80% من مرضى «جوشيه» بمصر نتيجة زواج الأقارب
الأمراض الوراثية التى تنتقل من جيل إلى آخر تعد بمثابة الجوائح التى تصيب العالم بالرغم من ندرة حدوثها، يُعد مرض غوشيه..أو جوشيه من الأمراض النادرة نسبياً يتوارثه أفراد العائلة الواحدة، واكتشفه ووصفه لأول مرة الدكتور فيليب غوشيه عام 1882 وهو ناتج عن طفرات جينية (تغيير دائم فى الحمض النووى للجين) يتلقاها الأبناء من كلا الوالدين.
يُعرف بداء اليهود فهو شائع الحدوث بين يهود شرق آسيا وأوروبا ويسبب داء غوشيه كثيراً من الأعراض المميتة سواء للأطفال فى سن صغير جداً حتى الكبار. وأفراد العائلة المصابة الواحدة تخضع للفحص الجينى دوماً لتجنب إصابة الأجيال الجديدة بهذا المرض.. والمتسبب فى وفاة 30% من الأطفال قبل بلوغهم العام الخامس من عمرهم حسب المراجع والمقالات العلمية.. يُعرف مرض غوشيه بـ (داء غوشيه) أو(الشحام الجليكوزيل السيراميدي) فهو من الأمراض الوراثية نادرة الحدوث تعرف بأمراض التخزين الليزوزومية ويرتبط المرض والإنزيمات ارتباطاً وثيقاً؛ إذ ينتج من انخفاض مستوى إنزيم يسمى الجلوكوسيربيروسيديزمما يسبب تراكم مادة ناتجة من تكسير الدهون فى الجسم تعرف ب الجلوكوسيريبروسيد.
تتجمع خلايا غوشيه وهى خلايا بلعمية أحادية الخلية وتحتوى على الجلوكوسيربيروسيد غير نشط فى الطحال والكبد ونخاع العظم مسببه اضطراب فى وظيفة الأعضاء واختلال الهرمونات بداخلها مسببة زيادة ملحوظة فى الوزن.وبالاصح تضخم فى الجزء المصاب بجين مرض غوشيه الصبغى الجسدى المتنحى من ضمن مخاطر الإصابة أنه يؤدى إلى التعرض للكثير من الأمراض الخطيرة الأخرى مثل: تأخر النمو والبلوغ عند الأطفال.اوالإصابة بسرطان النخاع الشوكى وسرطان الدم وسرطان الغدد الليمفاوية. الشلل الرعاش وأمراض تخص النساء والتوليد.
يوجد غوشيه فى ثلاث صور كل منها أعراض مختلفة وتسبب بكثير من الأمراض النوع الأول يسبب تضخم الكبد أو الطحال. فقر الدم (انخفاض مستويات خلايا الدم الحمراء)، والذى يسبب التعب والإرهاق. انخفاض مستويات الصفائح الدموية، يعرضك للإصابة بالكدمات أو النزيف والتهاب المفاصل وهشاشة العظام وانكسارها بسهولة وآلام العظام.
يعد النوع الثانى الأكثر خطورة من النوع الأول لأنه يصيب الأطفال الصغار من عمر من ثلاثة إلى ستة أشهر مستهدفاً الجهاز العصبى المركزى للأطفال المصابين بالنوع الثانى من المرض ربما يفارقون الحياة عند عمر السنتين. وتتمثل أعراضه فى تضخم الطحال، وصعوبة البلع، وعدم زيادة الوزن طبيعياً، والالتهاب الرئوى، وبطء معدل ضربات القلب، واضطراب حركة العين، ومشكلات فى الرئة ينتج عنها توقف التنفس أو انقطاعه وجمود الأطراف ونوبات تشنجية وتلف المخ.. أما النوع الثالث فيؤثر على الجهاز العصبى المركزى أيضاً مثل النوع الثانى، ولكن أعراضه تكون أكثر اعتدالاً فى الأطفال الأكبر سناً من الأطفال الرضع وحديثى الولادة.. ومن أهم أعراضه تضخم الكبد والطحال كما فى الأنواع السابقة، ولكن الأمر يزداد سوءاً. التعب الشديد وعدم القدرة على تناول الطعام أو ارتداء الملابس بمفرده. وصعوبة تحريك العينين فى اتجاهات مختلفة، ومشكلات الرئة وصعوبة التنفس تزداد. وصعوبة تحريك الأطراف، كما يحدث تقلص فى العضلات وزيادة الكدمات فى الجسم..
قلة النشاط الدماغى والقدرات العقلية سريعاً.. وتتطلب رعاية الأطفال المصابين بمرض غوشيه من النوع الثانى والثالث عناية خاصة من الأبوين ودعماً نفسياً من الأسرة، وذلك لصعوبة الأمر والمراحل التى يصل إليها المرض. وهناك أنواع أخرى متعلقة بمرض غوشيه مثل: مرض غوشيه وهو أكثر الأنواع ندرة يصيب القلب شائع الحدوث فى الأطفال يسبب تصلب شرايين القلب. وأعراضه مشكلات فى حركة العين تضخم الطحال يكون طفيفاً، ويحدث انكسار العظام بسهولة، ومشاكل فى دقات القلب.
وهناك أيضاً مرض غوشيه القاتل قبل الولادة وهو أشد أنواع المرض خطورة، ربما يعيش الطفل بعد الولادة بضعة أيام فقط، ومن أعراض هذا النوع تورم الجلد بسبب تراكم السوائل حول الجنين، جلد جاف متقشر يسمى السماك، وتضخم الكبد والطحال، ومشاكل الدماغ الحادة.
تنوع ولكن
بالرغم من تنوع الأمراض النادرة واختلافها فى العديد من الجوانب، إلا أنها تشترك فى عدد من الخصائص، فغالباً ما تكون مزمنة وتؤثر بشكل كبير على جودة الحياة، وقد تسبب العجز أو الوفاة المبكرة. وعادة ما تكون هذه الأمراض معقدة ويصعب علاجها. كما ينجم معظمها عن أسباب وراثية. غالباً ما يصعب تشخيصها. ومعظمها لا يوجد له علاج فعال أو شفاء.. وهنا تكمن الخطورة وتزداد حدتها مع تأخر الاكتشاف والتشخيص ومن ثم تأخر العلاج.. وقد يكون بعد فوات الأوان.
والأمراض النادرة قد تحدث نتيجة عوامل جينية، أو بيئية، أو الإصابة بعدوى، وغيرها.. وداء جوشيه من الأمراض المناعية النادرة.. وتكمن خطورتها فى صعوبة تشخيصه و تشابه أعراضه مع أمراض أخرى مع عدم توافر خبرة التشخيص ويجب عند ظهور تلك الأعراض عمل تحليل إنزيمى لدى المركز القومى للبحوث فقط لأنه لا يوجد معامل أخرى لهذا التحليل.. وتلك هى معضلة هذا المرض فى مصر.. والمعضلة الثانية، بحسب حديث
الدكتورة عزة طنطاوى، أستاذة طب الأطفال وأمراض الدم والأورام للأطفال بجامعة عين شمس، ورئيسة المؤسسة العلمية المصرية للأمراض النادرة لدى الأطفال، هى أن هذا المرض لا يعالج إلا من خلال المراكز الطبية المتخصصة وعلى أيدى أطباء متخصصين، لافتة إلى أن إزالة الطحال فى حالة الإصابة بمرض جوشيه يؤدى إلى إصابة المريض بهشاشة العظام وبدرجة متوحشة.
مؤكدة أن القطاع الصحى فى مصر يشهد اهتماماً كبيراً من الدولة وخاصة الاهتمام بعلاج الأمراض النادرة.. وكذلك القطاع الخاص من خلال سانوفى ومبادرة الأمل لرعاية مرضى جوشيه فى مصر.. وهناك تعاون انطلق فى عام 1999، التزمت فيه سانوفى بتوفير العلاج لمرضى جوشيه، دون النظرإلى قدرتهم على تحمل تكاليفه. فخلال الـ 25 عاماً الماضية، لم تقتصر هذه المبادرة على تقديم العلاج لمرضى الأمراض النادرة فى مصر، بل ساهمت أيضاً بشكل كبير فى تعزيز الفهم وإدارة مرض جوشيه فى جميع أنحاء البلاد.
وللآن تواصل المبادرة دعم المرضى بالأمراض النادرة، حيث يتلقى أكثر من 30% من المرضى العلاج منذ أكثر من 20 عاماً. وخلال هذه الفترة قدمت سانوفى من خلال Foundation S ما يزيد على 400,000 جرعة علاج منقذة للحياة. وقد أسهم هذا الالتزام المستمر من جميع الشركاء، بما فى ذلك الأطباء المحليين والدوليين فى هذه التخصص، فى دعم التشخيص المبكر للأطفال حديثى الولادة، وتوفير العلاج المناسب، وتحسين إدارة مرض جوشيه.
خلال هذه الفترة لم تقتصر نجاحات البرنامج على مرض جوشيه فقط، فقد قدم برنامج سانوفى الإنسانى للأمراض النادرة من خلال Foundation S مساعدات لعدد إضافى من المرضى المصابين بأمراض نادرة أخرى فى مصر مثل مرض بومبى، ومرض فابرى، ونقص إنزيم حمض السفينجوميلينيز (ASMD)، ما ساهم فى اتساع نطاق الرعاية الإنسانية ليشمل أكثر من 67,685 جرعة.
وأشارت د.عزة إلى ما شهدته خلال مسيرتها المهنية، فالأطفال الذين تم تشخيصهم بمرض جوشيه يكبرون ليعيشوا حياة طبيعية وصحية بفضل الوعى والدعم الذى وفره برنامج الأمل ولم ينقذ هذا البرنامج حياتهم فحسب، بل منحهم أيضاً الأمل والفرصة للنمو وتحقيق إمكاناتهم وأحلامهم.
الذكرى الخامسة والعشرون لمبادرة جوشيه التى يحتفل بها حالياً ليست فقط للنجاح فى الماضى، بل خطوة أخرى نحو مستقبل ملىء بالابتكار والرعاية الإنسانية. وبينما تنظر سانوفى ومنظمة «هوب» إلى المستقبل، فإنهما سيظلان ملتزمين بتحسين حياة مرضى المصابين بالأمراض النادرة فى مصر وخارجها.
الدكتور علاء حامد، الرئيس الدولى للخدمات الطبية للأمراض النادرة فى سانوفى، أكد أهمية التعاون المستمر، وأن سانوفى ملتزمة بشكل عميق بدعم مرضى الأمراض النادرة من خلال برامج مثل مبادرة جوشيه، التى غيرت حياة الكثيرين، وعززت خبرة الأطباء المحليين.
من جانبها وقعت وزارة الصحة والسكان منذ عامين مذكرة تفاهم مع المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية، ومشروع الأمل، ومؤسسة الناس للناس لتعزيز التعاون فى تلبية جميع الاحتياجات الصحية لمرضى جوشيه فى مصر من خلال برامج التبرعات الدوائية والتثقيف الصحى للمرضى.. وتهدف تلك المذكرة توفير خدمات صحية ذات جودة عالية من خلال إشراف وزارة الصحة على مرافق وبرامج الصحة العامة التى تلبى جميع الاحتياجات الصحية.. وفى هذا الصدد أوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة والسكان، أن المجلس الأعلى للمستشفيات الجامعية سيوفر الرعاية الطبية اليومية لمرضى جوشيه المسجلين فى برامج جوشيه بمراكز علاج جوشيه من خلال العلاج بالإنزيم التعويضى، ووزن المرضى كل ستة أشهر لحساب كميات العلاج ومراجعة المرضى الذين يتم اختيارهم فى اجتماعات لجنة الخبراء نصف السنوية.
وأشار «عبدالغفار» إلى أن مشروع الأمل يدعم برنامج جوشيه لعلاج المرضى المسجلين فى البرنامج، إلى جانب مساعدة الأطباء المصريين فى تقديم التشخيص والعلاج الجيد للمرضى من خلال الأنشطة الصحية التعليمية المتخصصة، مع تسهيل الاستعانة بالخبراء أعضاء اللجان الطبية المحلية.
وتبقى كلمة
فى احتفالية أقيمت بمناسبة مرور ٢٥ عاماً على رعاية مبادرة الأمل لمرضى جوشيه فى مصر وحقوقهم... اختلف الأطباء فى العدد الإجمالى لمرضى جوشيه بمصر ما بين عشرات المرضى والمئات.. وهذا الاختلاف والتباين فى أعداد المرضى هو أهم عائق لمحاربة المرض وعلاجه...
فى النهاية.. الحياه لا تخلو من الأمراض سواء المعدية أو الوراثية، ولكننا نستطيع أن نتغلب عليها جميعًا. إذا كان فى عائلتك أمراض وراثية تعرفها ينبغى لك الكشف المبكر لمعرفة إن كنت حاملاً للمرض وكيف يمكن تجنب مضاعفات قد تحدث بسببه فى المستقبل؟! لحمايتك أنت ونسلك من بعدك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمراض الوراثية جوشيه الحمض النووي الأمراض النادرة من الأمراض من خلال فى مصر
إقرأ أيضاً:
الأسرة في زمن الشاشات.. كيف نحميها من التشتت؟
شهد العالم خلال العقود الأخيرة ثورة رقمية غير مسبوقة، غيرت جذريًا من أساليب الحياة وأثرت على مختلف جوانب المجتمع، بما في ذلك الأسرة والتربية.
لم تعد التكنولوجيا مجرد أداة مساعدة، بل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة اليومية، مما فرض على الأسر تحديات كبيرة تتعلق بالتواصل العائلي، وأساليب التربية، والعلاقات بين الآباء والأبناء.
في حين توفر التكنولوجيا فرصًا لا حصر لها للتعلم، والترفيه، والتواصل، فإنها في الوقت نفسه تُحدث فجوة بين الأجيال، حيث تختلف طريقة تفكير الأطفال الذين نشؤُوا في بيئة رقمية عن تلك التي تربَّى فيها آباؤهم.
هذه التغيرات تستدعي مراجعة شاملة لأساليب التربية التقليدية وابتكار إستراتيجيات جديدة تساعد الأسر على التعامل مع هذه التحديات بطريقة متوازنة تضمن الحفاظ على القيم العائلية دون إغفال فوائد التكنولوجيا.
وهو الأمر الذي يجعل من مناقشة تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية، والتحديات التي تواجه الآباء في تربية الأبناء في عصر الأجهزة الذكية، والاجتهاد في تقديم حلول عملية تساعد على تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا والحفاظ على التماسك العائلي، مسألة تكتسي حيوية خاصة وأهمية بالغة. حيث إن تأثير التكنولوجيا على العلاقات الأسرية أصبح يأخذ أشكالًا شتى ومتنوعة.
إعلان أولًا: تقلص التواصل العائلي في ظل الثورة الرقميةلطالما كانت الأسرة تُعتبر البيئة الأولى التي يكتسب فيها الطفل قيمه الأساسية، ويتعلم فيها مهارات التواصل، لكن مع الانتشار الواسع للتكنولوجيا، بدأت أنماط التواصل التقليدية تتراجع تدريجيًا.
في السابق، كانت العائلات تجتمع لتناول الطعام، وتبادل الأحاديث حول يومهم وهموم معاشهم، أما اليوم فقد تحوّلت هذه اللحظات إلى أوقات صامتة، حيث ينشغل كل فرد بهاتفه الذكي أو جهازه اللوحي.
تشير الدراسات الحديثة إلى أن متوسط الوقت الذي يقضيه الأطفال والمراهقون على الأجهزة الإلكترونية، قد ارتفع بشكل كبير خلال العقد الماضي، مما أدى إلى تقليل فرص الحوار والتفاعل المباشر داخل الأسرة.
لا يقتصر الأمر على الأبناء فقط، بل حتى الآباء أنفسهم أصبحوا يعتمدون على هواتفهم في إنجاز أعمالهم أو متابعة الأخبار، مما يخلق فجوة إضافية في بنيان التواصل الأسري.
ثانيًا: تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الأسرية – تأثير سلبي على العلاقات الزوجية:في عصرنا الحالي، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي جزءًا رئيسيًا من حياة الكثيرين، حيث يقضي الأزواج ساعات طويلة على منصات اجتماعية مثل فيسبوك، وإنستغرام، وإكس، دون إدراك تأثير ذلك على علاقتهم الزوجية.
وتشير دراسات حديثة إلى أن الاستخدام المفرط لهذه الوسائل قد يكون سببًا رئيسيًا في تراجع جودة العلاقة الزوجية، حيث يؤدي إلى انشغال أحد الطرفين بالعالم الافتراضي على حساب الشريك الحقيقي.
إحدى أبرز المشكلات التي تواجه الأزواج في هذا السياق، الإدمان على التصفح اللاواعي، حيث يجد أحد الشريكين نفسه يقضي وقتًا طويلًا في متابعة الأخبار، أو تصفح المنشورات، أو التفاعل مع الأصدقاء الافتراضيين، في حين يتم إهمال التواصل المباشر مع الشريك. ويؤدي هذا السلوك إلى الشعور بالإهمال والفراغ العاطفي، مما قد يؤدي إلى تفاقم المشكلات الزوجية، وزيادة حالات الخلاف.
إعلانإضافة إلى ذلك، يمكن لوسائل التواصل الاجتماعي أن تخلق توقعات غير واقعية في العلاقة الزوجية، حيث يعرض المستخدمون أفضل لحظاتهم على الإنترنت، مما قد يدفع بعض الأزواج إلى مقارنة حياتهم الزوجية بتلك الصور المثالية، والشعور بعدم الرضا عن علاقتهم الخاصة.
هذه المقارنات قد تزرع بذور الاستياء، وتؤدي إلى مشاعر الإحباط بين الأزواج، خاصة إذا شعر أحدهما بأن حياته الزوجية لا ترقى إلى المعايير التي يتم الترويج لها على الإنترنت.
لحل هذه المشكلة، يجب على الأزواج أن يضعوا حدودًا واضحة لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي داخل المنزل، مثل تخصيص أوقات خالية من الهواتف، وتجنب تصفح الإنترنت أثناء الوجبات أو الأوقات العائلية. كما يُنصح بتعزيز التواصل الفعلي بين الزوجين من خلال قضاء وقت ممتع معًا، سواء بممارسة أنشطة مشتركة، أو التحدث عن المشاعر والتجارب اليومية.
– تأثير على الأبوة والأمومة:لم يعد الانشغال بالأجهزة الذكية يقتصر على الأطفال والمراهقين فحسب، بل أصبح الآباء أنفسهم يعانون من إدمان الهواتف الذكية ووسائل التواصل الاجتماعي، مما أثر بشكل مباشر على علاقتهم بأطفالهم. تشير دراسات إلى أن بعض الآباء يقضون وقتًا أطول في التفاعل مع أجهزتهم مقارنة بالوقت الذي يقضونه مع أطفالهم، وهو ما يُعرف بـ "التربية المشغولة رقميًا".
عندما يكون أحد الوالدين أو كلاهما منشغلًا بالهاتف، فإن الطفل يشعر بأنه ليس محور الاهتمام، مما قد يؤدي إلى مشاكل عاطفية مثل انخفاض تقدير الذات، والشعور بالتجاهل. كما أن التفاعل المحدود بين الأهل والأبناء يقلل من فرص تطوير مهارات التواصل الاجتماعي لدى الطفل، مما قد يؤثر عليه في المستقبل عند التعامل مع الآخرين.
لحل هذه المشكلة، يجب على الآباء أن يكونوا أكثر وعيًا بأهمية التواصل العاطفي مع أطفالهم، وذلك من خلال:
إعلان تخصيص وقت يومي للأطفال بدون أجهزة إلكترونية، مثل اللعب معهم أو القراءة لهم. وضع قواعد صارمة لاستخدام الهواتف أثناء قضاء الوقت العائلي، مثل تجنب تصفح الإنترنت أثناء الوجبات العائلية. التفاعل مع الأطفال بوعي أكثر، من خلال الاستماع إليهم ومشاركة اهتماماتهم. – تأثير سلبي على الأطفال والمراهقين:وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت بيئة خصبة للتأثير على نفسية الأطفال والمراهقين، حيث يقضي العديد منهم ساعات طويلة في تصفح منصات مثل إنستغرام وسناب شات.. مما يجعلهم عرضة لمقارنات غير صحية مع أقرانهم.
ومن أبرز المشكلات التي تواجه المراهقين في هذا السياق هو الشعور بعدم الكفاية، حيث يتمتع بعض المستخدمين بحياة فاخرة تبدو مثالية على الإنترنت، مما قد يجعل الطفل أو المراهق يشعر بأنه أقل حظًا أو أقل جاذبية. يمكن أن تؤدي هذه المشاعر إلى انخفاض الثقة بالنفس، وزيادة معدلات القلق والاكتئاب بين المراهقين.
ولحماية الأطفال من هذه التأثيرات، يجب على الأسرة متابعة المهام التالية:
توعية الأطفال بالمحتوى المضلل على وسائل التواصل الاجتماعي، وتعليمهم كيفية التحقق من صحة المعلومات. تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم من خلال تشجيعهم على تحقيق إنجازاتهم الشخصية بعيدًا عن معايير الجمال الزائفة. تحديد وقت معين لاستخدام وسائل التواصل الاجتماعي لمنع الإفراط في التصفح.. على سبيل الختم:في ظل التطور التكنولوجي المتسارع، أصبح من الضروري أن تتكيف الأسر مع متطلبات العصر الرقمي، دون أن تفقد قيمها الأساسية. التربية في العصر الرقمي تتطلب وعيًا ومسؤولية، من خلال تحقيق التوازن بين الاستفادة من التكنولوجيا، وحماية الأطفال من آثارها السلبية.
ويمكن للوالدَين أن يجعلا من التكنولوجيا أداة إيجابية، من خلال وضع حدود واضحة، وتعزيز التواصل الأسري، والحرص على أن يكونا قدوة حسنة في استخدام الأجهزة الذكية. بهذه الطريقة، يمكن للأسرة أن تحافظ على تماسكها، وتساعد الأطفال على النمو في بيئة صحية ومتوازنة وخالية من الاستعباد الرقمي.
إعلانالآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.
aj-logoaj-logoaj-logo إعلان من نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطخريطة الموقعتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+تابع الجزيرة نت على:
facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outline