لبنان ٢٤:
2024-11-06@06:39:00 GMT

اسرائيل تستطلع بالنار توسيع العملية البرية

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

كتبت" الاخبار": أظهرت الإجراءات الميدانية التي اعتمدها جيش العدو الاسرائيلي بعد فشل مرحلته البرية الافتتاحية أنه يهدف في المرحلة الأولى إلى السيطرة على المناطق المرتفعة في الجانب اللبناني لاجتياز عائق تفوّق التضاريس من الجهة اللبنانية عن تلك المقابلة لها في الجهة الفلسطينية. ويحاول العدو بذلك تأمين حماية لخلفية قواته في المستعمرات الحدودية، وتأمين إشراف على مناطق العمليات الجديدة.

في المقابل، فإن ارتفاع التلال اللبنانية عن مثيلاتها الفلسطينية وتعدّد تضاريسها والغطاء الشجري الذي يغطيها بغابات تتزايد كثافتها كلما اتجهت غرباً، تمنح المقاومة ميزات تكتيكية مهمة.
ورغم الإخفاقات المتعددة، يبدو من الاستعدادات وتموضع الفرق الخمس من جيش العدو، أن طموحات صناع القرار لديه تتمثل بتطوير العملية البرية لاحتلال المناطق الواقعة بين الحدود ونهر الليطاني، وربما التمدد أكثر باتجاه إقامة شريط عازل بين شمال الليطاني وجنوبه بعمق 10 كيلومترات.
وعليه، يظهر أن طبيعة انتشار الفرق الخمس تضع 4 فرق دبابات (188-7-8-179) بتصرف الفرق المنتشرة وسطاً وشرقاً (36-91-98-210)، فيما تضع فرقتين مدرّعتين أخريين (205 و4) في تصرف الفرقة 146 التي يبدو من انتشارها أنها قد تنفذ عملية محدودة باتجاه البياضة - شمع. أما الفرق الأربع الباقية، فإن نشرها بشكل متلاصق، يرجّح إمكانية قيام قيادة العدو بعد يأسه من اختراق الحافة الأمامية والنسق الدفاعي الأول للمقاومة، باستخدام هذه الألوية المدرّعة التي يوازي تعدادها 440 دبابة ومركبة مدرّعة، لتحقيق «صدمة دبابات» باتجاه منطقة تل النحاس – الخردلي - كفرتبنيت النبطية، وهذا ما تتحسّب له المقاومة.
وكما تُظهر الوقائع العسكرية، فإن الميدان يشهد كفاءة استخبارية تكتيكية شاملة من المقاومة، سيّما في المعلومات القتالية الفورية، وسرعة استثمارها، ما يؤكد جهوزية وفعالية وتحكم منظومات القيادة والسيطرة التكتيكية المرتبطة بالقيادة، وهذا ما جعل أسلوب قتال مجموعات المشاة ومجموعات ضد الدروع العاملة في النسق الأول أكثر مرونة وقدرة على إلحاق الأضرار بالعدو. وكما يبدو، فإن المقاومة تُظهر من خلال سلاسة مناوراتها، أنها تسبق مجموعات وفصائل وسرايا العدو دائماً بخطوة أو خطوتين، وهذا ما يمنحها ميزة عدم الاستعجال في إعداد الكمائن، بل نصبها بشكل متقن ومحترف. وهو ما يظهر من خلال مسارعة العدو في معظم اشتباكاته المباشرة في الأسبوع الأخير إلى وقف الاشتباك فوراً.
وفي الميدان، تُظهر المقاومة تكيّفاً سريعاً يتجلّى في أساليب التغيير في طرائق القتال، مثل زيادة الاعتماد على القناصة الثقيلة، وزيادة عدد قبضات الصواريخ المباشرة بيد قوات المشاة، وزيادة الاعتماد على ضرب التحشدات القريبة بالمُسيّرات الانقضاضية. وكذلك اعتماد البقع القريبة على المناورة المتناغمة بالنار، وتنفيذ تكتيكات التشويش القتالي (رمايات وتعرضات من خلف الخطوط - تنفيذ أعمال إعاقة حركة العدو - الاشتباك القريب جداً داخل الغابات والمحميات الطبيعية الكثيفة الأشجار)، واستهداف معظم استعدادات العدو العاملة في مجال الدعم اللوجستي بهدف تشويش العملية اللوجستية.
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لكي ننتصر

الموروث العربي والإسلامي كما هو مليء بالإنجازات والانتصارات مليء في الوقت نفسه بالخيبات والانتكاسات والهزائم التي لحقت بالأمتين العربية والإسلامية، والأسباب لذلك عديدة، ولعل أهمها الفرقة بين المسلمين التي استغلها المستعمرون أسوأ استغلال، حيث راح المستعمرون يبعثون من قبور التاريخ الأسباب المفضية للعداوة والبغضاء بين المسلمين، وينفخون في نار قد أخمدت وانطفأ لهيبها منذ قرون خلت، والشرع الحنيف قد نهانا وحذرنا من الخوض في أحداث الأمم السابقة لأنها باتت غير ذات موضوع، ولا تخدم باستحضارها غير المستعمرين وأعداء الإسلام، وغاية المستعمرين في العرب والمسلمين أن تبقى لهم الكلمة النافذة على بلاد العرب التي حباها الله بخيرات كثيرة لا تكاد توجد في غيرها من البلدان الأخرى، والإسلام قد وضع للمسلمين منظومة قوانين إلهية تنظم لهم شؤون حياتهم في مختلف المجالات، ومتى تمسك المسلمون بالشرع الحنيف قادوا العالم، ومتى تخلوا عن تعاليم دينهم انقادوا للعالم، فربنا يقول وقوله الحق “تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ لَهَا مَا كَسَبَتْ وَلَكُمْ مَا كَسَبْتُمْ وَلا تُسْأَلُونَ عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ” [سورة البقرة:141].

والغريب أن المسلمين رغم التضعضع بين الأمم الأخرى، لم يدركوا أن قوتهم مرهونة باتباع أوامر ونواهي الخالق، وباتحاد كلمتهم، فالحرب الدائرة اليوم منذ عام مضى وولوج العام الثاني بين الحق والباطل، بين مستعمر صهيوني مارق، وبين مقاومة إسلامية باسلة في غزة ولبنان، ومساندة للمقاومة من اليمن والعراق، لا زال المسلمون بعيدين عن التطبيق الحرفي والفعلي للقرآن كما أنزل، يقول تعالى: “فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين”، ومعنى ذلك حسب تأويل المفسرين أن الذي يعتدي على ما حَرَّم الله من المكان والزمان والإنسان، يعاقب بمثل فعله، ومن جنس عمله، فمن اعتدى عليكم بالقتال أو غيره فأنزلوا به عقوبة مماثلة لجنايته، ولا حرج عليكم في ذلك، لأنهم هم البادئون بالعدوان، وخافوا الله فلا تتجاوزوا المماثلة في العقوبة، والعدو الصهيوني الملعون يستخدم في عدوانه على بلاد المسلمين حرب الإبادة الجماعية  والأرض المحروقة، فلم يسلم من إجرامه وقتله لا الشجر، ولا الحجر، ناهيكم عن الإنسان، فليس عنده محرمات، ولا استثناءات، لأنه بلا دين، ولا يملك ذرة من الإنسانية، ففي الوقت الذي يرتكب فيه العدو الصهيوني المجازر الوحشية والإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين واللبنانيين عن عمد، ويمعن في تدمير المنشآت السكنية، والمشافي، والمدارس والطرقات، تقابل المقاومة تلك الوحشية المفرطة بضرب الأهداف العسكرية فقط، وهذه المعادلة في الحرب غير متكافئة كما أن المقاومة لن تؤتي ثمار مقاومتها ولن ترد العدو الصهيوني عن غيه وإجرامه، فالأصل أن يقابل العدو الصهيوني وأفعاله بالمثل  وتستهدف بنيته التحتية من مشاف وطرقات ومدارس ومنازل، ومصانع، ومزارع، ويستهدف الكل في الداخل الصهيوني دون استثناءات كما أمر الله، وكما يفعل العدو الصهيوني نفسه، سيما وأن  المقاومة تمتلك القدرة على فعل ذلك وإيلام العدو، حينها سيرتدع العدو، ويهاجر المستوطنون من أرض فلسطين، وليس العكس  ويهاجر أصحاب الأرض من أرضهم سواء من فلسطين أو لبنان، والأكيد أن دول التماس المتاخمة للكيان الصهيوني كالأردن والعراق ومصر والسعودية ستلاقي نفس مصير غزة ولبنان طالما ابتلع قادتها ومسؤولوها ألسنتهم وكفوا أيديهم عن مساعدة إخوانهم، وهادنوا العدو، فسوف يؤكلون كما أكل الثور الأبيض . فموالاة اليهود والنصارى لن تنجي المطبعين المتوهمين في الصهاينة والغرب السياسي خيراً، ولا يظنون أنهم محصنون من الغدر الصهيوأمريكي، لأن الصهاينة وباء يطال الجميع فلم يدخلوا مجتمعاً إلا فرقوه، ولا صالح إلا أفسدوه، ولا في كثير إلا قللوه، ولا في قوي إلا أضعفوه، هم منبوذون من كل الدول والمجتمعات التي عاشوا فيها، فهم شر مستطير، وعلى رجال المقاومة ضرب الصهاينة بكل قوة وحزم لكي تنتصر، فليست دماء المستوطنين أغلى من دماء الفلسطينيين واللبنانيين.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تمضي في التدمير وإشارات متضاربة حول تقليص العملية البرية في الجنوب
  • 1800 شهيد فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية بغزة
  • مستشفيات شمال غزة: استشهاد 1800 فلسطيني في العملية البرية الإسرائيلية
  • المقاومة الفلسطينية تستهدف آليات العدو الإسرائيلي التي تحاول اقتحام مدخل بلدة قباطية بمدينة جنين بزخات كثيفة من الرصاص وتحقق فيها إصابات مؤكدة
  • إنزال البترون: اسرائيل تقدم نموذجاً عن طلبها حرية الحركة
  • تل أبيب وحيفا وكلّ الشمال تحت القصف: المقاومة تقدّم «لمحة» عن تعطيل الشمال
  • لكي ننتصر
  • هل غيّر العدو عقيدته‎؟
  • وزير الدفاع الإسرائيلي: سنواصل عملياتنا البرية في لبنان ما دامت هناك حاجة إليها