عربي21:
2025-03-31@11:39:46 GMT

العالم مع ترامب لأربع سنوات قادمة.. ماذا بعد؟

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

قلنا منذ اليوم الأول إن ترشيح هاريس كان خطأ كبيرا لأن ليبراليا من (الواسب)، أي البيض الأنجلوساكون البروتستانت، هو وحده القادر على هزيمة ترامب في هذه المرحلة التي تشعر فيها هذه الفئة بأن البلاد تُسرق من أيديها.

جميع الرؤساء الديمقراطيين في تاريخ أمريكا كانوا من الفئة المذكورة، باستثناء (كينيدي) الكاثوليكي.

وحين جاءهم أوباما بدورتين من خارجها، ثم تبعه بايدن (الكاثوليكي)، فلن يكون من السهل عليهم تمرير هاريس بعدهما، لأنه ذلك سيكون إعلانا رسميا بتهميشهم، هُم الذين تتراجع نسبتهم أيضا، وستهبط إلى ما دون النصف بعد سنوات قليلة في ظل تواصل الهجرة.

لولا ذلك، لما كان لكائن موتور مُتّهم بسيل من القضايا الأخلاقية أن يحقق هذا الفوز، رغم مخاوف الدولة العميقة منه، ورغم موقف غالبية وسائل الإعلام والنخب.

نفتح قوسا هنا كي نشير إلى حضور الصوت العربي والإسلامي، ومعاقبته للديمقراطيين بسبب موقفهم من حرب غزة، ومن ثم ما يترتب على ذلك من تبعات على إحساسهم بدورهم وضرورة مشاركتهم، وهذا بالطبع من بركة فلسطين و"طوفانها" وصمود شعبها.

قضي الأمر الآن، وها إن العالم سيعيش مع كائن تتلخّص شخصيته في أنه متقلّب، ولا يمكن لأحد أن يتوقّع مواقفه وردود أفعاله، لا في الداخل ولا في الخارج.

والأهمية هنا تكمن أنه يأتي في لحظة بالغة الحساسية لأمريكا وللعالم أجمع. أمريكا المنقسمة داخليا، والتي تواجه تحدّيات الصعود الصيني الروسي، العالم الذي يعيش لحظة انتقال تاريخية في موازين القوى، وأضف صراعا مُحتدما هنا في الشرق الأوسط، مع "كيان" يريد الهيمنة عليه، في ذات الوقت الذي يهيمن اللوبي التابع له على نخب السياسة في الساحة الأمريكية ذاتها، رغم خسارته لجزء كبير من الرأي العام في الغرب والعالم بسبب توحّشه في الحرب على غزة.

ما نحن متأكّدون منه هو أن ترامب لن يعيد أمريكا عظيمة كما كانت، بحسب شعاره المُعلن، فالزمن لن يعود إلى الوراء، والتعددية القطبية باتت حقيقة واقعة، والأرجح أنه سيعزّز من تراجع نفوذ بلاده عبر خلخلة التحالف الغربي. وإذا قيل هنا إن الدولة العميقة ستلجمه، فإن ذلك سيكون صعبا في حالته تحديدا، كونه جاء من خارج دائرتها وحساباتها.

بالنسبة للصراع هنا في المنطقة، فسيكون من الصعب توقّع ردود أفعاله وطبيعة مواقفه، لكن النقطة الأكثر وضوحا هنا هي أن كل عقلاء الصهاينة في "الكيان" وفي أمريكا كانوا ضد فوزه، ما يؤكّد قناعتهم بأن سياساته لن تخدم مستقبل "الكيان"، حتى لو دفعت نحو مزيد من الغطرسة، لا سيما أننا نتحدث عن صراع تاريخي لن يكون بوسع أي أحد أن يحسمه بسطوة الغطرسة أو القوة، وقصة "صفقة القرن" شاهدة على ما نقول.

الخلاصة أن في فوزه خير، لأن مسار التراجع الأمريكي سيتعزّز بجنونه ومغامراته، فيما لن يكون وجوده في صالح "الكيان" الذي يطارد زعيمه (نتنياهو) أوهام "النصر المُطلق"، و"الهيمنة على المنطقة".
قد تزيد التضحيات والمعاناة في السياق، لكن المؤكّد أن الأمر سيكون في صالحنا وضد المشروع الصهيوني، بل ضد المشروع العدواني الغربي برمّته.. سيحدث ذلك، بإذن الله، إن لم يكن في المدى القريب، ففي المدى المتوسط.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه هاريس ترامب امريكا ترامب هاريس مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

هكذا غيَّر ترامب إستراتيجية أمريكا العسكرية ضدّ الحوثيين

هكذا غيَّر ترامب إستراتيجية أمريكا العسكرية ضدّ الحوثيين

مقالات مشابهة

  • رداً على التهديدات.. خامنئي يحذر ترامب: الرد سيكون أشد
  • هكذا غيَّر ترامب إستراتيجية أمريكا العسكرية ضدّ الحوثيين
  • نيمار يرفض التعليق على مدرب البرازيل الجديد: أنا مجرد لاعب.. فيديو
  • ماذا يتضمّن "المقترح البديل" الذي أرسلته إسرائيل للوسطاء؟
  • غارينشا الملاك ذو الساقين المنحنيتين الذي سحر العالم ومات فقيرا
  • ترامب إلى خامنئي: مستعدون للسلام لكن الرد سيكون حاسماً إذا استمر التصعيد
  • نيويورك تايمز: أمريكا غارقة في حالة ضارة من الهوس بنظريات المؤامرة
  • العالم على موعد مع حدث هام هذا المساء .. ماذا سيحدث؟
  • أخبار العالم | أمريكا تطالب لبنان بنزع سلاح حزب الله .. ترامب يتوعد إيران بعواقب وخيمة.. والأمم المتحدة تدعو إلى إنهاء الحرب في أوكرانيا
  • عيد الفطر المبارك هل سيكون الأحد أم الاثنين؟