سارع زعماء حول العالم إلى تقديم التهاني لدونالد ترامب، عقب إعلان المرشح الجمهوري، الأربعاء، فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية، على حساب منافسته الديمقراطية، كامالا هاريس.

ومن لندن، أعرب رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عن تطلعه للعمل مع ترامب في السنوات المقبلة، مؤكدا أن العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة ستستمر في الازدهار على جانبي المحيط الأطلسي.

وكتب ستارمر على إكس "أتطلع للعمل معكم في السنوات المقبلة. أعلم أن العلاقة الخاصة بين بريطانيا والولايات المتحدة ستستمر في الازدهار على جانبي المحيط الأطلسي لسنوات قادمة".

من جهته، هنأ الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي،  ترامب، الأربعاء، على "فوزه المبهر".

وقال على منصة إكس: "أقدر التزام الرئيس ترامب بنهج 'تحقيق السلام باستخدام القوة' في الشؤون العالمية. هذا هو بالضبط المبدأ الذي يمكن أن يجعل إحلال السلام العادل في أوكرانيا أقرب من الناحية العملية".

ومن باريس، أبدى الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، استعداده للعمل مع ترامب "كما تمكنا من فعله لمدة أربع سنوات"، داعيا إلى لعمل "بقناعاتنا وباحترام وطموح من أجل المزيد من السلام والازدهار".

من جهته، وجه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، تهانيه لترامب.

ووصف أردوغان، في رسالة نشرها عبر منصة إكس، ترامب بـ"الصديق"، معربا عن أمله في أن تشهد المرحلة المقبلة تعزيزاً للعلاقات التركية الأميركية.

وأعرب الرئيس التركي عن تطلعه لإنهاء الأزمات والحروب الإقليمية والعالمية، لا سيما القضية الفلسطينية والحرب الروسية الأوكرانية، مؤكدا ثقته في بذل المزيد من الجهود من أجل عالم أكثر عدلا.

واختتم أردوغان رسالته بالتعبير عن أمله في أن تكون نتائج الانتخابات مفيدة للشعب الأميركي "الصديق والحليف" وللإنسانية جمعاء.

كما انضمت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، إلى المهنئين، مؤكدة أهمية العلاقات الأوروبية الأميركية.

بدوره، هنأ الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ترامب، مؤكدا أن قيادته ستكون مفتاحاً للحفاظ على قوة التحالف العسكري، معرباً عن تطلعه للعمل معه لتعزيز السلام من خلال قوة الحلف.

ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، عودة ترامب إلى البيت الأبيض بـ"التاريخية"، مشيرا إلى أنها تمنح الولايات المتحدة بداية جديدة وتجدد الالتزام بالتحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة.

وهنأ أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ترامب بعد إعلانه فوزه في الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وأعرب الشيخ تميم، في رسالة نشرها عبر منصة إكس، عن تمنياته للرئيس ترامب بالتوفيق والنجاح في فترة ولايته القادمة، مشيرا إلى تطلعه لتعزيز العلاقات الاستراتيجية والشراكة بين البلدين.

وأكد أمير قطر في رسالته على أهمية تعزيز الجهود المشتركة لترسيخ الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم.

من جهته، هنأ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء، دونالد ترامب عقب إعلانه النصر. 

وقال السيسي في منشور على موقع إكس "‏أتقدم بخالص التهنئة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، وأتمنى له كل التوفيق والنجاح في تحقيق مصالح الشعب الأمريكي، ونتطلع لأن نصل سويا لإحلال السلام والحفاظ على السلم والاستقرار الإقليمي، وتعزيز علاقات الشراكة الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة وشعبيهما الصديقين".

من جانبه، وجه رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، صباح الأربعاء، تهانيه لدونالد ترامب، وقال إنه على استعداد للعمل معه.

وكتب سانشيرز في منشور على إكس: "تهانينا دونالد ترامب على فوزك وانتخابك رئيسا للولايات المتحدة الـ47. سنعمل على تعزيز علاقاتنا الثنائية الاستراتيجية وعلى شراكة قوية عبر الأطلسي".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: والولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

خلافات أمريكا وأوروبا.. هل هي بداية انقسام حضارة الغرب وماذا سيفعل عندها العرب؟

صحيح أنّه لا يمكننا الجزم بأن الغرب يشهد حاليا انقساما حادا قد ينتهي بقطيعة بين أبرز مكوناته، لكننا نستطيع أن نتأكد من خلال قراءة حضارية للسياق السياسي الدولي وما وصل إليه في حاضرنا، ونشاهد عيانا كيف أنّ أوروبا والولايات المتحدة بينهما خلافات عميقة قد تأخذ أبعادا أخرى وتعرف انزلاقات حادة في أيّ وقت، خاصة حينما تقود دولها التيارات اليمينية المتطرفة والدينية المحافظة، وينتج عن حكمها وسياساتها الدولية نوع من السقوط الأخلاقي في تعاملها مع الشعوب الأخرى. لقد حدث ذلك تاريخيا إبان الحقبة الاستعمارية ورأينا كيف تحولت إمبراطوريات لا تغيب عنها الشمس إلى مجرد دول قومية صغيرة المساحة وقليلة السكان، بعد أن عاثت في مستعمراتها ظلما ونهبا لعقود طويلة.

وبتكبير رؤيتنا لهذا المشهد الحضاري سيبدو لنا أكثر وضوحا، ويمكننا عندها قراءته بشكل عام من خلال اللحظة التاريخية التي التقطنا منها صوره، نحن نشاهد بأمّ أعيننا إسرائيل، صنيعة أوروبا وأمريكا والمشكّلة من عرقيات غربية بشكل أساس، تتدثر بـ"السامية" المفترض أنها ميزة شرقية، حتى تحمي وجودها وفكرتها الصهيونية، ونرى كيف أن الولايات المتحدة دعمت جيش الاحتلال بأحدث تكنولوجيا السلاح والذخيرة وتواطأت سياسيا على إبادة شعب تريد اقتلاعه من أرضه.

وداخل هذا المشهد لا تخطئ العين المقارنة بين غزة وأوكرانيا، حيث لا يمكن للعقل الإنساني أن يتجاوزها مهما حاول الدوس على ضميره، ولعل هذا ما جعل أوروبا -بشكل عام- تأخذ مواقف رافضة للعدوان الإسرائيلي على غزة، في مقابل تورّط الولايات المتحدة في سفك دماء الفلسطينيين بمشاركتها المادية إلى جانب جيش الاحتلال الصهيوني، إلى أن جاء ترامب الذي أعطى ظهره لأوكرانيا وحاول التعامل مع غزة بنوع من الوقاحة التي لا تخلو من العقلانية، حيث أنّ عينه كانت على إمكانية الضغط على حماس وترهيبها والأخرى كانت على سلاحها الذي رفضت رفضا قاطعا تسليمه أو التخلي عنه.

"لقد كان ترامب محقّا في كل شيء"؛ عبارة وضعها الرئيس الأمريكي المثير للجدل على قبعة بيسبول حمراء لطالما رافقته ولا تزال، إنها عبارة تختصر عناده واعتداده بتصوراته وقراراته التي لم تشاطره فيها شرائح واسعة من الأمريكان اختارت أن تضع ثقتها في جو بايدن وأن تشكّ في ما سيحققه لها من وعود بدت لها غير قابلة للتصديق، وها هو اليوم ترامب يُذكرها بفداحة خطئها وفظاعة خطيئتها، فهو كان على الدوام على حقّ في كلّ ما حذّر الأمريكان منه (حسب قناعته العمياء طبعا).

وإذ يحاول ترامب كسب شرعية من خلال هذه العبارة يقنع بها الداخل الأمريكي بصوابية تواجهاته الحمائية التي يهدف من خلالها الحفاظ على الاقتصاد الأمريكي عبر فرض المزيد من الرسومات الجمركية على الاقتصاديات الكبرى في العالم، فهو يسعى إلى فرض هيمنة أمريكا في نسختها الترامبية على العالم، بما فيه أوروبا التي تقاسم أمريكا الحضارة والثقافة والعرق والدين والتاريخ، ولا تفرقهما سوى الجغرافيا.

لقد نحت الولايات المتحدة في عهد ترامب إلى اعتبار مصالحها القومية هي المرجع وهي المصلحة الثابتة، ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية ربما، تتبنى سياسة خارجية مختلفة تجاه حلفائها في أوروبا وكندا، الأمر الذي يطرح إشكالية بداية تصدع الحضارة الغربية.

على صعيد الاقتصاد، خلقت رغبة ترامب الجامحة في تحصيل المزيد من الأموال من خلال فرض رسوم جمركية على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي ردّ فعل مكافئ ومعاكس في الاتجاه لدى الأوروبيين، الذين أصبحوا أكثر تشككا من استمرار علاقات "أخوية متينة" مع الضفة المقابلة للأطلسي، ومن هنا يبدأ الصدع في الاتساع.

وفي الجانب العسكري نجد أنّ ضغوط أمريكا وتنصلها من الاستمرار في حماية الدول الأوروبية دون مقابل يصر ترامب على أن تدفعه إن أرادت بقاء الغطاء العسكري الأمريكي مستقبلا، وكذلك موقفها تجاه أوكرانيا، كل ذلك سيدفع بدول الاتحاد الأوروبي إلى تفعيل استراتيجية الدفاع المشترك، ما قد يفضي إلى تفكك حلف شمال الأطلسي الذي يشكّل أبرز مظهر عسكري يوحّد الحضارة الغربية، بل حتى على مستوى الدول ربما تلجأ كل دولة على حدة إلى وضع خطط وتصورات بشكل منفرد لأمنها القومي.

لقد تضاعف شكّ أوروبا في روسيا بعد أن غزت أوكرانيا وقطعت كل يقين في بوتين تكون قد عوّلت عليه قبلها، وحسمت دول القارة في مسألة إيجاد مصدر طاقوي بديل يُغنيها عن بوتين نهائيا، وأصبح انعدام الثقة في الشرق هو سيد الموقف، واليوم يبدو أنّ الشيء نفسه سيحدث مع الولايات المتحدة التي يقود ترامب علاقاتها مع الاتحاد الأوروبي نحو حالة من اليقين ببقاء التهديد الأمريكي أو على الأقل عودته في المستقبل إن لم يستمر، ما يعني أنّ القارة العجوز في بحثها الأكيد عن بدائل اقتصادية وعسكرية لأمريكا ستتقوقع على نفسها أكثر من أيّ وقت مضى بعد أن تتجمد العلاقات غرب الأطلسي أيضا.

"متلازمة بوتين" هذه التي يبدو أنّ أوروبا قد أصيبت بها مجدّدا مع الولايات المتحدة بسبب سياسات ترامب، حيث لا تضمن الأيام حتى وإن ذهب أن تأتي برئيس آخر يشبهه في عناده أو ربما يفوقه في عجرفته، ستلقي بظلالها ليس على الجبهة الأطلسية فحسب، بل على العالم أجمع، وستسعى كل دولة إلى حماية اقتصادها ودعم أمنها واستقرارها لوحدها وبشكل ذاتي بعيدا عن الآخرين.

ولا يمكن لهذا المشهد الحضاري أن يكتمل إلا بطرح سؤال حول منطقتنا ربما يجد جوابا عن مصيرها: أين سيكون العرب في هذه الحالة المستعصية والمتأصلة من الأنانية التي ستسيطر على دول العالم؟ وكيف سينظرون إلى اقتصادياتهم وأمنهم القومي؟ هل سيتشرذمون أكثر مما هم عليه اليوم، أم أنّ رياح التغيير الحضاري قد تهبّ مجدّدا لتفرض ترتيبات جديدة على المنطقة؟

مقالات مشابهة

  • كيف يمكن لكيان سياسي الفوز بالانتخابات؟
  • خلافات أمريكا وأوروبا.. هل هي بداية انقسام حضارة الغرب وماذا سيفعل عندها العرب؟
  • "البطاقة الذهبية" الأميركية.. خطوة جريئة في سياسة الهجرة
  • ما يفعله الثور في مستودع الخزف
  • خبير: الولايات المتحدة لا تزال تفرض هيمنتها على العالم
  • خطة ترامب في أوكرانيا.. وثيقة "سرية" تكشف نية روسيا
  • الأمم المتحدة: سيموت الكثيرون جراء خفض المساعدات الأميركية
  • سياسات ترامب المجنونة تنذر بحرب تجارية بين أمريكا ودول العالم
  • بالتزامن مع خطة ترامب..المؤيدون للاستقلال يفوزون بالانتخابات في غرينلاند
  • كاتب أميركي: ترامب زلزل العالم في 50 يوما