دراسة جديدة تكشف.. البراز المخمر علاج لاضطرابات الجهاز الهضمي
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
في دراسة جديدة، قام باحثون في جامعة كوبنهاغن بزراعة "فيروسات جيدة" من البراز، والهدف هو استبدال كبسولات البراز المستخدمة الآن في ما يسمى بزراعات البراز.
وبحسب موقع "medicalxpress" أظهرت تقنيتهم الجديدة إمكانات في الدراسات التي أجريت على الفئران والأمل هو أن تعمل على تحسين هذا العلاج المنقذ للحياة من خلال التوحيد القياسي وتمهيد الطريق للعلاج في الطب السائد.
ويتلقى معظم الناس التطعيم دون أن يفكروا في أن تاريخ التطعيمات بدأ عندما تم استخراج السوائل من بثور مليئة بالصديد من الأبقار المريضة. وعلى نحو مماثل، فإن البنسلين الحديث بعيد كل البعد عن أصوله – الذي كان عبارة عن عفن في طبق بتري زرعه ألكسندر فليمنغ وكان يعج ببكتيريا المكورات العنقودية.
يشهد شكل آخر من أشكال الطب المنقذ للحياة تطورا مماثلا: حيث تنقذ عمليات زرع البراز، حيث يتم نقل مادة البراز البشرية من شخص إلى آخر، مئات الأرواح كل عام في الدنمارك وحدها. ولكن في المستقبل، قد يصبح العلاج علاجا أكثر نظافة مع إمكانات أوسع بكثير - بعيدا عن البراز الذي يمثل نقطة انطلاقه.
قال الأستاذ المساعد راسموسن من قسم علوم الأغذية بجامعة كوبنهاغن: "في النهاية، نأمل في الحصول على منتج خالٍ من البكتيريا والفيروسات الضارة المحتملة، ولا يترك سوى جرعة نقية من الفيروسات الجيدة، تسمى العاثيات [فيروسات لاقمة للبكتيريا]، والتي يمكن أن تحارب اضطرابات الجهاز الهضمي المختلفة، وفي الأمد البعيد، يمكن استخدامها لعلاج مجموعة واسعة من المشكلات الصحية".
يقود راسموسن البحث الجديد مع زميله في القسم الأستاذ دينيس ساندريس نيلسن ومجموعة من الباحثين الدوليين - ومن بينهم فريق بحثي من شركة تال تيك في إستونيا. والهدف على المدى الطويل هو أن يتطور العلاج إلى حبة بسيطة يمكن وصفها من قبل الطبيب أو العثور عليها على رفوف الصيدلية - مصممة للأفراد، ولكن في متناول الجميع. ومع ذلك، فإن الطريق طويل.
وأوضح دينيس ساندريس نيلسن قائلا: "اليوم، لا تُستخدم عمليات زرع البراز إلا لعلاج المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، وعادة ما يكون المرضى في حالات تهدد حياتهم بسبب عدوى بكتيريا Clostridioides difficile. يتم فحص المتبرعين بدقة بحثا عن عدد من البكتيريا والفيروسات المسببة للأمراض المعروفة، لكن هذا مكلف، وهناك دائما درجة من عدم اليقين نظرا لأن المحتوى الدقيق للبراز المتبرع به يختلف من عينة إلى أخرى. تسمح لنا هذه التقنية بالاقتراب من العلاج الموحد حيث نعرف بالضبط ما يتلقاه المريض".
وتستخدم طريقتهم الجديدة التخمير، وهي عملية معروفة من علم الأغذية، تُستخدم في صنع الكومبوتشا والكيمتشي وخبز العجين المخمر، من بين أشياء أخرى. وهنا يأتي دور خبرة الباحثين في علم الأغذية، حيث يقوم بإنشاء ظروف مواتية في حاوية محكمة الغلق لزراعة بكتيريا تعزز الكائنات الحية الدقيقة المفيدة. التخمير هو أيضا العملية التي يتم من خلالها زراعة الكائنات الحية الدقيقة صناعيا لإنتاج مركبات محددة.
وفي هذه الحالة، يبدأ الباحثون بزراعة ميكروبية من البراز، والمنتج النهائي هو مزيج معقد من البكتيريا والعاثيات - الفيروسات التي تهاجم البكتيريا فقط.
وتعتمد هذه التقنية على جهاز يُعرف باسم "الكيموستات" - وهو وعاء يستقبل باستمرار سائلا يحتوي على مغذيات محددة ("وسط نمو") مع تصريف كمية متساوية من السائل.
ويتم إضافة البراز في البداية إلى الوعاء، ويكون تأثير استبدال السائل هو زراعة المزيد من البكتيريا (والعاثيات) التي تزدهر في وسط النمو المعطى، بينما تتم إزالة المحتوى الآخر، بما في ذلك الفيروسات المعدية للإنسان (حقيقيات النوى)، تدريجيا.
ويسمح هذا الأسلوب للباحثين بالتحكم في محتوى الكيموستات عن طريق تعديل تركيبة وسط النمو والتخفيف من استبدال السائل.
ويعد الهدف هو خلق توازن مع تركيبة محددة من البكتيريا والعاثيات، مما يوفر توحيدا مهما. يجعل هذا التوحيد العلاج قابلا للتطوير وأكثر أمانا لأنه يضمن محتوى ثابتا في كل دفعة طالما ظل "مجتمع" الكائنات الحية الدقيقة متوازنا.
واختبر الباحثون تقنية التخمير الجديدة في الكيموستات على الفئران في دراستين تستهدفان اضطرابين مختلفين. وقد ركزت إحدى الدراسات، التي نشرت في مجلة Nature Communications، على علاج السمنة، بينما ركزت الأخرى، التي نشرت في مجلة Microbiome، على العدوى ببكتيريا C. difficile القاتلة [مطثية عسيرة]، والتي تشكل خطورة ليس فقط على البشر بل وأيضا على الفئران. وتصف المقالة الثالثة، وهي دراسة بحثية نظرية في iScience، تصميم الطريقة الأكثر نجاحا.
ظهرت النتائج الأكثر أهمية في الفئران المصابة ببكتيريا C. difficile: حيث تعافى معظم الفئران التي عولجت بالخليط تماما، في حين ماتت غالبية المجموعة الضابطة بسبب العدوى.
قال راسموسن: "تشير اختبارات المتابعة لدينا إلى أن خمسة على الأقل من الفئران الثمانية قد شُفيت بالعلاج. ويشير هذا النجاح في تجربة التخمير الأولى لدينا إلى إمكانية تحسين العملية بشكل أكبر". راسموسن.
كما أنتجت دراسة علاج السمنة تأثيرات، وإن كانت أكثر هدوءا. وتوفر الدراسات معا لمحة عن مستقبل واعد لهذا النوع من العلاج.
وتعتبر عمليات زرع البراز علاجا قياسيا لعدد قليل فقط من أمراض الجهاز الهضمي الشديدة، مثل العدوى بـ C. difficile (CDI)، حيث تكون حياة المرضى معرضة للخطر. هذا فعال للغاية، حيث يساعد تسعة من كل عشرة مرضى وينقذ العديد من الأرواح سنويا.
ومع ذلك، تظل عملية التبرع بالبراز "صندوقا بنيا"، كما يسميها الباحثون في هذا المجال. المحتوى الدقيق لبراز المتبرع غير معروف، والتأثير الدقيق لنقل الميكروبات على المتلقي غير مفهوم تماما، مما يحد من الاستخدام الأوسع للعلاج.
وقال راسموسن: "نحن نعلم أن صحة الأمعاء أمر بالغ الأهمية لمجموعة واسعة من الحالات والصحة العامة، وبالتالي فإن إمكانية التطبيقات الأوسع كبيرة إذا تمكنا من إنشاء منتج موحد وآمن باستخدام هذه العاثيات المستخرجة".
ويمكن توجيه العلاجات المستقبلية إلى حالات مثل الربو ومرض السكري من النوع الأول، والتي، وفقا لدينيس ساندريس نيلسن، تتضمن العلاج بدءا من مرحلة الطفولة المبكرة.
ويضيف نيلسن: "إن علاج كبار السن المصابين بأمراض خطيرة دون أي بدائل أخرى يختلف تمام الاختلاف عن علاج طفل يبلغ من العمر تسعة أشهر ومعرض لخطر الإصابة بالربو. وهذا يؤكد الحاجة إلى التوحيد القياسي الذي نعمل عليه. ويتطلب تحقيق أعلى مستوى من السلامة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحة طب وصحة طب وصحة دراسة الجهاز الهضمي دراسة مرض السكري الجهاز الهضمي امراض خطيرة المزيد في صحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة طب وصحة سياسة سياسة صحة صحة صحة صحة صحة صحة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة من البکتیریا
إقرأ أيضاً:
مستشفى الأمل .. خدمات علاجية متكاملة نحو الشفاء والتحرر من آفة المخدرات
الإدمان طريق مظلم، بدايته تجربة، ونهايته قيود تكبّل الروح والجسد، ثمة حياة تُسلب، وأحلام تنهار، وأسر تكابد الألم في صمت موجع، إذ إن المخدرات ليست مجرد مواد، بل وحش يتسلل خفية، يدمر العقول، ويفتك بالأجساد، ويقود الإنسان إلى هاوية لا قرار لها، ومع ذلك، الأمل موجود، والتعافي ممكن، وضمن ملف جريدة "عُمان" للتوعية بآفة المخدرات مجتمعيًا، كانت زيارتها لمستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان في ولاية الرستاق، وهو أول مؤسسة صحية خاصة تقدم علاجًا متكاملًا للإدمان في سلطنة عُمان، للاطلاع على الخدمات التي يقدمها المستشفى، ولا شك أن رحلة الشفاء تبدأ بالتحرر من سجون الإدمان، وتقود هذه الخطوة إلى النور لاستعادة الإنسان حياته وذاته وأحلامه ومستقبله، وقد التقى فريق جريدة "عُمان" بالأطقم الطبية والنفسية ومشرفي التعافي، وشملت الزيارة التعرف على مراحل علاج الإدمان وصولًا إلى التعافي ومساعدة المرضى للاندماج مجتمعيًا، وتهيئة السبل لهم ليكونوا أشخاصًا منتجين في المجتمع.
علاج متكامل
وقال الدكتور وليد عبدالحكم، طبيب اختصاصي الطب النفسي وعلاج الإدمان بمستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان: تأسس المستشفى في نهاية عام 2017، وهو مؤسسة متخصصة في علاج الاضطرابات النفسية وعلاج الإدمان، إذ نتعامل في الجزء النفسي مع مختلف الفئات العمرية، سواء الأطفال أو المراهقين أو البالغين وكذلك كبار السن، أما فيما يتعلق بعلاج الإدمان، فإنه يبدأ من مرحلة علاج الانسحاب، ثم ينتقل المريض إلى قسم التأهيل، إذ يخضع إلى برنامج تأهيلي علاجي نفسي سلوكي عن طريق فريق مدرب من الأخصائيين النفسيين والمعالجين ومرشدي التعافي، من أجل تعلّم المريض سلوكيات جديدة في كيفية التعامل والامتناع عن المواد المخدرة.
وأوضح أن مستشفى الأمل لعلاج الإدمان يمثل المؤسسة الصحية الخاصة الوحيدة في سلطنة عُمان التي يتوفر فيها فريق طبي كامل، ابتداءً من الأطباء النفسيين وأطباء علاج الإدمان بمختلف الدرجات الوظيفية كاستشاريين واختصاصيين وأطباء مقيمين، وفريق تمريض مختص في التعامل مع الحالات النفسية ومرضى الإدمان، بالإضافة إلى فريق من الأخصائيين السلوكيين يشمل الأخصائيين النفسيين ومرشدي التعافي، ومعالجين سلوكيين لمعالجة سلوكيات الإدمان.
وأشار إلى أن مستشفى الأمل للطب النفسي وعلاج الإدمان يتعامل مع جميع أنواع الإدمان للمواد المخدرة مثل المورفين والميثادون، والحبوب مثل عقارات البريجابلين (اللريكا)، والبنزوديازيبينات، والمهلوسات مثل حبوب الكبتاجون، والميثامفيتامين (الكريستال ميث والآيس)، وكذلك إدمان الكحوليات، ويشمل علاج الإدمان، بالإضافة إلى علاج أعراض الانسحاب وخروج السموم من الجسم، علاج الآثار النفسية للمخدر، ويليها برنامج علاج سلوكي نفسي لتغيير السلوكيات المرتبطة بتعاطي المواد المخدرة، واكتساب المهارات التي تساعد على منع الانتكاسة، مشيرًا إلى أن التنويم بالمستشفى متاح فقط حاليًا للرجال، أما بالنسبة للنساء، فيتم استقبال الحالات في العيادة الخارجية مع عمل برنامج علاج خارجي وجلسات معرفية سلوكية من خلال فريق مختص بالعيادة الخارجية، مع الحفاظ على كامل السرية والخصوصية للمريضة، وجارٍ العمل حاليًا على توفير قسم مستقل خاص بالتنويم لحالات الاضطرابات النفسية والإدمان للنساء.
الاندماج مجتمعيًا
وقال محمد الخصيبي، مرشد تعافٍ ومعالج إدمان بالمستشفى: يبدأ عملنا بعد استلام المريض من قسم إزالة السموم، ونستهل العمل بتقييم حالة المريض وشدة مستوى الإدمان والمراحل التي طرقها من خلال فترة التعاطي، وذلك من خلال فريق متكامل يضم أخصائيين نفسيين ومعالجي إدمان ومرشدي تعافٍ، لتهيئة المريض وتحضيره لمرحلة التأهيل مع توضيح الأهمية القصوى للتأهيل وجوانبه، بحيث يمر المريض خلال التأهيل بـ4 مراحل أساسية، وكل مرحلة تتطرق لمميزاتها وحافزها، إذ نبدأ بالتركيز على الخسائر التي تسبب بها الإدمان للمريض، حيث إن معظم مرضى الإدمان يصلون إلى مرحلة فقدان الأمل في مواصلة حياتهم وكذلك اليأس، وهنا يأتي دورنا لاحتواء المريض وتحفيزه لاستعادة حياته الاجتماعية والأسرية وإعطائه الأمل، ومن هنا ننتقل بالمريض إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة الأمل ودمج المريض لمواجهة المجتمع الخارجي، وذلك بناءً على خطة علاجية بإشراف المتخصصين بالفريق، وكذلك بالتنسيق مع أهل المريض، ونتدرج في إعادة دمج المريض مجتمعيًا لفترات تبدأ بساعات وتصل لأيام، وبمتابعة من مشرفي التعافي لمساعدته لتخطي أي صعوبات ومواصلة رحلته العلاجية، وبعد أن يتخطى المرحلتين الثالثة والرابعة، سيكون المريض على استعداد كامل للانخراط في المجتمع والاندماج نفسيًا واجتماعيًا وأسريًا، وتبقى له جوانب في حياته يتمسك بها خلال فترة تعافيه.
وأكد أن المراحل الأربع تتضمن توضيح المشكلة للمريض، وكيفية التعامل معها، ومواجهتها، والخروج من اليأس وعدم الصواب في حياة المريض إلى الصواب، وتنمية الوازع الديني له، وبعد هذه المراحل، تتم متابعة المريض خارج المستشفى خلال مدة تُقدّر ما بين 3 أشهر إلى 6 أشهر، من قبل الفريق العلاجي، وتقييم حالة المريض في جلسات أثناء متابعته بين الفينة والأخرى، مضيفًا إن وزارة التنمية الاجتماعية، بالتعاون مع مستشفى الأمل لعلاج الإدمان، تقوم بدور مهم من خلال برنامج إعادة دمج المتعافين مجتمعيًا، ومساعدتهم في كل ما يواجهونه لاستدامة تعافيهم، ومساعدتهم في البحث عن وظائف لهم أو إعادتهم لوظائفهم، مع العلم أن معظم المرضى يتمتعون بمهارات تؤهلهم لإعادتهم إلى سوق العمل.
تجربة متعافٍ
كما التقت جريدة "عُمان" بأحد المرضى المتعافين في المستشفى، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، إذ قال: كنت فاقد الأمل نتيجة تعاطي المخدرات والوقوع في الإدمان، وسأظل مدمنًا حتى الممات، وقد بلغت مرحلة اليأس، ولم أتخيّل أنني سأكون إنسانًا منتجًا في المجتمع مرة أخرى، إلى أن وصلت إلى هذا المستشفى لمساعدتي، حيث بدأت العلاج في قسم الأعراض الانسحابية، ثم تم نقلي إلى قسم التأهيل النفسي، والذين مدّوا لي يد العون كي أعود إنسانًا منتجًا في المجتمع، وتحسين سلوكي للتعامل مع الآخرين، مع العلم أن الإدمان تسبب بخسارة كل أصدقائي، وفقد أهلي الأمل في إمكانية توقفي عن التعاطي، ولكن لله الحمد قطعت أشواطًا طويلة من العلاج مع الفريق العلاجي الذين ألهموني في تجاوز الصعاب وتحسين سلوكياتي، إذ كنت إنسانًا كثير الكذب والمراوغة، وبعيدًا عن أسرتي، وألجأ إلى التعاطي دائمًا، واكتسبت من القائم على التأهيل النفسي مهارات العودة إلى المجتمع لأكون مسؤولًا عن أسرتي.
وأضاف: لم أتوقع يومًا أن أصل إلى مرحلة أقوم فيها بمساعدة مدمن للتوقف عن التعاطي، إذ كنت في السابق أساعد البعض على التعاطي، واليوم أنا أحمل مسؤولية ورسالة أمل لكل الناس التي تعاني من المخدرات.
تمكينهم من العودة
وقال محمد بن حسن العجمي، مشرف تعافٍ: يجب تعريف المريض بأن لديه مشكلة إدمانية، وليس مشكلة جرمية، وكل إنسان واقع في أسباب التعاطي، ومن خلال الجلسات الخاصة بالمريض، يتم تعريفه بأن لديه مرضًا مزمنًا متفاقمًا، مع وجود العلاج الذي يعتمد على طريقة الجلسات والتأهيل النفسي والإدراك والوعي، فالمريض يجب أن يكون مدركًا وواعيًا بالوضع الذي هو فيه، ومسؤوليتنا في المستشفى تكمن في إعادة المريض إلى حياته الطبيعية السابقة عبر جهود تستمر ما بين 3 و6 أشهر، من خلال الجلسات النفسية والعلاجية، مع متابعة الأسرة ودعمها المعنوي والذاتي لاستقرار المريض، ومناط بنا إيجاد بيئة جديدة لعبور المدمن ووصوله إلى مدمن متعافٍ، ومع وجود الكادر الطبي والإداري ومشرفي تعافٍ، قادرين بلا شك على إعادة تأهيل المرضى وتمكينهم من العودة إلى المجتمع.
وأضاف: إن المريض بعد قضائه فترة العلاج في المستشفى وخروجه إلى المجتمع، تتم متابعته لفترة تمتد ما بين 3 و6 أشهر، ويتم الالتقاء به بشكل مستمر مع تطبيق برنامج "NA"، وهو برنامج يمنحنا الأمل، فلا يتطلب من المريض غير الرغبة في الامتناع عن التعاطي، والنية لتجربة هذا الأسلوب الجديد في الحياة، وهو برنامج متعارف عليه دوليًا.
وقال راشد بن صالح الناصري، ممرض أول: نستقبل في المستشفى كل الحالات الذهانية مثل الاكتئاب والانفصام وحالات الهوس، وكممرضين، تكمن مهمتنا في متابعة الحالات بشكل يومي من حيث العلامات الحيوية والأدوية، وكذلك متابعة الأمراض الأخرى المصابون بها طوال اليوم، ونحرص على النظافة الشخصية للمريض، ومتابعة سلوكياتهم بالتعاون مع الفريق الطبي والأخصائيين النفسيين.
الدمج المجتمعي
وقال وليد الدماطي، أخصائي العلاج النفسي وعلاج الإدمان: إن مهام القسم النفسي بالمستشفى تبدأ باستقبال الحالات، وعمل التقييم النفسي للمريض، ومن ثم نبدأ مع المريض الجلسات الفردية باستخدام البرامج العلاجية المتخصصة، منها العلاج المعرفي السلوكي، وعلاج الجدل السلوكي، وكذلك العلاج بالقبول والالتزام، ومن ثم ننتقل إلى قسم العلاج الجماعي، ويشمل العلاج بالفن من خلال بعض الأنشطة التي يتم فيها تدريب المريض، إذ من خلال ذلك نعمل على تعزيز العديد من المهارات كالذاكرة والتواصل مع الآخرين، مع العلم بوجود مرضى من ذوي الإعاقة في المستشفى، والذين نقوم بتمكينهم للتواصل مع الآخرين، كما نقوم بتعليم المريض طبيعة مرضه من خلال المجموعات التعليمية للمرضى، ومن ثم ننتقل إلى الدمج المجتمعي للمريض وإعادة تأهيله قبل إعادته للاندماج في المجتمع.