عصف ذهني للرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي في حكومة الإمارات يستشرف مستقبل التكنولوجيا
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
بحث الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي في حكومة دولة الإمارات، خلال اجتماعهم ضمن فعاليات الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، سبل تعزيز الجهود لتبني وتطوير وتوظيف حلول الذكاء الاصطناعي في الارتقاء بمختلف القطاعات، بحضور 26 رئيسا تنفيذيا للذكاء الاصطناعي في حكومة الإمارات.
وأكد معالي عمر بن سلطان العلماء وزير دولة للذكاء الاصطناعي والاقتصاد الرقمي وتطبيقات العمل عن بعد، خلال مشاركته في الاجتماع، أهمية دور الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي، في قيادة جهود الوزارات والجهات الحكومية الاتحادية لتعزيز الجاهزية لتحديات المستقبل، التي يفرضها التطور المتسارع لتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
وقال معاليه إن القيادة الرشيدة تتابع عمل الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي، وتنتظر منهم نتائج ملموسة ومبادرات تنعكس آثارها إيجابا على العمل الحكومي والاقتصاد والمجتمع في دولة الإمارات.
وشهد الاجتماع نقاشا مفتوحا وعصفا ذهنيا استعرض خلاله الرؤساء التنفيذيون مستقبل قطاع الذكاء الاصطناعي وأثر التكنولوجيا على مستقبل العمل الحكومي والقطاعات الاقتصادية والاجتماعية، كما ناقشوا الخطط المستقبلية لتعزيز تبني وتطوير حلول الذكاء الاصطناعي في الحكومة الاتحادية، بما في ذلك عمل الجهات الحكومية على مبادرات ومشاريع تعتمد على الذكاء الاصطناعي وتطوير مهاراته وتعزيز الحوكمة ووضع السياسات التي تواكب توجهات الدولة في هذا القطاع.
وتبادل المجتمعون الأفكار والرؤى حول الاستخدامات المستقبلية للذكاء الاصطناعي في الحكومة، وكيفية تعزيز دورهم ومساهمتهم في تحقيق أهداف ومحاور استراتيجية الإمارات للذكاء الاصطناعي.
واستعرض الاجتماع مبادرة ابتكارات التجارب التكنولوجية، وناقش الرؤساء التنفيذيون للذكاء الاصطناعي مجالات تجريب وتبني حلول الذكاء الاصطناعي في جهاتهم، لتعزيز الابتكار الحكومي ودعم التحول الرقمي في دولة الإمارات.
يذكر أن مجلس الوزراء اعتمد في مايو الماضي، قرارا بشأن استحداث منصب الرئيس التنفيذي للذكاء الاصطناعي ضمن الحكومة الاتحادية، حيث تم تعيين الدفعة الأولى من الرؤساء التنفيذيين للذكاء الاصطناعي على هامش اجتماع مجلس الوزراء في سبتمبر الماضي. أخبار ذات صلة
وتم حتى اليوم تعيين 26 رئيساً تنفيذياً للذكاء الاصطناعي في الوزارات والجهات الاتحادية.
المصدر: وامالمصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: عمر العلماء حكومة الإمارات الذكاء الاصطناعي جلسة عصف ذهني للذکاء الاصطناعی فی الذکاء الاصطناعی دولة الإمارات
إقرأ أيضاً:
كيف يمكن للذكاء الاصطناعي إعادة كتابة الإنترنت؟
تبنت شركات تكنولوجية كبرى الذكاء الاصطناعي من خلال نماذجها مثل "كوبايلوت" من مايكروسوفت و"جيميني" من غوغل و"شات جي بي تي" من "أوبن إيه آي"، وتعمل هذه الشركات على جعل نماذجها متاحة للجمهور على الإنترنت بعد أن كانت محصورة في مختبرات الاختبار.
ولعل أغلب المستخدمين يتساءلون: كيف تعمل هذه النماذج؟ وعند سؤال "جي بي تي 3" (GPT-3) عن هذا، أجاب أن الذكاء الاصطناعي يستخدم تقنية متخصصة في الإكمال التلقائي المتطور، وبدلا من مجرد اقتراح الكلمة التالية تحلل هذه النماذج العلاقات الإحصائية بين الكلمات في كميات ضخمة من النصوص لتتمكن من تخمين الجملة أو الفقرة التالية بناء على ما كتبه المستخدم سابقا.
وقال جيمس فينسنت من موقع "ذا فيرج" معلقا "هذه الأدوات الذكية ليست أكثر من أنظمة إكمال تلقائي ضخمة تعمل على التنبؤ بالكلمة التالية في أي جملة، أي إنها ليس لديها قاعدة بيانات مشفرة من الحقائق للاعتماد عليها، فهي تمتلك فقط القدرة على كتابة بيانات تبدو معقولة، وهذا يعني أن لديها ميلا لتقديم معلومات خاطئة على أنها حقائق، فالمعلومة التي تبدو معقولة ليس شرطا أن تكون حقيقية".
ولعل أحد أهم الطرق التي يعمل بها الذكاء الاصطناعي لإعادة كتابة الإنترنت هي إنشاء المحتوى وهي عملية تتطلب من الكتاب والمحررين والمصممين إنشاء مقالات ومدونات ومواد تسويقية وغيرها، ولكن أدوات الذكاء الاصطناعي قادرة على إنجاز كل هذا وبوقت قياسي.
إعلانوهناك كثير من الشركات والمواقع اعتمدت الذكاء الاصطناعي في إنشاء ملخصات الأخبار ووصف المنتجات وحتى كتابة مقالات كاملة، وهذا ما أعطى فرصة في التوسع من خلال نشر كميات كبيرة من المحتوى الموجه، مما يتيح للمواقع نشر كميات هائلة من المحتوى لجمهور مختلف ومجالات مختلفة.
ولكن هل يمكن الوثوق بالذكاء الاصطناعي في كتابة محتوى حقيقي ومؤثر؟ يثير هذا التحول تساؤلات عن مستقبل إنشاء المحتوى. فمع زيادة قدرة الذكاء الاصطناعي تزداد المخاوف حول الأصالة والمصداقية وإمكانية التضليل. فعلى سبيل المثال، أثار التزييف العميق المُنشأ بالذكاء الاصطناعي والمقالات المضللة نقاشات حول الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في وسائل الإعلام، وقد تعهدت شركات مثل "أوبن إيه آي" وغوغل بتنفيذ إرشادات وأدوات أكثر صرامة للكشف عن هذه المخاطر والتخفيف منها، ولكن التحدي لا يزال كبيرا.
ولأن الإنترنت يبدأ من بحث غوغل على الأغلب، فمن المهم معرفة أن عملية البحث التقليدية تعتمد على الكلمات الرئيسية والخوارزميات لتقديم النتائج، بينما نماذج الذكاء الاصطناعي مثل "جيميني" تفعل أكثر من ذلك، فهي قادرة على فهم سياق الجملة ومعرفة الغاية وراء استفسار المستخدمين ولهذا تقدم نتائج مخصصة أكثر دقة وملاءمة.
إن تأثير الذكاء الاصطناعي على وسائل التواصل والمجتمعات الإلكترونية عميق جدا، إذ تستخدم منصات مثل فيسبوك وإنستغرام وإكس الذكاء الاصطناعي لتنسيق المحتوى وتوصية الأصدقاء وحتى اكتشاف السلوك الضار مثل التنمر أو خطاب الكراهية أو حتى التعرف على الصور المسيئة، وهذا جعل وسائل التواصل أكثر جاذبية، ولكنها في الوقت نفسه أثارت مخاوف بشأن ما يُعرف "بغرف الصدى" وهي مكان افتراضي يتعرض فيه المستخدمون للمحتوى الذي يعزز معتقداتهم فقط.
إعلانويثير الاستخدام المتزايد للذكاء الاصطناعي في وسائل التواصل تساؤلات مهمة عن الخصوصية والانحياز وإمكانية التلاعب. ومع ازدياد كفاءة خوارزميات الذكاء الاصطناعي في التنبؤ بالسلوك البشري وتأثيره، تزداد المخاوف حول كيفية استخدام هذه السلطة.
وتواجه منصات التواصل ضغوطا متزايدة لضمان شفافية أدوات الذكاء الاصطناعي الخاصة بها ونزاهتها، لا سيما في ما يتعلق بمسائل مثل خصوصية البيانات والتحيز الخوارزمي.
مستقبل الويب في عصر الذكاء الاصطناعيمع استمرار تقدم الذكاء الاصطناعي، فإن تأثيره على الإنترنت سوف يتعمق أكثر، ونحن نتوجه نحو مستقبل حيث لا يكون الذكاء الاصطناعي مجرد أداة أو مساعد بل جزءا أساسيا في البنية التحتية للويب، حيث يشكل كل شيء من كيفية العثور على المعلومات إلى طريقة تفاعل المستخدمين مع بعضهم على الإنترنت.
ونماذج الذكاء الاصطناعي مثل "شات جي بي تي" و"جيميني" تُبشّر بعصر جديد من استخدام الإنترنت تتلاشى فيه الحدود بين المحتوى البشري والمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي، وتبدو فرص الابتكار لا حصر لها. ومع ذلك، فإن هذا التطور يأتي مصحوبا بتحديات يجب معالجتها مثل ضمان الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي وحتى إدارة تأثيره على الوظائف والمجتمع ككل.
وفي ظل هذا المشهد المُتغير، يُعيد الذكاء الاصطناعي كتابة الإنترنت الذي نعرفه، مُغيرا ليس فقط كيفية استخدامنا له، بل ماهيته وما يمكن أن يُصبح عليه. ومع احتضان هذه التغييرات يمكن تسخير قوة الذكاء الاصطناعي بطرق تُعزز الإبداع البشري والتواصل والفهم مع مراعاة الآثار الأخلاقية والمجتمعية المُصاحبة له.