#تهجير_الفلسطينيين وتوطينهم _ #ماهر_أبوطير
إذا عاد #ترامب إلى الرئاسة الاميركية فسنكون على الارجح امام تجديد للخطوة التي سبق ان اتخذها، أي وقف التمويل المالي لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين.
الوقف الأميركي تبعه وقف من جانب دول غربية ايضا قبل 4 سنوات، وهي دول أوقفت الدعم عن الأونروا، حتى جاءت إدارة بايدن وأعادت الدعم للوكالة، وهي ذات الإدارة التي أعادت الدعم وتتفرج اليوم على تفكيك الأونروا بطريقة ثانية ستؤدي الى ذات النتيجة.
والكارثة الاكبر ان اسرائيل تستثمر اليوم في سردية تقول ان موظفي الاونروا يقاتلون مع حماس وهو الامر الذي لم يثبت بهدف قطع خدمات الأونروا عن القطاع، ومنع قيامها بأي دور، وفصل عشرات آلاف الموظفين الذين يعيشون من عملهم في مؤسسات الوكالة.
مقالات ذات صلة الإسلام الحركي 2024/11/05الذي يراد قوله هنا ان الحرب على الاونروا ليست جديدة، لأن الوكالة لا تعني حق الحصول على الخدمات الصحية والتعليمية، داخل مخيمات الفلسطينيين، داخل فلسطين، وخارجها فقط، بل تعني وجود مظلة دولية للاجئين الفلسطينيين، بما تعنيه تعريفات حق العودة الذي لم يعد يتطرق اليه احد هذه الايام، حتى في عز الحديث عن حل الدولتين.
يلاحظ ان الكلام عن حل الدولتين لم يعد يرتبط ابدا بالمحددات التقليدية من خلال الحديث عن بقية قرارات الامم المتحدة، ولم يعد يشير إلى حق العودة ولا التعويض، ولا القدس الشرقية، ولا يتم تحديد مساحة الدولة الفلسطينية، ولا حتى موقعها، بما يعني ان الحديث عن حل الدولتين بات مبنيا للمجهول في الصياغات الدولية، وبعض الصياغات الاقليمية.
تقدم وكالة الغوث الخدمات في عشرات المخيمات للاجئين الفلسطينيين في القدس، وقطاع غزة، والضفة الغربية والأردن ولبنان وسورية، وقد شهدنا خلال الحرب على قطاع غزة قصفا اسرائيليا لمدارس الوكالة، ومؤسساتها الصحية، واستهدافا لقوافل الأونروا، ومنعا لها من توزيع المساعدات، بما يعني ان شطب الأونروا في قطاع غزة، كان خطوة اولى لحقتها خطوة ثانية قبل اسابيع، من خلال مصادرة مبنى في مدينة القدس تابع للاونروا من اجل اقامة 144 وحدة سكنية، وسنرى خلال الايام المقبلة خطوات اضافية ضمن هذا التصعيد الجاري.
قبل يومين أبلغت إسرائيل الأمم المتحدة رسميا بقطع العلاقات مع وكالة الغوث، بعد ان حظر الكنيست اي نشاطات للاونروا داخل فلسطين، بما يعنيه ذلك، وهنا لا بد من قراءة اعمق لهذا المشهد الذي يقول ان الوكالة في طريقها الى تجفيف مواردها، وتفكيك هذه المؤسسة الدولية، وهذا يعني ليس نقصا في الخدمات في قطاع غزة او الضفة فقط، بل نزع صفة اللجوء الدولية الممنوحة للاجئين الفلسطينيين الذي يعيشون ايضا في الدول العربية، بما يعني توطينهم بشكل قسري، او جعلهم بلا هوية، باعتبارهم كتلة تائهة لا تعريفات دولية تحدد مصيرهم او وجودهم.
التأثير المباشر على قطاع غزة سيؤدي إلى تدمير كامل لكل البنى الانسانية، والاغاثية، والتعليمية، والصحية، وهو امر سيمتد الى القدس والضفة الغربية، لكن التأثير السياسي الاخطر يتعلق بتصنيع الظروف من اجل تهجير الفلسطينيين، واخراجهم بعد التنكيل بهم على مستوى حياتهم اليومية، وما يعنيه نزع مظلة الرعاية الدولية، من ادامة لقضية اللجوء، باعتبارها احد اوجه القضية الفلسطينية، وترتبط ايضا بالمستقبل، في ظل سيناريوهات الحرب الجارية.
الوكالة ليست مجرد خدمات، بل تعني انهاء كل المظلات الدولية للقضية الفلسطينية، وتحويل الفلسطينيين الى مجرد مجاميع بشرية بلا حق عودة لبلادهم، ولا حتى حق البقاء على قيد الحياة، وعلينا ان نتصور فقط الاجراءات المقبلة في حال عاد ترامب رئيسا للولايات المتحدة.
نحن امام مخطط للتوطين والتهجير، وسترون ذلك بأم أعينكم.
الغد
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: تهجير الفلسطينيين ترامب قطاع غزة بما یعنی
إقرأ أيضاً:
روبيو: موظفو الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية انتهكوا تمويل برامج المساعدات الخارجية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
صرح وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، بأن بعض موظفي الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية انتهكوا الحظر الذي فرضته الخارجية على تعليق تمويل معظم برامج المساعدات الخارجية لمدة 90 يوما.
وقال روبيو خلال مؤتمر صحفي عقده مع رئيس غواتيمالا برناردو أريافالو: "حتى بعد صدور الأوامر بتعليق المساعدات الخارجية، استمر بعض أفراد الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID بمحاولة تنفيذ المدفوعات في انتهاك واضح لهذه التوجيهات".
وأشار روبيو إلى أن موظفي الوكالة "لم يُظهروا المستوى المطلوب من التعاون مع القيادة الجديدة لوزارة الخارجية"، لافتا إلى أن وزارته "اضطرت إلى الرد على ذلك لأن ما حدث في جوهره، كان عدم امتثال للأوامر الصادرة".
وأضاف روبيو: "هذه ليست مؤسسة خيرية ولا أموالا خاصة، هذه أموال دافعي الضرائب الأمريكيين".
وكانت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية قد أعلنت الأربعاء أنها ستضع معظم موظفيها حول العالم في إجازة إدارية اعتبارا من الساعة 11:59 مساء الجمعة بالتوقيت الشرقي، مما يعني تعليقا مؤقتا لأغلب البرامج التي تديرها الوكالة، وهي الجهة المسؤولة عن قيادة برامج المساعدات الخارجية الأمريكية.
ووفقا للإعلان والبريد الإلكتروني المرسل إلى الموظفين، فإن الغالبية العظمى من العاملين الإشرافيين سيعودون إلى الولايات المتحدة خلال أيام.