قراءة نقدية لتقرير فريق الخبراء المعني بالشأن اليمني
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
عبد الملك محمد عيسى
في أي منهجية لقراءة نقدية لابد من استخدام المنهج العلمي ومنها على سبيل المثال تحليل المحتوى، وعند النظر إلى التقرير الذي بين أيدنا وهو التقرير النهائي في 19 سبتمبر 2024م، نرى خطورة أن يقوم فريق خبراء تابع لما يسمى “مجلس الأمن الدولي” بالخروج عن وظيفته المعلنة (حفظ الأمن والسلام الدوليين) عبر التحريض على الحرب والعدوان والحصار واستخدام مقدرات مجلس الأمن الدولي لتعزيز الحرب، فتقديم قراءة نقدية لتقرير فريق الخبراء الأُمميين المعني باليمن أمر مهم لكشف زيف أدوات مجلس الأمن الدولي وكيف يتم استغلالها من أجل وظيفة واحدة وهي تعزيز الرؤية الأمريكية للعالم في تناقض واضح مع أهداف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بوجوب الحيادية والموضوعية والتوزان في تناول المواضيع، وعليه يجب أخذ بعض النقاط الأساسية التي تشير إلى عدم التوازن في عرض الحقائق، واعتماده على مصادر محدودة وغير موضوعية في بعض الأحيان، مما يثير تساؤلات حول حياديته من هذه المسائل النقاط التالية:
1 – الاعتماد على مصادر محددة:
التقرير يعتمد بشكل رئيسي على وجهة نظر حكومة المرتزقة الموالية للسعودية والإمارات، إضافة إلى تغطيته للمعلومات من وسائل إعلام معادية لليمن، وهو ما قلل من مصداقية التقرير لأنه لا يعطي تمثيلاً شاملاً وواقعياً للمشهد السياسي في اليمن، وإغفال عن عمد الرواية من داخل المناطق التي يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى، وهو ما يؤكد الانطباع بأن التقرير ليس محايداً بالمطلق بل يعمل فقط للتحريض ضد جماعة يمنية بعينها.
2 – تحريض المجتمع الدولي:
من أجل التأثير على الوضع الإنساني في اليمن -رغم صعوبته الحالية- بسبب الحصار المستمر منذ تسعة أعوام، وانقطاع المرتبات وارتفاع الأسعار وخاصة أسعار الصرف لدى مناطق سيطرة المرتزقة في المحافظات الجنوبية والشرقية، بل يقوم التقرير بتحريض المجتمع الدولي من أجل تكثيف وتشديد العقوبات الاقتصادية على اليمن في تناقض واضح مع ادعاء حفظ السلام والأمن الدوليين.
3 – استخدام مصادر غير موثقة:
يعتمد التقرير على تقارير إعلامية من قنوات معارضة لليمن دون التحقق من صحة المعلومات عن اليمن من مصادر أخرى، مما يعني المعلومات مبالغ فيها أو غير صحيحة، إذ أن المصادر الإعلامية المعتمدة مسيسة بالكامل، كان ينبغي على فريق ما يسمى (الخبراء) التأكد من المعلومات عبر مصادر متعددة للوصول إلى تقييم موضوعي.
4 – اتهامات وتحليلات تفتقر للتوثيق:
يتضمن التقرير اتهامات لليمن باستخدام القوة بطريقة قد تساهم في زعزعة الاستقرار في اليمن والمنطقة، وقد وُثّقت هذه الاتهامات بأدلة كاذبة وملفقة، كان من الأفضل تقديم أدلة محايدة وتحقق واقعي حول هذه المزاعم بدلاً من الاعتماد على وسائل إعلام معادية لفئة معينة.
5 – غياب الأصوات اليمنية المحايدة:
غاب عن التقرير الاستماع إلى أصوات محايدة من الداخل اليمني والتي ربما كانت تستطيع تقديم رؤية أكثر موضوعية، فقد كان من الممكن أن يعزز التقرير مصداقيته من خلال الاستماع إلى المواطنين المتأثرين بشكل مباشر بالنزاع من جميع الأطراف بدلاً من البناء على وجهة نظر واحدة عوراء لو أرادوا تقريراً متوازناً وحيادياً وموضوعياً وحقيقياً.
6 – اعتماد أسلوب تحليلي غير متوازن:
يلاحظ أن التحليل في بعض أجزاء التقرير يتجه نحو تعزيز رواية طرف معين دون النظر العميق في سياق الصراع المعقد داخل اليمن، والذي يتداخل فيه العديد من العوامل المحلية والإقليمية والدولية وخير دليل على ذلك زيارة الفريق إلى الكيان الإسرائيلي المحتل، وهو تقرير سنوي إلا أن التوجه الأمريكي أراد للفريق المسمى بالخبراء إدانة فريق بعينه فهو العامل الحاسم في صياغة التقرير بصورة استنسابية.
يمكن القول إن هذا التقرير لا يعكس الواقع اليمني بصورة حقيقية، وينبغي على الجهات الأممية المعنية العمل على تحقيق توازن في التقارير المستقبلية لتحسين الشفافية وتقديم رؤية أكثر مصداقية تعكس وجهات نظر كافة الأطراف، وإلا سيستمر الفشل الذريع للأمم المتحدة في كل الملفات كما يحدث حالياً.
لو أخذنا بعض الأمثلة فهذه العبارات الواردة في تقرير فريق الخبراء تعكس بعض التحيزات الواضحة التي يمكن تحليلها على النحو التالي:
” 1 . التعاون المتزايد بين “الحوثيين” والجماعات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة:
هذه العبارة تسعى لربط أنصار الله بجماعات إرهابية كتنظيم القاعدة، رغم أن الجيش اليمني يحارب بشكل نشط في مكافحة مثل هذه الجماعات والعداء واضح ومعلن، وثمة تقارير دولية محايدة تثبت قتال التنظيمات الإرهابية إلى جانب خصوم أنصار الله، هذا الربط يثير التساؤلات حول الهدف منه، إذ يعكس تبنياً لرؤية التحالف السعودي-الإماراتي الذي يسعى لتصوير أنصار الله كخطر أمني عالمي وليس كقوة سياسية محلية لها قواعدها وشعبيتها، وهو ما قد يؤدي إلى تشويه صورة أنصار الله ويحاول إضعاف موقفهم الدولي.
” 2. استغل الحوثيون الوضع الإقليمي وعززوا تعاونهم مع محور المقاومة: “
وصف هذا التعاون على أنه “استغلال للوضع الإقليمي” يوحي بأن “الحوثيين” يسعون لزيادة التوترات وتوظيف الأزمات لمصالحهم، بيد أن هذه العبارة تتجاهل أهمية محور المقاومة في سياق السياسات المناهضة للتدخلات الخارجية وخاصة الأمريكية، وتحاول أن تلقي بظلال سلبية على الجيش اليمني عبر ربطهم بمحور يعتبر مناوئاً للسياسات الغربية، هذا التعليق يعكس التحيز ضد أي تحالفات تشكل تهديداً للمصالح الأمريكية والإسرائيلية في المنطقة لأنها تريد العالم وفق الرؤية الأمريكية والعدو الإسرائيلي.
” 3 . ويرجع ذلك إلى النهج الذي يعتمده المجتمع الدولي للحؤول دون أن تخلف الجزاءات المالية أي تأثير سلبي غير مرغوب فيه على الصعيد الإنساني: “
هذا التعبير يُفهم كتشجيع ضمني للمجتمع الدولي لزيادة الضغط المالي على اليمن، بحجة التأثير السلبي على الاقتصاد اليمني وهذا غير واقعي عند زيادة الضغط المالي، مع الزعم أن ذلك لن يمس الجانب الإنساني، هذه العبارة فيها تشجيع على فرض عقوبات إضافية، متناسيةً أن هذه العقوبات قد تؤدي إلى معاناة المدنيين وتفاقم الأزمة الإنسانية وتؤذي المدنيين وأن هذه الضغوط سبب أساسي في استمرار العدوان والحرب في اليمن.
” 4. وخلفت هجمات الحوثيين على السفن التجارية في البحر الأحمر تأثيراً مضاعفاً وكان اليمن هو الطرف الأكثر تضرراً: “
هذه العبارة تتبنى رؤية العدو الإسرائيلي والأمريكية والبريطانية التي تركز على تأثير هجمات الجيش اليمني في البحر الأحمر، وتقدّم اليمن كمتضرر من سياساته، مع تجاهل السبب السياسي وراء هذا التصعيد وهو العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ومن الواضح أن هذه العبارة تسعى للتنفير من موقف اليمن الداعم لقطاع غزة، وربط هذا الدعم بضرر مصالح اليمن، مما يخدم الرواية الإسرائيلية.
تفسير ودلالات هذه العبارات، بحيث تظهر هذه العبارات عدة دلالات:
خلق انطباع سلبي ومضخم حول اليمن:
هذه العبارات تنساق وراء الرؤية التي تسعى لإظهار اليمن كطرف إرهابي وغير مسؤول، مما يعزز دعوات تجريدهم من الشرعية الدولية، وخاصة للمجلس السياسي الأعلى الممثل الشرعي للجمهورية اليمنية.
دعم أجندات سياسية معينة:
الاعتماد على هذه اللغة يدعم مواقف وأجندات الدول المعارضة لليمن، والتي تشمل التحالف السعودي-الإماراتي، والإسرائيلي، والأمريكي، والبريطاني، ويبدو أن التقرير يحاول حشد الرأي الدولي لدعمهم هذا التحالف عبر إظهار اليمن كتهديد عالمي.
التحريض الضمني لفرض مزيد من العقوبات: بعض العبارات توحي بضرورة فرض عقوبات جديدة وتزيد من الضغط المالي على المدنيين، مما ينعكس على الاقتصاد اليمني ككل، وكأن ما سبق من حصار وعدوان لا يكفي.
تشويه تحالفات الإقليمية لليمن: استخدام لغة مثل “التعاون مع محور المقاومة” يُعزز الصورة النمطية السلبية لمحور المقاومة، ويقلل من رؤية التحالفات المناهضة للتدخلات الغربية في المنطقة كحركة مشروعة وكأن المطلوب والشرعي هو فقط التحالف مع الشيطان الأكبر الأمريكي.
يبدو أن هذه العبارات تستهدف خلق توافق دولي لدعم الضغط على أنصار الله ومساندة التحالف ضدهم، ما يشير إلى غياب الحياد في التقرير، ويعزز ضرورة مراقبة التحيزات عند صياغة التقارير الأممية، فلو نظرنا فقط إلى موضوع سفر فريق الخبراء الأمميين إلى الكيان الإسرائيلي -رغم الادعاء بأنها ليست طرفاً في الصراع اليمني- فإنه يمكن تفسيره بعدة طرق ودلالات:
1 – دور العدو الإسرائيلي المباشر في العدوان على اليمن:
يشير هذا التحرك إلى دور غير معلن للكيان الإسرائيلي في دعم التحالف السعودي-الإماراتي، خصوصاً في مجالات الاستخبارات والتقنيات العسكرية، فالعدو الإسرائيلي ينظر إلى اليمن من خلال عدسة أوسع تتعلق بأمن البحر الأحمر، والتوازنات الإقليمية مع الجمهورية الإسلامية ومحور المقاومة، الذي يشمل أنصار الله كجزء جوهري منه، وبالتالي، فإن زيارتهم تفسر بغرض التعاون الاستخباري.
2 – الاطلاع على الخبرات لدى العدو الإسرائيلي:
الكيان الإسرائيلي لديها خبرة في إدارة الحصار والضغوط على المناطق التي تسيطر عليها جماعات مقاومة، كغزة مثلا، قد تهدف زيارة الفريق إلى دراسة وتبني بعض الاستراتيجيات الإسرائيلية التي طُبقت في سياق الحصار، لفرضها على اليمن بطرق مشابهة، سواءً من حيث الآليات العسكرية أو الاقتصادية.
3 – تقارب استراتيجي بين التحالف والعدو الإسرائيلي:
تعكس هذه الزيارة أيضا التقارب المتزايد بين التحالف والعدو الإسرائيلي، إذ شهدت الفترة الأخيرة تطوراً في العلاقات الخليجية-الإسرائيلية، وبالتالي فإن زيارة الفريق للعدو الإسرائيلي قد تعكس قبولاً ضمنياً بهذا التعاون، أو استجابةً لضغوط من هذه الأطراف لرسم تصور يتماشى مع مصالحها.
4 – تحقيق مصالح القوى الكبرى:
هذه الزيارة استجابة لضغوط من قوى كبرى كالولايات المتحدة وبريطانيا، اللتين تربطهما علاقات وثيقة بالعدو الإسرائيلي، وتهدفان إلى توحيد جهودها مع التحالف لتحقيق توازن إقليمي يخدم مصالحهم في مواجهة المحور الإيراني وحلفائه (محور الجهاد والمقاومة) لذلك، قد يسعى الفريق للحصول على رؤى من الكيان الإسرائيلي حول كيفية التعامل مع نفوذ الجيش اليمني في البحر الأحمر وتأمين المصالح الغربية في المنطقة.
5 – إظهار الجيش اليمني كتهديد أمني دولي:
ذهاب الفريق إلى الكيان الإسرائيلي يعكس السعي لتصوير الجيش اليمني كتهديد يتجاوز حدود اليمن، ليشمل العدو الإسرائيلي والولايات المتحدة، مما يُبرر استمرار التحالف العسكري ضدهم ويشوه موقفهم أمام المجتمع الدولي، عبر تصوير “إسرائيل” كضحية محتملة في سياق التهديد للجيش اليمني رغم أن الكيان المحتل هو أكبر خطر على منطقة الشرق الأسط منذ تأسيسه في وعد بلفور المشؤوم.
يمكن القول إن هذه الزيارة تكشف أبعاداً غير معلنة لدور “إسرائيل” في الصراع اليمني، وتوضح علاقات خلفية تتضمن تنسيقاً استراتيجياً مع التحالف ومسانديه.
عند تحليل التقرير باستخدام تحليل المحتوى، يمكن الاستناد إلى مؤشرات التحيز اللغوي والانحياز في المصادر كما يلي:
تحليل تكرار المصطلحات:– المصطلحات السلبية المرتبطة بأنصار الله: يبدو أن التقرير يوظف عبارات سلبية بشكل متكرر عند الإشارة إلى أنصار الله، مثل “التعاون مع الجماعات الإرهابية” أو “استغلال الوضع الإقليمي”، وهي مصطلحات تحمل إيحاءات سلبية وتربطهم بجماعات “إرهابية”.
– إيجابية التغطية المخصصة للتحالف: لا يذكر في التقرير الكثير عن الضربات الجوية أو الانتهاكات التي يرتكبها التحالف بقيادة السعودية والإمارات، والحصار المستمر منذ تسع سنوات مما يعكس نقصاً في التوازن في عرض الحقائق.
تحليل السياق اللغوي:– التوجيه الضمني: التقرير يبدو وكأنه يدعو لفرض عقوبات إضافية على أنصار الله، مثلما يظهر في العبارة المتعلقة “بالنهج الذي يعتمده المجتمع الدولي” لمنع الآثار السلبية للعقوبات على الشعب اليمني، والتي تعتبر دعوة ضمنية لزيادة الضغط الاقتصادي على الشعب اليمني.
– التلميحات حول العلاقات الإرهابية: وصف “التعاون المتزايد بين الحوثيين والجماعات الإرهابية” يمثل محاولة لربط أنصار الله بالتنظيمات الإرهابية، وهو ما يمكن تفسيره كتوجيه ضمني يعزز صورة أنصار الله كتهديد عالمي.
تحليل مصادر المعلومات:– الاقتصار على مصادر معادية لأنصار الله: التقرير يعتمد بشكل كبير على تقارير إعلامية من قنوات معارضة لأنصار الله أو محسوبة على التحالف، مما يثير تساؤلات حول حيادية المصادر، لم يتم الاعتماد على مصادر من داخل المناطق التي يسيطر عليها المجلس السياسي الأعلى، مما يقلل من التوازن.
– التغاضي عن وجهة النظر الأخرى: لم يبد في التقرير أنه تم استشارة جهات محايدة أو داخلية لعرض الموقف من جوانب مختلفة.
تحليل النبرة المستخدمة:– نبرة التحريض: عبارات مثل “استغلال الحوثيين للوضع الإقليمي” تعطي انطباعاً تحريضياً ضد أنصار الله، وتصورهم كأنهم يستغلون الأزمات لمصالحهم، رغم أنهم يمثلون جزءاً من سياق مقاومة تحالفات خارجية.
– التناقضات في العرض: يظهر التقرير وكأنه ينحاز للتحالف عبر تجاهل الضربات على المدنيين أو التأثيرات السلبية للضربات الجوية للتحالف على الحياة اليومية، أو الحصار على مدى تسع سنوات.
تحليل الهيكل العام وتوزيع الفقرات:– التركيز على المخاطر المرتبطة بأنصار الله: التقرير يركز على نقاط متكررة مثل خطر “الحوثيين” على الملاحة في البحر الأحمر أو على الأمن الإقليمي، دون إشارة كافية إلى مواقف مشابهة من التحالف، مما يعزز من سردية تضع أنصار الله في موضع التهديد.
– عدم التوازن في الفقرات: يغلب على التقرير تغطية موسعة لـ “مخاطر أنصار الله” المزعومة مع تركيز قليل على معاناة المدنيين جراء تدخل التحالف.
تحليل الرسائل الخفية:– تحريض المجتمع الدولي: التقرير يحتوي على عبارات قد تُفسر كدعوة ضمنية للمجتمع الدولي للتدخل بصورة أكبر أو لفرض عقوبات مشددة، مما يعكس رسائل خفية تدعم تصعيد الضغط على أنصار الله.
– التلميحات حول محور الجهاد والمقاومة: التلميحات إلى “التعاون مع محور المقاومة” تُظهر أن أنصار الله يتم تصويرهم كجزء من تهديد إقليمي واسع، مما يصب في خدمة مواقف التحالف وداعميه.
خلاصة تقرير فريق الخبراء يظهر انحيازاً واضحاً ضد أنصار الله عبر:
الاعتماد على مصادر منحازة.
استخدام لغة توحي بخطر أنصار الله على المستوى الإقليمي.
التركيز على مخاطر أنصار الله وإغفال تأثيرات تدخل التحالف.
التقرير يهدف إلى دعم سياسة “الضغوط القصوى” على أنصار الله، ويعزز من سردية التحالف أكثر من السعي لتقديم صورة متوازنة عن الوضع في اليمن وهو ما تريده أمريكا لاستخدامه ضد أنصار الله في مجلس الأمن الدولي في المرحلة القادمة لأجل تبرير اعتداء جديد على الشعب اليمني بحجة تقرير “خبراء” الأمم المتحدة.
( باحث متخصص في علم الاجتماع السياسي)
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: تقریر فریق الخبراء الکیان الإسرائیلی مجلس الأمن الدولی العدو الإسرائیلی فی البحر الأحمر المجتمع الدولی على أنصار الله محور المقاومة الاعتماد على هذه العبارات الجیش الیمنی هذه العبارة على مصادر على الیمن فی الیمن فی سیاق أن هذه وهو ما
إقرأ أيضاً:
قراءة في خطاب الرئيس المشاط خلال اجتماعه مع لجنة الدفاع الوطني
يمانيون/ كتابات/ عبدالقدوس عبدالله الشهاري
مقدمة:
خطاب الرئيس مهدي المشاط الأحد كان خطابًا تاريخيًّا، جاء في مرحلة مفصلية تعيشها اليمن خاصة، و”الشرق الأوسط “عامةً، في ظل متغيرات سياسية واقتصادية واجتماعية تعصف بالمنطقة التي يسودها التفكك والانقسام وانبطاح لم تشهده من قبل.
فكان خطاب رئيس المجلس السياسي الأعلى قويا، فيه تحملٌ للمسؤولية، وفيه العنفوان وبوارق الانتصار، وفيه تحذير شديد للقوى السياسية الداخلية التي قد تعمل وفق توجيهات خارجية، وللقوى الخارجية التي تعمل ضمن السياسة الأمريكية-الإسرائيلية.
وكان فيه مدٌّ للمعنويات وشحذ للهمم، وحمل الخطاب رسائل جمة لأمريكا و”ترامب” المعتوه، و”إسرائيل”، وكل من يتحرك في فلكهم سواء أكانوا مرتزقة أم على المستوى الدولي.
أيضا تضمن الخطاب تأكيدا على ثبات الموقف رغم التحركات العسكرية بقيادة أمريكا، كما حمل رسائل للجيش والشعب اليمني الذي حمل على عاتقه الموقف العربي والإسلامي، مطمئنا إياهم بأن القادم أفضل، وموصيا إياهم بمواصلة المشوار؛ فاستعداداتنا جيدة، وذكرهم بأن المرحلة القادمة هي مرحلةٌ “يُميز الله فيها الخبيث من الطيب، فالثبات الثبات لجني الثمار”.
ومن خلال متابعتي للخطاب التاريخي للسيد الرئيس، حيا الشعب والجيش اليمني الصامد في بداية حديثه، وقدّم لهم الشكر والعرفان على ثباتهم. ووجَّه الحكومة والسلطات المحلية والأجهزةَ القضائيةَ بضرورة التحرك في خدمة المواطن، كلٌّ في إطار مسؤوليته…
وقال مُطمئنًا المواطنين:
«كُلَّما سمعتم بأن العدو الأمريكي بهذه الإدارة المجنونة حشد أكثر، اطمئنوا أكثر؛ فهذا دليلُ فشلٍ أمريكي يُضاف إلى فشل السفينة الأمريكية. وكذلك إذا حشد أكثر، وفَّر صيدًا لاستهدافه أكثر، والمدمِّرة “ترومان” باتت خارج السيطرة، مما اضطرتهم إلى جلب مدمرات أخرى».
كما أوصل الرئيس عددًا من الرسائل التطمينية في خطابه، نذكر منها:
– «اليمن مستعد لكل السيناريوهات، وجاهزون للدفاع عن بلدنا على كافة المستويات: العسكرية والأمنية والاقتصادية».
– وقال: «نحن نتكئ على قوة استراتيجية تتمثل في وحدة القيادة ممثلة بالسيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، وشعبٍ واحدٍ تحت قيادة السيد القائد، وحكومةٍ، ودولةٍ، ومؤسساتٍ رسميةٍ تدعم هذا الانسجام».
كما طمأن الشعبَ بيقظة الأجهزة الأمنية التي ترصد كلَّ مَن يتورط في هذه المعركة، ووجَّه بالتعامل معها بكل صرامة.
وقال أيضًا: «نحن قادمون على نصرٍ كبيرٍ، وسيُميز الله الخبيثَ من الطيب»، وذكَّر الأمةَ بأن السيد القائد بمواقفه القوية يستند إلى هذا الشعب الأصيل والصامد، وهو مصدر قوةٍ وصمام أمانٍ للبلاد.
وبخصوص ثبات الموقف، قال الرئيس:
«لن نتراجع عن موقفنا المبدئي والأخلاقي والإسلامي والإنساني في إسناد غزة حتى يتوقف العدوان عليها ويُرْفَع الحصار عنها. وهذا المنطقُ والموقفُ القوي والثابت منذ 7 أكتوبر 2023م».
وأضاف: «لا نبالي بأي تحديات نتيجة موقفنا المشرف مع غزة، وجاء موقفنا هذا من خلال ما شاهده اليمن من الإجرام الفظيع في غزة وحصارها، والخذلان العربي لها يفرض علينا الموقف مهما كانت نتائجه».
وتأسف على الموقف العربي المتخاذل غير المسبوق، مؤكدًا أن اليمن لا يمكن أن تترك الأمريكي والإسرائيلي يستفردان بالشعب الفلسطيني في غزة.
ووضح رئيس المجلس السياسي الأعلى أن السبب الرئيس في العدوان الأمريكي على بلادنا هو نتيجة موقفنا الرافض لما يجري من جرائم إبادة في غزة، ودعمًا للأجرام الصهيوني فيها.
رسالة الرئيس للمجرم ترامب
وجَّه الرئيس عددًا من الرسائل للمجرم “ترامب” قائلًا:
«هجمة المجرم “ترامب” يمكن أن تمضي على شعوبٍ معينةٍ، أما أصل العرب والشهامة فلا يمكن أن تمضي. فلا أنت ولا أبوك يا “ترامب” تستطيع أن تمنعنا من أن نؤدي موقفنا الإنساني والأخلاقي والديني تجاه أهل غزة مهما كان».
وتحدى المشاط المجرمَ “ترامب” واثقًا في شعب الإيمان والحكمة، واستشهد بمقاطع الفيديو التي تداولها العالم لرجلٍ وامرأةٍ لم يهزهما القصف الأمريكي، بل أصبحا أيقونةً لملايين اليمنيين، ووصفهما بقوله: «كأنها جبلٌ من جبال اليمن»، وأيضًا: «لا يبالون بصواريخك وقنابلك وقاذفاتك الاستراتيجية».
وقارن الرئيس موقف تلك المرأة اليمنية التي لم تهتز أمام خمس قنابل أمريكية، فيما ارتعد وخاف “ترامب” من طلقةٍ صغيرةٍ جنب أذنه.
وقال الرئيس متوعدًا المجرم: «سيُحاسب المجرم “ترامب” على كل ما فعله بحق المدنيين وبحق الأعيان المدنية، سواء بقي في الرئاسة أو خارجها»، مشيرًا إلى أن “ترامب” وقع في مستنقعٍ استراتيجي، مؤكدًا أن فترة حكمه الرئاسية لن تكفيه لتحقيق طموحاته.
وفي توضيحه للعالم أن الادعاءات الأمريكية بأن اليمن تشكل خطرًا على الملاحة الدولية وتؤثر سلبًا على الاقتصاد العالمي، قال الرئيس موضحًا:
«لا نشكل خطرًا على أحد إلا على “الإسرائيلي” و”الأمريكي” لعدوانه على بلدنا ودعمه للكيان الصهيوني».
وفي خطابه للداخل اليمني:
– «بلغني أن هناك تحركًا قبليًّا لكثير من القبائل على أساس أن تعمل كل قبيلة وثيقةَ شرفٍ ضد الخونة. أما في القانون والدستور فالعقوبة واضحةٌ، وهي الإعدام».
– وحذَّر المتخاذلين بقوله: «القوات المسلحة ترصد التحركات وتستعد لأي سيناريوهات محتملة. لدينا كل مقومات القوة بعد الله: قوة القائد، وقوة الشعب، وعدالة القضية».
– وعبر الرئيس عن شكره واعتزازه بكثير من الشخصيات اليمنية النزيهة التي سجلت بمواقفها الشريفة موقفَ الأحرار، واصفًا إياهم بـ«الجبال»؛ بدأَسهم بأقدامهم كلَّ المحاولات والإغراءات، وهم يعرفون أنفسهم، مُثمِّنًا المواقف الشريفة.
وخاطب الرئيس الشعبَ اليمني:
«قبل كل نصرٍ يأتي زلزلةٌ حتى يُميز الله الخبيثَ من الطيب، وسيأتي النصر بعدما يتطهر هذا الثوب النقي الطاهر بالشكل الذي يليق بالنصر». وأعتقد أنه أراد أن يقول لهم: الصبرُ والتمسكُ بالثوابت الوطنية والوقوفُ خلف القيادة والثقةُ بنصر الله هي من أهم متطلبات النصر في ظل الوضع الحالي.
أما على الصعيد الدولي:
أكد الرئيس –حفظه الله– أن هناك اتصالاتٍ ومحاولاتٍ لتجنيب توريط بعض الأنظمة العربية وكثيرٍ من القوى في الانخراط إلى جانب دول العدوان. كما بارك الرئيس التقارب الإيراني مع الخصوم، قائلًا: «ندعم الدبلوماسية الإيرانية في السعي لحلحلة مشاكلها مع خصومها، كما دعمناها وشجعناها وباركنا لها نجاحها مع السعودية».
وخاطب المشاط الشعبَ الأمريكي:
«على الشعب الأمريكي أن يدرك أن “ترامب” جلب لهم العارَ والخزيَ والخسارةَ مقابل لا شيء. والآن بذورُ السخط عليكم في قلوب العالم جميعًا بسبب قرارات هذا الأرعن الأخرق. فليقولوا له: لا، وإلا يتحملوا التبعات».
وقال في اجتماعه مع مجلس الدفاع الوطني: «”ترامب” لم يحقق شيئًا في اليمن سوى قتل المدنيين، وانحدار سمعة أمريكا بسبب تهوره، وأحرق كل الأوراق لدى أمريكا مثل حاملة الطائرات، والقاذفة الاستراتيجية، والمنظومة الكهرومغناطيسية».
نتائج الضربات الأمريكية على اليمن:
ذكر الرئيس أنه على المستوى العسكري: «لم نتضرر بنسبة 1% في كل ما عمله الأمريكي، وكانت المجازر كلها مدنيةً وأعيانًا مدنيةً».
وتابع: «وتجاوز رجالنا في عشرة أيامٍ منظومةَ الاعتراض “الكهرومغناطيسي” التي كان الأمريكي يهدد بها روسيا والصين».
وخاطب الدول المناوئة لأمريكا: «لكل المناوئين للأمريكي: الفرصة مواتية لكم»، مذكرا أمريكا بأن هناك من ينتظر سقوطها، وكذلك يذكِّر “ترامب” بأن هناك معركةً قادمة… وقال أيضا: «مددوا ولا تبالوا».
وفي الختام، صرح الرئيس: «إن مركز العمليات الإنساني سيعلن شركات الأسلحة وشركات النفط الأمريكية ضمن العقوبات»، أي إن هناك تصعيدا ضمن خطوات تصعيدية تفوق تفكير أمريكا و”إسرائيل