وزير خارجية السودان: العلاقات مع مصر الأهم لنا..وننسق باستمرار مع القاهرة لحل أزمتنا
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
أكد وزير خارجية السودان علي يوسف الشريف أن علاقات السودان مع مصر، هى الأهم لبلاده مع الخارج، مشيرا إلى أن هناك تنسيقا مستمرا بين القاهرة والخرطوم لحل الأزمة السودانية.
وقال الوزير علي يوسف الشريف، في تصريحات صحفية عقب لقائه مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط اليوم الأربعاء إنه سيلتقي اليوم مع وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان والذي عقد على هامش فعاليات المنتدى الحضري العالمي.
وذكر أن ما يجري في السودان من حرب سينتهي بانتصار القوات المسلحة السودانية خلال الشهرين او الثلاثة المقبلة، مشيرا الى أن القوات المسلحة السودانية تلقى الدعم الشعبي الداخلي ومن الدول الصديقة .
وأضاف أن الجامعة العربية تقوم بدورها المسؤول في تنسيق الجهود الإقليمية والدولية لإعادة الاستقرار والأمن في السودان ودعم الشرعية الممثلة في القوات المسلحة السودانية.
وتابع أنه ناقش مع الأمين العام لجامعة الدول العربية عددا من القضايا الهامة الحيوية والحياتية بالنسبة للسودان، خاصة المرتبطة بمسار معركة الكرامة في السودان ودعم الجامعه العربيه للدولة السودانية في شتى المجالات .
واستطرد قائلا: "نحن مقبلون على قمه عربية إسلامية في المملكة العربية السعودية واجتماعات مكثفة أخرى.. ووجهنا الدعوة للأمين العام لزيارة السودان خلال الأسابيع القليلة القادمة، قبل نهاية هذا العام، وستكون هذه الزيارة هامة جدا، وسيكون لها مردود إيجابي كبير في العلاقات بين السودان وجامعة الدول العربية".
واستنكر الشريف الادعاءات التي يروجها المتمردون ومن يساندهم بوجود مجاعة في السودان.. وقال إن السودان يعيش في أزمة غذائية وليس في مجاعة، مشيرا الى أن هذه الازمة سببها قوات الميليشيا التي تهاجم المزارعين وتقتل الناس وتقضي على الأخضر واليابس، مشددا على انه تم الاتفاق على عدم السماح باستخدام ملف الإغاثة كذريعة للتدخل الأجنبي في السودان.
وحث الوزير السوداني الدول العربية والصديقة على تقديم المساعدات لمساعدة الشعب السوداني في مواجهة الأزمة الغذائية الحقيقية والتي لا ترقى إلى حد المجاعة.
وأشار الى أن الجامعة العربية تلعب دورا كبيرا لحل الأزمة السودانية، وهي تقوم بهذا الدور بدون طلب من أحد استنادا إلى مسؤولياتها التي ينص عليها الميثاق.
ولفت الى ان الجامعة العربية أبدت استعدادها للتجاوب مع كل المطالب التي تقدمها الحكومة السودانية ومساعدة السودان للخروج من هذه الأزمة.
وهنأ الوزير السوداني الرئيس دونالد ترامب الذي فاز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية.. وقال: "نؤكد احترامنا لخيار الشعب الامريكي لاختيار رئيسه.. ونتمنى أن تكون العلاقات مع الولايات المتحدة جيدة ومتكافئة.. وأن تقف أمريكا مع الحق وسيادة الدول ومواجهة الحركات الميليشياوية المسلحة".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الدول العربیة فی السودان
إقرأ أيضاً:
إعادة هندسة السياسة السودانية- نحو ليبرالية رشيدة وتجاوز إرث الفوضى
من المعلوم أن التحزب والانقسام غير الموضوعي هما من الأسباب الأساسية التي ساهمت في تخلف السودان السياسي. فمنذ الاستقلال، لم تشهد البلاد بيئة سياسية مستقرة تؤسس لحكم ديمقراطي رشيد، بل ظلت تتأرجح بين النظم العسكرية والانقلابات، وبين الأحزاب المتصارعة التي لم تستطع تقديم رؤية متماسكة لخدمة الوطن والمواطنين.
إن الممارسة الديمقراطية الحقيقية تستند إلى تمثيل بعض المواطنين للكل عبر تنظيمات سياسية قوية تتبنى رؤى واضحة حول قضايا الحكم، بحيث يتمتع الجميع بالحرية والسلام والعدالة. غير أن المشهد السياسي السوداني ظل يعاني من تعددية حزبية مفرطة تفتقد للبرامج الواقعية، مما أدى إلى ضعف الأداء السياسي وعدم القدرة على تحقيق الاستقرار.
نحو هيكلة جديدة للحياة السياسية
تجارب الدول الكبرى أثبتت أن وجود حزبين رئيسيين يمثلان الاتجاهات الفكرية العامة في البلاد يحقق استقرارًا سياسيًا أفضل، في حين أن نظام الحزب الواحد قد يؤدي إلى تسلط السلطة وغياب المحاسبة، كما حدث في الاتحاد السوفيتي سابقًا. ورغم أن النموذج الصيني يقدم مثالًا على نجاح الحزب الواحد، إلا أن هذا النجاح مرتبط بعوامل ثقافية وسياسية خاصة بالصين، ولا يمكن استنساخه في السودان.
إن السودان اليوم في مفترق طرق خطير، وإذا استمر على نهجه الحالي فإنه قد يسير نحو مزيد من الفوضى والانهيار. لذا، تبرز الحاجة إلى إعادة صياغة المشهد السياسي عبر تأسيس نظام حزبي جديد يعتمد على:
تحديد عدد محدود من الأحزاب التي تستند إلى برامج سياسية واقتصادية واضحة، وليس على الولاءات القبلية أو العقائدية.
إعادة تعريف النخب السياسية بحيث يتم استبعاد الأجيال التي كانت جزءًا من الخراب السياسي، وإتاحة الفرصة للشباب القادرين على طرح رؤى جديدة ومتطورة.
وضع دستور واضح المعالم يحدد الإطار العام للممارسة السياسية ويمنع تعدد الأحزاب غير المنتج.
مقترح لنظام حزبي جديد
يمكن اقتراح نظام حزبي يتكون من حزبين رئيسيين:
حزب الاتحاد الفيدرالي (FUP): يقوم على مبدأ سيادة الدستور والقانون كأساس للحكم الرشيد.
حزب الاتحاد والتنمية (UDP): يركز على التخطيط الحديث، والتنمية المستدامة، والعدالة في توزيع السلطة والثروة.
قد توجد أحزاب صغيرة أخرى لإثراء الساحة السياسية، ولكن بشرط أن تقدم أفكارًا مبتكرة، لا أن تكون مجرد أدوات لانقلابات أو صراعات على السلطة.
إزالة الولاءات التقليدية
ينبغي أن يقوم هذا النظام الجديد على إنهاء هيمنة الطائفية والقبلية والوراثة السياسية، واستبدالها بمنظومة حديثة تعتمد على الكفاءة والقدرة على تحقيق تطلعات المواطنين. كما ينبغي استيعاب المجددين من مختلف الخلفيات الفكرية في هذه الأحزاب، شرط أن يكون تأثيرهم قائمًا على الإقناع الفكري لا على الإقصاء والهيمنة.
مستقبل السودان السياسي
من المتوقع أن تكون المنافسة بين الحزبين الرئيسيين قائمة على اختلاف الرؤى حول آليات التنمية وسياسات الحكم المحلي، ولكن ليس حول المبادئ الأساسية للحكم الرشيد. فبهذه الطريقة، يمكن أن تتحقق الديمقراطية الفاعلة التي تستند إلى اختيار القيادات على أساس الإنجاز والكفاءة وليس على أساس الولاءات الضيقة.
الخطوة التالية في هذا المشروع الطموح هي صياغة هذه المبادئ في دستور جديد وقوانين واضحة تنظم العمل الحزبي، بحيث يتم تجاوز أزمات الماضي والانطلاق نحو مستقبل سياسي مستقر ومزدهر.
zuhair.osman@aol.com