراء، والشعراء، والتجار، والثوار، والمدراء والخبراء، والفنانين، والصحفيين، ورؤساء الهيئات، وأصحاب الشركات، والذين نظنهم مبدعين في عديد المجالات، ولكن السؤال الأهم، كيف تتاح لنا كل هذه المهرجانات، والفعاليات، والإحتفالات، والتكريم لاشخاص بعضهم لايجيد الإمساك بالقلم، ومنهم من لايعرف اللا من النعم، ومنهم من تطاول وتربع في مكان ليس له، ولايجيد أن يكون له لأنه لايمتلك المؤهلات والقدرات، خاصة حين يدفع به حزب، أو جهة لتصدر المشهد، وليس لأنه مستحق، ولكن لأنه متفق مع تلك الجهة لضمان مصالحها.
يمكن لك أن تكون بطلا في مهرجان الأفضل، وتقدم لك جائزة مادمت تستطيع تقديم بعض الدعم للمهرجان، حينها تتحول الى (خير عباد الله كلهم) وتكون في الريادة، وتليق بك القيادة، وتكون رجلا فوق العادة، وقد أنجزت مالم تستطعه الأوائل بالرغم من فساد دائرتك، وخراب عهدتك، وتيهان مؤسستك، ومادمت قررت دعم الجهة المنظمة فأنت الأفضل لهذا العام، وإذا كنت مستعدا للدفع في العام المقبل فأنت الأفضل أيضا، ويمكن أن تكون الأفضل في كل عام مادمت تدفع.
بعض المهرجانات تعتمد الإرتجال والإستعجال، وليس لديها شيء محال، فتنسى الأخيار، وتكرم الأشرار، وسواء كان ذلك التكريم يأتي من مال، أو صداقة، أو علاقة فإنه تكريم غير حقيقي، وزائف، وفي الغالب يتجاهل الشخصيات المبدعة والمتجددة، فيكرم البعض، ويهين سواهم، والأجدر أن تكون الدولة وصية على تلك المهرجانات التي تهين الإبداع خاصة حين يعتلي المنصة صحفي فاشل، أو فنان متهتك، أو مسؤول تعاني مؤسسته من الفساد، والمقلق إن هولاء يعلنون تكريم ضباط كبار، ومسؤولين في الدولة، ولاأدري كيف يقبل ضابط كبير مهمته ضبط الأمن أن يكون في قاعة يعمها الهرج والمرج ليقال عنه: الأفضل، وهو ليس الأفضل حتما، وليس جديرا بالتكريم.
ولأنني لم أجد الأسوأ مادام الجميع يرى في نفسه الأفضل قررت ترشيح نفسي لجائزة الأسوأ لهذا العام بإنتظار جهة ممولة لتشتري تلك الجائزة، وتقدمها لي في حفل رأس السنة الميلادية.