جنبلاط: تعديل الـ1701 يذكّرنا بـ17 أيار... إيران هي المحاوِر بعد نصرالله
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
بقول النائب السابق وليد جنبلاط في حديث الى" النهار" ان آموس هوكشتاين "خدع اللبنانيين". ويتوقف عند خطورة اغتيال السيد حسن نصرالله، "فبعد مقتله من سنحاور؟ أصبحت إيران هي المُحاور". ومن دون أن يقلل من موقع الرئيس نبيه بري الذي "له زعامته ومكانته"، يؤيد التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، ولا يتبنى اسمه أو سواه لرئاسة الجمهورية.
اضاف:يبدو أن ما يحصل هو تغيير ما تبقى من معالم سايكس- بيكو. أرى تغييرا كبيرا في المنطقة. لقد تغيرت هذه المعالم أساساً عام 2003 عندما جرى غزو العراق من جورج بوش والفريق المتصهين الأميركي آنذاك، ووقف عند حدود سوريا وكان يريد تدميرها، ثم استمر. أعود إلى الماضي وقد يحدث هذا الموضوع تغييراً إذا استمرت إزالة غزة، وآخر معلم هو الأردن وفلسطين. ووفق الأدبيات الإسرائيلية، ليس هناك شيء يسمى فلسطين بين البحر والنهر. قالها إيغال ألون وكان وزيرا للخارجية عام 1967، إن شرق الأردن هو فلسطين.
* هل تخشى اقتطاع إسرائيل مساحة من الجنوب؟
- ليس اقتطاعا. في الوقت الحاضر هناك تدمير ممنهج للجنوب. كلما تقدم الإسرائيلي ودخل أي قرية سيدمرها ويمحوها من الوجود، لأن هناك مشروعا قديما جديدا من أيام الانتداب الفرنسي قبل أن تولد إسرائيل لترحيل شيعة لبنان من جبل عامل إلى العراق. ولا تزال هذه الأفكار قائمة.
* عندما تقول إن هوكشتاين خدعنا، هل هذا يعني أن كل المبادرات والمفاوضات ليس لها قيمة؟
- ربما خدعنا. هو وسيط حاول مع الرئيس بري مساعدة لبنان في ما يتعلق بالحدود. بقيت 13 نقطة لكنه لا يمون على إدارة نتنياهو، وهو صديق لأولاد بايدن ويطمح إلى أن يصبح وزيرا للخارجية في حال انتخاب كامالا هاريس، لكن كل الإدارة الاميركية أمام نتنياهو لا تساوي شيئاً، ولا نأمل تغييراً في السياسة الأميركية. ما حصل في غزة قام على ردة فعل، ولكن لا شيء يبرر إبادتها.
* كيف ترى تعامل "حزب الله" من سنة الى اليوم؟
- قبل اغتيال السيد حسن نصرالله كان هناك مجال من خلال الرئيس بري لضبط الإيقاع إلى حد ما بواسطة قواعد الاشتباك، وكانت الأمور مقبولة إلى حد ما. وفي خطابه الأول بعد 7 تشرين الأول 2023 (أكتوبر) حاول نصرالله التمايز، وأوحى لنا أن هناك حركات عدة للمقاومة ولم يضعها في التصور نفسه. أما خطابه الثاني فكان مختلفا، ويبدو أن وحياً أو تعليمات ما قد وصلته.
* هل وقع الحزب في حسابات خاطئة؟
- لا أستطيع الحكم. ستصدر كتب عدة في هذا الخصوص، لكن من اغتال نصرالله عرف ماذا فعل، فقد ألغى المُحاوِر الداخلي. هذا رأيي. أصبحت إيران هي المُحاوِر في لبنان، ولم يعد السيد نصرالله ولا البعض من فريق عمله. ويجب التمييز هنا بين "حزب الله" وسياساته، والطائفة الشيعية، وهي ليست بالضرورة منحازة إلى إيران، وأكبر دليل أن الرئيس بري له زعامته وكيانه التاريخي. القسم الأكبر من شيعة لبنان مع المرجعية العربية التي يمثلها السيد علي السيستاني، ولا أعتقد أن كل الشيعة مع وحدة المسارات.
* هل يمكننا القول إن حرب إسرائيل على لبنان هي حرب أميركا مع إيران على أرضنا؟
- إنها حرب نتنياهو مع المحيط الذي يشكل خطراً عليه، وهو يريد إزالته. ليس هناك فلسطين بالمنظور الصهيوني، من بن غوريون إلى غولدا مائير إلى رابين، ولم يكن الأخير صاحب مشروع سلام. كان يميل إلى تسوية مع النظام السوري لا الفلسطيني.
* هل الـ 1701 قابل للتطبيق عند إسرائيل؟ - سرّب الإسرائيلي صيغة جديدة مرافقة لـ 1701، من بنودها أنه من المنظور الإسرائيلي - الأميركي يحق القيام بدوريات وطيران وضرب كل ما يريدون. وهذا ما يذكرنا إلى حد ما باتفاق 17 أيار، أي نوع من الوصاية الأميركية على لبنان من إسرائيل، وهو ما رفضناه آنذاك، وكانت موازين القوى مختلفة، وإن شاء الله "تنذكر وما تنعاد".
* ما هو المطلوب من "حزب الله" اليوم؟
- المطلوب من إسرائيل وليس من الحزب تطبيق الـ 1701 فحسب، ونحن معه ومع النقاش في القرار1559 الذي أتى في ظرف مختلف لسنة 2004. في شهادتي للمحكمة الدولية آنذاك في لاهاي قلت إن رفيق الحريري لم يكن على علم بهذا القرار، بل أعده جاك شيراك وكوندوليزا رايس وجورج بوش جونيور، ربما بمشاركة بعض العرب. وتناول ثلاثة بنود: انسحاب الجيش السوري وتجريد الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية من السلاح. تحقق منها بعد مقتل الحريري انسحاب الجيش السوري، ولن يتحقق الباقي إلا بتفاهم داخلي مع "حزب الله"، لكن من سنحاور في الحزب؟ في هذا القرار كانت هناك ثلاثة أحكام إعدام، وخرج النظام السوري على دم الحريري. لنعد إلى الأساسيات. اتفاق الطائف الذي يتحدث عن اتفاقية الهدنة عام 1949 وبسط سيادة الدولة الكاملة في لبنان، وهي تنص على توازن السلاح والقوى المسلحة من جهة إسرائيل ولبنان. فهل يمكننا أن نصل اليوم إلى اتفاق هدنة معدل؟
* قلت إن الحرب طويلة. هل تعني أنها ممتدة إلى حين تسلم الرئيس الأميركي الجديد مهماته، أو إلى سنوات؟
- لست مقتنعا بأن أي إدارة جديدة ستوقف الحرب. إذا أعيد انتخاب ترامب فلا أعرف مدى إمكان حصول هذا الأمر بواسطة صهره أو والد الأخير. نقدر على الصمود بقليل من الإدارة وانتخاب رئيس للجمهورية. لا نريد رئيساً للتحدي ولا نقبل بعدم امتلاكه حيثية مسيحية. هذا ما يريده الرئيس بري.
* من تفضل من المرشحين؟
- لا تدخلوني في السياسة الداخلية. ما يجري أخطر بكثير من بعض التفاصيل الداخلية المرهقة. يقوم الرئيسان بري وميقاتي بعمل جبار يجب أن يُستكمل برئيس جمهورية ثم سلطة تنفيذية أفضل بكثير. أفضّل انتخاب رئيس جديد قبل أن نصل إلى الانتخابات النيابية المقبلة، وقد لا تكون في مثل هذا الجو. لا اقتناع عندي بأن الإدارة الأميركية الجديدة ستوقف الحرب. وإذا فاز ترامب فسنرى صهره أو والده.
* أين أنت من التمديد لقائد الجيش جوزف عون؟
- قائد الجيش كان كفيّا جداً في إدارة الجيش والمواجهة، ورفضت أيام السفيرة الأميركية السابقة دوروثي شيا وأمام الحالية ليزا جونسون أن يكون قائد الجيش الجديد بالإنابة. قد يكون هناك مشروع بالتمديد لقادة الأجهزة الأمنية كافة. أنا مع انتهاء دورة العرقلة حول تثبيت رئيس الأركان، وكفى. أتحدث هنا باسمي وباسم الطائفة الدرزية. وليكن التمديد في سلة واحدة. إن موضوع التمديد لقادة الأجهزة الأمنية هو في البرلمان. أما مرسوم رئيس الأركان فهو عند الحكومة، ويقول البعض إنه مخالف للدستور والطائف. كم عندنا من المخالفات ... ليسمحوا لي.
* هل يملك جوزف عون صفة المرشح التوافقي؟
- لن أدخل في أي تسمية لرئيس الجمهورية. كل الأمور تحل عند انتخاب الرئيس، وإلا ستبقى الأمور بالتمديد والوكالة.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: حزب الله
إقرأ أيضاً:
تصاعد رفض التجنيد فى إسرائيل.. أزمة داخل الجيش وانقسامات تهدد الحكومة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تشهد إسرائيل موجة متصاعدة من رفض الخدمة العسكرية في قطاع غزة، حيث يعلن عدد متزايد من الجنود، سواء في الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية، رفضهم المشاركة في العمليات العسكرية داخل القطاع، احتجاجًا على الأوضاع الإنسانية المتدهورة أو اعتراضًا على سياسات الحكومة.
حيث ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن عشرات الجنود في قوات الاحتياط بسلاح الطب أعلنوا رفضهم العودة للمشاركة في القتال في غزة. وبحسب الهيئة، فإن هؤلاء الجنود، الذين يحملون رتبًا تصل إلى مقدم، ويشملون أطباء ومسعفين ومسعفين مقاتلين، أشاروا في عريضة قدموها إلى أن سبب رفضهم للخدمة هو الدعوات للاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في غزة وتوطينها، معتبرين ذلك انتهاكًا للقانون الدولي.
وأوضح الموقعون على العريضة أنهم يرفضون الاستمرار في التطوع بقوات الاحتياط بسبب طول أمد الحرب، التي وصفوها بأنها تجاوزت أي منطق، وبسبب الأضرار التي تلحقها بالمدنيين على الجانبين، بالإضافة إلى تأثيرها السلبي على النسيج الاجتماعي الإسرائيلي.
أسباب الرفض
يرجع رفض الخدمة إلى عدة عوامل، من بينها:
الاعتبارات الأخلاقية: يعبر بعض الجنود عن رفضهم للعمليات العسكرية بسبب تأثيرها على المدنيين الفلسطينيين في غزة، خاصة مع استمرار القصف والاشتباكات.
الخلافات السياسية: بعض الجنود، وخاصة من التيارات اليسارية، يعارضون سياسات الحكومة الإسرائيلية الحالية تجاه غزة، ويرون أنها تؤدي إلى تصعيد مستمر دون حلول سياسية، وغياب التقدم في المرحلة الثانية من صفقة "الرهائن" كان عاملاً رئيسيًا في قرارهم.
التداعيات النفسية: يعاني بعض الجنود من آثار نفسية حادة بسبب المعارك، ما يدفعهم إلى رفض العودة للخدمة في المناطق القتالية، التعرض المستمر لأحداث صادمة ومواقف تهدد الحياة يؤدي إلى أضرار نفسية طويلة الأمد، فضلًا عن المساس بالقيم الإنسانية.
وحول التداعيات المحتملة حول رفض الجنود الخدمة فى غزة فقد يؤدي انتشار رفض الخدمة إلى :
إضعاف الروح المعنوية داخل الجيش الإسرائيلي، خاصة إذا زاد عدد الجنود الرافضين.
ضغوط سياسية داخل إسرائيل من قبل المعارضة، التي قد تستخدم هذه الظاهرة كدليل على فشل السياسات الحالية.
تعزيز الحراك المناهض للحرب داخل المجتمع الإسرائيلي، ما قد ينعكس على الرأي العام
فيما يشهد ملف تجنيد المتشددين الدينيين اليهود، المعروفين بـ"الحريديم"، في جيش الاحتلال الإسرائيلي تصعيدًا جديدًا، حيث يواصل هؤلاء رفض الخدمة العسكرية الإلزامية، مما يضع الحكومة الإسرائيلية في مأزق سياسي وعسكري.
وقد أثار هذا الرفض أزمة داخل الائتلاف الحاكم، مع تهديدات بإسقاط الحكومة إذا لم يتم تمرير قانون يعفي الحريديم من التجنيد.
أسباب رفض الحريديم للتجنيد
يرفض الحريديم التجنيد لأسباب دينية واجتماعية، من أبرزها:
المعتقدات الدينية: يرى الحريديم أن التفرغ للدراسة الدينية في المدارس التلمودية "اليشيفوت" واجب ديني يفوق أي التزامات أخرى، بما في ذلك الخدمة العسكرية.
المخاوف من التأثير الثقافي: يخشى الحريديم أن تؤدي خدمتهم في الجيش إلى اندماجهم في المجتمع العلماني، مما يتعارض مع نمط حياتهم المنعزل والمتشدد.
الدعم السياسي: تتمتع الأحزاب الحريدية بنفوذ قوي داخل الائتلاف الحاكم، وتضغط باستمرار من أجل استمرار إعفائهم من الخدمة العسكرية. ومن المتوقع أن تستمر أزمة تجنيد الحريديم في إثارة الجدل داخل إسرائيل، خاصة مع تصاعد الضغوط السياسية والمجتمعية لإيجاد حل لهذه القضية. وفي حال استمرار التعنت من قبل الأحزاب الحريدية، قد يؤدي ذلك إلى تفكك الائتلاف الحاكم والدفع باتجاه انتخابات جديدة، ما يزيد من حالة عدم الاستقرار السياسي في إسرائيل.
مع استمرار التصعيد في غزة، قد تؤدي ظاهرة رفض الخدمة إلى تغيير في المشهد الداخلي الإسرائيلي، سواء على مستوى الجيش أو السياسة، مما يفتح المجال لنقاش أوسع حول مستقبل العمليات العسكرية في القطاع.