صواريخ "كروز" أو "الصواريخ المحمولة"، تمتاز بدقة مذهلة، ولها أكثر من طراز، وتعتمد في اختيارها وأدائها على نوع المهمة لا على طول المدى، كما يمكن أن تطلق من البحر أو البر أو الجو، وتطير على ارتفاعات منخفضة، مما يقلل فرصة كشفها من الرادارات.
بدأ تطوير صواريخ "كروز" في القرن الماضي، وأول من بدأ تصنيعها هما الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وتمتلكها في عام 2023 دول عدة، منها بريطانيا وفرنسا وأوكرانيا وإيران، وتسعى دول أخرى لتطويرها.
تعد صواريخ "كروز" تطويرا للطائرات المسيرة، لتصبح صواريخ مبرمجة وموجهة ذاتية الدفع، ويترجم اسمها العلمي "كروز" إلى العربية بـ"الصاروخ المحمول"، وهو صاروخ باليستي تمتاز سرعته في الجو بالثبات نسبيا.
وتعد صواريخ "كروز" الإستراتيجية منخفضة التحليق، وكان الصاروخ الألماني "في-1" المستخدم في الحرب العالمية الثانية مقدمة "للصاروخ المحمول".
وبدأ تطوير صواريخ "كروز" في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي من قبل الاتحاد السوفياتي والولايات المتحدة، وصمم ليكون قادرا على حمل رأس حربي نووي أو تقليدي.
وفي فترة الثمانينيات من القرن الماضي صنعت منها 3 إصدارات رئيسية في الولايات المتحدة كانت جميعها أحادية الطور وتعمل بالدفع النفاث وبسرعة تبلغ 885 كيلومترا في الساعة.
ويتراوح وزن صواريخ "كروز" الأميركية بين 1200 و1800 كيلوغرام، وتوجه عبر نظام ملاحة يحدث أثناء الرحلة بتقنية تسمى "تيركوم"، والتي تستخدم الخرائط المخزنة في الذاكرة المحسوبة للنظام.
وتعتبر صواريخ "كروز" سلاح الولايات المتحدة المفضل لتنفيذ عمليات الضربة السريعة.
وأنتج الاتحاد السوفياتي سلسلة من صواريخ "كروز" البحرية والجوية والأرضية، وقد يصل طولها إلى 7 أمتار، ومداها لحوالي 3 آلاف كلم.
وتتراوح تكلفة صنع صواريخ "كروز" بين 500 ألف ومليون دولار للصاروخ الواحد، ويمكنه أن يطير ألف ميل ويصيب هدفا بحجم مرآب لسيارة واحدة.
آلية عمل صواريخ "كروز"تعمل صواريخ "كروز" بمحركات "توربوفان"، ووظيفتها الرئيسية هي إيصال القنابل شديدة الانفجار إلى الأهداف المحددة، وهي قنابل قد يصل وزنها إلى 450 كيلوغراما.
وقد تطلق الصواريخ من الغواصات أو الطائرات أو المدمرات، وغالبا ما تطلق صواريخ "توماهوك" من المدمرات، ويتولى المحرك التوربيني القيادة بعد إحراق الوقود وسقوط المعزز الصاروخي.
ويبلغ وزن المحرك التوربيني 65 كيلوغراما فقط، فيما يبلغ وزن حمولة الوقود وقت إطلاقها 450 كيلوغراما (قرابة 600 لتر)، ويصل وزن المعزز الصاروخي الصلب إلى 250 كيلوغراما.
ولصاروخ "كروز" مقطع عرضي منخفض جدا، ويطير على ارتفاعات منخفضة، ويعتبر فعالا في تجنب أجهزة الرصد لقربه من الأرض وشدة دقته.
وله 4 أنظمة مختلفة تساعد في توجيهه إلى هدفه، وهي:
نظام التوجيه بالقصور الذاتي "آي جي إس"، وهو نظام قياسي قائم على التسارع، ويمكنه تتبع موقع الصاروخ تقريبا بناء على التسارع الذي يكتشفه في حركة الصاروخ. نظام مطابقة التضاريس "تيركوم"، والذي يستخدم قاعدة بيانات ثلاثية الأبعاد للتضاريس التي سيطير فوقها الصاروخ، ويكون على متن الطائرة التي تحمل الصاروخ. نظام تحديد المواقع العالمي "جي بي إس"، والذي يستخدم شبكة أقمار صناعية خاصة بالجيش، وله جهاز استقبال على متن الطائرة لاكتشاف المواقع بدقة عالية. نظام ارتباط منطقة مطابقة المشهد الرقمي "دي إس إم إيه سي"، ويستخدم هذا النظام كاميرا ورابط صورة للعثور على الهدف، ويكون أكثر فائدة إذا كان الهدف متحركا.ويمكن تزويد صاروخ "كروز" بأجهزة استشعار للتصوير الحراري أو أجهزة الإضاءة كالمستخدمة في القنابل الذكية.
وأغلبية عمل النسخ المتقدمة من صواريخ كروز تكون بإطلاقها من الطائرات العسكرية عن بعد، مما يكفل لها تجنب مواجهة الدفاعات، كما تستخدم لضرب الأهداف الأرضية باستخدام الرؤوس الحربية التقليدية أو الرؤوس النووية أو المتفجرات الهيدروجينية.
أنواع صواريخ "كروز"من أبرز أنواع صواريخ "كروز" صاروخ "ظل العاصفة" الذي طورته كل من بريطانيا وفرنسا، ويمتاز بقدراته العالية في التخفي، إذ يطلق من الجو بمدى إطلاق نار يزيد على 250 كيلومترا.
ويقترب مدى صاروخ "ظل العاصفة" من بلوغ مدى أنظمة "أتاكمز" الصاروخية، والتي طالبت أوكرانيا الولايات المتحدة بتزويدها بها أثناء الحرب الروسية على أوكرانيا.
ويبلغ طول صاروخ "كروز" الجوي "إيه إل سي إم" نحو 6 أمتار، ويصل مداه إلى 2500 كيلومتر، وصمم للنشر على قاذفة "بي-52".
ويُصنف ضمن عائلة "كروز" صاروخان من طراز "توماهوك"، وهما صاروخان طويلا المدى تمتلكهما البحرية الأميركية، ويمكن إطلاقهما من الغواصات أو السفن السطحية.
ويطلق أحد هذين النوعين من البحر واسمه "إس إل سي إم"، والآخر أرضي يسمى "جي إل سي إم"، ويبلغ طول كل واحد منهما 6.4 أمتار، وقطر كل منهما 53 سنتيمترا.
وعلى عكس الصواريخ الباليستية فإن صواريخ "كروز" تصنف حسب المهمة ووضع الإطلاق وليس بناء على بعد المدى، وأكثر أنواعها إثارة للقلق هي الصواريخ من نوع "إل إيه سي إم"، وتحقق هذه النوعية هدفها بالمرور بـ3 مراحل، الإطلاق فمنتصف الدورة ثم المحطة، والدفاع ضد هذا النوع من صواريخ "كروز" يؤثر على أنظمة الدفاع الجوي.
ويمكن أن تختبئ هذه الصواريخ خلف التضاريس، إضافة إلى احتواء الأنواع الجديدة منها على ميزات تجعلها أقل وضوحا للرادارات وأجهزة الكشف بالأشعة تحت الحمراء، كما قد تطير بمسارات ملتوية وغير مباشرة.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
بوتين: روسيا ستواصل اختبار الصاروخ جديد في أوكرانيا
نوفمبر 23, 2024آخر تحديث: نوفمبر 23, 2024
المستقلة/- قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن موسكو ستواصل استخدام صاروخ جديد قوي في حربها ضد أوكرانيا، وسط تصعيد كبير في الصراع.
جاءت تصريحات بوتين في وقت متأخر من يوم الجمعة بعد أن أطلق الجيش الروسي صاروخًا باليستيًا جديدًا على مدينة دنيبرو الأوكرانية يوم الخميس.
بلغت التهديدات العسكرية الروسية ارتفاعات جديدة هذا الأسبوع بعد أن سمحت الولايات المتحدة لأوكرانيا باستخدام صواريخها الباليستية لضرب أهداف روسية.
في مؤتمر صحفي يوم الجمعة، قال بوتين إن ما يسمى بصاروخ أوريشنيك عالي السرعة تم اختباره بنجاح على دنيبرو وأنه ينوي الاستمرار في استخدام السلاح في ساحة المعركة.
وقال بوتين، وفقًا لوكالة الأنباء الروسية تاس، “سنواصل هذه التجارب، بما في ذلك في بيئة القتال، اعتمادًا على الوضع والتهديدات الأمنية لروسيا”.
وقال الزعيم الروسي إن صاروخ أوريشنيك، الذي يعني شجرة البندق باللغة الروسية، طار بسرعة 10 أضعاف سرعة الصوت ولا يمكن اعتراضه بواسطة أنظمة الدفاع الجوي.
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن الهجوم على دنيبرو كان بمثابة “تصعيد واضح وخطير” في الحرب وكان “دليلاً آخر على أن روسيا ليس لديها مصلحة في السلام”.