شجيرات المجرى الجبلي
بقلم: موسى أحمد مروح
(مهداة إلى الشاعر إبراهيم جعفر)
أيها المندلقُ على ضفَّتِكَ
أَبِفِعلِ ماءِ الوجوم أم الابتسامةِ
تكسوكَ هذه الخضرةُ الرقيقةُ الناعمةْ؟
تتمايلُ رُوحُكَ راقصةً على أنغامِ استرخاءِ نقائكَ الدافقْ
مكتوفٌ توقُكَ الحالمُ بخيوطِ عنكبوتِ فيزياءِ الجسدِ الآدمي
وما الشعرُ عندك إلا رغبةٌ سقطتْ خائبةً في شِبَاك المُتَاحْ
تلتحِفُ فراشةُ رغبتكَ الماءَ،
وترتخي مُسلِمة بحيراتِ قلبها لخدرِ كحولياتِ الخطواتِ الجريئةْ
لأنك خاصٌ فلنْ يُدْعَ لك بسُقيا المجدِ
وليس لك أن تتوقع خلعَ البشرية يوماً عويناتِها العامةْ
ما بينكما السيولةُ :
فبينما تؤول أنتَ الى قبائل الدمعِ
يتباهى العالمُ بنسبه البَوْلِيّ
يدفعُكَ شرطيُّ الواجبِ في حتميةِ العمل
حيث يُنَقِّب الجميعُ بيقينٍ عن السعادة
يرشدهم تجاهلُ التنبهَ الى
أنهم سيقضون حياتَهم - على الأفضل - بعينين فقطْ
أيها المنقطعُ إليك
خَلفَ طَخَا تجاربك الملطَّخة بوحْل المرارة،
يتبدَّى حبُّكَ الحياةَ
فيتراءى وكأنه هو المتحركُ،
لا هى العابرةُ باستمرارْ
فهل ستظل تُعطي ظَهْرَ وجهك الأشياءَ هكذا؟
الخرطوم، ابريل 1989م
من ديوان "عربي الوجد أعجمي الوجدان" ، لموسى أحمد مُروِّح.
khalifa618@yahoo.co.uk
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
من أرشيف الكاتب أحمد حسن الزعبي .. منتهى الطموح
#منتهى_الطموح
من أرشيف الكاتب #أحمد_حسن_الزعبي
نشر بتاريخ .. 28 / 5 / 2014
أنا أحتاج إلى غسيل دماغ حقيقي، يا حبّذا لو كان بالبخار أولاً ثم بالديزل المغشوش، لأتخلّص من عوادم الأخبار التي تلتصق بقاع التفكير، وزيوت الإحباط التي تملأ محيط العقل، أترك بعدها هذا الرأس مفتوح الجانبين ليتشمّس قليلاً ويتطّهر من خبث الأحداث والمعادلات الصعبة.. بالخلاصة أتمنّى لو أني «تنك مصفاة» أخضع لصيانة دورية وإجبارية من مأمور الصيانة.
منذ فترة يراودني تفكير مهمّ أن أعتزل كل شيء: الكتابة، الأخبار، والأخبار العاجلة، الأصدقاء الجدد، واجبات العزاء والمباركة، ضرورات النقوط، والمسلسلات السورية.. أشتهي أن أكون كما كنت، ألفّ شماغاً قديماً حول عنقي، مرتدياً ملابس رياضية ثقيلة.. بأحد جيوبها زجاجة «أبو فأس» مقاوم الرشح، أمشي بعيد المغرب محدودب الظهر إلى أقرب فرّان تفوح منه رائحة الطحين وصوت رقّ العجين، أحضر خبزاً شهياً وساخناً مثل كل الدراويش، أسلّم على أحد الجيران بحاجبيّ لصعوبة إخراج يميني من جيبي، أغلق باب بيتنا الكبير بهدوء، أضع خشبة ونصف بلوكّة على باب خمّ الدجاجات، ثم أنهي بطريقي شجار قطط غريبة تحت النافذة الشرقية .
مقالات ذات صلة إعلام: العثور على صاروخ مجهز للإطلاق على بعد 10 كيلومترات من مطار بن غوريون (فيديو) 2024/11/05منتهى الطموح أن أراقب الأطفال يتابعون باهتمام «توم وجيري» وقت الأخبار، بيدي رواية لنجيب محفوظ وإبريق شاي بليد تنتهي السهرة قبل أن يغلي، في المقابل إبريق وضوء بلاستيكي في درجة الغرفة يحمل شيئاً من الماء الساخن يكون سبباً في تحذير الصغار من الاقتراب منه. منتهى الطموح أن يرن هاتف البيت فأترك فروتي وأنهض مسرعاً لأرد على المتّصل بجواب مقتضب «لا خيّوه النمرة غلط»، فتسألني أمي عن هويّته فأجيبها «واحد بدّه جرّة غاز»..
منتهى الطموح أن أتغطّى بلحافي القديم، زمن التوجيهي، وأنا أرتجف فراغاً ونقاءً.. منتهى الطموح أن أنام.. فلا أسمع خبراً عاجلاً ولا انشقاقاً جديداً.. ولا موتاً مدبّراً يشعل الضوء الأحمر على مخدّتي.
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com
#127يوما
#أحمد_حسن_الزعبي
#كفى_سجنا_لكاتب_الأردن
#متضامن_مع_أحمد_حسن_الزعبي
#الحرية_لأحمد_حسن_الزعبي