التمديد الحتمي لقائد الجيش.. السيناريو نفسه سيتكرّر؟!
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
قبل نحو شهرين من انتهاء الولاية "الممدّدة" لقائد الجيش العماد جوزيف عون، المفترض مطلع العام المقبل، عاد الحديث عن "التمديد" للرجل لسنة ثانية، ليتصدّر الكواليس السياسية، باعتبار أنّ إنجاز الاستحقاق الذي كان "متعذّرًا" قبل عام، في ظلّ الفراغ الرئاسي المتمادي، أصبح "شبه مستحيل"، بعدما تحوّلت "جبهة الإسناد" التي كانت محصورة ضمن قواعد اشتباك محدّدة، إلى "حرب" إسرائيلية عبثيّة بأتمّ معنى الكلمة.
انطلاقًا من ذلك، بدأت اقتراحات ومشاريع القوانين تتوالى لضمان التمديد لقائد الجيش، حيث خطت "القوات اللبنانية" الخطوة الأولى في هذا المسار بتقديم اقتراح بالتمديد للعماد جوزيف عون، ليبدأ الحديث عن اقتراحات أخرى يتمّ العمل على بلورتها، من أجل عدم "حصر" الأمر بقائد الجيش دون غيره من قادة الأجهزة الأمنية، حتى لا يكون القانون معرّضًا للطعن، بداعي "الشخصنة"، بوصفه "مفصّلاً على قياس" شخص واحد هو عون.
وإذا كانت هذه النقاشات تذكّر بالجدل الذي دار العام الماضي، ولا سيما أنّها تبدو "مستنسَخة" بالكامل عنها، فإنّ ما قد يكون "مُستنسَخًا" أيضًا يتمثّل في موقف "التيار الوطني الحر" برئاسة الوزير السابق جبران باسيل، الذي وإن لم يتبلور بوضوح بعد، إلا أنّه يتمسّك في المبدأ بمعارضة أيّ توجّه للتمديد، لأسباب يصفها المحسوبون عليه بـ"المبدئية"، وباعتبار أنّ قانون المؤسسة العسكرية لا يسمح أساسًا بأيّ "شغور" في قيادتها..
أسباب "موجبة" للتمديد
في المبدأ، يقول العارفون إنّ ما تتّفق عليه كلّ القوى السياسية هو أنّ "الشغور" ممنوع في قيادة الجيش في الأيام العادية، فكيف بالحريّ في مثل هذه الظروف الدقيقة والاستثنائية، وفي ضوء الحرب الإسرائيلية المفتوحة، والتي تتوجّه فيها الأنظار إلى الجيش بقوة، بالنظر إلى الدور الذي يتوقع أن يكون مطلوبًا منه في "اليوم التالي" لها إن صحّ التعبير، وبالتالي فإنّ التمديد لقائد الجيش سيُبَتّ في الأيام المقبلة، وقبل نهاية العام، تفاديًا لسيناريوهات صعبة.
يتحدّث هؤلاء عن العديد من الأسباب الموجبة للتمديد التي تجعل الأخير خارج النقاش، على رأسها الحرب الإسرائيلية بطبيعة الحال، وذلك من أكثر من زاوية، فأيّ فراغ في المؤسسة العسكرية في هذا الوقت بالتحديد ستكون له تداعيات "كارثية"، خصوصًا أنّ الجيش قد يشكّل "مفتاح" الحلّ والتسوية، كما أنّ من غير المنطقيّ تغيير القادة في ذروة المعركة، وطالما أنّ الحرب مستمرّة، ولا أحد يستطيع أن يتكهّن بموعد نهايتها.
وفي السياق، يضيف العارفون إلى الأسباب الموجبة أيضًا، "تعذّر" تعيين قائد جديد للجيش في المرحلة المقبلة، في ضوء "أولوية" وقف إطلاق النار، قبل إنجاز أيّ استحقاق آخر، ولكن أيضًا في ضوء استمرار الفراغ الرئاسي، ورفض شريحة واسعة الذهاب إلى تعيينات في قيادة الجيش وغيرها من المراكز الأساسية قبل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، وهو الاستحقاق الذي يبدو أنّه سيبقى مؤجَّلاً لما بعد انتهاء الحرب الإسرائيلية.
ماذا عن "الإخراج"؟
استنادًا إلى ما تقدّم، وبالنظر إلى ظرف الحرب الإسرائيلية المفتوحة، وسيناريوهات المرحلة المقبلة، والدور المطلوب من الجيش، وتعذّر تعيين قائد جديد للجيش، يصبح التمديد لقائد الجيش "حتميًا" برأي كثيرين، بمعزل عن موقف "التيار الوطني الحر" المعارض، ولو أنّ هناك من المحسوبين على "الثنائي الشيعي" خصوصًا، من يقول إنّه لا يزال هناك متّسع من الوقت لبتّ هذا الموضوع وحسمه، قبل انتهاء ولاية العماد جوزيف عون.
بهذا المعنى، فإنّ ما يبقى هو حسم "الإخراج" المحتمل للأمر، وسط توقّعات بأن يتكرّر السيناريو نفسه الذي اعتُمِد العام الماضي، في ضوء تعدّد وتنوّع المشاريع المطروحة، مع أرجحية للذهاب نحو توافق نيابي على إقرار مشروع قانون يشمل العديد من قادة الأجهزة الأمنية، وبالتالي لا يكون محصورًا بقائد الجيش وحده بما يعرّضه للطعن، علمًا أنّ ثمّة مشروعًا بهذا المعنى للحزب التقدمي الاشتراكي، كما أنّ كتلة "الاعتدال" تبلور اقتراحًا في هذا السياق.
في كلّ الأحوال، ومهما كان الإخراج النهائي للموضوع، يقول العارفون إنّ ما هو محسوم هو أنّ التمديد لقائد الجيش "حتميّ"، وأنّ الحرب الإسرائيلي تعزّز الذهاب إليه، إلا في حالة واحدة، وهي التوصّل إلى وقف لإطلاق النار قريبًا، والتوافق على انتخاب رئيس جديد للجمهورية، عبر "سلّة متكاملة" قد تشمل تعيينات سريعة، بما في ذلك في قيادة الجيش، وهو أمر يبقى مُستبعَدًا حتى الآن، رغم الرهان على الانتخابات الأميركية في هذا السياق.
لا شغور في قيادة الجيش. هذا ما يؤكده الجميع، بمعزل عمّا إذا كانت قوانين المؤسسة العسكرية تسمح بالفراغ، أو تؤمّن "البدائل" كما يقول المعارضون للتمديد. بالنسبة إلى مؤيدي التمديد، فإنّ الأمر ليس متعلّقًا بـ"شخص" العماد عون، ولا بكونه مرشحًا محتملاً لرئاسة الجمهورية، بل بمصلحة وطنية بتحصين المؤسسة العسكرية، التي لا يخفى على أحد "ثقل" الدور المُنتظر منها في المرحلة المقبلة!
المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: التمدید لقائد الجیش الحرب الإسرائیلیة المؤسسة العسکریة فی قیادة الجیش فی ضوء فی هذا
إقرأ أيضاً:
قائد الجيش: أوكرانيا تتصدى لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية الحرب
عواصم " وكالات ": قال قائد الجيش الأوكراني أولكسندر سيرسكي اليوم الأحد إن القوات الأوكرانية تتصدى لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية الحرب.
ووفقا لبيانات مستمدة من مصادر علنية حققت القوات الروسية أسرع معدل تقدم لها في سبتمبر منذ مارس 2022، أي بعد شهر واحد من إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأمر بالتدخل العسكري. وخلال الحرب سيطرت أوكرانيا على منطقة كورسك الروسية في أغسطس.
وكتب سيرسكي على تطبيق تيليجرام "تتصدى القوات المسلحة الأوكرانية لأحد أقوى الهجمات الروسية منذ بداية التدخل واسع النطاق في اوكرانيا".
وبعد فشل محاولات بوتين للاستيلاء على العاصمة الأوكرانية كييف وتحقيق نصر حاسم في بداية الحرب، تقلصت طموحاته الحربية إلى السيطرة على منطقة دونباس التي تضم منطقتي دونيتسك ولوجانسك في شرق أوكرانيا.
ومنذ ذلك الحين أصبحت دونباس ساحة القتال الرئيسية ودارت بها معارك تعد الأعنف في أوروبا منذ أجيال وسقط فيها جنود قتلى بالآلاف من الجانبين.
ويرى محللون روس أن الحرب دخلت في أخطر مراحلها مع تقدم القوات الروسية وإرسال كوريا الشمالية قوات للقتال مع روسيا وتقكير الغرب في كيفية إنهاء الصراع.
يقوم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بجولات في أنحاء العالم للضغط على دول حلف شمال الأطلسي للسماح لكييف باستخدام الصواريخ بعيدة المدى التي زودته بها ليتمكن من قصف أهداف في عمق روسيا.
وتستعد أوكرانيا لأعنف شتاء منذ بداية الحرب بعدما دمر القصف الروسي بعيد المدى ما قال مسؤولون إنه قرابة نصف قدرتها على توليد الطاقة.
وفي عضون استمرار الحرب بين روسيا واوكرانيا، ادلى الناخبون في مولدوفا بأصواتهم اليوم الأحد في جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التي طغت عليها اتهامات بالتدخل الخارجي وقد تؤدي إلى استعادة روسيا لنفوذها في البلاد في وقت تحاول فيه كيشيناو التقرب من الاتحاد الأوروبي.
تواجه الرئيسة الحالية مايا ساندو، المؤيدة للغرب والتي كثفت جهود بلادها للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي والإفلات من فلك موسكو، منافسها ألكسندر ستويانوجلو المدعي العام السابق المدعوم من حزب الاشتراكيين الموالي لروسيا.
وسيتابع الاتحاد الأوروبي عن كثب ما سيؤول إليه مصير ساندو التي وضعت مولدوفا على مسار المحادثات للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي في يونيو. وتأتي انتخابات مولدوفا بعد أسبوع من انتخابات جورجيا التي أعيد فيها انتخاب الحزب الحاكم الذي يُنظر إليه على أنه مؤيد لروسيا بشكل كبير.
ودخل مستقبل مولدوفا في دائرة الضوء السياسية والدبلوماسية مع احتدام الحرب في أوكرانيا المجاورة الواقعة إلى الشرق.
وفي شان آخر، تقترب نهاية عقود من التعاون بين روسيا والمركز الأوروبي للأبحاث النووية والذي يشار إليه اختصارا بـ"سيرن" في جنيف، حيث أعلنت موسكو انسحابها من المشروع.
وقالت بيت هاينمان، رئيسة قسم فيزياء الجسيمات في مركز المسرع الإلكتروني الألماني (ديزي) الذي يتخذ من هامبورج مقرا له، لوكالة الأنباء الألمانية إن انسحاب روسيا قد يكون له عواقب سلبية كثيرة على المشروع.
وأضافت هاينمان أن "الأمر لا يعني أن بعض الأبحاث ستصبح مستحيلة الآن بسبب انتهاء التعاون، لكنه سيجعل الأمور أكثر صعوبة وقد يؤدي إلى حدوث تأخير".
ويعد مركز سيرن، الذي تأسس في ذروة الحرب الباردة في عام 1954، واحدا من أهم مراكز الأبحاث في فيزياء الجسيمات في العالم حيث يوجد أقوى مسرع للجسيمات في العالم. ويعمل آلاف العلماء من عشرات الدول في التجارب التي يجريها مركز سيرن.
وقال مدير الأبحاث في مركز سيرن، يواكيم منيش، لـ (د ب أ)، إن نحو ألف عالم روسي شاركوا في التجارب.
وأضاف منيش أن العلماء الروس قدموا الكثير من العون من خلال نقل خبراتهم قدر الإمكان قبل المغادرة.
وقال منيش " لن نتمكن من مواصلة تشغيل أحد مكونات أجهزة الكشف، لكننا نأمل ألا يؤدي ذلك إلى خسارة كبيرة في الإنتاج العلمي".
وفي سياق متصل بصفقات تبادل الاسرى بين الجانبين، دعت كييف موسكو اليوم الأحد إلى تقديم قائمة بأسماء أسرى الحرب الأوكرانيين الذين يمكن الإفراج عنهم في عملية لتبادل الأسرى وذلك بعد اتهام روسيا لكييف بإفساد العملية.
قال دميترو لوبينيتس مفوض حقوق الإنسان في البرلمان الأوكراني على تطبيق تيليجرام "نحن مستعدون دائما لتبادل أسرى الحرب".
وجرى تبادل للأسرى بين البلدين أكثر من مرة كان آخرها في منتصف أكتوبر حيث أعاد كل جانب 95 أسيرا إلى الوطن.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أمس السبت إن أوكرانيا تعرقل العملية بشكل أساسي وترفض استعادة مواطنيها.
وأضافت أن وزارة الدفاع الروسية عرضت تسليم 935 أسير حرب أوكراني لكن أوكرانيا لم تستقبل سوى 279.
وقال لوبينيتس بدوره إن أوكرانيا مستعدة دائما لقبول مواطنيها واتهم روسيا بإبطاء عملية التبادل.
وقالت مفوضة حقوق الإنسان في روسيا الاتحادية تاتيانا موسكالكوفا أمس إن أوكرانيا "سيّست" القضية.
وكتبت موسكالكوفا على تيليجرام "نعتبر أنه من الضروري العودة إلى حوار بناء وتسريع عملية تبادل الأسرى".