صادرات نفط السودان ترتفع رغم الصراع مع استمرار ضخ الخام من الجنوب
تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT
ارتفعت صادرات النفط من السودان رغم الخلاف المستعر بين قوات الدعم السريع شبه العسكرية والجيش النظامي للبلاد، حيث ظل إنتاج الخام من جنوب السودان الذي يملأ خط الأنابيب مستقراً.
وفقاً لبيانات السفن التي جمعتها بلومبرغ، لامست الشحنات في ميناء بورتسودان أعلى مستوياتها منذ عامين تقريباً في مايو الماضي بواقع 154839 برميلاً يومياً، مقارنة بـ77419 خلال مارس الماضي.
يأتي هذا الارتفاع رغم اندلاع الصراع في أبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى نزوح قرابة 4 ملايين شخص، وتغلغل أزمة الغذاء في جميع أنحاء الدولة الواقعة في شمال أفريقيا.
تضررت صادرات النفط في أحوال كثيرة نتيجة الصراعات الأهلية في أفريقيا والشرق الأوسط، وامتد تأثيرها من ليبيا إلى اليمن. يعتمد جنوب السودان -الذي استقل عن السودان في عام 2011- على خطوط الأنابيب التي تعبر الدولة المجاورة لنقل الخام مسافة تزيد عن 1500 كيلومتر (932 ميلاً) من حقوله إلى ناقلات النفط في البحر الأحمر.
تتقاسم الدولتان عائدات الشحنات الأساسية بالنسبة لهما، بعدما استقر معدل الشحنات عند 140 ألف برميل يومياً أو أكثر خلال الأشهر الثلاثة الماضية. وأظهرت البيانات شحن 148387 برميلاً يومياً من ميناء بورتسودان في يوليو الماضي.
جوناس هورنر، الذي يعمل كمحلل بيانات مستقل، يرى أن التهديد بالثأر من جنوب السودان بسبب الجماعات التي تقاتل جيش الشمال، قد يؤدي إلى زيادة الحرص على تأمين البنية التحتية.
وتابع: “بسبب اعتماد إدارة جوبا (عاصمة جنوب السودان) على النفط في 95% من دخل الدولة؛ فإنها مستعدة لخوض الحرب بلا شك من أجل الحفاظ على سلامة خط أنابيها”. وهذا قد يضيف أطرافاً أخرى للنزاع، ويفاقم خطر اندلاع حرب إقليمية طاحنة.
تمكن جنوب السودان من تعزيز إنتاج النفط إلى حد ما خلال الأشهر الثلاثة التالية لاندلاع الاشتباكات. واستمرت تدفقات النفط الأكثر غزارة من شركة “دار للعمليات البترولية”، التي تمتلك مؤسسة البترول الوطنية الصينية حصة تعادل 41% منها و”بتروناس” الماليزية 40%، بإنتاج يفوق 100 ألف برميل يومياً منذ بداية العام وحتى الآن، وفقاً لبيانات وزارة النفط.
أما شركة “غريتر بايونير للتشغيل”، التي تركز على مناطق أخرى وتستثمر فيها مؤسسة البترول الوطنية الصينية و”بتروناس” و”أويل آند ناتشورال غاز” الهندية، فتقلب إنتاجها في نطاق يتراوح بين 20 إلى 60 ألف برميل يومياً.
كان تأثير الصراع المستعر في البلاد طفيفاً، رغم تباطؤ سلسلة التوريد الخاصة بالشاحنات التي تعيد المعدات إلى آبار النفط.
قبل اندلاع الحرب الأهلية في 2013، كان جنوب السودان يضخ 350 ألف برميل يومياً، كما تعرضت الدولة لعدة تحديات بما في ذلك استنفاد الآبار، ما يجعل العودة إلى هذا المستوى أمراً مستبعداً. وسيكون الاعتماد على خط أنابيب السودان على المدى الطويل محفوفاً بالمخاطر.
قال إدموند ياقاني، المدير التنفيذي لمجموعة “تمكين المجتمع من أجل التقدم”، وهي منظمة مجتمع مدني، في تصريحات هاتفية من جوبا: “يجب على حكومة جنوب السودان العثور على طرق بديلة لتصدير النفط إلى الأسواق عبر شرق أفريقيا، أو إثبات عزمها الحقيقي على نزع فتيل الخلاف السياسي بين الأطراف المتناحرة في السودان”.
واختتم إن عائدات النفط أساسية لضمان الانتقال الآمن للسلطة مع اقتراب الانتخابات في جنوب السودان، حيث يحتاج ما يقرب من ثلاثة أرباع السكان بالفعل إلى مساعدات إنسانية في ظل ظروف الفقر والعنف المجتمعي والكوارث الطبيعية.
الشرق للأخبار
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: ألف برمیل یومیا جنوب السودان
إقرأ أيضاً:
ارتفاع أسعار النفط الخام وسط تصاعد التوترات في البحر الأحمر
قفزت أسعار النفط الخام في أعقاب الضربات العسكرية الأمريكية على الحوثيين في اليمن، ردًا على هجمات الجماعة على السفن التجارية الإسرائيلية في البحر الأحمر. ومع ذلك، من المتوقع أن يستمر تدهور التوقعات الاقتصادية في الضغط على أسعار النفط.
سجلت أسعار النفط الخام ارتفاعًا حادًا، حيث بلغت أعلى مستوياتها منذ 4 مارس، في أعقاب الضربات العسكرية الأمريكية ضد الحوثيين في البحر الأحمر خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وفي التداولات الآسيوية المبكرة، ارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط في بورصة نايمكس بنسبة 1.5% لتصل إلى 68.19 دولارًا للبرميل، فيما قفزت العقود الآجلة لخام برنت في بورصة إندونيسيا بنسبة 1.42% لتصل إلى 71.58 دولارًا للبرميل، قبل أن تتراجع لاحقًا. كما سجلت العقود الآجلة للغاز الطبيعي ارتفاعًا بنسبة 1% لتصل إلى 4.14 دولار لكل مليون وحدة حرارية بريطانية (MMBtu) خلال نفس الفترة.
وفي سياق داعم للأسواق، أعلنت الصين عن خطة استراتيجية لتعزيز الاستهلاك المحلي، مدعومة بسلسلة من البيانات الاقتصادية الإيجابية، مما عزز التفاؤل بشأن الطلب العالمي على الطاقة. فقد أظهرت البيانات ارتفاع مبيعات التجزئة في الصين بنسبة 4% خلال أول شهرين من العام، بعد تسجيل نمو بنسبة 3.7% في ديسمبر الماضي، ما يشير إلى زخم اقتصادي متزايد قد يساهم في تعزيز استقرار أسواق النفط.
الحوثيون يستأنفون هجمات البحر الأحمريعد البحر الأحمر وقناة السويس شريانين أساسيين لحركة شحن النفط والغاز بين أوروبا، آسيا، وأمريكا الشمالية، ما يجعل أي اضطرابات فيهما ذات تأثير كبير على الاقتصاد العالمي.
وفي أواخر عام 2023، شنت جماعة الحوثي المدعومة من إيران، والتي صنفتها الولايات المتحدة كمنظمة إرهابية أجنبية، هجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر، وذلك في أعقاب التصعيد الإسرائيلي في غزة. وأسفرت هذه الاضطرابات عن ارتفاع تكاليف شحن الطاقة، حيث اضطرت ناقلات النفط والغاز إلى تغيير مساراتها نحو طرق أطول وأكثر تكلفة.
Relatedمسؤولون في الشحن البحري: طريق البحر الأحمر يظل محفوفاً بالمخاطر رغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزةبعد هجوم الحوثيين.. إنقاذ ناقلة النفط "سونيون" وتفادي كارثة بيئية في البحر الأحمرحادثة بـ"نيران صديقة" تسقط طائرتين أمريكيتين فوق البحر الأحمروتصاعدت حدة التوترات مجددًا مع إعلان الحوثيين الأسبوع الماضي عن استئناف هجماتهم، عقب وقف إطلاق النار في غزة، الذي دام ستة أسابيع وتوقف خلاله تدفق المساعدات الإنسانية.
وفي رد أمريكي سريع، أمر الرئيس دونالد ترامب يوم السبت الماضي بشن ضربات عسكرية ضد مواقع الحوثيين في اليمن، في خطوة تهدف إلى تأمين الملاحة الدولية. وأكد ترامب في منشور عبر "الحقيقة الاجتماعية" أن الاعتداءات على السفن الأمريكية لن تمر دون رد.
من جانبه، شدد وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث في مقابلة مع فوكس نيوز على أن الضربات الأمريكية ستستمر بلا هوادة حتى يتوقف الحوثيون عن استهداف السفن في البحر الأحمر، مما يؤكد استمرار التصعيد العسكري في المنطقة وتأثيره المحتمل على التجارة الدولية وأمن الطاقة العالمي.
أسعار النفط الخام تنتعش من أدنى مستوياتها في عدة سنواتوشهدت أسعار النفط الخام تراجعًا حادًا في وقت سابق من هذا الشهر، مسجلة أدنى مستوياتها منذ نوفمبر 2021، بفعل التوقعات الاقتصادية القاتمة وتصاعد الحرب التجارية العالمية. كما زادت محادثات وقف إطلاق النار في أوكرانيا المخاوف بشأن عودة الإنتاج الروسي إلى الأسواق، ما أدى إلى مزيد من الضغوط على الأسعار.
وفي خطوة تصعيدية، فرضت الصين في فبراير الماضي رسومًا جمركية بنسبة 10% على النفط الخام و15% على الغاز الطبيعي المُسال القادم من الولايات المتحدة، ردًا على الرسوم التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. كما فرضت واشنطن الأسبوع الماضي رسومًا جمركية بنسبة 10% على النفط الكندي، في حين قررت أوبك+ زيادة إنتاجها بمقدار 138 ألف برميل يوميًا اعتبارًا من أبريل، مما أدى إلى مزيد من الهبوط في أسعار النفط. ومنذ منتصف يناير، سجل خام برنت انخفاضًا بنسبة 16%، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 18%.
Relatedإدارة ترامب تدرس تفتيش ناقلات النفط الإيرانية.. هل يعود مسلسل خطف السفن؟مقتل العشرات في غارات أمريكية على اليمن والحوثيون يتوعّدون: ردّنا آت فانتظروهاليمن: ضحايا ما زالوا تحت الأنقاض جراء الغارة الأمريكية وعمليات البحث مستمرةتقدم الجهود المبذولة لاحتواء تسرب النفط من الناقلة المحتجزة مع اكتمال الحاجز التقنيلكن في الأسبوع الماضي، انتعشت أسعار النفط الخام بشكل ملحوظ مع إعلان الولايات المتحدة تشديد العقوبات على إيران، التي تمتلك 24% من احتياطيات النفط في الشرق الأوسط و12% من الاحتياطي العالمي، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية. وتشير التقديرات إلى أن إنتاج إيران حاليًا يبلغ 1.5 مليون برميل يوميًا، ما يعادل 1.4% من الإنتاج العالمي، مع زيادة ملحوظة في صادراتها منذ غزو روسيا لأوكرانيا عام 2022.
في الوقت نفسه، زادت حالة عدم اليقين الجيوسياسي بعد مطالبة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإجراء تعديلات على اتفاق وقف إطلاق النار مع الولايات المتحدة، مما يقلل الآمال في نهاية قريبة للحرب الأوكرانية. بالإضافة إلى ذلك، ساهم ضعف الدولار الأمريكي والإشارات الفنية الدالة على بلوغ الأسعار ذروة البيع في دعم انتعاش الأسعار مؤقتًا.
ومع ذلك، يرى المحللون أن المخاوف الاقتصادية قد تحد من استمرار هذا الانتعاش. ويقول ديلين، محلل الأبحاث في "بيبرستون": "استمرار حالة عدم اليقين بشأن السياسة التجارية الأمريكية والمخاوف المتزايدة حول التوقعات الاقتصادية يحدّ من الإقبال على المخاطرة، مما قد يُضعف أي ارتفاع مستدام في أسعار النفط."
تخمة نفطية مرتقبة في 2025... المعروض يتجاوز الطلب العالميحذرت وكالة الطاقة الدولية الأسبوع الماضي من احتمال تجاوز المعروض النفطي العالمي للطلب بمقدار 600 ألف برميل يوميًا في عام 2025، مدفوعًا بالإنتاج القياسي في الولايات المتحدة وتراجع الطلب العالمي نتيجة تصاعد التوترات التجارية، رغم استمرار النمو في استهلاك النفط داخل الصين.
وفي مؤشر آخر على تخمة المعروض، كشفت بيانات المخزونات الأمريكية عن ارتفاع مخزونات النفط الخام خلال ستة أسابيع من أصل سبعة منذ منتصف يناير. حيث ارتفعت المخزونات بمقدار 1.45 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 7 مارس، بعد زيادة بلغت 3.6 مليون برميل في الأسبوع السابق.
أما على صعيد الإنتاج، فقد استقر إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة عند مستوى شبه قياسي بلغ 13.58 مليون برميل يوميًا في أوائل مارس، مما يعزز التوقعات بزيادة المعروض في الأسواق خلال الفترة المقبلة.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إدارة ترامب تدرس تفتيش ناقلات النفط الإيرانية.. هل يعود مسلسل خطف السفن؟ سفن "أسطول الظل" تتحدى العقوبات الغربية وتحافظ على تدفق الأموال من النفط الروسي ارتفاع أسعار النفط وتوقعات بتخفيض كميات مخزونه.. إثر ضربات نوعية وبعيدة المدى بين أوكرانيا وروسيا أسواق المال العالميةالبحر الأحمرأسعار النفط