توقفوا عن “تخوين وشيطنة” الشعب الاردني!
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
#سواليف
توقفوا عن ” تخوين وشيطنة” #الشعب_الاردني!
كتب .. #بسام_بدارين
حسنا نقولها لكل من يستفسر ويسأل بالمختصر: كل مناطق الوعي عند عقل #المواطن_الأردني اليوم ليست شغوفة فقط بدعم ا#لمقاومة ولا معجبة بإيران ومحورها، ولا تمنح الإخوان المسلمين والإسلام السياسي شيكا على بياض في التفويض بل متمركزة في منطقة «وعي مستجدة» فرضها مسار الأحداث فكرتها «الخوف الفيزيائي» والحرص البشري على «البقاء».
سمع الأردنيون مبكرا نقيب أطبائهم، وهو يشرح كيف تمنع السلطات المصرية بقرار إسرائيلي يوافق عليه الصديق الأمريكي ولا يعارضه الحليف الأوروبي إدخال حبوب ولقاحات المضادات الحيوية لأغراض إغاثة الجرحى والمصابين من أبناء غزة.
سمع الشعب الأردني نقابة الأطباء وليس خطباء المساجد ولا الإعلام الإيراني تتحدث عن منع الألواح الخشبية بما فيها تلك التي تستخدم لتجبير كسور العظام مؤقتا في الحروب والكوارث، وسمع كيف يمنع الإسرائيلي كل ما ينقذ الحياة.
بعد ذلك شاهد مواطننا أجهزة البيجر واللاسلكي اللبنانية وهي تفتك بكبسة زر بالعديد من القتلى اللبنانيين لا علاقة لهم بالعسكر، ثم قرأ ضمير الأردنيين تلك المعطيات اليومية عن 50 ألف طن من المتفجرات الفتاكة، ليس صدفة أن من زود بها الكيان أكبر صديقين ممولين للمملكة، هما الأمريكي ثم الألماني.
لا يمكن لوم «الخائف على حياته» على خوفه وقلقه في ميزان «البقاء» وانصراف الحكومة لمساءلة 13 شابا بتهمة جمع مال غير مشروع لدعم أهل غزة إجراء لا يعني شيئا ولن يزيل مخاوف الناس.
ينام المواطن الأردني البسيط على صورة أطفال رضع يحرقهم الجيش الإسرائيلي وهم أحياء وجوعى ثم يستيقظ على تقارير عن قصف التربة وتلويثها والقضاء على الأجنة، وأخرى عن حرب بيولوجية تستهدف منع تكاثر وخصوبة أهل غزة بعد الآن.
بكل بساطة لا توجد عائلة أردنية بدون قريب مباشر لها بالدم أو بالمصاهرة في غزة أو الضفة الغربية.
بسطاء الناس يعلمون بأن حدود بلادهم العريضة مع فلسطين المحتلة لم تعد تحميهم من غدر الإرهاب الإسرائيلي الأمريكي المنظم، وتربيتهم هي التي تقول «اليوم في جارك وغدا في دارك» هي مقولة تشكل أساسا للمقاربة في وعي المكونات الاجتماعية الأردنية.
بصراحة أيضا يشاهد الأردني الجيش الإسرائيلي وهو يسقط المسيرات والمقذوفات عن بعد قبل عبورها الأراضي المحتلة، مما يؤدي الى إسقاط بعضها على الأردنيين وتهديد حياتهم.
منذ أكثر من سنة وحتى اللحظة طائرات سلاح الجو الإسرائيلي تقصف المساجد في غزة ثم لبنان، وتسرح وتمرح وتعربد في الشرق الأوسط، فتقصف في طهران وتتآمر على تركيا وتحرق في اليمن وتقتل في بغداد وتستهدف بالنار سوريا من شمالها إلى جنوبها.
يشاهد الأردني بوعيه كل ذلك ثم يأتي بعض أصحاب الوظائف فيمطرون الشعب الصابر بتلك الخيبة التي تحاول إدانة الضحية وتبرئة الجلاد، وبذلك «الانحراف الشاذ» الذي يحاول التصرف وكأن العرس عند الجيران.
أداء الإعلام الرسمي مخجل هنا، وما لا يريد القوم الذين وضعوا في أحضانهم الميكروفون الرسمي دون غيره التقاطه من رسائل الشعب، هو أن المواطن يشعر بالخطر الحقيقي الفيزيائي.
لا علاقة للمسألة هنا بثقة الأردنيين في مؤسساتهم بل بغياب اليقين والثقة الناتج عن مجازر التحالف الأمريكي الإسرائيلي حيث لا ضمانة تتعلق بأن لا يؤذي الجيش الأمريكي الموجود على الأرض الأردنية أهل البلاد ويختبرهم بمشروعهم ودولتهم وهويتهم.
لا ضمانة بأن يرتدع من قصف الشجر والحجر في بيت لاهيا فيتجنب قصف المدرج الروماني وسط عمان.
كل الكلام عن السلام والتعايش وحل الدولتين والأوهام وحتى عن وادي عربة لم تعد له قيمة إطلاقا في وجدان الأردنيين.
عليه يفترض أن تسكت بعض الأصوات والأقلام، لأن كل المقاربات المطروحة وهي تنكر المخاطر تعاكس انطباعات وقناعات الرأي العام ولا تمثل ما يشعر به الناس.
الأردني مثل غيره من البشر يريد الدفاع عن بيته وعائلته وأرضه ودولته أو على الأقل الاستعداد لمعركة واضح أنها حتمية، وكل من يتحدثون عن توازنات الدولة ومصالحها لهم التقدير والاحترام، لكن عليهم الانتباه لمشاعر الخوف والاحساس بالخطر التي تتملك الأردنيين اليوم.
وعليهم التقاط ما هو جوهري في المسألة: المجتمع لم يقع بأحضان الإسلام السياسي، وليس مفتونا بالعمائم الإيرانية، ولا تقوده جبهات المقاومة الفلسطينية بقدر ما يتصرف انطلاقا من وعيه الذي يكمن بجوهره الشعور بالمخاطر المحدقة، وحرصه على البقاء والسلامة.
ليس جديدا علينا أن أذرع الإعلام الرسمي خارج التأثير وأن شعبنا يؤمن الآن بأن الولايات المتحدة «الصديقة الحليفة» معنية فقط وحصرا بحماية السرطان الإسرائيلي.
لا يلام الناس على خوفهم المبرر… المطلوب وفورا التحدث مع آلامهم ومناقشة مخاوفهم وتوحيدهم ومعالجة خوف البقاء والأمن…هذا هو «واجب الدولة» ومؤسساتها ونخبها بدلا من ترك هذه المهمة الأساسية لأطراف أخرى في الداخل والخارج.
توقفوا عن «تخوين» الناس… استعيدوا اليقين وأوقفوا العبث الذي يحاول «شيطنة الشعب الأردني».
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: سواليف الشعب الاردني بسام بدارين المواطن الأردني
إقرأ أيضاً:
تنظيم والعياذ بالله
تنظيم والعياذ بالله
خالد فضل
عندما قال الأستاذ الشهيد محمود محمد طه إنّهم يفوقون سوء الظن العريض؛ اعتبرها البعض ضمن مفردات الذم السياسي والتناقض الفكري بين زعيم الجمهوريين وتلك الجماعة. خاصة وأنّه قالها في وقت مبكر، ولم يك السودانيون قد جربّوا عمليا سيطرة وهيمنة تلك الجماعة على مقاليد السلطة ومفاتيح الثروة في بلادهم. وقد دفع الشيخ السبعيني روحه فداء على يدي سلطة الهوس الديني التي شادوها على مقاصل الشنق والصلب وبتر الأيدي للفقراء والمشردين وسموق أعمدة (العمارات الشوامخ) وصكوك التمويل الإسلامي للمرابين من أفراد التنظيم، وليكتشف من أوتي الحكمة فيما بعد صدق تلك العبارة، بينما ما يزال من نزعت منهم البصيرة ينساقون خلفهم كما تهمي الدواب خلف راعيها.
تنظيم تبرأ منه أحد مؤسسيه؛ الراحل يسن عمر الإمام عندما قال قولته المشهورة بأنّه يخجل أن يقف أمام الناس ليقول إنّه منتم له، ولا يمكنه دعوة الناس إلى الإسلام في المساجد ولا يحثّ أحفاده للانضمام إليه. تُرى ما الذي عاشه وخبره الشيخ المرحوم من مخازي وانحطاط تلك الفئة حتى يصل لهذه الدرجة من التبرؤ؟ وما يزال في عامة الناس من له حسن ظن!
تنظيم يبرع أيمّا براعة في اشعال الفتن والنزاع وسط شعبه منذ ظهوره في الستينات من القرن الماضي، يغيّر طلاء واجهته كل حين بينما الأصل كما هو عارتبين عورته، شعاره حكمة ميكافيللي (الغاية تبرر الوسيلة) ويرفع كتاب الله؛ القرآن على أسنة رماح الطمع والأنانية وشح الأنفس. أتذكرون بداية تفكيك الوحدة الوطنية على أيام الجمعية التأسيسية عقب ثورة أكتوبر 1964م عندما صرّح عرّابه المرحوم د. الترابي بأنه لا يجوز لغير المسلم تولي رئاسة الجمهورية في ظل ما كان يدعو له من دستور إسلامي وهو سجال دار بينه والمرحوم فيليب عباس غبوش حول تلك النقطة، يومها خرج الأب فيليب ومعه النواب غير المسلمين من الجنوب رافضين المشاركة في مداولات برلمان يسعى لتمزيق شعب البلاد على أسس دينية حسبما أفادوا حينها.
بعد أن صالحوا النميري في أواسط السبعينات، هجموا أولا على مظان الثروة فأسسوا البنوك تحت لافتة إسلامية، ثمّ أغاروا على الجيش بزراعة خلايا مليشياتهم فيه، ثمّ انقضوا على عماد البلاد، دستورها وقوانينها وبزعم الإسلام فتتوا الوحدة الوطنية ودمروا ميراث التعايش الوطني. وبعد أن استتب لهم أمر السلطة تماما بخدعة (اذهب للقصر رئيسا وساذهب للسجن حبيسا) أعملوا آلاتهم الصدئة في نشر السموم والجهالات، واشاعوا الذعر والرعب، وجاهدوا في سبيل الجاه والسلطة كما لم يجاهد من قبلهم جماعة في السودان، وبالنتيجة انشطر الشعب الواحد إلى بلدين.
ولمّا قال الشعب كلمته وثارت معظم فئاته ضدهم في ديسمبر، أسرّوا الضغينة واضمروا الانتقام، إذ كيف للشعب الذي أبادوه وقسموه وزجروه وعذبوه أن ينتفض ثائرا ضدهم، ويهتف هاتفه من الشباب (سودان بدون كيزان)! فجمعوا كل خبثهم وخبائثهم وتكالبوا على الثورة والثوار، فدبّروا مذبحة ساحة الاعتصام التي أثلجت صدر ناعقهم عبدالحي يوسف حين فطرت قلوب الأمهات، وفصّدت بالدموع خدود الشقيقات على شهيد ومفقود ومرمي في قاع النيل وبعض مغتصبات. فلما لم يرعو الشعب خططوا ونفّذوا إنقلاب 25أكتوبر2021م، ففاجأهم السيل المدني السلمي مشرعا الصدور لرصاص الغدر والخيانة والقذارة فكانوا في منشوراتهم على الوسائط يحصون الشهداء ويتلذذون بوصفهم (فطايس). فلم يجْدِ مكْرَهم لأن وصية الشهيد الأخيرة (اكتبوا على شاهد قبري حرية مدنية عدالة وسلام) فقرروا رمي كرتهم الأخير والأقذر؛ التدمير الكامل للبلاد وإفناء أكبر قدر من الشعب وتصفية أي ثائر بفرية التعاون مع العدو الذي صنعوه من قبل ليسندهم في ارتكاب الموبقات كلها، وعندما شعر (حمايتي) بالفخاخ التي تنصب، صار هو العدو الذي على الشعب (خالي الذهن) أن يحاربه انتقاما لتشرده ونهبه وقتله واغتصاب حرائره بوساطة مليشياته (الاشاوس سابقا) وأعضاء التنظيم بكل رزاية تحل بالناس مبتهجون، تكاد وسائطهم تزغرد نشوة لكل خبر انتهاك أو وجع مصيبة تحل بالناس في الخرطوم الجزيرة سنار كردفان ودارفور. ولسان حالهم يردد أيمّا انتهاك من جانب المليشيا في أي بقعة من السودان ستأتي نتيجته في مصب إعادة التمكين. هذه أخلاقهم التي تربّوا عليها؛ مصائب الشعب عندهم فوائد إعادة الألق والبريق لتنظيمهم – الكالح – كما أفتى شيخهم الموتور عبدالحي. وما يزال هناك من المرموقين في الأكاديميا على مستوى مدرجات الجامعات والتحليل ونشر الكتب والمقالات باللغتين العربية والإنجليزية من يحدثون الناس عن (مؤسسة الحداثة) التي يهزئ ضباطها وعلى الملأ؛ أمراء مليشيات التنظيم، وما تزال عندهم رمز عزة الدولة السودانية العبوب ولافتة كرامة لشعب منكوب والشيخ المأجور يفتي من استانبول!
الوسومالترابي الحركة الاسلامية السودان عبدالحي