الاقتصاد الإيراني يترقب "صدمة جديدة" على وقع التوترات الإقليمية
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - متابعة
يترقب الاقتصاد الإيراني المتأزم بفعل العقوبات الأميركية وسوء الإدارة لعقود صدمة جديدة على وقع تصاعد التوترات الإقليمية وارتفاع أسعار العملات الأجنبية، خاصة الدولار، وتراجع الريال الإيراني بشكل قياسي خلال الأيام الأخيرة، ما أثار مخاوف لدى المواطن من احتمال دخول الأسواق في تقلبات واضطرابات كبيرة، على غرار حالات سابقة عندما كان الدولار يسجل طفرة بين الحين والآخر.
ويتابع المواطن الإيراني بقلق مآلات المواجهة الحالية بين إيران والاحتلال الإسرائيلي واحتمال وقوع حرب إقليمية من شأنها أن تفاقم بشكل غير مسبوق الأزمة الاقتصادية في البلاد. وفي هذه الأجواء، قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، يوم الاثنين الماضي، في لقاء مع منتجين زراعيين، إن بلاده تواجه اليوم “حرباً اقتصادية شاملة”، مؤكداً أن “الحرب اليوم هي حرب اقتصادية وليست حرب القنابل والصواريخ”. وأضاف بزشكيان “نمتلك الصواريخ لكي لا يتجرأوا على مهاجمتنا”، موضحا أن “أعداء” إيران يريدون تركيعها اقتصادياً من خلال المشكلات الاقتصادية، معبراً عن مخاوفه من هذه المشكلات.
وارتفع سعر صرف الدولار في السوق الإيراني الموازي لأول مرة إلى أكثر من 700 ألف ريال، قبل أن يتراجع بشكل طفيف، الاثنين، إلى نحو 690 ألف ريال.
ويقول الخبير الاقتصادي الإيراني علي سعدوندي إن ارتفاع أسعار العملات الأجنبية يصبح طبيعياً عندما تشهد الجغرافيا السياسية الإيرانية تطورات وتوترات ومخاوف من احتمال اندلاع حرب، مضيفا أن هذه التوترات على خلفية التصعيد بين إيران والاحتلال الإسرائيلي ليست العامل الوحيد وراء تراجع سعر الريال وصعود عملات أجنبية في البلد.
ويوضح سعدوندي أن المشكلة الأساسية تكمن في سياسات البلاد بشأن النقد الأجنبي “فعندما تتراجع موارد إيران من هذا النقد وتتبع سياسة تثبيت أسعار الدولار يؤدي ذلك إلى صدمة في سوق العملات في نهاية المطاف، وهذا ما يجري بين حين وآخر منذ خمسة عقود”.
وعن تبعات ارتفاع أسعار الصرف في السوق الإيراني والأجواء المشحونة على خلفية الهجوم الإسرائيلي الأخير والتهديدات الإيرانية بـ”رد قوي وحتمي”، يقول الخبير الاقتصادي إن بقية الأسواق الإيرانية، وخاصة أسعار السلع والخدمات، لم تشهد حتى الآن “تغييراً ملحوظاً”، متوقعاً أن يكون لارتفاع الدولار هذا المفعول لاحقاً بعدما يؤدي إلى زيادة مستوى الاضطراب وعدم اليقين، ومصير التصعيد الراهن في المنطقة، مشيراً إلى أن من تبعات تراجع سعر الريال هو تأثيره السلبي على الاستثمارات في البلد.
يؤكد سعدوندي أن ارتفاع سعر الدولار يحدث عادة في إيران على نحو “صدمة”، وهو ما يشكل أيضاً صدمة للاقتصاد، مضيفاً أن هذه الزيادة في الأسعار كان من الممكن أن تؤثر إيجابياً على الصادرات الإيرانية كما حصل ذلك في تركيا. لكن السياسة التي يتبعها البنك المركزي الإيراني، وفق رأيه، في ضخ العملات الأجنبية في السوق وخاصة الدولار، أسست لـ”محسوبية” لا تخدم الصادرات الإيرانية و”إنما تقمعها” لصالح السيطرة على السوق على مدى قصير.
من جانبه، يؤكد الخبير الاقتصادي الإيراني محسن جندقي أن تقلبات أسعار العملات الأجنبية تعود لعدة أسباب، مضيفاً أنه على عكس ما يعتقده البعض فإن التوترات والتصعيد في المنطقة ليست السبب الوحيد في تراجع الريال وزيادة سعر الدولار وعملات أخرى، مشيراً إلى سبب مهم آخر هو الركود التضخمي الذي يواجهه الاقتصاد الإيراني، والذي تسبب في دخول أسواق في الركود وانتعاش أسواق أخرى.
ويوضح جندقي أنه في ظل التضخم الذي يقدر بنسبة تتجاوز 30%، فإن ارتفاع أسعار العملات أيضاً كأي سلعة أخرى “أمر لا مفر منه”، أي أنه حتى لو لم تكن هناك توترات ساخنة في المنطقة، فإن سعر الدولار كان سيرتفع، غير أنه يتوقع أن يتوقف سعر الصرف عند 700 ألف ريال ولا يرتفع أكثر من ذلك بسبب التضخم الذي يخيم على الاقتصاد.
السعر الحقيقي للدولار في السوق الإيراني يتحدد وفق آلية العرض والطلب، كما يقول جندقي، الذي يضيف أن أحد أهم أسباب إنشاء أنظمة تابعة للبنك المركزي المتصلة بأسعار العملات هو الوصول إلى هذا السعر، مشيراً إلى أن آليات البنك المركزي تتأثر بأسعار العملات في السوق الحر الموازي، أي السوق غير الرسمي، ولذلك بعد ارتفاع سعر الصرف في هذا السوق يرفع البنك المركزي أيضاً سعره في السوق الرسمي.
ويضيف أن زيادة السعر الرسمي عادة تؤدي إلى تهدئة السوق غير الرسمي وليس رفع الأسعار فيه، مستبعداً أن يتمكن البنك المركزي من تحديد سعر واحد للعملة الأجنبية، رابطاً ذلك برسم سياسات في الاقتصاد الكلي وكذلك قضايا السياسة الخارجية مثل رفع العقوبات الأميركية.
وعما إذا كانت الحكومة تمتلك إمكانيات وقدرات لضبط إيقاع أسعار الصرف في السوق الموازي وخفض الأسعار، يقول جندقي إن الحكومة بإمكانها منح مساحة أكبر لقطاعات اقتصادية تحقق موارد جيدة من النقد الأجنبي، مثل قطاع البتروكيماويات وضخ كميات كبيرة من النقد الأجنبي في السوق غير الرسمي، والإسراع في تلبية الطلبات التجارية من العملات الأجنبية.
بدوره، يقول الخبير في القطاع العقاري أحمد رضايي إن سوق العقارات راكدة وفاقمت ذلك التوترات الأخيرة، مضيفاً أن الكثيرين ممن كانوا يخططون لشراء بيوت ينتظرون ما ستؤول إليه التوترات بين إيران وإسرائيل، وأشار إلى أنه في حال توسعت هذه التوترات باتجاه مواجهة وحرب فذلك سيترك أثره الكبير في سوق العملات باتجاه خفض الأسعار، وسيؤثر في ارتفاع الأسعار في أسواق أخرى مثل السلع والخدمات.
ويوضح رضايي أن ارتفاع سعر الدولار ووصوله إلى حاجز 700 ألف ريال سيؤدي بعد فترة إلى ارتفاع أسعار العقارات والسكن أيضا إذا توقفت التوترات الإقليمية عند هجمات متبادلة فقط بين إيران وإسرائيل، لافتاً إلى أن هناك ضبابية تخيم على الوضع الاقتصادي في البلد وآفاقه، وهو ما أدخل أسواقاً مهمة في حالة ركود وجعل المواطنين والناشطين في قطاعات اقتصادية عدة ينتظرون اتضاح الصورة بشكل أكبر خلال الفترة المقبلة.
ويزداد سعر صرف الدولار ويتراجع الريال وترتفع احتمالات الحرب في المنطقة، بينما يعيش المواطن الإيراني ظروفاً اقتصادية صعبة منذ ما يقارب ست سنوات نتيجة أزمات اقتصادية متراكمة، فاقمتها العقوبات الأميركية المفروضة على البلد منذ عام 2018 إثر الانسحاب الأميركي من الاتفاق النووي.
واستهدفت هذه العقوبات مفاصل الاقتصاد الإيراني، وخاصة موارد تحصيل النقد الأجنبي، مثل الصادرات النفطية التي تشكل شريان هذا الاقتصاد. ورغم أن البلد يتمكن من بيع كميات من النفط تقدر بأكثر من مليون برميل يومياً، لكنه يواجه صعوبات كبيرة في إعادة عوائدها بالنقد الأجنبي بسبب تعرض قطاعها المصرفي أيضاً لعقوبات شاملة.
ويتصدر الاقتصاد وأزماته اهتمامات المواطنين الإيرانيين، حيث أكدت ذلك نتائج مسح أجري خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، حيث شملت العينة 15 ألفاً و878 إيرانياً. وبشأن أهم قضية في البلد، قال 81.9% من المستطلعة آراؤهم إنها الغلاء والتضخم، واحتلت البطالة المركز الثاني بـ47.9%، ثم الإدمان بـ26.9%، والفساد الاقتصادي والإداري بـ13.1%، والسكن بـ12.1%، والحجاب بـ11.9%، وزواج الشبان والشابات بـ10.7%، والطلاق بـ7.1%، وشح المياه بـ5.7%، وعدم الالتزام بالقانون بـ4.7%.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار الاقتصاد الإیرانی العملات الأجنبیة أسعار العملات البنک المرکزی النقد الأجنبی ارتفاع أسعار سعر الدولار فی المنطقة بین إیران فی السوق ألف ریال فی البلد إلى أن
إقرأ أيضاً:
تهديدات الحوثيين لـ”إسرائيل”.. هل هي بداية لمرحلة جديدة من المواجهة الإقليمية؟
#سواليف
في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، برزت #تهديدات #الحوثيين للاحتلال الإسرائيلي كمتغير جديد في المشهد الإقليمي، ما دفع العديد من الخبراء العسكريين والمحللين السياسيين إلى تقييم تداعيات هذا التطور؛ فمنح الحوثيون “إسرائيل” مهلة أربعة أيام، واستئناف عملياتهم العسكرية في #البحر_الأحمر، يشير إلى مرحلة جديدة من المواجهة التي قد تمتد آثارها إلى المجالين العسكري والاقتصادي على مستوى المنطقة والعالم.
تطور نوعي
ويؤكد الخبير العسكري قاصد محمود، أن “تهديد الحوثيين لإسرائيل ومنحهم مهلة أربعة أيام يمثل تطورًا نوعيًا في المشهد الإقليمي”.
مقالات ذات صلةوقال ، إن ” #إسرائيل تمادت في عدوانها وسياساتها، فيما تواصل الولايات المتحدة دعمها لها دون ضغوط فعلية تدفعها إلى مراجعة سياساتها”.
وأضاف: “إسرائيل تهدد بتوسيع عملياتها العسكرية، مما قد يؤدي إلى تصعيد جديد في #غزة؛ وفي هذا السياق، فإن ترك حركة #حماس تواجه الاحتلال وحدها يشكل تحديًا كبيرًا، مما يجعل حضور محور المقاومة ضروريًا”.
وتابع بقوله: “الحوثيون، على وجه الخصوص، يمتلكون قدرة كبيرة على إرباك المشهد من خلال تأثيرهم المباشر على البحر الأحمر، والتجارة الدولية، والقطاع البحري”.
وأشار إلى أن “الحوثيين لا يقتصر تأثيرهم على الإقليم فحسب، بل يمتد إلى الساحة الدولية، وهو ما ينعكس على حسابات الإدارة الأمريكية. هذا التطور يشكّل تحديًا حقيقيًا لإسرائيل، ورسالة واضحة بأن محور #المقاومة لا يزال فاعلًا في المعادلة، رغم بعض التراجعات التي قد يكون شهدها حزب الله، إلا أن الحوثيين قادرون على سد أي فراغ عبر عملياتهم”.
وأوضح الفريق وهو نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق في الجيش الأردني أن “الحوثيين لم يقتصروا على استهداف الملاحة البحرية، بل نجحوا أيضًا في توجيه صواريخهم نحو الجغرافيا الفلسطينية، مما يجعل تهديدهم لإسرائيل أكثر جدية؛ هذا التصعيد قد يدفع أطرافًا أخرى، مثل العراق، للدخول على خط المواجهة، في ظل وجود إيران كلاعب رئيسي يسعى إلى استعادة حضوره الاستراتيجي بعد خسائره في سوريا”.
وأضاف: “آفاق التفاهمات بين إيران والولايات المتحدة باتت ضيقة، حيث يتبنى المرشد الأعلى موقفًا أكثر تشددًا مقارنة بالرئيس الإيراني. إيران لديها مصالحها واستراتيجياتها، وقد يكون التصعيد الحوثي جزءًا من تنسيق أوسع معها”.
وأكد أن “إسرائيل يجب أن تدرك أن استمرار عدوانها دون دفع الثمن لم يعد ممكنًا، وها هي بوادر هذا الثمن بدأت بالظهور مع التحرك الحوثي”.
وذكر أن “الحوثيين يمتلكون قدرات عسكرية تؤهلهم لمواصلة الضغط، كما أن لديهم مصلحة مباشرة في هذا التصعيد، خصوصًا في ظل تعقيدات المشهد اليمني الداخلي والتدخلات الخارجية ضدهم”.
وبين أن “ما يهم المقاومة في غزة أن هذا التطور يمثل قيمة عسكرية كبيرة يمكن لحماس استثمارها لتعزيز موقفها التفاوضي، خاصة مع انفتاح قنوات التواصل مع الولايات المتحدة”.
وختم بالقول: “ربط هذا المشهد بالملف الإنساني في غزة يضيف بعدًا آخر للضغط على إسرائيل، إذ لا يمكن القبول باستمرار الحصار ومنع وصول الغذاء والدواء دون رد فعل دولي حقيقي”.
رؤية إستراتيجية عميقة
وقال المحلل السياسي حازم عياد: “إن إعلان حركة أنصار الله عن استئناف عملياتها العسكرية في البحر الأحمر يعد خطوة جادة للغاية؛ فقد أثبتت الحركة أكثر من مرة أن أقوالها تتطابق مع أفعالها، وأنها تواصل استثمار كامل إمكاناتها لتحقيق أهدافها المعلنة، التي تسبقها دوماً بتحذيرات”.
وأضاف عياد أن الحركة “تهدف من خلال هذا الإعلان إلى منح شرعية لتحركاتها العسكرية في البحر الأحمر خلال الأيام المقبلة، مشيراً إلى أن التحذير الذي أطلقته يتماشى مع مبادئ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، وهذا يعكس أن لحركة “أنصار الله” رؤية استراتيجية عميقة في التعامل مع الوضع الراهن”.
وتابع عياد قائلاً: “أعتقد أن دعم حركة أنصار الله للشعب الفلسطيني يأخذ منحى جديداً، وهو يلقى ترحيباً واسعاً بين حركة حماس والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة؛ من المؤكد أن هذه التحركات سيكون لها تأثير كبير في الضغط على الولايات المتحدة وإسرائيل لفتح قنوات لإدخال المساعدات وتخفيف الحصار المفروض على القطاع”.
وأشار إلى أن “هذه الدعوة تعتبر جدية للغاية، وأن احتمالية استئناف العمليات العسكرية عالية جداً، خصوصاً بعد أن تمكنت الحركة قبل أيام من إسقاط طائرة مسيرة من طراز MQ-9 أمريكية كانت تنفذ عمليات في منطقة الحديدة”.
وأكد عياد أن “الحوثيين جادون في تنفيذ تهديداتهم، وأنهم سيواصلون الضغط على أمريكا وإسرائيل ما لم يُرفع الحصار عن قطاع غزة ويتوقف التجويع الذي يتعرض له”.
وتطرق عياد إلى تأثير هذه الخطوات على الشركات الدولية العاملة في مجال الشحن، قائلاً: “إن هذه التحركات ستربك الشركات الكبرى التي تشارك في عمليات النقل عبر البحر الأحمر، وهو ما سيؤدي إلى ضغط حقيقي على الولايات المتحدة وإسرائيل لتغيير سياستهما تجاه الشعب الفلسطيني، والسماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع”.
واختتم عياد بالقول: “الأمر لا يقتصر على الضغط على أمريكا فقط، بل يشمل جميع الأطراف المعنية بعمليات النقل عبر البحر الأحمر، مثل شركات النقل وشركات التأمين المرتبطة بها” مضيفاً أن التصريحات الأخيرة لعبد الملك الحوثي تحمل رسائل واضحة ودائمة للشعب الفلسطيني، وفي الوقت نفسه تمثل ضغطاً متواصلاً على الجانب الأمريكي.
الورقة الرابحة
من جهته، أكد الباحث اليمني أنيس منصور أن تهديد الحوثيين لـ”إسرائيل” يعكس تحولهم إلى الورقة الرابحة لمحور المقاومة في المنطقة.
وقال إن “جماعة أنصار الله، أو سلطة صنعاء، أصبحت اليوم الفاعل الأبرز في المواجهة، حيث تمتلك القدرات والخيارات اللازمة للرد والتصعيد
وأوضح أن “هذا التهديد ليس مجرد رسالة يمنية، بل هو قبل كل شيء رسالة إيرانية تعكس رغبة طهران في إثبات حضورها وقوتها، بعد محاولات الغرب ومحور التطبيع تصويرها بأنها في حالة ضعف، خاصة بعد التطورات في سوريا ولبنان؛ إيران تريد أن تؤكد أن محور المقاومة لا يزال قويًا، وأن اليمن بات جزءًا رئيسيًا من هذه المعادلة”.
وأضاف منصور أن “الخيار الأخير المطروح حتى الآن يركز على البحر الأحمر، حيث منح الحوثيون إسرائيل مهلة أربعة أيام، لكن لم يتم الكشف صراحةً عن نية استهداف تل أبيب بالصواريخ أو الطائرات المسيّرة؛ ومع ذلك، فإن جميع الخيارات مفتوحة، إذ يمتلك الحوثيون عوامل قوة كبيرة تجعل من أي سيناريو أمرًا واردًا”.
وأشار إلى أن “الحوثيين، الذين كان يُنظر إليهم سابقًا كمجموعة مسلحة محلية، تحولوا اليوم إلى تهديد استراتيجي صعب المواجهة، رغم انتشار القواعد العسكرية والأساطيل الضخمة في المنطقة، لقد فرضوا معادلة جديدة باستخدام مزيج من الصواريخ الباليستية المضادة للسفن، والطائرات المسيّرة، والغواصات المسيرة، وأدوات الحرب الإلكترونية، مما أدى إلى تعطيل حركة التجارة ورفع التكلفة التشغيلية للبحرية الأمريكية وحلفائها”.
وأضاف أن “الولايات المتحدة اضطرت لاتخاذ تدابير دفاعية مكلفة، لكنها لم تتمكن من إيجاد حل حاسم لمواجهة الحوثيين، ما يفرض ضغطًا متزايدًا على البحرية الأمريكية. الفارق بين تكاليف الدفاع عن السفن وتكاليف الهجوم الحوثي يعكس معادلة غير متكافئة، حيث تتكبد واشنطن وحلفاؤها أعباءً ضخمة في سبيل التصدي لهذه التهديدات”.
وختم منصور بالإشارة إلى أن “هناك حالة من الانقسام والارتباك في كيفية تعامل إسرائيل والولايات المتحدة مع الحوثيين، بسبب البعد الجغرافي وعدم توفر معلومات كافية عن اليمن، فضلًا عن غياب الحلفاء الحقيقيين في الداخل اليمني. في ظل هذه الظروف، تمكن الحوثيون من فرض هيمنتهم، ليصبحوا لاعبًا رئيسيًا في المعادلة الإقليمية”.