عاجل- عودة ترامب.. كيف سيؤثر فوزه على السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
بات السؤال الأكثر إلحاحًا بعد فوز دونالد ترامب، كيف سيؤثر فوزه على السياسات الداخلية والخارجية للولايات المتحدة؟ بعدما حقق المرشح الجمهورى والرئيس السابق دونالد ترامب 270 صوتا فى مجمع الانتخابات الأمريكى بعد فوزه فى ولاية ألاسكا (3 أصوات)، وولاية بنسلفانيا (19 صوت) ليحصد 22 صوتا أضيفوا إلى 248 صوتا حصيلة الولايات التى فاز بها مسبقا فى سباق الرئاسة.
وسيطر ترامب على زمام السباق بعد تمكنه من نيل الفوز فى أغلبية الولايات المتأرجحة، حيث فاز فى 6 ولايات من الـ10 ولايات المتأرجحين، ليحقق ريادة فى المجمع الانتخابى والتصويت الشعبى.
فوز ترامب قد يعصف بأوروبا وبيع أوكرانياقد يكون لفوز دونالد ترامب المحتمل في الانتخابات الأمريكية تأثير هائل على الساحة الدولية، خاصةً فيما يتعلق بالصراع في أوكرانيا. تشير التوقعات إلى أن ترامب قد يسعى إلى إبرام صفقة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد تؤدي إلى "بيع أوكرانيا" وتجاهل دعمها بشكل كبير. في حال حدوث ذلك، قد تواجه الاتحاد الأوروبي انقسامات عميقة، بين دولٍ ترى في الصفقة فرصة سانحة لتحقيق السلام، حتى وإن كانت قبل أوانها، ودول أخرى تصرّ على ضرورة استمرار الدعم الأوروبي لكييف بشكل مستقل عن الموقف الأميركي.
يشير مراقبون في القارة الأوروبية إلى هذه الاحتمالات بتعبير "الصدمة الكهربائية الانتخابية لترامب"، حيث يتوقع أن يؤدي تغيير محتمل في السياسة الأمريكية إلى زلزال سياسي يثير الشكوك حول التزام الغرب الموحد تجاه أوكرانيا، وقد يهدد تماسك الاتحاد الأوروبي حول هذه القضية.
الخيارات الصعبة التي تواجهها الدول الأوروبية قد تجعلها بين مأزقين؛ إما القبول بسلام مبكر قد لا يلبي طموحات أوكرانيا في استعادة أراضيها، أو مواصلة دعمها لأوكرانيا وتحمل الأعباء السياسية والعسكرية لهذا الدعم بمفردها، في حال تغير توجهات الولايات المتحدة.
من جانبه، يؤكد ترامب أنه سينهي الحرب "في غضون 24 ساعة" بعد الانتخابات من خلال إقناع بوتن وزيلينسكي بالتفاوض. لم يوضح كيف سيفعل ذلك، لكنه ونائبه في الترشح أشارا مرارًا وتكرارًا إلى أن أوكرانيا بحاجة إلى الاستعداد لتقديم تنازلات. لقد تساءلوا عن سبب إنفاق الولايات المتحدة الكثير لدعم أوكرانيا وجادلوا بأن الحلفاء في أوروبا بحاجة إلى تحمل المزيد من العبء والتكاليف.
ترامب يقول إن هجوم السابع من أكتوبر لم يكن ليحدث أبدًا لو كان رئيسًا، دون أن يذكر كيف كان سيمنعه. وقال إن إسرائيل بحاجة إلى "القيام بعمل أفضل في العلاقات العامة" ودعا البلاد إلى "إنهاء الأمر". في المناقشة في سبتمبر، تهرب من السؤال عما إذا كان سيدعم دولة فلسطينية. كما دعا إلى اتخاذ المزيد من الخطوات لعزل إيران. في ولايته الأولى، ساعد أيضًا في التوسط في اتفاقيات سلام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية.
الحرب التجارية مع الصينيدعو ترامب إلى فرض رسوم جمركية شاملة تصل إلى 20 بالمئة على الواردات، بالإضافة إلى فرض رسوم تصل إلى 60 بالمئة على التجارة مع الصين كوسيلة لتحفيز الاستثمار في الولايات المتحدة، على الرغم من أنه قال إن بعض الأرقام قد تكون تكتيكات تفاوضية. يزعم ترامب أن نظام التجارة الدولي الحالي لا يصب في صالح الولايات المتحدة ويعد مرارا وتكرارا بإعادة التوازن إذا فاز بالرئاسة مرة أخرى.
ما يقوله خبراء بلومبرغ للاقتصاد: جلبت ولاية ترامب الأولى تعريفات جمركية بنسبة 25 بالمئة على مئات المليارات من الدولارات من التجارة بين الولايات المتحدة والصين، ما أثار العديد من العناوين الإخبارية، لكن دون تأثير كبير على البيانات الاقتصادية الكلية. أما في ولايته الثانية، فإن تعهداته بفرض تعريفات بنسبة 60 بالمئة على الصين و20 بالمئة على بقية العالم ستغيّر المعادلة. إذا نفذ ترامب وعوده الانتخابية ورد العالم بالمثل، فإن نموذجنا يظهر أن حصة الولايات المتحدة من تجارة السلع العالمية قد تنخفض إلى 9 بالمئة بحلول عام 2028، مقارنةً بالحصة الحالية البالغة 21 بالمئة. بالنسبة للصين، ستتلاشى تقريبًا 90 بالمئة من صادراتها إلى الولايات المتحدة. أما بالنسبة للمكسيك وكندا، اللتين تعتبران الولايات المتحدة شريكًا تجاريًا رئيسيًا، فسيكون التراجع أكثر من 50 بالمئة.
موقف ترامب من أزمة الهجرة والمهاجريندفعت أكبر موجة من المهاجرين الجدد إلى الولايات المتحدة منذ سنوات هذه القضية إلى قمة الأجندة السياسية، حيث يدفع كلا الحزبين الآن نحو فرض القيود حتى مع إظهار البيانات الحكومية أن التدفق كان حاسمًا في دعم النمو الاقتصادي منذ الوباء وقد تباطأ هذا العام وسط تشديد الضوابط.
لقد دعمت هاريس فرض قيود أكثر صرامة على الهجرة غير الشرعية والقيود المفروضة على اللجوء لوقف تدفق الأشخاص الذين يسعون إلى عبور الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
وقد وعدت بالضغط من أجل تمرير مشروع قانون يحظى بتأييد الحزبين، يجمع بين فرض قيود جديدة على طلبات اللجوء وزيادة التمويل لمعالجة القضايا وتوفير قضاة. كما دافعت عن خطوات لزيادة الهجرة القانونية وتوفير مسار للحصول على الجنسية لبعض المهاجرين.
ترامب يدعو إلى ترحيل أكثر من 11 مليون مهاجر غير شرعي، وإنشاء معسكرات اعتقال ونشر قوات على الحدود المكسيكية، فضلًا عن فرض قيود صارمة على مجموعة من أشكال الهجرة القانونية، بما في ذلك اللجوء، وحتى حق المواطنة بالولادة لأطفال الآباء غير الشرعيين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: عودة ترامب عودة ترامب للرئاسة فوز دونالد ترامب فوز دونالد ترامب 2024 فوز دونالد ترامب بالرئاسة الأمريكية الرئيس السابق دونالد ترامب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئيس دونالد ترامب المرشح الجمهوري دونالد ترامب فوز ترامب فوز ترامب 2024 فوز ترامب بالرئاسة الولایات المتحدة بالمئة على
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للولايات المتحدة التعلم من إخفاقات سياستها أثناء الربيع العربي؟
أحيت المشاهد المبهجة الأسبوع الماضي في دمشق آمال الحرية في مختلف أنحاء العالم العربي، لكنها تعيد إلى الأذهان ذكريات مؤلمة أيضا من بغداد وتونس والقاهرة وطرابلس وصنعاء والخرطوم، نظرا لأن صور مماثلة ظهرت في عواصم عربية أخرى على مدى العقدين الماضيين، ولكن حتى الآن لم تنته أي من هذه القصص على خير.
وقال الصحفي ديفيد كيركباتريك في مقال نشرته مجلة "نيويوركر": إن "الاحتمالات القاتمة للهروب من الاستبداد أو الحرب الأهلية لا تقتصر على العالم العربي، ذلك أن عصر نهاية التاريخ السعيد، السنوات التي أعقبت الحرب الباردة عندما بدا ذات يوم أن مسيرة الديمقراطية الليبرالية إلى الأمام لا يمكن إيقافها، انتهى تقريبا في وقت الغزو الأميركي للعراق في عام 2003".
وأضاف كيركباتريك أنه منذ ذلك الحين، أصبح عدد الديمقراطيات في مختلف أنحاء العالم ـ ذات المؤسسات الحاكمة الدائمة، والتناوب السلمي للسلطة، وبعض مظاهر القانون ـ ثابتا تقريبا، والواقع أن التحولات الديمقراطية الناجحة، وخاصة بعد فترات من الصراع المسلح، أصبحت نادرة للغاية.
وأوضح أنه "قبل ما يقرب من عقد من الزمان، ومع انزلاق ثورة الربيع العربي في سوريا إلى حرب أهلية طائفية، قدم توماس كاروثرز، وهو باحث أميركي بارز في التحولات السياسية في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي، تفسيرا لسبب توقف الاضطرابات السياسية في جميع أنحاء العالم عن الاتجاه نحو الديمقراطية".
وذكر "لا يزال صناع السياسات في الولايات المتحدة يصورون أنفسهم وحلفائهم الغربيين باعتبارهم الجهات الفاعلة الرئيسية التي قد تمد يدها من الخارج لتشكيل مستقبل البلدان المضطربة، للأفضل أو الأسوأ، لكن الكثير من اللاعبين الآخرين دخلوا اللعبة - دول أصغر وأقل قوة على ما يبدو والتي تسعى إلى تعزيز مصالحها الخاصة من خلال رعاية الفصائل السياسية أو الجماعات المسلحة داخل هذه البلدان. كان بعض هؤلاء المتدخلين أعداء، مثل إيران في العراق بعد الغزو، أو روسيا في الاتحاد السوفييتي السابق".
وبين "لكن العديد منهم كانوا عملاء أو حلفاء أميركيين ظاهريين، مثل ممالك الخليج ، التي مارست نفوذها عبر البحرين ومصر وليبيا وأماكن أخرى، في بعض الأحيان بالقوة العسكرية المباشرة، ولكن في الوقت نفسه، كانت هناك دول أخرى ينظر إليها صناع السياسات الغربيون عادة باعتبارها حالات خيرية أو مشاريع لتعزيز الديمقراطية، على النقيض من المفسدين الذين كانوا منخرطين في الوقت نفسه في مؤامرات خفية لتقويض التحولات الديمقراطية خارج حدودهم ــ كما فعلت باكستان في أفغانستان، أو كما فعلت مصر في ليبيا والسودان".
وأشار إلى أنه "لم يكن أي من هؤلاء المتطفلين الجدد يضاهي قدرات أو موارد الولايات المتحدة، لكنهم كانوا يهتمون كثيرا، أكثر كثيرا من أي شخص في واشنطن، بأهداف تدخلهم، وفي هذا العصر الجديد، كتب كاروثرز، مع مؤلفه المشارك أورين ساميت مارام، "لا ينبغي تأطير المناقشات حول الدور الذي ينبغي للغرب أن يلعبه في بلد معين على النحو التالي: هل ينبغي لنا أن ندعم الديمقراطية؟ وكأن الاختيار بين مشاركة الدول الغربية أو تقدم البلد المعني سياسيا بمفرده". والسؤال الأكثر ملاءمة هو "ما إذا كان ينبغي للغرب أن يشارك أو بدلا من ذلك يترك المجال خاليا للجهات الفاعلة الخارجية الأخرى".
وأكد أن "سوريا هي الحالة النموذجية، ومنذ بداية ثورات الربيع العربي في أوائل عام 2011، كانت الحركة من أجل الديمقراطية في سوريا من بين أقل الحركات نجاحا، فقد كان الأمر صعبا بما يكفي لدرجة أن قرونا من الاستعمار وعقودا من الدكتاتورية الوحشية تركت عداء عميقا بين مجموعاتها العرقية وطوائفها الدينية العديدة، ولكن الأسوأ من ذلك أن سوريا كانت أيضا محاطة بقوى خارجية مفترسة ــ بما في ذلك إيران، والممالك العربية في الخليج وروسيا وتركيا وإسرائيل، وكانت جميعها مستعدة لاستغلال هذه الانقسامات من خلال دعم وكلاء داخليين في معركة ضد بعضهم البعض، أو حتى التدخل بالقوة العسكرية".
وقال إنه "على الرغم من بعض الخطابات النبيلة للرئيس باراك أوباما حول حقوق الإنسان والخطوط الحمراء، ظلت الولايات المتحدة بعيدة عن الأمر إلى حد كبير، تاركة سوريا تحت رحمة دول أخرى في المنطقة، واندلع أكثر من عقد من الفوضى. ومؤخرا، قال كاروثرز إنه يرى سوريا "حالة شديدة الخطورة" من تدويل الصراع المدني الذي وصفه قبل ما يقرب من عشر سنوات. ولكن من الممكن أيضا أن يكون ذلك "مثالا واضحا على ما سيصبح عليه العالم" عندما تصبح أي نقطة ساخنة مهمة مركزا لصراع دولي متعدد الأطراف".
كان روبرت فورد، السفير الأميركي في سوريا في بداية الربيع العربي، من بين أولئك الذين توقعوا المتاعب القادمة، وبحلول بداية عام 2014، بعد عامين من بدء الانتفاضة السورية ــ في البداية كموقف سلمي من أجل الديمقراطية ــ ألقت إيران بثقلها خلف رئيس النظام بشار الأسد في حين كانت دول الخليج الغنية بالنفط "تقدم الشيكات للجهاديين السنة بين معارضيه بغض النظر عن طائفيتهم أو تطرفهم".
وقال كيركباتريك إنه "في الوقت نفسه، اقتصرت الولايات المتحدة على توفير أسلحة وتدريب محدودين لقوة صغيرة فقط من الألوية المتمردة الليبرالية إلى حد ما والتي تم فحصها بعناية، وفي شباط/ فبراير من ذلك العام، استقال فورد بسبب إحباطه من الفتور وعدم فعالية السياسة الأميركية، وفي العاشر من حزيران/ يونيو، حذر في مقال رأي في صحيفة نيويورك تايمز من أن "المزيد من التردد وعدم الرغبة في الالتزام بتمكين مقاتلي المعارضة المعتدلة من محاربة الجهاديين والنظام بشكل أكثر فعالية من شأنه ببساطة أن يعجل باليوم الذي يتعين فيه على القوات الأميركية التدخل ضد تنظيم القاعدة في سوريا".
وبعد تسعة عشر يوما، استولى تنظيم "داعش" على جزء كبير من سوريا وأعلن عن "خلافة" جديدة تمتد عبر الحدود إلى العراق، وفي آب/ أغسطس، بدأت القوات الأميركية في قصف مقاتلي داعش في سوريا، كما توقع فورد، ويبقى حوالي تسعمائة جندي أميركي في سوريا لمنع عودة التنظيم.
وفي عام 2012، بادر فورد، بصفته سفيرا، إلى تصنيف فصيل مرتبط بالقاعدة كان يُعرف آنذاك باسم جبهة النصرة كـ"إرهابي"، وفي مقابلة أجريت معه الأسبوع الماضي، قال إنه كان لدى الولايات المتحدة "معلومات استخباراتية جيدة" حول "الروابط العضوية للمجموعة مع القاعدة في العراق، وأردنا أن نقطع علاقة المعارضة السورية بجبهة النصرة في مهدها".
ومع ذلك، قال إن القضاء على جبهة النصرة أصبح "أحد إخفاقاتنا العديدة"، ونفس المجموعة، التي انفصلت علنا عن القاعدة في عام 2017، اندمجت في نهاية المطاف مع مجموعات أخرى لتشكيل هيئة تحرير الشام، وتسائل كيركباتريك "لكن هل كان هذا هو الحال؟ لقد سيطرت الهيئة إلى حد ما على محافظة إدلب السورية على مدى السنوات العديدة الماضية، وفي الأيام الأخيرة قادت عملية الاستيلاء الخاطفة على حلب وحماة وحمص ودمشق التي أطاحت بالأسد".
ومع ذلك، قال فورد، الذي يعرف مثل أي شخص آخر إخفاقات السياسة الأمريكية في سوريا والربيع العربي، أنه كان يأمل في أن تتمكن الولايات المتحدة، من خلال التعلم من تلك الأخطاء، من مساعدة السوريين على الحصول على فرصة جيدة للحكم الذاتي المستقر.
وزعم أن انهيار الأسد المفاجئ قد فتح فرصة نادرة، "عندما يكون للمقاربة الدبلوماسية أكبر الأثر"، ولكن هل من الممكن أن يكون الدبلوماسيون الغربيون قادرين على توجيه السوريين على الأرض؟ يقول فورد إن الدبلوماسيين الغربيين لن يكونوا "موجهين" للسوريين على الأرض، ولكنهم مع ذلك قادرون على لفت انتباه الثوار الذين يديرون دمشق الآن إلى أمثلة لما نجح وما لم ينجح في التحولات السياسية الأخرى.
ويرى فورد أن على أمريكا أن تخبر حلفاءها الأكراد بأن "الأمور تغيرت وأن هذا هو الوقت الذي تحتاج فيه إلى تقديم بعض التنازلات"، مضيفا: "من المعقول أن نطلب من الحكومة الجديدة في دمشق تقديم بعض التنازلات في المقابل، وأن نطلب من الأتراك تقديم بعض التنازلات، ولكنهم بحاجة إلى الانخراط في المساومة، وبناء الإجماع".
واكد فورد أن على الدبلوماسيين الأميركيين البدء في التحدث إلى العديد من اللاعبين الآخرين الجالسين على الطاولة - من الجيش الوطني السوري المدعوم من تركيا إلى الفصائل الصغيرة مثل الجيش السوري الحر في درعا إلى قادة هيئة تحرير الشام، أقوى القوات المسلحة العديدة العاملة الآن في سوريا.
والسبت الماضي، قال وزير الخارجية، أنتوني بلينكين: إن "الولايات المتحدة أجرت اتصالات مع هيئة تحرير الشام، مما يشير إلى أن إدارة بايدن قد تختبر البراغماتية التي أبدتها الهيئة".
وحذر فورد من أن الولايات المتحدة، في "فتح الاتصالات مع مختلف الجهات الفاعلة السورية غير المرغوب فيها، يجب أن تتعلم من تجربتها في العراق من خلال تبني توقعات واقعية ومطالب بالمساءلة، وعندما ترتكب قوات الأمن فظائع - وهو ما أعتقد أنه أمر مؤكد تقريبا في حالة سوريا - يجب ألا نقول فقط، لا، لقد قلنا لهم ألا يفعلوا ذلك! نحن بحاجة إلى أن نقول للقادة".
وأكد "هذا غير مقبول.. متى ستكون المحاكمة ومتى ستعلن عنها؟' وبالطبع ستكون علنية، لذلك هناك عنصر من التسمية والتشهير، وإذا كان التاريخ مؤشرا، فإن العديد من زعماء الميليشيات المتمردة ربما يركزون الآن على مناصب رسمية في الحكومة الجديدة ــ كوزراء، أو أعضاء في البرلمان، أو سفراء، ربما ــ مما يعطيهم مصلحة في تعزيز مصداقيتهم".
ومع ذلك، أقر فورد بأن العقبة الأكبر قد تكون خارج حدود سوريا: "التدخل من جانب القوى الإقليمية، وخاصة تلك التي رعت بالفعل فصائل داخلية أو نفذت عمليات عسكرية - تلك التي غذت أكثر من عقد من الحرب، وإن كبح جماح مثل هذا التدخل الخارجي هو الخطوة الثالثة الضرورية".
وأشار فورد إلى أن "إيران وروسيا، الخصمان الواضحان للولايات المتحدة اللذان شاركا في سوريا، يبدو أنهما تراجعا، مما أدى إلى إزالة العوائق المحتملة أمام المساهمة الأمريكية. ومن الواضح أن الجارتين الأكثر نفوذا هما تركيا، التي دعمت هيئة تحرير الشام، وإسرائيل، التي ساعدت بشكل غير مباشر في دفع الأسد عن السلطة من خلال شل حلفائه المدعومين من إيران. وقد أجرت إسرائيل بالفعل عمليات عسكرية لتدمير الكثير من الجيش السوري المتبقي واحتلال ما كان بمثابة منطقة عازلة في مرتفعات الجولان".
وذكر أنه "في البداية، برر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو هذه الإجراءات باعتبارها ضربة استباقية لإبقاء الأسلحة والأراضي بعيدة عن أيدي المتطرفين الإسلاميين، ثم أصدر بيانا منتصرا من أعلى جبل الشيخ، في الأراضي السورية التي تم الاستيلاء عليها حديثا، مشيرا إلى أن إسرائيل تنوي إنشاء قاعدة هناك - وهي الخطوة التي من المؤكد أنها ستثير ردود فعل عنيفة في دمشق وأنقرة. كما تعاونت إسرائيل تاريخيا مع القوات الكردية في العراق، مما أثار الشكوك في دمشق بأن إسرائيل قد تعقد الآن تحالفا ملائما مع الأكراد السوريين".
وقال فورد إن تركيا وإسرائيل، "القوتين الصاعدتين" على جانبي سوريا، "تعملان انطلاقا من شعور عميق بالتفوق الأخلاقي والشرعية التاريخية ولكن أيضا الخوف الحاد، ولتحقيق الاستقرار، يجب على أي حكومة سورية جديدة ضمان أمن إسرائيل من الهجمات عبر الحدود من قبل المقاتلين الإسلاميين وضمان أمن تركيا وسلامة أراضيها ضد الانفصاليين الأكراد. لكن تركيا، العضو في حلف شمال الأطلسي، وإسرائيل حليفتان للولايات المتحدة، مما يضع الولايات المتحدة في موقف يسمح لها بالتوسط في المفاوضات والحث على ضبط النفس".
وجاء في نهاية المقال إنه "من بين كل المفسدين الإقليميين المحتملين، يرى فورد أن أول من يجب التحدث معهم هم الأتراك والإسرائيليون. يجب عليك أيضا التحدث مع الإماراتيين وعليك التحدث مع السعوديين والأردنيين والعراقيين والروس.. وستكون المحادثات مع الإيرانيين مفيدة أيضا ولكنها تتطلب وسيطا، ربما من خلال العراق".