عقدت "الجبهة المسيحية" إجتماعها الأسبوعي في مقرها في الأشرفية، واصدرت بيانا اعلنت خلاله  أن "تطبيق القرار 1559 تحت الفصل السابع وحده الكفيل بمنع حدوث حرب أهلية".

ودعت السياسيين اللبنانيين الى "الابتعاد عن تكرار المغالطات وعدم الإكتفاء بالمطالبة بتطبيق القرار 1701، دون التذكير بكامل بنوده ولا سيما القرار 1559، لأن بعض المغرضين يعملون على تشويه واجتزاء القرار 1701 وحصره ببند انسحاب حزب الله إلى شمال الليطاني، وهذا ما لن نقبل به كما معظم اللبنانيين الساعين لبناء دولة سيدة مستقلة قادرة وحرة"، مطالبة المجتمع الدولي بـ"تطبيق القرار 1559 تحت الفصل السابع لسحب سلاح حزب الله والمنظمات الفلسطينية وتسليم السلاح الى الجيش وانتخاب رئيس للجمهورية".



وناشدت المجتمع الدولي وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية "دعم أمن لبنان واستقراره".

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

أميركا تمنع مؤقتا انهيار وقف النار في لبنان

أعلن البيت الأبيض منتصف ليلة الأحد الماضي أن اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان تم تمديده حتى 18 فبراير/شباط المقبل.

وجاء هذا الإعلان على خلفية إعلان الحكومة الإسرائيلية قرارها بعدم انسحاب جيشها من جنوب لبنان بادعاء عدم وفاء الجيش اللبناني بالتزاماته.

كما جاء الإعلان الأميركي بعد أن شرعت جموع النازحين اللبنانيين في العودة إلى قراها في اليوم المقرر في الاتفاق لانسحاب القوات الإسرائيلية.

وقد حاولت القوات الإسرائيلية منع هذه العودة بالقوة، مما أدى إلى سقوط عشرات الشهداء من المدنيين اللبنانيين، الأمر الذي أظهر هشاشة اتفاق النار بين إسرائيل ولبنان واحتمالات انهياره.

وقد انتهى وقف إطلاق النار في جنوب لبنان رسميا في الليلة الفاصلة بين السبت والأحد، دون أن ينسحب الجيش الإسرائيلي من كافة المناطق، فبدأ سكان الجنوب في تحرك جماعي ركوبا وسيرا على الأقدام نحو القرى الحدودية، وحتى تلك التي لم ينسحب منها الجيش الإسرائيلي بالكامل بعد، بالضبط في التاريخ الذي تم تحديده كموعد نهائي، وبدأت الاشتباكات أيضا.

رفعوا السياج

رغم نداءات وتحذيرات الجيش اللبناني -الذي أوكلت له مهمة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في الجنوب وتثبيت سيطرته على المنطقة- فإن أهالي جنوب لبنان تجاوزوا ذلك اليوم حواجز الجيش دون عراقيل تقريبا.

إعلان

وكان الجيش اللبناني أقام سياجا متعرجا على مداخل بلدات حدودية عدة لمنع المرور، لكن الأهالي رفعوا السياج ومروا.

وكانت المشكلة الكبرى التي واجهها السكان هي السواتر الترابية التي أقامها الجيش الإسرائيلي والتي أغلقت طرقا عدة، لكن السكان كانوا يقفزون عنها أيضا.

صورة لسيدة لبنانية من ميس الجبل ترفع علم بلدها قبالة مجموعة من الجنود اللبنانيين (الجزيرة)

وبعدها غيّر الجيش اللبناني موقفه ورافق دخول الأهالي إلى البلدات الحدودية، وبعد ذلك أعلنت قيادة الجيش أن تحرك الأهالي جاء في ظل إصرار إسرائيل على انتهاك السيادة اللبنانية واعتداءاته على المدنيين، والتي أدت إلى سقوط شهداء وإصابات، ورفضها الالتزام بوقف إطلاق النار والانسحاب من الأراضي اللبنانية التي احتلتها.

كما جددت قيادة الجيش دعوتها للمواطنين إلى ضبط النفس والعمل وفقا لتعليمات الوحدات العسكرية.

وبحسب إعلان البيت الأبيض كان واضحا أن أميركا تقف إلى جانب إسرائيل في بعض مطالبها، لكنها تعارضها في جوانب أخرى.

وأهم ما تعارضه أميركا هو إفشال الاتفاق والعودة إلى الحرب مهما كان السبب، لكن الجيش الإسرائيلي الذي فشل حتى الآن في إعادة نازحيه الى مستوطنات الشمال جراء إخفاقه في تحقيق أهدافه المعلنة رغم التدمير الهائل للقرى الحدودية اللبنانية يصر على مواقفه لإرضاء جمهوره، وأيضا ليرد بها على مؤيديه ومعارضيه ممن رأوا أن الانسحاب يعيد الوضع تقريبا إلى ما كان عليه.

وكان زعيم المعسكر الرسمي بيني غانتس قد حرض على إبقاء احتلال إسرائيل كل المناطق اللبنانية الجنوبية المطلة على المستوطنات الإسرائيلية.

الإرادة الشعبية

واسرائيل خلافا لأميركا لا تثق بالجيش اللبناني، ولا ترى أنه قادر على لجم حزب الله، وبالتالي تنفيذ بنود الاتفاق.

وربما أن نتنياهو الباحث عن صورة النصر المطلق في لبنان اعتقد أن الخلافات الداخلية اللبنانية كفيلة بتسهيل مهمته، لكن الإرادة الشعبية لأهالي جنوب لبنان خلقت وضعا جديدا ألزم أميركا بالتدخل وعرض تسوية.

إعلان

وكان جوهر هذه التسوية تأجيل انسحاب الجيش الإسرائيلي 3 أسابيع من جهة، وبدء مفاوضات الإفراج عن المعتقلين اللبنانيين أثناء الحرب من جهة أخرى.

رتل عسكري لبناني أثناء توجهه إلى الناقورة في 7 يناير/كانون الثاني الجاري (الفرنسية)

وفي الحالة اللبنانية، لعب ستيف ويتكوف مبعوث ترامب دورا مهما في صفقة التمديد.

وقال ويتكوف "لقد أعلنا تمديد وقف إطلاق النار، كانت الحكومة الإسرائيلية رائعة، إنها شريك رائع، لقد قامت بعمل جيد جدا" في لبنان، لكن الرؤية الأميركية الإسرائيلية تصطدم طوال الوقت بموقف أهل الجنوب اللبناني المتماثلين مع موقف حزب الله وحركة أمل.

وهذا الموقف يرى أنه لا ينبغي منع أهالي الجنوب من العودة إلى قراهم وبدء عملية إعادة الإعمار.

وقد أوضحت جهات جنوبية لبنانية عدة موقفها على النحو التالي: الشعب لن ينتظر إذنا بالعودة إلى دياره، ومن الجائز أن هذا الموقف قد يمثل نقطة تحول جوهرية في الصراع، خصوصا أن أهالي الجنوب لا يريدون إطالة نزوحهم.

من جهتها، كانت إسرائيل تأمل بإطالة أمد وجودها واحتلالها لقرى الجنوب، وأن تماطل في الانسحاب باختلاق ذرائع وإدارة مفاوضات تطول.

وكان موقف الحكومة اللبنانية حادا في رفض المماطلة الإسرائيلية، كذلك كان حال الموقف الفرنسي الذي أعلن رفضه مماطلة إسرائيل في الانسحاب، لكن الموقف الأميركي كما سلف آثر لعب دور الوسيط بتأييد الموقف الإسرائيلي وتحديد موعد نهائي للانسحاب.

تراجع

ومن المؤكد أن الكثيرين في إسرائيل يرون في الموقف الحكومي نوعا من التراجع عما اعتبروها إنجازات لا ينبغي التراجع عنها.

ويرون أن المفاوضات التي تُجرى عبر الأميركيين -سواء فيما يتصل بلبنان أو غزة- في غير محلها.

وهكذا كتب القائد العسكري السابق جوناثان أديري "في عالم المفاوضات من المعتاد أن نقول: إذا لم تتمكن من النهوض من على طاولة المفاوضات فأنت لا تفاوض، أنت ضحية للابتزاز، وهكذا، وعلى الرغم من الإنجازات العسكرية الهائلة التي حققتها خلال 15 شهرا من القتال على جبهات عدة فإن إسرائيل تجد نفسها في وضع غير مؤاتٍ في الصفقات الحالية في لبنان وغزة، وهو ما ينبع من افتقارها إلى أي قدرة حقيقية على النهوض من على الطاولة".

إعلان

وفي نظره "إن تطبيق الاتفاقات التي وقعتها إسرائيل أدخلها في ممر ضيق من القرارات الصعبة، دون أي بدائل حقيقية للخطوط العريضة المتفق عليها، ودون القدرة على "كسر القواعد" في مواجهة الانتهاكات الأساسية من جانب الخصم، وبذلك تعرّض إسرائيل نفسها للابتزاز من قبل العناصر المتطرفة التي تسعى إلى سفك دمائها، وفي هذا الوضع تحتاج إسرائيل إلى تحرك استباقي عسكري في إيران، أو دبلوماسي مع المملكة العربية السعودية، أو بنّاء مع الولايات المتحدة في سياق غزة من أجل إيجاد حل منهجي".

جانب من الدمار الذي خلّفه القصف الإسرائيلي بمحاذاة الجدار الحدودي الفاصل مع لبنان (رويترز)

 

ونظرا لأن حكومة نتنياهو لم ترَ طوال الحرب أبعد من رغبتها في الانتقام ورفضت تقبّل أي فكرة معقولة حول اليوم التالي صارت عرضة لمواقف دولية لم تنقذها منها سوى أميركا.

لكن الإنقاذ الأميركي -خصوصا من الرئيس ترامب- كانت بداياته ليس ما تريد إسرائيل، وهذا ما بدا جليا في غزة وبأقل منه في لبنان.

وإدارة ترامب بعكس إدارة بايدن تحاول تنفيذ أجندتها وأحيانا بضغوط مباشرة، وما تعيين ويتكوف عديم الدبلوماسية ومقاول تنفيذ أوامر ترامب إلا أحد تجليات ذلك.

وتقريبا منذ دخول ترامب في الصورة توقفت إسرائيل عن قول كلمة "لا" لأميركا، وفيما يتصل بلبنان قال مصدر سياسي إسرائيلي "نحن في حوار دائم مع الأميركيين، ونشرح لهم الأهمية الأمنية التي يكتسبها تطبيق لبنان الاتفاق بشكل كامل بالنسبة لإسرائيل".

وحسب معلقين إسرائيليين، فإنه في الوضع الحالي ليس أمام إسرائيل أي بديل مناسب لتنفيذ الخطوط العريضة التي وقّعت عليها.

وبسبب ضغوط الرئيس ترامب لتطبيق الخطة كاملة في غزة، والضغوط من المجتمع الإسرائيلي لتطبيق كافة عناصر الصفقة، وتمديد وقف إطلاق النار في لبنان بعد الإطار الزمني الممتد لـ60 يوما لتجسيد مسؤولية الجيش اللبناني باتت إسرائيل غير قادرة على الانسحاب من تنفيذ المخططات في المجالين.

إعلان تصريح كاتس

ولم يبقَ أمام حكومة نتنياهو سوى مواصلة إطلاق التصريحات والتهديدات والإعلان أنها حذرت في الأسابيع الأخيرة من أن الجيش اللبناني لا يقوم بالوفاء بوتيرة الانتشار المطلوبة في المنطقة، وأن حزب الله يخرق الاتفاق بصورة -حسب قولها- تلزمها بالبقاء في هذه المرحلة في بعض القرى في جنوب لبنان.

وهكذا أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس "سنواصل فرض وقف إطلاق النار بشكل حازم في الشمال والجنوب، كل من يخرق القواعد أو يهدد قوات الجيش الإسرائيلي سيدفع الثمن كاملا، ولن نسمح بالعودة إلى واقع 7 أكتوبر".

وأكد الجيش الإسرائيلي أنه يواصل عمله في جنوب لبنان وفقا لتوجيهات المستوى السياسي وفي إطار اتفاق وقف إطلاق النار بين الطرفين.

وقال إن قواته منتشرة في مناطق عدة للحفاظ على خط الدفاع الأمامي، ومنع عودة عناصر العدو أو المدنيين إلى ما وراء الخط المتفق عليه.

حكومة نتنياهو حذرت الجيش اللبناني من عدم الالتزام بوتيرة الانتشار (الفرنسية)

 

وفي كل حال، يرى آفي أشكنازي المراسل العسكري في "معاريف" أن إسرائيل تعمل في هذه الأوقات على إعادة تصميم قواعد اللعب في الشرق الأوسط، ما جرى أمس في الساحات المختلفة هو ترسيخ إنجازات القتال في لبنان وفي غزة.

وعلى أساس اختبار الأيام المقبلة سيتقرر على ما يبدو مستوى الرد الإسرائيلي في كل واحدة من الساحات على كل محاولة لتحدي الجيش الإسرائيلي أو السيادة الإسرائيلية لكل واحد من الحدود.

وعلى خلفية تمديد اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان وصفقة الأسرى فإن من المتوقع أن يزور نتنياهو الرئيس الأميركي دونالد ترامب في البيت الأبيض مطلع فبراير/شباط المقبل.

وإذا تم اتخاذ قرار وسافر نتنياهو فسوف يعتبر أول زعيم أجنبي يزور البيت الأبيض في عام 2025 منذ تولي ترامب منصبه، لكن هناك من يقولون إن ترامب يبحث لنفسه عن أصدقاء آخرين، ليس نتنياهو أبرزهم، خصوصا أنه سبق أن عبر مرارا عن نوع من الاحتقار له.

إعلان

مقالات مشابهة

  • أميركا تمنع مؤقتا انهيار وقف النار في لبنان
  • حقوق الإنسان: يجب السماح للمدنيين اللبنانيين بالعودة إلى قراهم
  • انتشار وحدات الجيش اللبناني في بلدة دير ميماس وعدة مناطق حدودية
  • ميقاتي التقى السفيرة الأميركية والجنرال جيفرز: إسرائيل ما زالت تنتهك القرار 1701
  • تمديد أميركي لإنجاز الإنسحاب الاسرائيلي حتى 18 شباط وميقاتي يعلن موافقة لبنان
  • اليونيفل: الوضع مقلق جنوب لبنان ويجب تنفيذ القرار 1701
  • عبدالسلام يشيد بشجاعة اللبنانيين.. عادوا الى ارضهم دون انتظار المجتمع الدولي
  • دريان: عدم انسحاب العدو من الجنوب هو خرق فاضح للـ 1701 ويعرض لبنان إلى خطر جديد
  • إصابة عدد من اللبنانيين جراء خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار
  • عاجل | الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا يحظر فيه على اللبنانيين العودة إلى عشرات القرى في جنوب لبنان