فايننشال تايمز: هل انهار نموذج الأعمال الألماني؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
قالت صحيفة فايننشال تايمز إن جمهورية ألمانيا الاتحادية -التي طالما اعتبرت حجر الزاوية في الصناعة الأوروبية- تواجه اليوم تحديات غير مسبوقة طالت قطاعاتها الحيوية، مثل السيارات والصناعات الكيميائية والهندسة.
ويصف رئيس شركة "أليكس بارتنرز" في ألمانيا أندرياس روتر للصحيفة الوضع الحالي بأنه "غير مسبوق" و"من مستوى مختلف تماما"، معترفا بأن شركته -التي تقدم خدمات إعادة الهيكلة- تواجه ضغوطا كبيرة تجعلها ترفض استقبال عملاء جدد.
ووفقا لإحصاءات نقلت عنها الصحيفة، فقد انخفض الإنتاج الصناعي -باستثناء قطاع البناء- بنسبة 16% منذ عام 2017، في حين لم يشهد الناتج المحلي الإجمالي أي نمو ملموس منذ نهاية عام 2021، كما شهدت استثمارات الشركات تراجعا في 12 ربعا من الأرباع السنوية الـ20 الماضية.
توقعات اقتصادية قاتمة ومؤشرات مقلقةوتشير توقعات صندوق النقد الدولي إلى أن نموا محتملا للناتج المحلي الإجمالي لألمانيا بمعدل متواضع يبلغ 0.8% فقط في العام المقبل، مما يضعها في مستوى قريب من إيطاليا التي تأتي ضمن أبطأ الاقتصادات نموا بين الدول الكبرى.
التراجع في الإنتاج الصناعي هو الأكثر حدة في تاريخ ألمانيا الحديث بعد الحرب (غيتي)وأشار روبن وينكلر كبير الاقتصاديين في "دويتشه بنك" في حديث لفايننشال تايمز إلى أن "التراجع في الإنتاج الصناعي هو الأكثر حدة في تاريخ ألمانيا الحديث بعد الحرب".
ويتوقع زيغفريد روسورم رئيس اتحاد الصناعات الألمانية (بي دي آي) أن 20% من الإنتاج الصناعي الألماني الحالي قد يختفي بحلول عام 2030، محذرا من "خطر حقيقي يتمثل في إزالة التصنيع".
قطاع السيارات الألمانيوتقول الصحيفة إن قطاع السيارات -الذي يعتبر رمزا للقوة الاقتصادية الألمانية- يواجه الآن تحديات هائلة تهدد استمراريته، ولأول مرة في تاريخها حذرت "فولكسفاغن" من احتمالية إغلاق مصانعها على الأراضي الألمانية.
كما تسعى شركة "كونتيننتال" إلى التخلي عن أعمالها في مجال السيارات، والتي تقدر قيمتها بنحو 20 مليار يورو (قرابة 21.76 مليار دولار).
ووفقا لرابطة صناعة السيارات الألمانية (في دي إيه)، انخفض إنتاج السيارات في ألمانيا من 5.7 ملايين سيارة في عام 2016 إلى 4.1 ملايين سيارة في العام الماضي، مما يمثل انخفاضا بأكثر من 25%.
وفقد القطاع نحو 64 ألف وظيفة منذ عام 2018، مع توقعات بفقدان عشرات الآلاف من الوظائف الإضافية بسبب ضعف الطلب على السيارات الكهربائية.
علاقات متدهورة مع الصينومن التحديات الرئيسية التي تواجه الاقتصاد الألماني -وفق الصحيفة- العلاقة المتدهورة مع الصين التي كانت تعد في السابق سوقا مربحا للصادرات الألمانية.
ففي عام 2020 كانت الصين تستورد نحو 8% من جميع الصادرات الألمانية، ولكن هذه النسبة تراجعت إلى 5% هذا العام مع تزايد المنافسة من الشركات الصينية.
"فولكسفاغن" حذرت من احتمالية إغلاق مصانعها على الأراضي الألمانية (الفرنسية)وأشار إيبرهارد ويبلن مدير "بورشه كونسلتنغ" للصحيفة إلى أن الأرباح السهلة في السوق الصيني دفعت الشركات الألمانية إلى الاستمرار في النهج نفسه لسنوات، قائلا "الآن، تواجه هذه الإستراتيجية صعوبة كبيرة".
أما شركات السيارات الصينية الناشئة مثل "بي واي دي"، و"نيو"، و"إكس بنغ" فقد نجحت في جذب المستهلكين الصينيين بفضل المركبات الكهربائية المتقدمة تقنيا، والتي تباع بأسعار أقل بكثير من نظيراتها الألمانية.
خلافات داخل الحكومة الألمانيةوفي خضم هذه الأزمة الاقتصادية زادت التوترات السياسية داخل الحكومة الألمانية، إذ يواجه ائتلاف المستشار أولاف شولتس -والذي يضم الحزب الديمقراطي الاجتماعي والخضر والحزب الليبرالي- خلافات حادة تهدد بانهيار التحالف وإجراء انتخابات مبكرة، وفق فايننشال تايمز.
وفي سبتمبر/أيلول الماضي وصف رئيس اتحاد الصناعات الألمانية سيغفريد روسورم الوضع بأنه "خطر وشيك"، في حين قال ثيودور ويمر الرئيس التنفيذي لبورصة فرانكفورت في خطاب شديد اللهجة إن ألمانيا قد تتحول إلى "دولة نامية" إذا استمرت هذه السياسات، واصفا الحكومة بأنها "غبية" في نظر المستثمرين الدوليين.
وعلى الرغم من التحديات فإن بعض المراقبين يرون بارقة أمل، إذ أشار رئيس البنك المركزي الألماني يواكيم ناغل إلى انخفاض نسبة البطالة في ألمانيا إلى أدنى مستوى لها خلال العقد الأخير، إذ يبلغ عدد العاطلين عن العمل 2.8 مليون فقط.
ويؤكد ناغل أن "مكانة ألمانيا كموقع تجاري أفضل مما يتصورها البعض حاليا"، في حين يشير هولغر شمايدنغ كبير الاقتصاديين في بنك بيرنبرغ إلى أن ألمانيا ما زالت تتمتع بموارد مالية قوية مقارنة بأزمات سابقة.
ويضيف شمايدنغ أن "الوعي بوجود مشكلة اليوم أعلى مما كان عليه في التسعينيات"، مما يمنح الأمل في أن السياسات الجديدة يمكن أن تحسن الوضع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الإنتاج الصناعی إلى أن
إقرأ أيضاً:
رئيس جامعة المنيا يشارك فى مؤتمر "من المختبر إلى السوق"
شارك الدكتور عصام فرحات رئيس جامعة المنيا بمؤتمر " من المختبر إلى السوق" تحت رعاية وحضور الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي ، والذي انعقد بالتعاون مع هيئة فولبرايت بمصر، والتى تحتفل بالذكرى الخامسة والسبعين على تأسيسها فى مصر .
جاء ذلك بحضور دكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية ووزير الصحة والسكان، ومحمد جبران وزير العمل، و شون جونز مدير بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، ود.ماجى نصيف المدير التنفيذي لهيئة فولبرايت مصر، والسفيرة هيرو مصطفى غارغ سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية لمصر، والدكتور مصطفي رفعت أمين المجلس الأعلي للجامعات، بالإضافة ، إلى حضور لفيف من قيادات الوزارات ورجال الأعمال بالشركات الرائدة من أقسام تطوير الأعمال Business Development والموارد البشرية Human resources والمسئولية الإجتماعية Corporate social responsibility.
ويهدف ذلك إلى دعم الشباب، وتشجيع الإبتكار وريادة الأعمال، والمساهمة الفعالة فى التنمية الإقتصادية فى المجتمع، والنجاح الذى حققته الجامعات المصرية فى مجال البحث العلمي، وتصنيف بعض الباحثين بها ضمن أفضل 2% من الباحثين، على مستوى العالم طبقاً لجامعة استانفورد، وخلال المؤتمر وجلساته الفرعية تم مناقشة عدة موضوعات مختلفة مثل، الإستدامة وتغير المناخ، والتنمية الإقتصادية والصحة العامة وتطوير الأعمال والإبتكار وريادة الأعمال، والسياحة ،والتراث والفن، ودور العلوم الإنسانية، فى إعداد الكوادر، إضافة إلى ورش عمل وحلقات نقاش، بما يمثل منصة مثالية لتبادل الأفكار وتحويل الأبحاث إلى منتجات وخدمات عملية تحقق مفهوم التنمية المستدامة.
أشاد دكتور أيمن عاشور، بالتعاون المثمر بين مصر والولايات المتحدة في مجال التعليم العالي والبحث العلمي، وعبّر عن فخره بالبرامج التي توفر فرصًا تعليمية متميزة للطلاب، مشيرًا إلى أهمية المنح الدراسية في تعزيز التنمية الإجتماعية والإقتصادية، وتزويد الطلاب بالمهارات التي يحتاجونها لسوق العمل ،مؤكداً ، دور هذه البرامج في دعم الإبتكار، وتوفير بيئة تعليمية تشجع على الإبداع، ومواكبة التكنولوجيا الحديثة، بشكل يسهم في بناء جيل جديد من القادة الذين يمكنهم مواجهة التحديات ، والمساهمة في تحقيق التنمية المستدامة.
وأوضح أهمية ربط البحث العلمي بمتطلبات السوق، وأن المؤتمر يمثل منصة حيوية لتبادل المعرفة والخبرات بين الأكاديميين ورجال الأعمال، ويحفز الإستثمار في الأفكار الجديدة التي تنبع من أبحاثنا، مما يسهم في دعم الاقتصاد الوطني، ويوفر البيئة الملائمة للباحثين والمبتكرين لتحويل المعرفة إلى فرص حقيقية.
وخلال جلسات المؤتمر أشاد دكتور عصام فرحات بجهود ابناء الجامعة ، من اعضاء هيئة تدريس ومعاونيهم والباحثين ، الذين ضمتهم قائمة أفضل 2% من علماء العالم في التخصصات الرئيسة والفرعية بالجامعة ، مثنياً ، على جهودهم في البحث العلمي والعملية التعليمية ، ورفع اسم ومكانة الجامعة فى المحافل الدولية، مؤكداً ، أن الجامعة تسهم بشكل مستمر فى دعم المشاريع البحثية ، لتحويل الأفكار المبتكرة إلى منتجات، وخدمات تدفع عجلة الإقتصاد الوطني، مما ينعكس على احتياجات التنمية ، والنهوض بالمجتمع في مختلف القطاعات، وتحقيق أهداف التنمية المستدامة، لافتًا إلى حرص الجامعة في تطبيق خُططها الإستراتيجية التي تهدف إلى تطوير منظومة البحث العلمي، وتحفيز الباحثين على الإبتكار بما يُحقق الريادة لجامعة المنيا، والوصول بها إلى مكانة مرموقة محليًا وعالميًا.