نجح علماء الفلك في اكتشاف ثقب أسود جديد، قالوا إنه الأكثر شراهة وجوعا على الإطلاق للطاقة، إذ يستطيع التهام المادة بمعدل يفوق مقياس الحد النظري «Eddington limit» الشهير، بعشرات المرات.

ماذا يعني مقياس الحد النظري؟

والحد النظري، هو مقياس في الفيزياء الفلكية يحدد الحد الأقصى لمعدل الإشعاع أو الطاقة، التي يمكن أن يصدرها الثقب الأسود أو نجم مضغوط، قبل أن يتمكن من تدمير نفسه أو تفجير المواد المحيطة به، ويطلق عليه «حد إدينجتون - Eddington limit».

ما الثقب الأسود المُكتشف؟

وأطلق على الثقب الأسود المكتشف، اسم LID-568، الذي يعد وفقًا لـ«ديلي ميل» واحدا من الاكتشافات الأكثر إثارة في علم الفلك الحديث، بسبب شراهته غير العادية في امتصاص المادة بسرعة فائقة، إذ استطاع علماء مرصد جيميني الدولي ومختبر NSF NOIRLab، رصد هذا الثقب، بعد 1.5 مليار سنة فقط من الانفجار العظيم، وذلك باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي.

ورغم أن الثقب «LID-568» في مرحلة مبكرة للغاية من تكوين الكون، وصغر عمره الكوني، لكنه أطلق إشعاعا بالأشعة السينية يفوق بكثير ما تصدره الثقوب السوداء بحجمه.

لماذا تجاوز الثقب الأسود الحد النظري في امتصاص المواد؟

واستخدم الفريق أداة متقدمة تسمى «مطياف المجال المتكامل» (IFS)، التي تتيح قياس الطيف لكل بكسل في مجال رؤية التلسكوب، ومعرفة البيئة المحيطة بالثقب الأسود، والتي أظهرت في النهاية تدفقات غازية غير عادية تغادر الثقب الأسود بسرعات تصل إلى 600-500 كم في الثانية، ما يفسر تجاوز الثقب الحد النظري لامتصاص المادة.

ووفقًا للفريق، فإن هذه التدفقات الغازية تعمل كـ«صمام» لتفريغ الطاقة الزائدة الناتجة عن امتصاص المادة بسرعة، لذا يستطيع الثقب في الاستمرار في التوسع

وقال فريق البحث إن المادة المحيطة بالثقب LID-568 تصدر طاقة أعلى بنسبة 4000% مما هو متوقع تبعا للحد «النظري» إدينجتون، حتى وإن كان خافتا للغاية ولا يمكن رؤيته في الطيف المرئي أو الأشعة تحت الحمراء القريبة.

ومن جانبها، قالت الدكتورة جوليا شارواتشر، المعدة المشاركة في الدراسة: «هذا الثقب الأسود يبدو وكأنه في حالة احتفال دائم، بسبب شراهته الهائلة في امتصاص المواد».

ما هو الثقب الأسود الهائل؟

ونشر موقع العلوم «sciencealert» أبرز المعلومات عن الثقب الأسود الهائل، المكتشف حديثًا:

هذا الثقب الأسود فائق الكتلة منخفض الكتلة في مركز المجرة بعد 1.5 مليار سنة فقط من الانفجار الكبير. على الرغم من أن هذا الحدث قصير الأمد، إلا أنه يمكن أن يساعد علماء الفلك على تفسير كيفية نمو الثقوب السوداء الهائلة بسرعة كبيرة في بداية الكون. هذا الثقب الأسود يأكل أشياء بأكثر من 40 مرة من الحد النظري  يعد الثقب الأسود الهائل في بداية الكون هو الأكثر شرهًا من نوعه الذي رأيناه على الإطلاق. يقع في منتصف مجرة ​​تسمى LID-568، كما شوهد بعد 1.5 مليار سنة فقط من الانفجار الكبير، ويبدو أنه يبتلع المواد بمعدل مذهل يزيد عن 40 مرة من الحد الأقصى النظري المعروف باسم حد إدينجتون. ندما يقوم الثقب الأسود بتراكم كميات كبيرة من المواد، فإن هذه المواد لا تسقط مباشرة في بئر الجاذبية، ولكنها تدور في البداية مثل الماء الذي يدور حول المصرف، مع عبور المادة الموجودة على الحافة الداخلية للقرص الأفق إلى الثقب الأسود.  تعمل الكمية المذهلة من الاحتكاك والجاذبية على تسخين هذا القرص من المادة إلى درجات حرارة شديدة الحرارة، مما يؤدي إلى توهجه بالضوء. عند نقطة معينة، يتطابق ضغط الإشعاع الخارجي مع قوة جذب الثقب الأسود للداخل، مما يمنع المواد من الاقتراب.  كشفت الملاحظات التفصيلية عن تدفقات قوية خارجة من الثقب الأسود الهائل، وهي علامة على التراكم حيث يتم تحويل بعض المواد وإطلاقها في الفضاء. وكشف التحليل للبيانات أن الثقب الأسود الهائل هو ثقب صغير نسبيا، مثل الثقوب السوداء فائقة الكتلة؛ ويبلغ 7.2 مليون مرة كتلة الشمس. كمية الضوء التي تنتجها المادة المحيطة بالقرص أعلى بكثير مما يمكن لثقب أسود بهذه الكتلة أن ينتجه.

 

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اكتشاف الثقب الأسود الثقب الأسود اكتشاف جديد حدث فلكي الثقب الأسود الهائل هذا الثقب

إقرأ أيضاً:

مؤتمر في أبوظبي: المواطنة بفكر محمد بن زايد تجاوزت الطرح النظري

اختتمت في أبوظبي، أمس، أعمال المؤتمر الدولي الثالث للدراسات الإسلامية، الذي نظمته جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، تحت عنوان «المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك» بمشاركة شخصيات علمية بارزة وقيادات دينية مؤثرة.
وأكد المشاركون في ختام المؤتمر أن المواطنة في فكر صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تجاوزت مستوى الطرح النظري المجرد إلى مستوى التجسد في سياسات تشريعية ملزمة، ومبادرات عملية واقعية، أسهمت في بناء المواطن الإماراتي، المعتز بهويته الوطنية، والوفي لقيادته الرشيدة، والمتفاني في خدمة وطنه، والعمل في سبيل تقدمه وريادته في مختلف المجالات.
وأشاروا إلى أن نجاح التجربة الإماراتية في المواطنة يشهد به استيعابها لمختلف الجنسيات والثقافات والأديان، وتعد مصدر إلهام للمجتمعات والشعوب، يفتح أمامها باب الأمل في مداواة أدواء الفرقة والاختلاف، بقيم الانتماء الوطني الحاسم لأسباب الفتنة والفساد، والضامن للتماسك والتلاحم، والمحقق للتسامح والمسالمة والتعايش والاستقرار.
وناقش المؤتمر على مدار يومين ثلاثة محاور رئيسية شملت، المواطنة والانتماء: مداخل فلسفية وأبعاد قيمية، والمواطنة في الواقع المعاصر، والمواطنة ورهانات المستقبل: الفرص والآمال.
وأصدر المؤتمر في ختام أعماله عدداً من التوصيات دعت إلى العناية بالفتوى والخطاب الديني وفق قواعد علمية تراعي مقاصد الشريعة، وعلى رأسها حفظ الوطن، وتحقيق العدل، مع تحصين منصات الإفتاء عن غير المؤهلين، إلى جانب العناية بقيم المواطنة وثقافة السلام في البرامج والمناهج التربوية والتعليمية، في مختلف المراحل الدراسية بالدولة.
وشهد المؤتمر الإعلان عن إطلاق مشروع دليل المواطنة والهوية الوطنية وقيم العيش المشترك العام 2026، ليكون مرجعاً للباحثين وطلاب الجامعات، تشرف عليه جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، بالتعاون مع الشركاء الاستراتيجيين للجامعة، إضافة إلى إنشاء منصة إلكترونية متخصصة في المواطنة وقيم العيش المشترك، تعنى بمتابعة ما يرتبط بها من مستجد القضايا، وبحثها من منظور مختلف التخصصات، وبالمناهج والمقاربات المتنوعة.
وتضمنت التوصيات إطلاق برنامج تدريبي للأئمة والوعاظ، يتلقون فيه تكويناً متيناً في الهوية الوطنية وكيفية استثمار الخطاب الديني في تعزيزها، على أن يتوج بنيل المتخرجين منه شهادة دبلوم معتمدة، وإدراج مفهوم «أمن الهوية» ضمن البرامج التعليمية، من خلال المؤتمرات والورش الأكاديمية، وأخيراً إطلاق ورش علمية تفاعلية تحت عنوان «المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك» مع الشركاء الاستراتيجيين من الجامعات والمراكز البحثية في مختلف أنحاء العالم.
وقال الدكتور خليفة مبارك الظاهري مدير جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، إن المؤتمر حقق نجاحاً كبيراً في أهدافه ومضامينه العلمية والفكرية، وذلك من خلال المشاركة الواسعة في أعماله من قبل الخبراء والعلماء والأكاديميين من داخل الدولة وخارجها، وأشاد بدورهم في إثراء فعالياته ومداولاته بعلمهم وخبرتهم.
وأشار إلى أن التوصيات التي خرج بها المؤتمر من شأنها تعزيز مجالات البحث والدراسة في مجال المواطنة والهوية وقيم العيش المشترك، وتعريف الأوساط العلمية والأكاديمية بمبادرات جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية المرتبطة بمفهوم المواطنة، في أبعادها الفلسفية والدينية والتربوية. (وام)

مقالات مشابهة

  • تفاصيل القرار الجمهوري بالموافقة على اتفاق منحة كندية بـ9٫9 مليون دولار
  • مؤتمر في أبوظبي: المواطنة بفكر محمد بن زايد تجاوزت الطرح النظري
  • مستريحو المواد البترولية بالجيزة.. خدعوا مُسنًا بوهم «الوكالة التجارية» واستولوا على مليون جنيه| تفاصيل
  • أبرزهم ولاد الشمس..دراما رمضان 2025 تحتل أول 5 مراكز الأكثر مشاهدة بـ watch it
  • ضبط أجنبي حاول جلب كمية من المواد المخدرة بقيمة 10 مليون جنيه
  • ناسا تكتشف ثقبا غامضا على المريخ يثير حيرة العلماء
  • تصل قيمتها 10 مليون جنيه.. القبض على أجنبي بتهمة محاولة جلب كمية من المخدرات
  • اكتشاف علاقة سرية بين أشعة الشمس والصحة الجنسية للرجال!
  • غسلا 90 مليون جنيه من تجارة المخدرات.. شخصان يواجهان الحبس 7 سنوات
  • انقطاع الخصومة فى دعوى عدم دستورية عقوبات جرائم السب والقذف بطريق النشر