دراسة تكشف عن أقدم نظام معروف للكتابة في العالم
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
كشفت نتائج دراسة جديدة نشرت في مجلة Antiquity أن أقدم نظام معروف للكتابة في العالم قد تأثر بالرموز المستخدمة في التجارة، وهي عبارة عن نقوش وجدت على أسطوانات استخدمت في تبادل المنتجات الزراعية والمنسوجات.
ويعزز هذا الاكتشاف فكرة مقترحة في بحث سابق تقول إن الخط المسماري الذي تم تطويره في أوائل بلاد ما بين النهرين نحو 3100 قبل الميلاد ويُعتقد أنه أقدم نظام للكتابة، نشأ جزئيا من طرق المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين ونقل هذه المواد.
ووفقا للعلماء، فقد تم تطوير العديد من الرموز المحفورة على الأختام الأسطوانية الحجرية إلى علامات مستخدمة في "الكتابة المسمارية الأولية"، وهي نسخة مبكرة من الكتابة المسمارية المستخدمة في جنوب بلاد ما بين النهرين، جنوب العراق حاليا.
وركزت الدراسة على "الوركاء" (أو "أوروك")، وهي مدينة تاريخية في جنوب العراق، والتي كانت مركزا مهما للثقافة والتجارة منذ نحو 6000 عام.
وتم اختراع الأختام الأسطوانية المصنوعة من الحجر في هذه المنطقة. وكما يوحي اسمها فإن هذه الأختام كانت تأخذ شكل أسطوانة صغيرة يمكن لفها على ألواح من الطين الرطب، ما يترك نقوشا واضحة على الطين. ثم تُترك الألواح لتجف وتصبح مثل "وثائق" تحمل توقيعا أو علامة من الشخص الذي يمتلك الختم.
ومنذ عام 4400 قبل الميلاد فصاعدا، تم استخدام هذه الأختام كجزء من نظام المحاسبة لتتبع إنتاج وتخزين وحركة المنتجات الزراعية والنسيجية.
ووجد العلماء أن العديد من الرموز التي كانت تُنقش على الأختام الأسطوانية تطورت لاحقا إلى رموز الكتابة المسمارية الأولية، وهي شكل مبكر من الكتابة التي ظهرت بعد نحو 1000 عام. وهذا يظهر أن الكتابة المسمارية الأولية ربما نشأت جزئيا من الرموز المستخدمة في التجارة والمحاسبة.
وقام فريق من جامعة بولونيا الإيطالية بمقارنة زخارف الأختام الأسطوانية بالرموز المسمارية البدائية ووجدوا أن هناك رابطا مباشرا بين الاثنين.
وكشف التحليل أن الزخارف المتعلقة بنقل الجرار والقماش تحولت في نهاية المطاف إلى علامات مسمارية بدائية، ما يظهر لأول مرة وجود استمرارية بين الاثنين.
على سبيل المثال، هناك أوجه تشابه مذهلة بين النقوش على الأختام الأسطوانية التي تصور الأوعية (الحاويات التي كانت تُستخدم في العصور القديمة لحفظ وتخزين المواد المختلفة مثل الطعام، الماء، أو الزيت) والأقمشة ذات الحواف (الملابس أو المنسوجات)، والرموز المسمارية البدائية اللاحقة لنفس الشيء.
ويثبت الاكتشاف أن الزخارف المعروفة من الأختام الأسطوانية مرتبطة بشكل مباشر بتطور الكتابة في جنوب العراق، ويعطي رؤى جديدة مهمة في تطور أنظمة الرموز والكتابة، كما قال العلماء.
وكانت زخارف الأختام الأسطوانية تستخدم بانتظام بين 4400-3400 قبل الميلاد. وبالمقارنة، اخترع المصريون القدماء الهيروغليفية نحو 3250 قبل الميلاد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المنتجات الزراعية الهيروغليفية المصريون القدماء الکتابة المسماریة قبل المیلاد
إقرأ أيضاً:
عرضة للاكتئاب.. دراسة تكشف تأثير العزوبية على الرجال
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
كشفت العديد من الدراسات أن الأشخاص الذين يعيشون بمفردهم في مراحل متقدمة من العمر، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، يكونون أكثر عرضة لمشاكل صحية نفسية وجسدية، بما في ذلك الاكتئاب المزمن والأمراض القلبية، ويرتبط هذا الوضع بزيادة العادات غير الصحية مثل التدخين وتناول الكحول، مما يزيد من خطر تطور الأمراض المزمنة، كما تُظهر الأبحاث أن غياب الروابط الاجتماعية العميقة والمستقرة يمكن أن يفاقم الشعور بالانعزال ويؤثر سلبًا على جودة الحياة، لذا قد تحمل العزوبية حتى سن متأخر مخاطر صحية ونفسية كبيرة، تتجاوز مجرد الشعور بالوحدة أو العزلة.
وتمكّن فريق من الباحثين الدوليين من الولايات المتحدة والصين في دراسة علمية حديثة من الكشف عن علاقة مباشرة بين الحالة الاجتماعية والاصابة بالاكتئاب المزمن، واستمرت الدراسة لعقدين من الزمن، وأُجريت على أكثر من 100 ألف شخص من سبع دول ذات ثقافات وأديان مختلفة، أن العزاب من الرجال والنساء هم الأكثر عرضة للاكتئاب مقارنة بالمتزوجين، مع تأثيرات مختلفة على الأشخاص بناءً على خلفياتهم الاجتماعية والتعليمية.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص غير المتزوجين من الرجال والنساء عرضة للإصابة بالاكتئاب بنسبة 80 % أكثر من المتزوجين، وهو ما يعد اكتشافًا مثيرًا للقلق بشأن تأثيرات الوضع الاجتماعي على الصحة النفسية.
وشملت الدراسة التي نشرتها مجلة "Nature Human Behaviour" أكثر من 100 ألف شخص من الولايات المتحدة والمكسيك وإيرلندا وكوريا الجنوبية والصين وإندونيسيا، وقام الباحثون بتحليل حالات الاكتئاب وتغيراتها بين المشاركين طوال عشرين عامًا، وتبين أن العزاب، وخاصة الرجال الحاصلين على تعليم جامعي في الدول الغربية، كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، وهو ما يثير تساؤلات حول دور العوامل الاجتماعية والثقافية في تشكيل الصحة النفسية.
وأظهرت النتائج أن وجود الأسرة والعلاقات الزوجية له تأثير إيجابي على الصحة النفسية، فقد كان للطلاق أو وفاة الشريك تأثير أكبر على تطور الاكتئاب، حيث أظهرت الدراسة أن فقدان النصف الآخر يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب بنسبة 99%، أما بالنسبة للطلاق، فقد تبين أنه يزيد هذا الخطر بنسبة 64%، كما لوحظ أن العزلة الاجتماعية، خاصة بين الرجال في البلدان الغربية، كانت مرتبطة بعادات سلبية مثل الإفراط في تناول الكحول والتدخين، مما يساهم في تفاقم حالة الاكتئاب.
وكانت الدراسة بمثابة دعوة للانتباه إلى أهمية الأسرة والعلاقات الاجتماعية في الوقاية من الاكتئاب، حيث شدد الباحثون على ضرورة أن تأخذ السياسات الصحية هذا العامل بعين الاعتبار عند تصميم استراتيجيات لمكافحة الاكتئاب، ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، يعاني أكثر من 300 مليون شخص حول العالم من الاكتئاب، وهو ما يعكس ضرورة إيجاد حلول فعالة لهذه الأزمة النفسية المتزايدة.