السودان بين صرامة ترامب ومرونة الديمقراطيين: ماذا تعني نتائج الانتخابات الأمريكية؟
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
يشير دبلوماسيون ومحللون، تحدثت إليهم «التغيير» إلى أن فوز الديمقراطيين كان ليأتي بسياسات أكثر دبلوماسية تجاه السودان، حيث يميلون إلى اتباع أسلوب يعتمد على الحلول السلمية ودعم الاستقرار الإقليمي.
التغيير:كمبالا
مع إعلان النتائج الجزئية للانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة، التي أظهرت تقدماً للمرشح الجمهوري دونالد ترامب على منافسته الديمقراطية كمالا هاريس حتى الآن، تبرز التساؤلات حول تأثير هذا التطور على السودان، الذي يُتوقع أن يتأثر بتغيير الإدارة الأمريكية، خاصة في ظل تباين أسلوب الحزبين الديمقراطي والجمهوري في التعامل مع الأزمات.
يشير دبلوماسيون ومحللون، تحدثت إليهم «التغيير» إلى أن فوز الديمقراطيين كان ليأتي بسياسات أكثر دبلوماسية تجاه السودان، حيث يميلون إلى اتباع أسلوب يعتمد على الحلول السلمية ودعم الاستقرار الإقليمي.
وكان من المتوقع أن تسعى الإدارة الديمقراطية لتعزيز جهود الإغاثة وفتح مسارات الحوار بين الأطراف المتصارعة، بخلاف سياسة ترامب التي تركز بشكل مباشر على المصالح الأمريكية، مع قلة تقديم الحوافز، واتباع أسلوب شبيه بالمساومات التجارية.
يرى الناطق الرسمي السابق باسم وزارة الخارجية حيدر بدوي صادق، إلى جانب الصحفي والمحلل السياسي الجميل الفاضل، أن السودان يظل ملفاً هاماً في السياسات الخارجية لواشنطن، لكن أسلوب تنفيذ هذه السياسات يتفاوت باختلاف الإدارة. وبتفوق الحزب الجمهوري بزعامة ترامب، يُتوقع أن يتبنى الأخير أسلوباً أكثر حدة وصرامة تجاه السودان، مع التركيز على المصالح الأمريكية مباشرةً وبأسلوب صفقات قد لا تكون متكاملة في جوانبها الإنسانية.
نهج صارمبحسب الفاضل، فإن إدارة ترامب قد تتبنى نهجاً صارماً، حيث ستسعى لحسم موقفها تجاه أحد الأطراف المتنازعة بناءً على قدرتها على تحقيق مصالح واشنطن.
ورأى أن هذا النهج قد يؤدي إلى زيادة الضغوط على السودان دون تقديم حوافز واضحة، في ظل استمرار الأسلوب التجاري الصارم الذي يعتمد فيه ترامب على مناقشة المكاسب قبل تقديم أي دعم.
في المقابل، يشير صادق إلى أن الإدارة الديمقراطية، لو كانت قد فازت، لربما اعتمدت أسلوباً دبلوماسياً أقل عنفاً وأكثر تعاوناً في التعامل مع السودان.
ورأى أن الديمقراطيين يميلون إلى دعم الاستقرار والسلام الإقليميين أكثر من الجمهوريين، الذين ينزعون نحو الانغلاق والتركيز على المصالح الأمريكية من خلال القوة.
وأوضح صادق أن الإدارة الديمقراطية، رغم أنها لا تتوانى عن دعم إسرائيل مثلا، قد تتبع أسلوباً أقل عنفاً في سياساتها الخارجية مقارنة بالجمهوريين، مما يمكن أن يكون لصالح السودان. ووفقاً له، فإن الأخير يمثل أهمية خاصة للولايات المتحدة، لكن انشغال الرأي العام العالمي بأحداث غزة أضعف الاهتمام به حالياً. ومع ذلك، توقع أن تعود الأنظار إلى السودان، حال حلت الأزمة الفلسطينية، ولو جزئياً، مما قد يدفع واشنطن إلى تكثيف اهتمامها بالأوضاع في السودان.
المرشحة الديمقراطية للانتخابات الأمريكية، كمالا هاريس (فيس بوك)وفي حال فوز هاريس، يرجح صادق أن تمارس الإدارة الأمريكية ضغوطاً باتجاه توفير دعم دولي لحل الأزمة السودانية، بما في ذلك إمكانية اللجوء إلى الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة كحل لضبط الأوضاع.
ويرى أن هذه الضغوط قد تسهم في كبح التدخلات الإقليمية، وخاصة المصرية والإماراتية، وتفتح المجال أمام تقديم الإغاثة الإنسانية، وفتح الممرات الآمنة، والحد من تصاعد التوجهات الدينية المتطرفة التي بدأت تشكل تهديداً للسودان.
وأوضح أن هنالك مخاوف من أن يصبح السودان ملاذاً للتنظيمات المتطرفة، وهو أمر لن تسمح به الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي، مؤكداً أن الوضع في السودان سيشهد تداعيات كبيرة وفقاً لهوية المنتصر في الانتخابات الأمريكية.
من جانبه، أوضح الصحفي والمحلل السياسي، الجميل الفاضل، أن الولايات المتحدة، كونها دولة مؤسسات، تعتمد سياسات ثابتة تجاه قضاياها الخارجية، بما في ذلك السودان، لكن أسلوب تنفيذ هذه السياسات قد يختلف بتغير الإدارات. وأضاف أن الفرق الجوهري يكمن في طريقة كل إدارة في خدمة المصالح والاستراتيجيات الأمريكية.
العصا المرفوعةوأشار إلى أن الرئيس الأسبق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، خلال تجربته في الحكم، عبّر عن مواقف بلاده بوضوح وحزم، مستخدماً أسلوب “العصا المرفوعة” للضغط على الأطراف المتعاونة مع واشنطن. وقد اتسم نهجه بقلة تقديم الحوافز للتعاون، مع اتباع أسلوب شبيه بالمساومات التجارية، إذ يقدم الدعم فقط مقابل مكاسب واضحة لصالح بلاده.
في المقابل، اعتبر، الصحفي والمحلل السياسي، الجميل الفاضل أن الإدارة الديمقراطية المنتهية ولايتها اتسمت بمرونة ودبلوماسية أكبر في التعامل مع الأوضاع السودانية، مما أثار اعتراض بعض الأعضاء البارزين في الكونغرس من كلا الحزبين.
وأكد أن النهج الذي تتبعه المرشحة الديمقراطية كمالا هاريس، إذا فازت، قد لا يختلف كثيراً عن نهج إدارة بايدن الحالية، خاصةً أنها شريكة في صنع تلك السياسات.
واختتم الفاضل بتوقعه أن فوز ترامب قد يؤدي إلى تدخل أمريكي سريع وحاسم في ملف السودان، سواءً إيجاباً أو سلباً، وذلك لصالح الطرف الذي يقدم تنازلات أكبر لتحقيق مصالح ترامب في السودان.
عودة ترامب المحتملة إلى البيت الأبيض قد تعني تحولاً في أسلوب واشنطن في التعامل مع السودان، مما قد يغير مسار الدعم والضغط على الأطراف المتنازعة لتحقيق مصالح واشنطن في المنطقة
الوسومالانتخابات الأمريكية السياسة الخارجية لأمريكا حرب السودان دونالد ترامب
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الانتخابات الأمريكية السياسة الخارجية لأمريكا حرب السودان دونالد ترامب الإدارة الدیمقراطیة فی التعامل مع إلى أن
إقرأ أيضاً:
اللافي: مبادرة ستيفاني فرصة لتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الديمقراطية
التقى عضو المجلس الرئاسي، عبد الله اللافي، اليوم الخميس، نائبة مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، “ستيفاني خوري”، وذلك لمناقشة تفاصيل العملية السياسية الجديدة التي طرحتها بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والتي تهدف إلى تحقيق الاستقرار، وتوحيد مؤسسات الدولة، والدفع نحو إجراء انتخابات وطنية شاملة.
وخلال اللقاء، أحاطت خوري، عبد الله اللافي بمضامين إحاطتها الأخيرة، وشرحت الخطوات المزمع اتخاذها لتيسير العملية السياسية، بما في ذلك تعزيز التنسيق الدولي، ومعالجة القضايا العالقة في القوانين الانتخابية، وإيجاد حلول توافقية تقود إلى انتخابات حرة ونزيهة تضمن الاستقرار المستدام في ليبيا، بحسب بيان اللافي.
من جانبه، أعرب عبد الله اللافي عن دعمه الكامل لهذه الجهود، واستعداده لتذليل كافة الصعوبات التي قد تواجه تنفيذ هذه المبادرة، ودعوة جميع الأطراف الليبية إلى العمل بروح واحدة، وتغليب مصلحة الوطن العليا.
وأكد اللافي أن هذه العملية، التي تتم برعاية أممية، تُعد فرصة حقيقية لإعادة توحيد مؤسسات الدولة وتحقيق تطلعات الشعب الليبي في الاستقرار والديمقراطية، مشددًا على أهمية التنسيق الدولي والإقليمي لدعم هذه الخطوات وضمان نجاحها.
في ختام اللقاء، تم الاتفاق على مواصلة التعاون والتنسيق بين المجلس الرئاسي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لضمان تحقيق أهداف هذه العملية السياسية، بما يحقق مصلحة ليبيا ويضعها على طريق الاستقرار والازدهار.