قريباً جداً ستقر إسرائيل قانوناً يمنع الهواء والتنفس عن الشعب الفلسطيني، بعد قائمة طويلة من القوانين التي خرجت إلى حيز التنفيذ في عهد حكومة نتنياهو الفاشية، التي بعد عام من الدماء تجد الطريق أمامها مفتوحاً للمزيد من الانتقام من الشعب الفلسطيني، كيف لا وقد فشل العالم برمته في كبح جماح نتنياهو ووقف حمامات الدماء المتواصلة التي يحدثها جيشه صباح مساء في فلسطين والإقليم.
فكلما قال العالم إن الحرب يجب أن تنتهي أوجد نتنياهو السبب والحجة لاستمرار تدفق حممه وناره وسلاحه ورصاصه على الشعب الفلسطيني، متسلحاً بدعم العم سام الذي تواطأ وتقاعس وتساوق وتآمر على الشعب الفلسطيني، عبر جوقة صهيونية متأصلة سكنت البيت الأبيض، فعاثت كذباً وتضليلاً ومماطلة وتسويفاً بغرض توفير الوقت والغطاء اللازمين للحرب والدمار، والمحق والسحق، في قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وغيرها.
أمريكا التي تتحدث عن دعمها لحل الدولتين كل صباح، تعود لتستخدم حق النقض الفيتو مساءً، في وجه أي قرار لمجلس الأمن بقيام دولة فلسطينية.
أمريكا التي قالت إنها فرضت عقوبات على المستوطنين، ثم عادت لتوفر لهم البنادق وأسلحة القنص.. أمريكا التي قالت إنها تعارض الاستيطان، وعادت وغضت الطرف عن المشروع الاستيطاني برمته..
أمريكا التي جاءت بصيغة لوقف النار في غزة في تموز/يوليو الماضي لتعود وتبتلع اقتراحها بعد رفض نتنياهو له، تحت حجج واهية واختلاقات بائسة. وأمريكا هي التي قالت سابقاً إنها ستعيد فتح قنصليتها في القدس الشرقية، ومكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وتستأنف دعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، وهي التي قالت.. وقالت.. وقالت… لكن النتيجة بقيت صفرية: لا افتتحت القنصلية، ولا سمحت باستئناف مكتب المنظمة لعمله، ولا أنعشت وكالة الغوث التي تتعرض اليوم للاغتيال على مرأى ومسمع منها، من دون أن تحرك ساكناً سوى في إطار المواقف الفارغة.
وأمريكا هي التي وقفت باسمها نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس ذات يوم لتقدم لاءاتها الستة قائلة: لا لإعادة احتلال قطاع غزة، ولا لاقتطاع إجزاء منه، ولا لبقاء الجيش الإسرائيلي هناك، ولا لحكم إسرائيلي له، ولا لتهجير السكان منه، ولا لحكم سوى للفلسطينيين أنفسهم، من خلال السلطة الفلسطينية.. وهو ما جرى ويجري عكسه تماماً على الأرض! وأمريكا هي التي وفرت ذخيرة الحرب والنار، وهي التي لم تتوقف مصانعها عن تغطية حاجة إسرائيل لتلك الذخيرة، وهي التي عادت لتزويد إسرائيل بمنظومة ثاد الاعتراضية التي انضمت لصواريخ ما يعرف بالقبة الحديدية.
كل هذا وفر الشعور لدى نتنياهو بأن يستمر في حروبه ونزواته، حتى إن أمريكا عادت وقبل أيام لتقر بنشر المزيد من قاذفات «بي اثنين وخمسين» المدمرة وعدد من حاملات الطائرات إضافة إلى تدعيم عدد من أساطيلها. هكذا أجواء أسست للمزيد من القناعة لدى نتنياهو بقدرته على الاستمرار في القتل الممنهج للفلسطيني، وإطلاق العنان للمستوطنين، ومصادرة المزيد من الأراضي، وبناء المزيد من المستوطنات، وتقنين كم الاحتياجات اليومية مثلا، الحصص المائية للفلسطينيين، وزيادة الحواجز العسكرية، ورفع وتيرة اقتحامات المسجد الأقصى، ومنع المصلين المسيحيين من الوصول إلى كنائسهم، إضافة إلى اعتقالات لا تتوقف للفلسطيني عبر اقتحام المدن والمخيمات التي قصف البعض منها، ناهيكم عن استهداف الناشطين وتجريف البنى التحتية في مواقع مختلفة ومصادرة الأموال تحت باقة من الحجج المختلفة.
ولعل بشاعة استهداف البشر والحجر والشجر، إنما تتقاطع مع اعتقال المزيد من الأسرى وتطبيق الموت البطيء عليهم بما يشمل فظائع وكوارث ترتكب بحقهم وصولاً إلى اغتصابهم وتجويعهم وحرمانهم من أبسط مقومات الحياة، والتطبيب والدواء والطعام والعلاج.
هذا الحال شجع الكنيست الصهيوني على إقرار حزمة من القوانين العنصرية كان آخرها قانون حظر وكالات الأونروا وقانون تشديد الخناق على التعليم والمنهاج والدراسة الوطنية في المدارس العربية. أمام هذا الخنق لن يكون غريبا أبداً وفي إطار السعي العلني والصريح لتهجير الفلسطينيين، أن يتم استصدار قانون يحظر التنفس عن الفلسطينيين! فهل تحاصر إسرائيل أوكسجين الفلسطينيين؟ أم أنها تحاصر أوكسجين الاحتلال الصهيوني؟ ننتظر ونرى!
القدس العربي
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه غزة هاريس الاحتلال غزة الاحتلال الدعم الأمريكي ترامب هاريس مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الشعب الفلسطینی أمریکا التی التی قالت المزید من
إقرأ أيضاً:
عاجل - محكمة العدل الدولية تبدأ جلسات استماع بشأن التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين
تفتتح محكمة العدل الدولية اليوم الاثنين، أسبوعًا من جلسات الاستماع المخصصة لمناقشة التزامات إسرائيل الإنسانية تجاه الفلسطينيين، وذلك بعد أكثر من 50 يومًا من فرضها حصارًا شاملًا على دخول المساعدات إلى قطاع غزة، الذي يعاني من آثار الحرب المستمرة.
جلسات استماع من قبل محكمة العدل الدولية في لاهايستبدأ الجلسات اليوم في محكمة العدل الدولية، وهي أعلى محكمة تابعة للأمم المتحدة في مدينة لاهاي الهولندية، حيث سيمثل ممثلو الأمم المتحدة في هذا الماراثون القانوني الذي يستمر لمدة خمسة أيام أمام هيئة قضائية مكونة من 15 قاضيًا.
المنظمات الأهلية الفلسطينية: قطاع غزة يعيش مجاعة حقيقية جراء حصار الاحتلال (فيديو) عاجل - قصف إسرائيلي يستهدف بلدة عبسان الكبيرة ويوقع 4 مصابين في قطاع غزة
وستكون دولة فلسطين أول من يدلي بمرافعته خلال معظم جلسات اليوم.
هذا الأسبوع، ستقدم 38 دولة أخرى مرافعاتها أمام المحكمة، من بينها الولايات المتحدة، الصين، فرنسا، روسيا، المملكة العربية السعودية، بالإضافة إلى جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، والاتحاد الأفريقي.
الدعوة إلى اتخاذ تدابير إنسانية عاجلةفي ديسمبر الماضي، اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا قدمته النرويج، يطلب من محكمة العدل إصدار رأي استشاري بشأن ما يتعين على إسرائيل القيام به لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
القرار يدعو إلى تسهيل وصول الإمدادات العاجلة الضرورية لبقاء المدنيين الفلسطينيين دون عوائق من خلال وجود الأمم المتحدة ووكالاتها والمنظمات الدولية أو الدول الثالثة.
تتحكم إسرائيل بشكل كامل في تدفقات المساعدات الدولية التي تعتبر حيوية لحياة 2.2 مليون فلسطيني في قطاع غزة.
ومنذ بداية الحصار في 2 مارس، قطعت إسرائيل المساعدات الإنسانية قبيل انهيار وقف إطلاق النار الهش في الثاني من الشهر نفسه.
محنة إنسانية تتفاقم في غزةتعتبر الأمم المتحدة أن قطاع غزة يعاني من "أسوأ" أزمة إنسانية منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر 2023، خاصة بعد استئناف الهجمات الإسرائيلية في 18 مارس.
وقد أكد المفوض العام لوكالة الأونروا، فيليبي لازاريني، في تصريحات سابقة أن الوضع في غزة يعد "مجاعة من صنع الإنسان وذات دوافع سياسية"، مشيرًا إلى أن نحو 500 ألف فلسطيني نزحوا منذ توقف وقف إطلاق النار.
الضغط الدبلوماسي على إسرائيلعلى الرغم من أن الآراء الاستشارية لمحكمة العدل الدولية ليست ملزمة قانونًا، إلا أن هذا الرأي من شأنه أن يزيد الضغط الدبلوماسي على إسرائيل. في السابق، دعت محكمة العدل إسرائيل في يناير 2024 إلى منع أي أعمال إبادة جماعية وفتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكانت محكمة العدل الدولية قد أصدرت في يوليو/تموز الماضي رأيًا استشاريًا اعتبرت فيه الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية "غير قانوني"، داعية إلى إنهائه في أقرب وقت ممكن.