رئيس أمريكا الجديد والجولف.. حكاية ترامب مع رياضة كاد يفقد حياته بسببها
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
يقضي الرئيس الـ47 للولايات المتحدة الأمريكية، كثير من الوقت في الملعب، إذ كان يمتلك 17 ملعبًا حول العالم وقت انتخابه عام 2016، كجزء من محفظة عقارية واسعة النطاق، وذات مرة زعم جاك نيكلاوس، بطل البطولات الكبرى للجولف، 16 مرة، أنّ شريكه في اللعب لبعض الوقت يحب لعبة الجولف أكثر من حبه للمال، بينما تفاخر ترامب بنفسه بأنه لعب بفارق ضئيل يصل إلى 2.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي دائمًا ما يستعرض مهاراته في رياضة الجولف، كان يأمل منذ فترة طويلة في استضافة بطولة كبرى في أحد الملاعب التي تمتلكها مؤسسته، كما كان من المقرر في الأصل أن تقام بطولة PGA لعام 2022 في ملعبه في بيدمينستر، لكن رابطة PGA الأمريكية سحبت ذلك، بعد أن اقتحم أنصاره مبنى الكابيتول الأمريكي في 6 يناير 2021، بحسب صحيفة «ذا إندبندنت».
لكن دائمًا ما كانت تُثار الشكوك بشأن تمتع الرئيس الأمريكي البالغ من العمر 78 عامًا، بالقدر الكافي من اللياقة البدنية التي تمكنه من التغلب على المحترفين في الجولات، خاصة بعد ترويجه للفوز في العديد من المسابقات الكبرى، مثل بطولة نادي الكبار في ملعب ترامب الدولي للجولف في فلوريدا، وفوزه بالبطولة نفسها في عامي 2012 و2013، كما زعم «ترامب» أنّه فاز ببطولة النادي في أعوام 1999 و2001 و2009 و2018، وبذلك يكون قد فاز بـ20 بطولة للأندية خلال مسيرته الكروية، إذ قال «ترامب» في تصريحات لمجلة Golf Digest: «لقد فزت بالعديد من بطولات الأندية، وفي كل مرة أفوز فيها ببطولة نادي، أشعر بالفخر بهذه الجولات، بطولات الأندية تشبه بطولاتنا الكبرى».
كشف أحد المدربين المحترفين يُدعى بول إلفين، وهو مؤسس أكاديمية لندن لأداء الجولف، تحليلًا لطريقة تسديد «ترامب» للكرة، لافتًا إلى أنّ حركته أثناء لعب الجولف غير مريحة للعين، خاصة مع تأرجحه كثيرًا للخلف، وقد حاول المدربون تحسين طريقة تأرجحه للخلف أثناء اللعب ورفعها لأعلى، فهو رائع في الانتقالات ويولد مستوى جيد من السرعة والقوة، لكن ينقصه أن يتأرجح أكثر قليلًا في المستوى، بدلًا من التأرجح للخلف، حتى يتجنب حركة ضرب الأرض الحادة.
ويقول مؤسس أكاديمية لندن لأداء الجولف، إنّ ترامب إذا أصبح أكثر ثباتًا أثناء لعب الكرة، فسيؤدي ذلك إلى تنظيم الحركة بشكل جيد، خاصة أنّ ذلك هو الجزء الأضعف في لعبته، والجزء الذي يبدو فيه أكثر إزعاجًا، وقدّم له نصيحة قائلًا: «استمر في النشاط، واستمر في ممارسة الرياضة واستمر في اختبار نفسك، يمكنك أن ترى أن دونالد ترامب شغوف بالجولف ويلعبه كثيرًا، ويولد لديه المزيد من التركيز».
وبسبب رياضة الجولف، تعرّض ترامب لمحاولة اغتيال مرتين خلال شهرين أثناء ممارسة لعبة الجولف في منتجع بالم بيتش بولاية فلوريدا، عندما وجّه رجل بندقية من طراز «AK» مزودة بمنظار على بُعد 400 إلى 500 ياردة من «ترامب»، وكان يختبئ في الأشجار المحيطة بملعب الجولف.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية ترامب هاريس دونالد ترامب
إقرأ أيضاً:
هل ترامب الآمر الناهي أم أنه ليس صاحب القرار؟
قبل ثمانية أعوام كان من أكثر العبارات تكراراً في واشنطن القول بأن الرئاسة ستغير دونالد ترامب ولن يغير دونالد ترامب الرئاسة، لكن في ظل عاصفة الإعلانات الهوجاء التي تهب حالياً فقد يميل المرء نحو القول إن ما يحدث هو العكس تماماً، وربما لا يكون هذا الوصف دقيقاً كلياً، فهل من الممكن، نظراً إلى ضخامة التصريحات التي صدرت خلال الأيام الأخيرة وأهميتها، أن تكون الرئاسة نفسها خاضعة لتأثير الأشخاص المحيطين بترامب وليس ترامب نفسه من يشكلها؟
فلنتفق في البداية على نقطة أعتقد أنها تحظى بإجماع الآراء، يمثل دونالد ترامب قطيعة مع "السياسة كما اعتدنا عليها"، ولو أردنا إقران هذا القول بمثال مرئي فلا بد من أن يكون مشهد الملياردير الجمهوري الجالس وراء مكتب ريزولوت الرئاسي في المكتب البيضاوي فيما وقف إيلون ماسك إلى جانبه وهو يحمل طفلاً صغيراً على كتفيه يعبث بقبعته السوداء التي تحمل شعار "ماغا" ويدفعها لتغطي عينيه، بينما كان والده يشرح أنه أخطأ في قضية إرسال مئات ملايين الواقيات الذكرية لمقاتلي "حماس"، فالحقيقة أن هذه الواقيات أُرسلت إلى موزمبيق بغية المساعدة في مكافحة وباء الإيدز، وأظنه خطأ يسهل الوقوع فيه.
سنعود في وقت لاحق إلى موضوع إكس، كلا ليس منصة التواصل الاجتماعي بل الصغير الذي جلس فوق رأس ماسك، وهو أيضاً اسمه إكس، أرجوكم أن تركزوا وتواكبوا التفاصيل.
لكن ماسك في هذا المشهد يقوم بشيء ممنوع على كثيرين، كان يسلب الأضواء من دونالد ترامب وركزت الكاميرات على ماسك الذي انطلق في محاولة تفسير عمله في وزارة الكفاءة الحكومية، وبينما كان ماسك يؤكد أن المساءلة الديمقراطية تقع في صلب عمل الوزارة، قفز مؤشر مقياس السخرية بداخلي إلى أقصى الدرجات، فها هو ماسك الذي لم ينتخبه أحد على الإطلاق والذي لم يخضع لأية جلسة استماع لتأكيد تعيينه في منصبه بما أنه ليس منصباً تابعاً لمجلس الوزراء ووزارته ليست وزارة حكومية، مما يعني أن عمله غير خاضع لتدقيق الكونغرس، يعطي محاضرة عن المساءلة الديمقراطية.
ما يخشاه الرجل، بحسب تعبيره، هو أن تكون أمريكا قد تحولت من نظام ديمقراطي إلى نظام بيروقراطي تديره الدولة العميقة التي لا هدف لديها سوى المحافظة على نفسها، وبغية معالجة هذا الموضوع يستطيع ماسك أن يدخل وزارة الخزانة الأمريكية أو البنتاغون ليطلع على الجهات التي فازت بعقود حكومية، لكن شركته الخاصة "سبايس إكس" قد مُنحت عقوداً بمليارات من الحكومة الأمريكية، وهذا ما حصل مع منافسيه كذلك، فهل هو الرجل المناسب الذي يمكنه أن يقرر الإنفاق الحكومي العادل من غيره؟
في نهاية الأسبوع الماضي سئلت المتحدثة باسم البيت الأبيض عن الجهة المنوط بها مراقبة أي تضارب في المصالح بين أعمال ماسك التجارية من جهة وعمله في وزارة الكفاءة الحكومية من جهة أخرى، هل يمكنكم تخمين الإجابة؟ لا شك بالطبع في أن ماسك نفسه المسؤول عن مراقبة هذه الأمور بنفسه.
هل يعرف دونالد ترامب الذي أطلق له العنان، ما هي؟
دعونا ننظر أيضاً إلى تصريح مدو آخر صدر الأسبوع الماضي، ولا أقصد العودة لاستخدام المصاصات البلاستيكية بعد مهزلة وفضيحة المصاصات الورقية، كلا ما أعنيه هو ذلك التدخل البسيط في الشؤون الخارجية المتعلق بمستقبل غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط".
قد يجوز القول إن إدهاش بنيامين نتانياهو ليس بالأمر اليسير، لكن الذهول الذي ارتسم على وجهه عندما طرح ترامب خطته بالنسبة إلى غزة كان لافتاً، هل كان لدى أي أحد في الإدارة علم مسبق بأنه سيتفوه بهذا الكلام؟ لم يبد الأمر كذلك، ومع ذلك فما طرحه دونالد ترامب هو فكرة صهره تماماً وهي فكرة تكلم عنها جاريد كوشنير منذ بضعة أشهر، إذ لديه خلفية في التطوير العقاري، شأنه في ذلك شأن ترامب، وهذا المشروع قد يكون أكبر المشاريع على الإطلاق، أن يجرّفوا غزة ويطردوا منها 1.8 مليون فلسطيني ويعيدوا تطوير هذا الموقع الممتاز عقارياً، ما رأيكم بشعار "من الريفييرا إلى البحر"؟
لكن من باب التساهل واللطف بدا أن هذا الموضوع ربما لم يخضع لتفكير معمق ولا قبلت به الأطراف الرئيسة التي من الضروري أن تشارك فيه كي يتحقق.
ثم نأتي إلى موضوع أوكرانيا، إذ يبدو أن سيد الصفقات والمفاوض العظيم قد منح روسيا كل ما تريده تقريباً قبل أن تبدأ حتى أية محادثات في شأن مستقبل البلاد، فعلى أوكرانيا أن تتخلى عن أراضيها ولن يُسمح لها بالانضمام إلى الـ "ناتو"، ولا ريب أنه أفضل عيد حب يمر على فلاديمير بوتين.
في هذه الأمثلة الثلاثة طرح ترامب رسائل تحد ليس من المؤكد أنه هو صاحبها، فكل من ماسك وكوشنير وبوتين لديهم ما يدفعهم للاعتقاد، مع وجود بعض التبريرات، أنهم نجحوا في التلاعب بدونالد.
في عام 2018 حضرت المؤتمر الصحافي الذي عقده ترامب وبوتين في هلسنكي، أهدى بوتين كرة قدم لترامب كي يقدمها لابنه بارون، فيما أعطى ترامب بوتين كل شيء (مرة أخرى)، وقال للمراسلين إنه صدّق ما قاله له الرئيس الروسي عن عدم تدخله في فوز ترامب خلال انتخابات عام 2016، مخالفاً بذلك إجماع وكالات الاستخبارات الأمريكية كافة.
هناك مقولة تُنسب عادة إلى ديفيد لويد جورج أو إلى الجنرال دوغلاس هيغ الذي قاد القوات البريطانية في الحرب العالمية الأولى وهي "إنه يتأثر بسهولة بآخر شخص يتعامل معه"، وهذا المفهوم مخالف تماماً لصورة القوة والعزم التي يروق لترامب أن يعكسها، فهو يريد أن يراه الآخرون رجلاً قوياً مثل بوتين أو أردوغان أو شي أو أوربان، لكن هل هو في الواقع أكثر خضوعاً مما يبدو وسهل التأثر بمن حوله؟ هناك من يجادل بأنه يسمح للآخرين بأن يظهر بمظهر الأحمق.
وهذا ما يعيدنا لموضوع الطفل إكس وظهوره الثمين في المكتب البيضاوي، فبعد أن نزل الطفل عن كتفي والده وقف متململاً إلى جوار مكتب الرئيس الذي ازداد وجهه عبوساً واكفهراراً، وخلف صوت ماسك يمكن أن ترى الصبي الصغير وهو ينظر إلى ترامب ويبدو أنه يقول له "أنت لست الرئيس، يجب أن ترحل"، ليتساءل المرء أين تراه سمع هذا الكلام؟