الجزيرة:
2025-05-02@05:50:47 GMT

فايننشال تايمز: هل انهار نموذج الأعمال الألماني؟

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

فايننشال تايمز: هل انهار نموذج الأعمال الألماني؟

قالت صحيفة فايننشال تايمز إن جمهورية ألمانيا الاتحادية -التي طالما اعتبرت حجر الزاوية في الصناعة الأوروبية- تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة طالت قطاعاتها الحيوية، مثل السيارات والصناعات الكيميائية والهندسة.

ويصف رئيس شركة "أليكس بارتنرز" في ألمانيا أندرياس روتر للصحيفة الوضع الحالي بأنه "غير مسبوق" و"من مستوى مختلف تماما"، معترفا بأن شركته -التي تقدم خدمات إعادة الهيكلة- تواجه ضغوطا كبيرة تجعلها ترفض استقبال عملاء جدد.

ووفقا لإحصاءات نقلت عنها الصحيفة، فقد انخفض الإنتاج الصناعي -باستثناء قطاع البناء- بنسبة 16% منذ عام 2017، في حين لم يشهد الناتج المحلي الإجمالي أي نمو ملموس منذ نهاية عام 2021، كما شهدت استثمارات الشركات تراجعا في 12 ربعا من الأرباع السنوية الـ20 الماضية.

توقعات اقتصادية قاتمة ومؤشرات مقلقة

وتشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن نموا محتملا للناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بمعدل متواضع يبلغ 0.8% فقط في العام المقبل، مما يضعها في مستوى قريب من إيطاليا التي تأتي ضمن أبطأ الاقتصادات نموا بين الدول الكبرى.

التراجع في الإنتاج الصناعي هو الأكثر حدة في تاريخ ألمانيا الحديث بعد الحرب (غيتي)

وأشار روبن وينكلر كبير الاقتصاديين في "دويتشه بنك" في حديث لفايننشال تايمز إلى أن "التراجع في الإنتاج الصناعي هو الأكثر حدة في تاريخ ألمانيا الحديث بعد الحرب".

ويتوقع زيغفريد روسورم رئيس اتحاد الصناعات الألمانية (بي دي آي) أن 20% من الإنتاج الصناعي الألماني الحالي قد يختفي بحلول عام 2030، محذرا من "خطر حقيقي يتمثل في إزالة التصنيع".

قطاع السيارات الألماني

وتقول الصحيفة إن قطاع السيارات -الذي يعتبر رمزا للقوة الاقتصادية الألمانية- يواجه الآن تحديات هائلة تهدد استمراريته، ولأول مرة في تاريخها حذرت "فولكسفاغن" من احتمالية إغلاق مصانعها على الأراضي الألمانية.

كما تسعى شركة "كونتيننتال" إلى التخلي عن أعمالها في مجال السيارات، والتي تقدر قيمتها بنحو 20 مليار يورو (قرابة 21.76 مليار دولار).

ووفقا لرابطة صناعة السيارات الألمانية (في دي إيه)، انخفض إنتاج السيارات في ألمانيا من 5.7 ملايين سيارة في عام 2016 إلى 4.1 ملايين سيارة في العام الماضي، مما يمثل انخفاضا بأكثر من 25%.

وفقد القطاع نحو 64 ألف وظيفة منذ عام 2018، مع توقعات بفقدان عشرات الآلاف من الوظائف الإضافية بسبب ضعف الطلب على السيارات الكهربائية.

علاقات متدهورة مع الصين

ومن التحديات الرئيسية التي تواجه الاقتصاد الألماني -وفق الصحيفة- العلاقة المتدهورة مع الصين التي كانت تعد في السابق سوقا مربحا للصادرات الألمانية.

ففي عام 2020 كانت الصين تستورد نحو 8% من جميع الصادرات الألمانية، ولكن هذه النسبة تراجعت إلى 5% هذا العام مع تزايد المنافسة من الشركات الصينية.

"فولكسفاغن" حذرت من احتمالية إغلاق مصانعها على الأراضي الألمانية (الفرنسية)

وأشار إيبرهارد ويبلن مدير "بورشه كونسلتنغ" للصحيفة إلى أن الأرباح السهلة في السوق الصيني دفعت الشركات الألمانية إلى الاستمرار في النهج نفسه لسنوات، قائلا "الآن، تواجه هذه الإستراتيجية صعوبة كبيرة".

أما شركات السيارات الصينية الناشئة مثل "بي واي دي"، و"نيو"، و"إكس بنغ" فقد نجحت في جذب المستهلكين الصينيين بفضل المركبات الكهربائية المتقدمة تقنيا، والتي تباع بأسعار أقل بكثير من نظيراتها الألمانية.

خلافات داخل الحكومة الألمانية

وفي خضم هذه الأزمة الاقتصادية زادت التوترات السياسية داخل الحكومة الألمانية، إذ يواجه ائتلاف المستشار أولاف شولتس -والذي يضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر والحزب الليبرالي- خلافات حادة تهدد بانهيار التحالف وإجراء انتخابات مبكرة، وفق فايننشال تايمز.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي وصف رئيس اتحاد الصناعات الألمانية سيغفريد روسورم الوضع بأنه "خطر وشيك"، في حين قال ثيودور ويمر الرئيس التنفيذي لبورصة فرانكفورت في خطاب شديد اللهجة إن ألمانيا قد تتحول إلى "دولة نامية" إذا استمرت هذه السياسات، واصفا الحكومة بأنها "غبية" في نظر المستثمرين الدوليين.
وعلى الرغم من التحديات فإن بعض المراقبين يرون بارقة أمل، إذ أشار رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل إلى انخفاض نسبة البطالة في ألمانيا إلى أدنى مستوى لها خلال العقد الأخير، إذ يبلغ عدد العاطلين عن العمل 2.8 مليون فقط.

ويؤكد ناغل أن "مكانة ألمانيا كموقع تجاري أفضل مما يتصورها البعض حاليا"، في حين يشير هولغر شمايدنغ كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرغ إلى أن ألمانيا ما زالت تتمتع بموارد مالية قوية مقارنة بأزمات سابقة.

ويضيف شمايدنغ أن "الوعي بوجود مشكلة اليوم أعلى مما كان عليه في التسعينيات"، مما يمنح الأمل في أن السياسات الجديدة يمكن أن تحسن الوضع.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الإنتاج الصناعی إلى أن

إقرأ أيضاً:

رئيس مصلحة الضرائب: حزم تيسيرات جديدة نهاية العام تستهدف إنهاء المنازعات والتيسير علي المستثمرين

أكدت الدكتورة رشا عبد العال، رئيس مصلحة الضرائب المصرية، أن حصيلة الضرائب حتى الربع الثالث من الموازنة الحالية حققت زيادة غير مسبوقة بنسبة 40% مقارنة بالعام الماضي، ووصفت هذا النمو بأنه “تاريخي”، مشيرة إلى أنه يعكس جهود تطوير المنظومة الضريبية. وكشفت عن الانتهاء من إعداد الحزمة الثانية والثالثة من التيسيرات الضريبية، تمهيداً لإطلاقها قبل نهاية العام، بهدف تسوية المنازعات الضريبية وتخفيف الأعباء على المستثمرين.

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها الجمعية المصرية اللبنانية لرجال الأعمال برئاسة المهندس فتح الله فوزي، تحت عنوان: “التيسيرات الضريبية.. بداية جديدة”، بحضور قيادات مصلحة الضرائب وأعضاء الجمعية من مجتمع الأعمال.

وأوضحت عبد العال، أن الحزمة الأولى من التيسيرات نجحت في تحقيق أهدافها، خاصة فيما يتعلق باليقين والتبسيط وإنهاء النزاعات المتراكمة، مشيرة إلى أن التيسيرات تضمنت 20 إجراءً داعماً لقطاع المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، وتوسيع نطاق المعاملة الضريبية القطعية لـ5 سنوات، ورفع حد حجم الأعمال من 10 إلى 15 مليون جنيه، وكذلك من 15 إلى 30 مليون جنيه للمشروعات المرتبطة.

وأعلنت أنه لا توجد متأخرات حالياً في رد الضريبة، باستثناء بعض الحالات قيد استكمال الإجراءات.

وشددت رئيس المصلحة على التوسع في دعم المستثمرين من خلال وحدة خاصة، وتقديم آليات استباقية مثل “الرأي المسبق” حول التوسعات الجديدة، وتوفير إجابات فورية على الاستفسارات عبر الموقع الإلكتروني للمصلحة، بهدف ترسيخ بيئة أعمال عادلة ومحفزة للنمو، وتحقيق عدالة ضريبية متوازنة وشفافة.

من جانبه، قال المهندس فتح الله فوزي، رئيس الجمعية، إن التيسيرات الضريبية التي تطبقها وزارة المالية ومصلحة الضرائب تدعم بقوة مناخ الاستثمار وتعزز من قدرة القطاع الخاص، خاصة الشركات الصغيرة والمتوسطة، على التوسع وخلق فرص عمل جديدة. مشيداً بالتطور الكبير في أداء المصلحة، والتواصل الفعّال مع مجتمع الأعمال.

وأضاف: “نتبنى في الجمعية نهج الشراكة الاستراتيجية مع الجهات الحكومية، ونؤمن بأن الحوار والتعاون هما السبيل لتحقيق منظومة ضريبية عادلة وكفءة، ترفع من مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي، وتعزز الصادرات والإنتاج المحلي”.

وأعلن رامي فتح الله، رئيس لجنة الضرائب والمالية بالجمعية، عن انطلاق أول اجتماع رسمي للجنة، التي تم تأسيسها لتعزيز التنسيق مع مصلحة الضرائب والجهات الحكومية الاقتصادية. وأكد أن اللجنة ستكون حلقة وصل مباشرة لحل المشكلات الضريبية للشركات الأعضاء بشكل مؤسسي ومنظم.

وأشار فتح الله، إلى أن ما نشهده اليوم هو ترجمة حقيقية لسياسات جديدة تتبناها مصلحة الضرائب تحت قيادة الدكتورة رشا عبد العال، التي استطاعت أن تحدث نقلة نوعية في العلاقة بين الممول والمصلحة، مؤكداً على تطلع الجمعية لتوقيع بروتوكول تعاون رسمي مع المصلحة لضمان استدامة هذا التعاون البناء.

و اضاف: لا نجتمع اليوم فقط لمناقشة التحديات، بل لنوّجه كلمة شكر وشهادة حق لهذه الجهود الجادة التي تصب في صالح الاقتصاد الوطني، والمجتمع الضريبي بكل مكوناته”.

حضر اللقاء المهندس فتح الله فوزي رئيس مجلس الإدارة واعضاء مجلس الإدارة فؤاد حدرج نائب رئيس مجلس الإدارة والدكتورة زينب الغزالي رئيس لجنة المرأة وعمر بلبع رئيس لجنة التجارة وعلاء السبع، واحمد طيبة ودانى شعيب و ورامى فتح الله رئيس لجنة المالية والضرائب والدكتور اشرف حجر و احمد الطوخي وتامر نصير وقيادات مصلحة الضرائب ولفيف من مجتمع رجال الأعمال المصريين واللبنانيين وأعضاء الجمعية وعمرو فايد المدير التنفيذي للجمعية وسعيد الاطروش المستشار الإعلامي.

مقالات مشابهة

  • اتحاد صناعة السيارات الألماني: تخفيف الرسوم الأمريكية خطوة إيجابية لكنها غير كافية
  • الحكومة الألمانية الجديدة تعلن أول قراراتها: تشديد الرقابة الحدودية
  • غرفة بيشة تنظّم اللقاء الأول لرجال ورواد ورائدات الأعمال تحت شعار “غرفة بيشة التي نُريد”
  • مائدة مستديرة لرجال الأعمال برئاسة رئيس جمهورية أنجولا
  • رئيس مصلحة الضرائب: حزم تيسيرات جديدة نهاية العام تستهدف إنهاء المنازعات والتيسير علي المستثمرين
  • انخفاض أرباح عمالقة صناعة السيارات الألمانية بشكل حاد
  • قائد الجيش استقبل رئيس لجنة مراقبة وقف الأعمال العدائية
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة “صندوق البدايات” التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • رئيس الدولة يستقبل الداعمين والشركاء في مبادرة «صندوق البدايات» التي أطلقتها مؤسسة محمد بن زايد للأثر الإنساني
  • فايننشال تايمز: هكذا تستطيع أوكرانيا أن تفكك التحالف الغربي