الشيخة جواهر: الشارقة تقدم نموذجاً ريادياً في رعاية ذوي الإعاقة
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
الشارقة: الخليج
أكدت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، رئيسة المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، أن رعاية ذوي الإعاقة وتوفير البيئة السليمة التي تسهّل دمجهم في المجتمع، أولوية ثابتة لدى القيادة الحكيمة للإمارة، فقد استثمر صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، جهوده السخية والموارد المادية اللازمة من أجل استقطاب أحدث سبل التعليم والتطوير الذهني للارتقاء بالخدمات الإنسانية المقدمة لذوي الإعاقة في الإمارة، فمن حق هذه الفئة أن تجد الرعاية اللازمة منذ الصغر، والأساليب التعليمية التي تضمن للفرد حقه في أن يحصل على المعرفة اللازمة التي تمكنه من أن يصبح فرداً منتجاً ونافعاً للمجتمع.
جاء ذلك خلال زيارة سموّها صباح الاثنين الموافق 4 نوفمبر، لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية في منطقة البراشي؛ حيث كانت في استقبالها الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، ومنى عبد الكريم اليافعي مدير عام المدينة، بحضور مديرات إدارات المجلس الأعلى لشؤون الأسرة وعدد من قيادات مؤسسات قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة، إضافة إلى مديري ومسؤولي الأقسام والفروع بالمدينة.
وتعقيباً على الزيارة، قالت سموّ الشيخة جواهر القاسمي: «إن زيارتي للمقر الجديد وضعتني أمام إنجاز يفوق عمره الأربعين عاماً، استمر في النمو ليصبح علامة وطنية تخدم ذوي الإعاقة منذ الولادة، وتصقل قدراتهم في بيئة محفزة وإبداعية، تسمح لهم بأن ينشؤوا في مجتمع يفهمهم، ويعينهم على مواجهة التحديات التي تقف في طريقهم. إن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية وإدارتها الفذّة، تقدم اليوم نموذجاً للعمل الإنساني الموجّه إلى ذوي الإعاقة، عبر تبنّي أعلى المعايير وأجود المقاييس العالمية التي تضمن للطلبة المنتسبين تجربة تطويرية متميزة لقدراتهم الذهنية، ومسيرة نمو مستدامة، تذلل العقبات النفسية والذهنية، وترفع ثقة المنتسب بنفسه».
وتفقدت سموّها مباني المدينة ومرافقها المتعددة، حيث اطلعت خلال الزيارة على أهمِّ البرامج التعليمية والعلاجية والتربوية التي تقدمها مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية لطلابها من ذوي الإعاقة والتحديات الذهنية التي تمت دراستها وتطبيقها لتتلاءم مع أفضل الممارسات العالمية في مجال التعليم العلاجي للأطفال، كما اطلعت سموّها على منتجات مركز مسارات للتطوير والتمكين التابع للمدينة، والمتمثلة في العلامات التجارية «تكوين» و«دانات» و«الخزف» و«عتيق» و«فن الدرزة» و«زولية»، معبرة عن إعجابها الكبير بهذه المنتجات التي تؤكد قدرة الأشخاص ذوي الإعاقة على الإبداع والتميز في مختلف المجالات.
وقامت سموّها بزيارة فصول مدرسة الوفاء لتنمية القدرات، التي تأسست عام 1984 مع بداية عمل المدينة، وهي تعدّ أول مدرسة للإعاقة الذهنية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وتطور عمل المدرسة طوال السنوات الماضية من خلال تقديم الخدمة اللائقة والمناسبة للأشخاص من ذوي الإعاقة الذهنية والإعاقات المتعددة وذوي اضطراب طيف التوحد حسب أحدث الأساليب والوسائل المتوفرة. كما زارت سموّها فصول مركز الشارقة للتوحد، وهي أول خدمة متخصصة للأشخاص ذوي اضطراب طيف التوحد، التي أدخلتها المدينة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة في العام الدراسي 1994-1995، عبر إنشاء قسم ملحق بمعهد التنمية الفكرية، الذي يُعرف اليوم باسم مدرسة الوفاء لتنمية القدرات. بينما تأسس مركز الشارقة للتوحد، الذي افتتح عام 2002 ليصبح أول مركز إماراتي متخصص يقدم خدمات تربوية وعلاجية اختصاصية مناسبـة للطلاب ذوي اضطراب طيف التوحد وأسرهم. واطلعت سموّها على مبنى الإدارة والمرافق الحيوية المجهزة لاحتواء الأشخاص ذوي الإعاقة ولتسهيل مرحلة تعليمهم وقيامهم بأنشطتهم اليومية. وقد تحدثت قرينة صاحب السموّ حاكم الشارقة إلى الطلبة المنتسبين إلى الشارقة للخدمات الإنسانية، واطلعت على عدد من الدروس والأنشطة التفاعلية التي تقدمها المدينة.
من جانبها أكدت الشيخة جميلة بنت محمد القاسمي، رئيسة مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية، أهمية هذه الزيارة؛ قائلة: «تأتي هذه الزيارة المهمة انطلاقاً من دعم سموّ الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي الدائم والمستمر للأشخاص من ذوي الإعاقة باعتباره جزءاً لا يتجزأ من الدعم الكبير لصاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، بصفته الرئيس الفخري لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية. فسموّه كان ولا يزال بفكرهِ النَّيِّر وتوجيهاته الحكيمة، يضع الإنسان أولاً عند اتخاذ القرار، لذلك جاء تصميم مباني المقر الجديد لمدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تلبيةً لمتطلبات الأطفال من ذوي الإعاقة والتحديات الذهنية لتسهيل دمجهم في المجتمع عبر تقنيات تعليمية محددة، وذلك بلا شك هو مصدر فخرنا واعتزازنا كجهة تدير مدينة متكاملة ذات أهداف مجتمعية نبيلة».
وثمّنت حرص صاحب السموّ حاكم الشارقة وقرينته على الارتقاء المستمر بالخدمات الإنسانية في إمارة الشارقة مادياً ومعنوياً، عبر توجيهاتٍ سديدة ورؤية مستقبلية ثاقبة، اتحدت مع جهود مجتمعية من أفراد ومؤسسات جادت أيديهم بالتبرعات والمنح السخية التي كان لها أثر واضح في مسيرة المدينة. وأضافت: «نعمل دائماً على توسّع المدينة في تقديم خدماتها وافتتاح المزيد من الأقسام والفروع ومواكبة أحدث الممارسات في تقديم الخدمات مع الحرص على تحسين جودة حياة الأشخاص ذوي الإعاقة وأولياء أمورهم في المجالات كافة. إن ريادة المدينة في العمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة تتمحور حول احتوائهم ومناصرتهم وتمكينهم، فهي أوّل مؤسسة إماراتية متخصصة بخدمتهم تم افتتاحها عام 1979 وما زالت بعد مضي 44 عاماً تؤكد ريادتها باستمرارها في بذل العطاء، كونها تولي أهمية كبيرة لاستدامة الخدمات وجودتها وشموليتها.
ومن جانبها قالت منى عبد الكريم اليافعي، مدير عام مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية: «عملت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية خلال مسيرتها الممتدة، على تأمين خدمات ذات جودة عالية تترك أثراً ملموساً في حياة منتسبيها. وقد نالت المدينة ثقة عدد كبير من أولياء الأمور؛ حيث بلغ عدد الطلاب ذوي الإعاقة المستفيدين من خدمات المدينة خلال العام الدراسي الحالي 1143 طالباً وطالبة، بينما يعمل فيها 714 موظفاً، منهم 72 موظفاً من ذوي الإعاقة. كما تكللت مسيرتنا بنجاح مشهود له على جميع الصعد، فقد مُنحت المدينة «اعتماد مؤسسة كارف العالمية» لسِت سنوات متتالية، وهو اعتماد دولي خاص بمعايير المؤسسات العاملة في الخدمات المقدمة لذوي الإعاقة والتأهيل والصحة. وبذلك تكون المدينة أول مؤسسة تعنى بالأشخاص ذوي الإعاقة في دولة الإمارات العربية المتحدة تحصل على هذا الاعتماد».
واستمرت المدينة في سعيها لحصد المزيد من المنجزات والاعتمادات العالمية ذات المعايير الدولية، وفي هذا الصدد، قالت اليافعي: «إن سجل المدينة الحافل بالإنجازات والجوائز التي تعزز مكانة الشارقة إمارة صديقة لذوي الإعاقة، فعلى المستوى المحلي، فازت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية بالمركز الأول في مجال رعاية الأشخاص ذوي الإعاقة، ضمن جائزة الشارقة للأشخاص ذوي الإعاقة المبدعين، بينما تنوّعت المنجزات الدولية للمدينة التي كان أحدثها إبرام مذكرة تفاهم مع «بيلينا للاحتواء الشامل» في مدريد الذي يهدف إلى تعزيز استقلالية ذوي الإعاقة الذهنية عبر اعتماد برنامج تدريبي بمعايير عربية لاستخدام القراءة المبسطة من خلال مشروع «Train2Validate» المدعوم من الاتحاد الأوروبي. وقد تم اختيار مدرسة الأمل للصم التابعة للمدينة مدرسة نموذجية من قِبل شركة مايكروسوفت العالمية للعام الثامن على التوالي؛ نظراً لاتباعها سبل التعليم الحديث وتركيزها على استخدام التكنولوجيا في تطوير العملية التعليمية».
جدير بالذكر أن مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية تستعد لتنظيم المؤتمر العالمي للاحتواء الشامل الذي سينطلق في سبتمبر 2025 بشراكة مع منظمة الاحتواء الشامل الدولية، وبدعم من حكومة إمارة الشارقة.
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الشيخة جواهر الشارقة مدینة الشارقة للخدمات الإنسانیة الأشخاص ذوی الإعاقة بنت محمد القاسمی من ذوی الإعاقة المجلس الأعلى الشیخة جواهر حاکم الشارقة صاحب السمو سمو ها
إقرأ أيضاً:
300 خبير يناقشون التحول الرقمي للخدمات المالية في الإمارات
دبي (الاتحاد) ناقش أكثر من 300 خبير من قادة المؤسسات العاملة في قطاع التكنولوجيا والخدمات المالية سبل تسريع وتيرة التحول الرقمي للخدمات المالية، والابتكارات في الحلول المصرفية الأساسية، إلى جانب الفرص الواعدة في مجال التكنولوجيا المالية الإسلامية في دولة الإمارات.
واستعرض الخبراء خلال «مؤتمر قمة التكنولوجيا المالية والابتكار» الذي أقيم برعاية موارد للتمويل، بدبي مؤخراً تحت شعار «تمكين الابتكار في التمويل»، أحدث حلول التكنولوجيا المالية والمكانة المتقدمة للقطاع المالي والمصرفي في دولة الإمارات في تبني هذه الحلول والتطور المتسارع في هذا قطاع التكنولوجيا المالية في الدولة التي باتت تمثل نموذجاً لهذه التوجهات العالمية، وإحدى الدول الرائدة عالمياً في توظيف الابتكار والتكنولوجيا للارتقاء بكفاءة الخدمات المالية.
وشهدت جلسات المؤتمر نقاشات متعددة حول الأهمية التي توليها دولة الإمارات لتطوير قطاع التكنولوجيا المالية باعتباره إحدى ركائز التحول الرقمي، حيث تُعد دولة الإمارات في مقدمة الدول الرائدة عربياً في مؤشر نمو قطاع التكنولوجيا المالية.
واستعرضت كل من سيدار للاستشارات الإدارية، وماستركارد (Mastercard)، وBML للتكنولوجيا، و(AFS) للخدمات المالية العربية، والجامعة القاسمية، خلال جلسات المؤتمر، أحدث ما التوجهات والابتكارات سريعة التنفيذ، لخدمة السوق المصرفي بالدولة، مما سيسهم في تلبية متطلبات النمو المتسارع في قطاع التكنولوجيا المالية، والمتوقع طرحها خلال الفترة المقبلة، مؤكدين على أنها ستحقق طفرة كبيرة في التكنولوجيا المالية الإسلامية، ومن ثم ستسهم في تقديم خدمة مبتكرة ومتميزة لعملاء موارد للتمويل، وتعزز من قدرات السوق الإماراتي على تقديم خدمات مصرفية حديثة، تعمل بدورها على دعم الاقتصاد الرقمي.من جهته، أعلن راشد القبيسي، الرئيس التنفيذي لـ «موارد للتمويل»، خلال المؤتمر عن الشراكات التي نفذتها موارد للتمويل، مع كبرى الشركات خلال الفترة الماضية، سواء من داخل الدولة أو خارجها، وألمح للاتفاقيات التي ستنفذها موارد في وقت لاحق مع كبرى المؤسسات، ومؤكداً حرص «موارد للتمويل» على تقديم حلول مبتكرة تتوافق واحتياجات كل شريك، وليس نموذجاً واحداً للجميع، بما يصب في النهاية لخدمة عملاء موارد للتمويل.
وأوضح أن موارد للتمويل تحرص من خلال رؤيتها المستقبلية، على أن تكون منصة تمكين حقيقية لشركات التكنولوجيا المالية، من خلال تقديم كل ما تحتاجه لإطلاق خدماتها المالية الرقمية بسرعة وكفاءة، وتوفير بيئة متكاملة تقدم كافة الخدمات الرقمية المتكاملة، مؤكداً على أنه ينتهج سياسة الشفافية، وأهمية المعلومات في اتخاذ القرارات الاستثمارية، وحصد الفرص والتخطيط لكل خطوات موارد للتمويل المستقبلية للتغلب على كافة التحديات التي تحول دون تحقيق الأهداف المرجوة.