الجزيرة:
2024-10-03@18:59:13 GMT

صاروخ كروز الصاروخ المحمول

تاريخ النشر: 15th, August 2023 GMT

صاروخ كروز الصاروخ المحمول

صواريخ "كروز" أو "الصواريخ المحمولة"، تمتاز بدقة مذهلة، ولها أكثر من طراز، وتعتمد في اختيارها وأدائها على نوع المهمة لا على طول المدى، كما يمكن أن تطلق من البحر أو البر أو الجو، وتطير على ارتفاعات منخفضة، مما يقلل فرصة كشفها من الرادارات.

بدأ تطوير صواريخ "كروز" في القرن الماضي، وأول من بدأ تصنيعها هما الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وتمتلكها في عام 2023 دول عدة، منها بريطانيا وفرنسا وأوكرانيا وإيران، وتسعى دول أخرى لتطويرها.

بداية صواريخ كروز

تعد صواريخ "كروز" تطويرا للطائرات المسيرة، لتصبح صواريخ مبرمجة وموجهة ذاتية الدفع، ويترجم اسمها العلمي "كروز" إلى العربية بـ"الصاروخ المحمول"، وهو صاروخ باليستي تمتاز سرعته في الجو بالثبات نسبيا.

وتعد صواريخ "كروز" الإستراتيجية منخفضة التحليق، وكان الصاروخ الألماني "في-1" المستخدم في الحرب العالمية الثانية مقدمة "للصاروخ المحمول".

وبدأ تطوير صواريخ "كروز" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من قبل الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وصمم ليكون قادرا على حمل رأس حربي نووي أو تقليدي.

وفي فترة الثمانينيات من القرن الماضي صنعت منها 3 إصدارات رئيسية في الولايات المتحدة كانت جميعها أحادية الطور وتعمل بالدفع النفاث وبسرعة تبلغ 885 كيلومترا في الساعة.

ويتراوح وزن صواريخ "كروز" الأميركية بين 1200 و1800 كيلوغرام، وتوجه عبر نظام ملاحة يحدث أثناء الرحلة بتقنية تسمى "تيركوم"، والتي تستخدم الخرائط المخزنة في الذاكرة المحسوبة للنظام.

وتعتبر صواريخ "كروز" سلاح الولايات المتحدة المفضل لتنفيذ عمليات الضربة السريعة.

وأنتج الاتحاد السوفياتي سلسلة من صواريخ "كروز" البحرية والجوية والأرضية، وقد يصل طولها إلى 7 أمتار، ومداها لحوالي 3 آلاف كلم.

وتتراوح تكلفة صنع صواريخ "كروز" بين 500 ألف ومليون دولار للصاروخ الواحد، ويمكنه أن يطير ألف ميل ويصيب هدفا بحجم مرآب لسيارة واحدة.

آلية عمل صواريخ "كروز"

تعمل صواريخ "كروز" بمحركات "توربوفان"، ووظيفتها الرئيسية هي إيصال القنابل شديدة الانفجار إلى الأهداف المحددة، وهي قنابل قد يصل وزنها إلى 450 كيلوغراما.

وقد تطلق الصواريخ من الغواصات أو الطائرات أو المدمرات، وغالبا ما تطلق صواريخ "توماهوك" من المدمرات، ويتولى المحرك التوربيني القيادة بعد إحراق الوقود وسقوط المعزز الصاروخي.

ويبلغ وزن المحرك التوربيني 65 كيلوغراما فقط، فيما يبلغ وزن حمولة الوقود وقت إطلاقها 450 كيلوغراما (قرابة 600 لتر)، ويصل وزن المعزز الصاروخي الصلب إلى 250 كيلوغراما.

ولصاروخ "كروز" مقطع عرضي منخفض جدا، ويطير على ارتفاعات منخفضة، ويعتبر فعالا في تجنب أجهزة الرصد لقربه من الأرض وشدة دقته.

وله 4 أنظمة مختلفة تساعد في توجيهه إلى هدفه، وهي:

نظام التوجيه بالقصور الذاتي "آي جي إس"، وهو نظام قياسي قائم على التسارع، ويمكنه تتبع موقع الصاروخ تقريبا بناء على التسارع الذي يكتشفه في حركة الصاروخ. نظام مطابقة التضاريس "تيركوم"، والذي يستخدم قاعدة بيانات ثلاثية الأبعاد للتضاريس التي سيطير فوقها الصاروخ، ويكون على متن الطائرة التي تحمل الصاروخ. نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، والذي يستخدم شبكة أقمار صناعية خاصة بالجيش، وله جهاز استقبال على متن الطائرة لاكتشاف المواقع بدقة عالية. نظام ارتباط منطقة مطابقة المشهد الرقمي "دي إس إم إيه سي"، ويستخدم هذا النظام كاميرا ورابط صورة للعثور على الهدف، ويكون أكثر فائدة إذا كان الهدف متحركا.

ويمكن تزويد صاروخ "كروز" بأجهزة استشعار للتصوير الحراري أو أجهزة الإضاءة كالمستخدمة في القنابل الذكية.

وأغلبية عمل النسخ المتقدمة من صواريخ كروز تكون بإطلاقها من الطائرات العسكرية عن بعد، مما يكفل لها تجنب مواجهة الدفاعات، كما تستخدم لضرب الأهداف الأرضية باستخدام الرؤوس الحربية التقليدية أو الرؤوس النووية أو المتفجرات الهيدروجينية.

أنواع صواريخ "كروز"

من أبرز أنواع صواريخ "كروز" صاروخ "ظل العاصفة" الذي طورته كل من بريطانيا وفرنسا، ويمتاز بقدراته العالية في التخفي، إذ يطلق من الجو بمدى إطلاق نار يزيد على 250 كيلومترا.

ويقترب مدى صاروخ "ظل العاصفة" من بلوغ مدى أنظمة "أتاكمز" الصاروخية، والتي طالبت أوكرانيا الولايات المتحدة بتزويدها بها أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا.

ويبلغ طول صاروخ "كروز" الجوي "إيه إل سي إم" نحو 6 أمتار، ويصل مداه إلى 2500 كيلومتر، وصمم للنشر على قاذفة "بي-52".

ويُصنف ضمن عائلة "كروز" صاروخان من طراز "توماهوك"، وهما صاروخان طويلا المدى تمتلكهما البحرية الأميركية، ويمكن إطلاقهما من الغواصات أو السفن السطحية.

ويطلق أحد هذين النوعين من البحر واسمه "إس إل سي إم"، والآخر أرضي يسمى "جي إل سي إم"، ويبلغ طول كل واحد منهما 6.4 أمتار، وقطر كل منهما 53 سنتيمترا.

وعلى عكس الصواريخ الباليستية فإن صواريخ "كروز" تصنف حسب المهمة ووضع الإطلاق وليس بناء على بعد المدى، وأكثر أنواعها إثارة للقلق هي الصواريخ من نوع "إل إيه سي إم"، وتحقق هذه النوعية هدفها بالمرور بـ3 مراحل، الإطلاق فمنتصف الدورة ثم المحطة، والدفاع ضد هذا النوع من صواريخ "كروز" يؤثر على أنظمة الدفاع الجوي.

ويمكن أن تختبئ هذه الصواريخ خلف التضاريس، إضافة إلى احتواء الأنواع الجديدة منها على ميزات تجعلها أقل وضوحا للرادارات وأجهزة الكشف بالأشعة تحت الحمراء، كما قد تطير بمسارات ملتوية وغير مباشرة.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

القبة الحديدية الإسرائيلية فعّالة لكن مُكلفة جداً

للمرّة الثانية، أثبت نظام "القبة الحديدية" المُضاد للصواريخ الذي طوّرته إسرائيل بمُساعدة أمريكية، قدرته غير العادية على اعتراض الهجمات من إيران، لكنّ التساؤلات تثور حول تكلفته الباهظة حيث سعر الصاروخ الاعتراضي الذي تُطلقه القبة، أغلى بنحو 100 مرّة من ثمن الصاروخ العادي.

وتُعدّ القبة الحديدية، التي بدأت العمل منذ عام 2011، لكن بشكل أقل كفاءة حينها، خط الدفاع الأوّل لإسرائيل ضدّ الصواريخ. وهو إنجاز تكنولوجي مكّن تل أبيب من تجنّب الغضب الشديد للرأي العام، جرّاء الهجمات التي تقوم بها حركة حماس والميليشيات الحوثية وحزب الله اللبناني وإيران.

Israël : un « Dôme de fer » efficace mais coûteux

Le système antimissile développé avec l’aide américaine a eu plusieurs fois l'occasion de montrer son extraordinaire aptitude à intercepter les attaques venues de l'Iran.

➡️ https://t.co/lyVqsvW87G
Par @guerricp pic.twitter.com/OF2gx1AvdM

— Le Point (@LePoint) October 1, 2024

وتمّ تطوير نظام القبة الحديدية الإسرائيلي ضدّ الصواريخ والقذائف في العقد الأول من القرن الـ 21، وتمّ تحسينه في السنوات الأخيرة إلى حدّ كبير بعد بدايات صعبة، وتزعم تل أبيب فعاليته بنسبة 95% في حماية المناطق المأهولة من الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى (حتى 70 كيلومتر). وقد تمّ اعتراض نحو 6 آلاف صاروخ خلال 13 عاماً. كما باتت القبة الحديدية قادرة على اعتراض الطائرات المسلحة بدون طيار.

وتتمثّل آلية نظام "القبة الحديدية" في أنّه عندما يكتشف الرادار صاروخاً أو قذيفة، فإنّه يتحقق من أن المسار يهدد منطقة مأهولة ثم يأمر البطارية بإطلاق أحد صواريخها الاعتراضية الـ 20. ومن السهل جداً للنظام القيام بالمناورة، حيث يُمكن وضع الصاروخ الاعتراضي بدقة في مسار القذيفة المُراد تدميرها، وفي بعض الأحيان يستطيع القيام بانعطافات حادة في السماء.

Dôme de fer, système Arrow, laser Iron Beam… Comment Israël se protège https://t.co/nRBy3ZNN2i

— Le Point (@LePoint) October 2, 2024 التكلفة، ثغرة أمنية!

ولكنّ هذا النظام الفعّال، الذي يتسم بسهولة الاستخدام والموثوقية، والذي تمّ تطويره بشكل مشترك من قبل شركتي رافائيل (إسرائيل) ورايثيون (الولايات المتحدة)، يُخفي ثغرة أمنية تتمثّل في التكلفة الباهظة.

وتعكس وقائع الحرب تكاليف مالية مريرة، ولكنّها لا تقلّ أهمية بالنسبة لمُستقبل الصراع العسكري. وإذا ما استمرّ إطلاق الصواريخ بالمئات على إسرائيل، فلن يكون ذلك فقط على أمل أن يتمكن عدد قليل منها من تجاوز الدفاعات ونظام القبة الحديدية، بل السبب أيضاً هو أنّ إسرائيل تُنفق عشرات الآلاف من الدولارات مقابل كل صاروخ يتم اعتراضه.

وبالإضافة إلى تكاليف تطوير القبة الحديدية (وهو رقم أبقت عليه إسرائيل سراً رغم المُساهمة الأمريكية)، يتعيّن على إسرائيل أن تتحمل تكلفة الذخائر. ويكلف صاروخ "تامير" الاعتراضي حوالي 50 ألف دولار مقارنة ببضع مئات من الدولارات لصاروخ "محلي الصنع" من قبل حماس بمواد بسيطة. بينما يتردّد كذلك أنّ إطلاق صاروخ "أرو" واحد لاعتراض وتدمير صاروخ باليستي يُكلّف 3.5 مليون دولار.

#Breaking: The Iron Beam system exhibited effective threat detection in the Gaza war. The Israel defense establishment is expediting the operational readiness of the Israeli-developed "Iron Beam" laser interception system. Anticipating operational tests within weeks.… pic.twitter.com/OY61Q2vOPm

— Open Source Intel (@Osint613) January 1, 2024 حرب غير مُتكافئة مالياً!

وحول ذلك يرى الكاتب الصحفي غيريك بونسيت، الخبير في التكنولوجيا والأسلحة، أنّ هذه الحرب غير مُتكافئة على الصعيد المالي، حيث يتم اعتراض المقذوفات الرخيصة وسهلة الصنع بواسطة أسلحة باهظة الثمن وعالية التقنية، ويُمكن مُقارنة ذلك بحرب الاستنزاف. ومن خلال إطلاق الصواريخ البسيطة، تضمن حركة حماس على سبيل المثال استنزاف الموارد المالية للجيش الإسرائيلي.

ولكن من المؤكد أن إسرائيل تستثمر أموالاً ضخمة لحماية سكانها، على الرغم من أنّ كلّ صاروخ يتم اعتراضه يمثل ضربة قوية لمالية تل أبيب. وبإضافة التكاليف الضخمة جداً للتطوير والتحسين الدائم للنظام على المدى الطويل إلى أسعار الذخيرة، فإنّ المليارات سوف تتبخر بعيداً.

Dôme de fer : voici combien coûte chaque interception de missile ennemi https://t.co/k91lozWTDS

— CNEWS (@CNEWS) October 2, 2024 سلاح الليزر، نظام بديل

وفي مواجهة الاستنزاف المالي، يعمل المصنعون الأمريكيون على نظام اعتراض صاروخي بشعاع الليزر، والمُشتق من مشروع تخلّى عنه الإسرائيليون في أوائل العقد الأول من القرن الـ 21. وقد أثبت النموذج الأولي الجديد لشركة "نورثروب جرومان" نفسه خلال الاختبارات التي أجريت منذ عام 2018، حيث لن تكلف كل طلقة واحدة لإسقاط صاروخ سوى 1000 دولار، إلا أنّ الحكومة الإسرائيلية لم تُباشر بعد إجراءات الاستحواذ والتأسيس، وبالتالي لن يتم نشرها قبل عدّة أعوام فيما إذا تمّ ذلك أصلاً، حسب خبراء أسلحة وتكنولوجيا.

ولكنّ التساؤلات تتزايد، حول ما إذا من الممكن أن يُعتبر شعاع الليزر هو مستقبل الدفاع الصاروخي الإسرائيلي، والذي من شأنه أن يُكمل القبة الحديدية من خلال تدمير الطائرات بدون طيار والصواريخ، من أجل تجنب تأثير التشبّع. وبشكل ملموس، سيتم توجيه شعاع الليزر لعدة ثوان نحو المقذوف الصاروخية القادمة من أجل جعلها تنفجر.

Dôme de Fer, Fronde de David, système Arrow… Comment Israël se protège des attaques aériennes
➡️ https://t.co/VAmamMfFvQ pic.twitter.com/vGATvfNELP

— LCI (@LCI) October 2, 2024

مقالات مشابهة

  • هل يسمح الغرب لأوكرانيا باستخدام صواريخ كروز طويلة المدى ستورم شادو؟
  • القبة الحديدية الإسرائيلية فعّالة لكن مُكلفة جداً
  • إيران تطلق أزيد من 100 صاروخ باليستي وصاروخ كروز باتجاه إسرائيل
  • بعضها قادر على الوصول لأوروبا.. الصواريخ الإيرانية التي استهدفت إسرائيل
  • صاروخ فتّاح .. أبرز صناعات إيران وورقتها الرابحة
  • إيران تكشف عن الصاروخ المستخدم في الهجوم على إسرائيل
  • إعلام عبري: إطلاق 100 صاروخ باليستي وصاروخ كروز باتجاه إسرائيل
  • لاول مرة ..كوريا الجنوبية تكشف عن صاروخ باليستي بوزن قياسي
  • كوريا الجنوبية تكشف عن صاروخ باليستي بوزن قياسي
  • لأول مرة.. حزب الله يطلق الصاروخ الباليستي نور