نفذت قيادة قيادة وزارة الدفاع في الآونة الأخيرة تحركات عسكرية مكثفة، وهي تحركات ولقاءات استثنائية وذات دلالة خصوصا وأنها تأتي متزامنة مع تصعيد مليشيا الحوثي في مختلف الجبهات وتحرك دولي لدعم الحكومة اليمنية.

هذه التحركات واللقاءات التي تمت بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي وقيادات عسكرية يمنية ومع قيادات عسكرية في التحالف العربي تعكس توجه قيادة الدولة الجاد في إنهاء معاناة اليمنيين، وخوض معركة الحسم مع مليشيا الحوثي في حال استمرت في تعنتها ورفضها للسلام والمبادرات الدولية، كما تكشف هذه اللقاءات عن توجه لإحداث إصلاحات في المؤسسة العسكرية بهدف تطويرها والارتقاء بمستواها وتعزيز مكانتها العسكرية.

 

لقاء رفيع

ومن اللقاءات ذات الدلالة لقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي العميد طارق صالح، مطلع الأسبوع بقائد القوات المشتركة الفريق الركن فهد بن حمد السلمان، في مقر قيادة القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض، وهو لقاء عسكري رفيع، استعرض عددا من الموضوعات العسكرية، وبحث التنسيق والدعم المستمر من دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية، ومناقشة التطورات العسكرية.

وفي السياق زار عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبدالرحمن المحرّمي، الإثنين، مقر القوات المشتركة بالعاصمة السعودية الرياض، وكان في استقباله قائد القوات الفريق الركن فهد السلمان، وجرى خلال اللقاء مناقشة عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، واستعراض المستجدات العسكرية والتصعيد الحوثي في مختلف الجبهات.

وفي اللقاء جدّد الفريق الركن السلمان، التزام قيادة القوات المشتركة بمساندة مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة اليمنية في مواجهة التحديات الراهنة.. مؤكداً حرص القوات المشتركة على تطوير الأفكار والخطط الرامية إلى تحقيق السلام، واستعادة الاستقرار، وإعادة الأمل بالتنمية والبناء.

 

تعزيز التعاون

تعتبر هذه اللقاءات العسكرية التي أجرتها القيادة مع الجهات الإقليمية والدولية جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها للتعامل مع الأوضاع العسكرية، تركز على تعزيز التنسيق العسكري وتبادل المعلومات، مما يسهم في تطوير استراتيجيات فعالة لمواجهة التهديدات الحوثية واستهدافها المتزايد للمدن والمناطق الحيوية، وحشدها لمقاتليها في محافظة الحديدة وتعز في إعلان صريح للتوجه نحو الحرب.

وقد سبق هذه اللقاءات زيارة رفيعة المستوى لوفد عسكري من وزارة الدفاع برئاسة رئيس هيئة الاركان العامة الفريق الركن صغير بن عزيز وعدد من القيادات العسكرية الى امريكا والالتقاء بالقيادة العسكرية الأمريكية، والتباحث معها حول عدد من القضايا ابرزها دعم القوات المسلحة اليمنية ومضاعفة برامج الدعم والتأهيل للقوات المسلحة لتكون شريكاً فاعلاً في حفظ الأمن والاستقرار المحلي والدولي، وتأمين خطوط الملاحة الدولية والمصالح العالمية، وجهود مكافحة الإرهاب والتهريب وفي مقدمتها إرهاب تنظيم جماعة الحوثي الإرهابية .


نتائج قريبة

لقد كان لهذه الزيارة دلالاتها وابعادها ونتائجها ستظهر قريبا، وستثمر واقعا ملموسا، لذلك فور عودة الفريق من الزيارة اطلع عضو مجلس القيادة الرئاسي، سلطان العرادة، من رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، على نتائج زياراته الخارجية إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة، والولايات المتحدة الأمريكية، وزياراته الميدانية المختلفة.

وأكد، العرادة خلال استقباله لرئيس الأركان، أهمية الزيارات الخارجية التي قام بها، ودورها في تعزيز أوجه التعاون والتنسيق المشترك بين القوات المسلحة ونظرائها في الدول الصديقة والشقيقة.

وشدد على ضرورة الاستفادة من دعم الأشقاء والأصدقاء في بناء القوات المسلحة، وتعزيز قدراتها وتطويرها للقيام بدورها ومسؤولياتها الوطنية في حماية اليمن وسيادته، واستعادة مؤسسات الدولة، وبسط سيطرة الحكومة على كامل تراب الوطن وتحقيق السلام والأمن والاستقرار.. مشيداً بجهود وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان في هذا الجانب، ومضيها في البناء المؤسسي للمؤسسة العسكرية، والتأهيل النوعي المستمر لمنتسبيها رغم الظروف الصعبة والتحديات الكبيرة التي يمر بها الوطن.

 

حسم عسكري

في ضوء هذه التحركات يتوقع خبراء ومتابعون أن تشهد اليمن تغييرات عسكرية وسياسية قادمة قد تكون هذه التغييرات نتيجة للضغط المتزايد على الحكومة، وكذلك للاستجابة للتطورات العسكرية المتسارعة، ويتطلع المراقبون إلى رؤية استراتيجيات جديدة تهدف إلى إعادة التوازن العسكري، وتحقيق تقدم على الأرض ينهي التواجد الحوثي، ويعزز من مكانة اليمن.

ومن التحركات العسكرية واللقاءات ذات الدلالة لقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي، طارق صالح بعدد من قادة المحاور والوحدات العسكرية، حيث التقى بقائد محور مران قائد ألوية العروبة اللواء الركن عبدالكريم عوبل السدعي.

وخلال اللقاء ناقش طارق صالح، الجاهزية الحربية، واستعدادات القوات العسكرية المرابطة في محور مران بصعدة وكافة الجبهات التابعة للمحور.

وشدد على رفع الجاهزية القتالية والحربية، والاستعداد وتفعيل خُطط الإسناد، والبقاء في حالة تأهب دائم لأي خيارات واردة.

ختامًا، تبقى اليمن أمام تحديات كبيرة، ولكن التحركات العسكرية الأخيرة للقيادة اليمنية، إلى جانب الاجتماعات مع الجهات الإقليمية والدولية، تعكس إرادة قوية للتصدي للتحديات والرغبة في إحداث تغييرات عسكرية وسياسية واقتصادية تتناسب ومتطلبات المرحلة، وستكون تغييرات ضرورية لتحقيق الاستقرار والسلام المنشود في البلاد.

إن التعاون الدولي والإقليمي مع الحكومة اليمنية يعد عاملاً حاسمًا في انهاء المشروع الحوثي الفارسي الارهابي، كما أن هذا التعاون يسهم في تقديم الدعم العسكري واللوجستي اللازم للقوات المسلحة للقيام بواجبها في تحقيق الامن ومكافحة الارهاب، واجتثاث مليشيا الحوثي، باعتبار ذلك التوجه المسار الصحيح بدلا من شن الضربات الجوية ضد مليشيا

 

المصدر: مأرب برس

إقرأ أيضاً:

تقرير: هشاشة ليبيا تُغذي أزمة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر

ليبيا – تقرير: أزمة الهجرة غير الشرعية ترتبط بالصراعات في إفريقيا وضعف الاستقرار الليبي

تناول تقرير تحليلي نشره موقع “مودرن ديبلوماسي” الإخباري الدولي تنامي أزمة الهجرة غير الشرعية وارتباطها بمأساة القارة الإفريقية المنسية والصراعات المستمرة في دول جنوب الصحراء الكبرى.

الهجرة من دول الصراع

أكد التقرير أن غالبية المهاجرين غير الشرعيين يأتون من دول تعاني من الصراعات وانعدام الأمن، مثل جنوب السودان، النيجر، تشاد، الصومال، السودان، إثيوبيا، إريتريا، إفريقيا الوسطى، والكونغو الديمقراطية. هؤلاء يسلكون طريقهم عبر ليبيا إلى أوروبا، حيث تُعد البلاد بوابة عبور رئيسية.

وأشار التقرير إلى أن الهجرة لا تقتصر على إفريقيا فقط، بل تشمل مهاجرين من دول مثل اليمن، العراق، سوريا، وفلسطين الذين يعبرون الطريق الشرقي وصولاً إلى الأراضي الليبية أملاً في حياة أكثر أمانًا واستقرارًا في أوروبا.

ليبيا: بوابة الهجرة وأزمة الاستقرار

أوضح التقرير أن قرب ليبيا من دول مثل مصر، النيجر، وتشاد يجعلها نقطة جذب للهجرة غير الشرعية. وأشار إلى أن معالجة الوضع المتأزم في ليبيا، واستعادة الاستقرار فيها، يعد أمرًا جوهريًا لمواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية التي تغذيها هشاشة البلاد وانقساماتها الداخلية.

دعوة لدور إفريقي أكبر

دعا التقرير الاتحاد الإفريقي وحكومات القارة إلى لعب دور فعال في إيجاد حل دائم للصراع الليبي، بدلًا من الاكتفاء بدور المتفرج، مؤكدًا أن استقرار ليبيا يصب في مصلحة القارة بأكملها.

الاتجار بالبشر: ترتيب عالمي مقلق

بيّن التقرير أن ليبيا تحتل مراتب متقدمة عالميًا في مؤشر الجريمة المنظمة، حيث سجلت 8.5 من 10 نقاط في الاتجار بالبشر، متجاوزة دولًا مثل أفغانستان وإريتريا واليمن. ويعكس هذا الوضع ضعف التمكين المؤسسي في ليبيا لمواجهة الجريمة المنظمة ومعالجة أزمة الهجرة غير الشرعية.

ترجمة المرصد – خاص

مقالات مشابهة

  • قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني – صورة
  • "الرئاسي" يوجه بإنجاز "المصفوفات القطاعية" وإعادة تشكيل الهيئة العليا لمكافحة الفساد
  • مجلس القيادة الرئاسي وبحضور كافة اعضائه يصدر توجيهات باتخاذ الإجراءات الدستورية والقانونية بخصوص الهيئة العليا لمكافحة الفساد.. عاجل
  • مجلس القيادة الرئاسي يناقش استحقاقات واولويات المرحلة المقبلة
  • توجيهات جديدة لمجلس القيادة الرئاسي خلال اجتماع ناقش أولويات المرحلة المقبلة
  • تقرير: هشاشة ليبيا تُغذي أزمة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر
  • عضو مجلس القيادة البحسني يزور قيادة القوات المشتركة للتحالف
  • قتلى وجرحى من عناصر مليشيا الحوثي بجبهة كرش
  • قائد القوات المشتركة يستقبل عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني
  • اجتماع رفيع لقيادات حوثية عليا يبحث التحركات العسكرية والإستعداد لمعارك مقبلة