صحيفة الأيام البحرينية:
2025-04-30@19:15:43 GMT

غثاثة القول عند السّيد حسن!

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

غثاثة القول عند السّيد حسن!


مقال الدكتور محمد الرميحي نقلا عن صحيفة النهار اللبنانية خرج علينا الأسبوع الماضي – كعادته – السيد حسن نصر الله بقول منزلق مغلف بالخبث الثوري ذي الطبيعة الهلامية، قال إن لديه معلومات وليس تحليلاً، عن أن المملكة العربية السعودية اتفقت مع إسرائيل على أن تهاجم لبنان وتدمره، وفي المقابل تدفع الأولى للثانية بلايين الدولارات لفعل ذلك! ثم أردف أن حرب عام 2006 بين إسرائيل ولبنان كانت أيضاً بدفع من السعودية! إذا كان القائل مختلاً فإن الجسم المتلقي فيه بعض العقلاء، مع التسليم بأن بعض العقول التي ما زالت تؤمن بعصمة العمامة تعتبر أن ذلك الكلام معطى نهائي.



الخلاف السياسي والأيديولوجي بين غالبية العرب والسيد حسن ليس جديداً، كما أن تحالف حسن نصر الله والحرس الثوري الإيراني ليس جديداً أيضاً، فهو موثق وبلسانه وصورته، كما أنه القائل عن حرب شعواء عام 2006 «لو كنت أعلم النتائج الكارثية التي سوف تسببها تلك الحرب لما بدأتها» في حالة شفافية نادرة لها دوافعها الزمنية عند القول ذاك.

القول الأخير للسيد حسن حول دفع أموال لشن الحرب على لبنان التبس عليه فقارنه بما يقوم به، فالكل يذكر العبارة للسيد «طالما في إيران فلوس احنا عندنا فلوس»، كما هو يدل، وإن كان غير مقصود، إلى جهل كامل بما يسميه في خطبه بالعدو الإسرائيلي، فإسرائيل على كل صلفها وتعاملها غير الإنساني مع الفلسطينيين، فإن الخاصية الأهم فيها لأي عاقل أن جيشها لا يمكن أن يكون جيش مرتزقة تأمره المملكة أو أي دولة بشن الحرب على الآخرين فيقوم بذلك من أجل دفعات مالية، كما (في فلوس في إيران)؟؟؟، إذا لم يكن يعرف تلك الحقيقة البسيطة عن عدوه فهو بالتأكيد لا يعرف حقائق أكثر.

رغم عمامة السيد إلا أنه، عقلاً، يتصرف بالضبط كما تصرف صدام حسين والقذافي في تبني «الغرور الثوري»، لأن الأخير معد وخبيث ويهيئ لقائله إنه على حق دائم وإن الآخرين على خطأ دائم.

ثم، السؤال الأهم: لماذا الحرب على لبنان؟ هل هي من أجل خراب لبنان؟ إن كان كذلك، فخراب لبنان متكفل به السيد على أفضل وجه، وما الحالة التي وصل إليها لبنان إلا بسبب وجود «حزب الله» وتصرفه واستحواذه، والذي لا يتورع مناصروه عن قتل الناس في الشارع، كما حدث في الأسبوع الماضي في حادثة شاحنة السلاح المنقلبة في الشارع، وشاهد العالم إطلاق الرصاص على الناس والجمهور الأعزل من قبل محازبيه الذين يعرفون أنهم في معزل عن المساءلة، تمكن الإشارة إلى عشرات النتائج الكارثية التي يمارسها محازبو السيد، والتي أدت إلى خراب لبنان، فليس لأحد قدرة على خرابه أكثر مما هو، وما سحب المواطنين العرب من لبنان في الأسابيع الأخيرة إلا إشارة إلى أن الوضع الأمني ليس بيد الدولة بل بيد محازبي السيد.

من يعتقد أن كل مشروع «حزب الله» (المقاومة والدفاع عن فلسطين) فلينظر حوله، فلا جدال بأن الحزب، وبالتحديد قيادته هي المتحكمة في الصغيرة والكبيرة في هذا البلد المنكوب، فلماذا لا تنصف الإخوة الفلسطينيين في المخيمات أو الإخوة السوريين في منفى لبنان، وكلاهما يعاني معاملة «تحت إنسانية» على أقل تقدير!

السيد مصر على تضليل البعض، إلا أن مجاميع أكبر أصبح لها شيء من الوعي، أن رأي المعمم ليس مقدساً كما يعتقد أو معصوم، وأن إثارة السخط على الآخرين هو إمعان في عزلة لبنان وحرمان اللبنانيين من الإفاقة من هذا الكابوس.

المملكة العربية السعودية دائبة على بناء نموذج تنموي مشهود في المنطقة، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً، وقد خطت خطوات يشهد لها بها، حتى المتشككون والمترددون، فعالم الاقتصاد فيها يتعاظم في أدرار الموارد، وجامعاتها تضخ المتعلمين، ويشهد المواطن السعودي استقراراً ليس متوفراً في دول كبيرة في الجوار، والدليل إلى ذلك بسيط يرى رؤية العين، فثبات قيمة الريال السعودي هو غير سباق الانخفاض المتعاظم بين عملات الجارات الكبرى إلى الحضيض! واللبناني الذي يعمل ويعيش في الخليج ويكسب بعرق جبينه يشعر بالأمان على نفسه وعائلته وأمواله، عكس أخيه الذي يعيش تحت بندقية السيد، فلا هو آمن على نفسه ولا هو آمن على ماله أو عياله!

إثارة السخط ضد عرب الخليج واستهداف المملكة، فقدا تأثيرهما، ومشروع حسن نصر الله المرتبط بالخارج يكاد يفلس، فلا حرية ولا أمن ولا عيش كريم، أما إسرائيل المتكأ على رسمها كعدو، فلم يتأخر «حزب الله» بالموافقة من خلال مندوبيه على ترسيم الحدود البحرية معها وبوساطة أميركية، وهو اعتراف بوجودها، فعلى أي قاعدة تتم المخادعة والإمعان في غثاثة القول!!

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. تاريخ حافل في دعم لبنان ومستقبل واعد لعلاقات البلدين

أبوظبي: وام

تمثل زيارة جوزيف عون رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة للدولة اليوم، محطة مهمة نحو تعزيز مسار تنمية العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين، والتي أكدت فيها الإمارات على وقوفها الدائم مع وحدة لبنان وسيادته الوطنية وسلامة أراضيه، ودعم جهود الاستقرار والتنمية فيه.

وحرصت دولة الإمارات على تعزيز العلاقات الثنائية مع الجمهورية اللبنانية انطلاقاً من التزامها التاريخي بمساعدة الشعب اللبناني وتقديم كافة أشكال الدعم له في مختلف المجالات.

مواقف إماراتية مشرفة

وحفل تاريخ العلاقات بين البلدين بمواقف إماراتية مشرفة منذ عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان «طيب الله ثراه»، الذي وجه في العام 1974 بتمويل مشروع الليطاني في لبنان بمبلغ 150 مليون دولار، فيما شهدت مرحلة ما بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية مبادرات هدفت إلى ترسيخ السلم الأهلي في لبنان الشقيق، وإعادة إعماره، ودعم أسس استقراره وازدهاره مولت خلالها الإمارات العديد من مشاريع البنية التحتية والتعليم والصحة وغيرها من المجالات.

وفي أعقاب تحرير جنوب لبنان عام 2000، جددت الإمارات التزامها بمساعدة الشعب اللبناني في مسيرة البناء والتعمير، وأعلنت في 25 أكتوبر 2001، عن تنفيذ مشروع التضامن الإماراتي، لإزالة الألغام في جنوب لبنان، بتكلفة قدرها 50 مليون دولار، بالتعاون مع الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية.

دعم الخزينة اللبنانية

ولمواجهة الأزمات الاقتصادية الخانقة التي شهدها لبنان، منذ مطلع الألفية الثالثة، اكتتبت الإمارات في يناير2003 في سندات خزينة بقيمة 300 مليون دولار، لدعم الخزينة اللبنانية تنفيذا لمقررات مؤتمر «باريس-2»، ووقعت اتفاقية خاصة بذلك.

وكانت الإمارات في عام 2006 من أولى الدول الداعمة للبنان، بهدف الحفاظ على أمنه واستقراره وسلامة أراضيه، وذلك مع إطلاقها في سبتمبر من العام ذاته «المشروع الإماراتي لدعم وإعمار لبنان»، الذي لم يوفر جهدا أو مبادرة لتجاوز الآثار المدمرة التي خلفتها الحرب على لبنان آنذاك.

مساعدات إنسانية عاجلة

وسيرت الإمارات في إطار المشروع نفسه جسراً جوياً وخطاً ملاحياً وآخر برياً لنقل المساعدات الإنسانية العاجلة للمتضررين، التي شملت المواد الغذائية والأدوية والخدمات الطبية ونقل الجرحى والمصابين لتلقي العلاج في المستشفيات الإماراتية، إضافة إلى إعادة إعمار وتأهيل المدارس والمستشفيات وموانئ الصيادين، التي دمرتها الحرب، إلى جانب إطلاق مبادرة إزالة الألغام والقنابل العنقودية من الجنوب اللبناني.

دعم الأطقم الطبية

وخلال أزمة كوفيد، قدمت الإمارات مساعدات طبية عاجلة إلى لبنان، شملت 12 طناً من أجهزة الفحص والمستلزمات الطبية لدعم الأطقم الطبية والعاملين في مجال الخدمات الصحية، وبادرت بإنشاء «مركز الشيخ محمد بن زايد الإماراتي - اللبناني الاستشفائي لمعالجة مرضى كورونا» كمستشفى ميداني متخصص للتعامل مع المصابين.

وواصلت الإمارات الوقوف إلى جانب الشعب اللبناني خلال أزمة «مرفأ بيروت» حيث سارعت إلى تقديم مساعدات إنسانية عاجلة للمتأثرين.

«الإمارات معك يا لبنان»

وفي أكتوبر من العام 2024 أطلقت الإمارات بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة «حفظه الله» حملة «الإمارات معك يا لبنان» شارك فيها المجتمع، والمؤسسات، والهيئات الحكومية والخاصة لدعم الأشقاء اللبنانيين، ومساعدتهم والوقوف معهم في مواجهة التحديات التي شهدها لبنان حينها.

مقالات مشابهة

  • إسحق أحمد فضل الله يكتب: (تحت أرض الخرطوم) 4
  • الإمارات.. تاريخ حافل في دعم لبنان ومستقبل واعد لعلاقات البلدين
  • وزير النفط الإيراني:نفط وغاز العراق خاضغ لسيطرتنا المطلقة
  • أخطر من جبهة الحرب.. لماذا تخاف إسرائيل من بيت صغير في الجنوب؟
  • نهضة لبنان .. وسلاح حزب الله
  • السيد عبدالملك ومشروع استنهاض الأمّة في زمن الغفلة
  • رئيس لبنان: من غير المسموح العودة إلى لغة الحرب
  • ولي العهد يتبرع بمليار ريال لدعم تمليك الإسكان في مختلف مناطق المملكة
  • عون: لا عودة إلى الحرب... والدولة وحدها تحمي الحدود
  • عدوان إسرائيلي يستبيح الضاحية: توسيع الحرب مُجدّداً