طبيبان لـ300 ألف نسمة.. آخر مستشفى بشمال غزة يحتضر
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
كان من المفترض أن يكون مستشفى كمال عدوان مكانا للشفاء والرعاية والحماية، لكن المستشفى الواقع بين بيت لاهيا وجباليا في شمال قطاع غزة، حيث تقود إسرائيل منذ شهر هجوما تحت حصار كامل، يتعرض لقصف إسرائيلي متواصل منذ عدة أسابيع.
وتنقل صحيفة لوتان تصريحات يروي فيها مدير المستشفى معركته من أجل إبقاء آخر مستشفى في المنطقة يعمل بشكل جزئي، بعد أن استهدفه الجيش الإسرائيلي 14 مرة، وهو شريان الحياة الوحيد لنحو 300 ألف من سكان غزة ممن لم يتمكنوا من الفرار.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم أليس فروسار من رام الله- أن مدير المستشفى حسام أبو صفية تحدث في شهادته عبر الهاتف بصوت متعب على وشك الانهيار، وقال إنهم في اليوم الثلاثين من الحصار، "الوضع كارثي وكل ركن من أركان المستشفى تأثر بالضربات".
وصف الدكتور الطوابق التي تعرضت للقصف المباشر، ولا سيما الطابق الثالث الذي كان يضم الأدوية والمعدات الطبية التي تم تسليمها قبل بضعة أيام، ووصف كيف تحول فِناء المستشفى بسبب نيران المدفعية، إلى جبل من الركام، مشيرا إلى خزانات المياه وشبكة الكهرباء التي لم تعد تعمل.
وأوضح حسام أبو صفية أن وحدة غسيل الكلى احترقت، وأن 4 أطباء أصيبوا أثناء محاولتهم إخماد الحريق، كما أن قسم الأطفال استهدفته غارات يوم الأحد، حيث أصيبت فتاة تبلغ من العمر 13 عاما بشظية خطيرة بعد أن كانت تتعافى بشكل مؤلم من عملية جراحية بإصابة سابقة.
ويقول الطبيب بنبرة احتجاج -حسب الصحيفة- إن عليهم "نقل جميع الأطفال إلى الطابق السفلي لحمايتهم. بصراحة لا أحد يفهم ماذا يعني ذلك. لماذا الهجوم على المستشفى بهذه الطريقة؟ ما يحدث هنا حرب تطهير ضد الشمال وضد سكانه وضد نظامه الصحي".
طبيب واحد لـ145 مريضا
وذكرت الصحيفة أن كمال عدوان هو المستشفى الأخير في شمال غزة الذي لا يزال يعمل بشكل جزئي، وكان قبل هذا الاعتداء الضخم، يؤوي أكثر من 600 شخص من المرضى ومرافقيهم والأطباء والنازحين الذين ليس لديهم مكان يذهبون إليه، وهو أقرب مركز صحي لمخيم جباليا للاجئين وبلدة بيت لاهيا، حيث يتركز الهجوم الإسرائيلي منذ ما يقرب من شهر، ولذلك أصبح بمثابة حل احتياطي لغالبية الجرحى، لكن أوامر الإخلاء جاءت وفرّ المرضى.
وقد داهم الجيش الإسرائيلي المستشفى يوم 25 أكتوبر/تشرين الأول، وحاصره لعدة أيام، ومنع الدخول والخروج والتنقل بين مختلف الخدمات، بحجة وجود مقاتلين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفي ذلك اليوم "اعتقل 44 من أصل 70 عضوا في الفريق الطبي، أطلق سراح 14 منهم فقط أما الآخرون، فما زلنا لا نعرف أين هم ولا ما إذا كانوا بصحة جيدة"، كما تقول تانيا الحاج حسن، وهي طبيبة أميركية فلسطينية قامت بعدة مهام في غزة منذ بداية الحرب.
واليوم لم يبق سوى 145 مريضا هم الأكثر تضررا، وتقلص الفريق الطبي إلى لا شيء، لم يبق سوى طبيب واحد قادر على إجراء العمليات، ولذلك ظل حسام أبو صفية يطلب المساعدة عبر القنوات التلفزيونية، ويوضح عبر الهاتف قائلا "كل يوم نفقد جرحى بسبب نقص الموارد. ما نريده هو المساعدة من الوفود الأجنبية. هناك بعض منها في الجنوب في وسط غزة. وعلينا أن نضغط على العالم أجمع لضمان وصول المساعدة إلينا قبل فوات الأوان. في الوقت الحالي لم نر سوى الدبابات تصل".
عمليات نقل نادرةويعاني حسام أبو صفية، قائد الطوافة الأخيرة المتجهة إلى الشمال، وقد وجد صعوبة في حبس دموعه في نهاية الأسبوع الماضي، عندما قال بصوت مكسور في مقابلة مع قناة الجزيرة "كل ما بنيناه أحرقوه. أحرقوا قلوبنا ومحوا ذاكرتنا وأخذوا ابني"، وذلك بعد أن قُتل ابنه إبراهيم أبو صفية (21 عاما) في غارة إسرائيلية بطائرة مسيرة في جباليا بالقرب من المستشفى.
ويقول أثناسيوس جارجافانيس، طبيب الطوارئ وأخصائي الصدمات في منظمة الصحة العالمية، إنهم نجحوا، رغم القيود الإسرائيلية والحصار، في مهمتين لنقل المرضى، في الأولى نقلوا 14 مريضا، وفي الثانية 23 من الناس "الذين تعتبر مراقبتهم مسألة حياة أو موت. تظل أفعالنا محدودة للغاية".
ووصلت مها رضوان، وهي أم شابة من بيت لاهيا لم يعد لديها منزل واعتقل زوجها وابنها لا يستطيع التنفس، إلى المستشفى مع ابنها لمتابعة طب الأطفال قبل 3 أسابيع، وهي تقول إنها لم تعد تعرف هل ينبغي لها البقاء أم لا، "يوم الأحد كنا نياما عندما سمعنا انفجارا، ثم لم نر سوى الغبار والحجارة، وتطايرت الستائر، وصراخ الأطفال. لقد كان كابوسا حقيقيا".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات ترجمات
إقرأ أيضاً:
محافظ الشرقية يتفقد مستشفى القنايات المركزية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تفقد المهندس حازم الأشموني، محافظ الشرقية، في ختام جولته لمدينة القنايات سير انتظام العمل بمستشفى القنايات المركزي للوقوف على مستوى الخدمات الصحية والعلاجية المؤداة للمرضى والمترددين على المستشفى في حضور محمد نعمة كُجَك السكرتير العام المساعد للمحافظة و محمد محمود رئيس مدينة القنايات والدكتور رجب الشربيني مدير إدارة مدير مستشفى القنايات المركزي.
إطلع المحافظ على سجل الحضور والانصراف للتأكد من التزام الأطباء وهيئة التمريض بالنوبتجيات الصباحية ومواعيد العمل الرسمية، موجهاً باتخاذ كافة الإجراءات القانونية حيال غير الملتزمين.
حرص المحافظ على متابعة سير العمل بقسم الإستقبال والطوارئ بالمستشفى والمعني بتقديم خدمات الفحص والتشخيص ثم التحويل للقسم المناسب داخل المستشفى لاستكمال مرحلة العلاج وإطمأن المحافظ على الحالة الصحية لعدد من المرضى بالقسم واستفسر منهم عن مستوى الخدمة المقدمة لهم مؤكداً أن صحة المواطن تأتي على أولويات أجندة العمل التنفيذي ونسعى جاهدين للوصول المجتمع صحي آمن وسليم يشارك في بناء وتنمية الوطن.
كما تفقد المحافظ الصيدلية بقسم الاستقبال والطوارئ واستفسر من الصيادلة عن مدى توافر الأدوية والأمصال مشدداً على ضرورة التأكد من حفظها بطريقة آمنه مع إجراء المراجعة الدورية لتواريخ الصلاحية المدون عليها واطمأن من مدير المستشفى على توافر الأدوية والمستلزمات الطبية بصورة كافية وصرفها للحالات المرضية وتقديم خدمة طبية لائقة لهم.
تفقد المحافظ قسم عناية القلب والتي تضم 13 سرير عناية واطمأن عالي الحالة الصحية للمرضي، وكذلك قسم الأطفال ووحدة الغسيل الكلوي الجديدة والتي تضم 36 ماكينة غسيل مؤكداً على مدير إدارة المستشفى بإستمرار إجراء أعمال الصيانة للأجهزة المستخدمة بصفة منتظمة حفاظاً على أرواح المرضي متمنياً لهم الشفاء العاجل والعودة لمنازلهم بسلام.
كما شهدت جولة محافظ الشرقية بمستشفى القنايات المركزي تفقد وحدة عناية الأطفال والتي تضم 10 أسرة وكذلك وحدة المبتسرين والتي تضم 21 حضانة تستقبل كافة حالات الأطفال من وزن 500 جم غير مكتملي النمو لتقديم كافة أوجه الرعاية الطبية والعلاجية لهم لحين وصولهم للوزن والنمو الطبيعي وعودتهم لذويهم بسلام.
إلتقى محافظ الشرقية بعدد من المرضي وذويهم واستفسر منهم عن مستوى الخدمات الصحية والعلاجية المقدمة لهم مؤكداً أن صحة المواطنين على قائمة أولويات العمل للوصول لمجتمع صحي وخال من الأمراض.
كلف محافظ الشرقية رئيس مدينة القنايات بالتنسيق مع مدير إدارة المستشفى بإقامة مقاعد إنتظارواستراحات لائقة لأصحاب الأمراض المزمنة المترددين على المستشفى لصرف العلاج الخاص بهم.
وفي نهاية زيارته للمستشفى أكد محافظ الشرقية أن المحافظة تولي إهتماماً بتطوير القطاع الصحي وتسعى لتوفير الإعتمادات المالية اللازمة لتزويد المستشفيات ومنافذ تطوير الخدمة بكافة الأجهزة الطبية الحديثة لتقديم خدمة صحية وعلاجية للمرضى لافتاً إلى أهمية الحفاظ على كافة الأجهزة الطبية بالمستشفيات ومنافذ تقديم الخدمة الطبية وإجراء الصيانة اللازمة لها بصورة دورية لضمان استمراريتها في تقديم الخدمة للمرضى والمترددين عليها.
محافظ الشرقية يتفقد مستشفى القنايات المركزية IMG_0321 IMG_0318 IMG_0317 IMG_0320 IMG_0319