حذرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، من أن الجهود والتحركات أحادية الجانب على المستوى الوطني بشأن تغيرات المناخ، والتي قد تكون أحيانًا غير منسقة، يمكن أن تترك عواقب غير محمودة على البلدان الأخرى، خاصة الفقيرة. 
وذكرت الصحيفة - في مقال رأي، كتبه راجورام راجان، وهو محافظ البنك المركزي الهندي السابق وأستاذ المالية العامة في كلية بوث للأعمال بجامعة شيكاجو الأمريكية، ونشرته عبر موقعها الإلكتروني- "لا يوجد مكان للاختباء من تداعيات المناخ.

. سواء كنت عاملًا في أثينا أو روما أو فينيكس أو طهران، أو غارقة في بكين أو دلهي، فإن تقلب المناخ ليس بعيدًا عنك.. ومع استمرار المحادثات العالمية بشأن تغير المناخ في أي مكان، تشعر البلدان والمناطق بالضغط لفعل شيء ما بمفردها، بدلًا من انتظار اتفاق عالمي.. عادة ما يكون العمل جيدًا، لكن لبعضه تداعيات سلبية خطيرة على البلدان الأخرى، لا سيما الفقيرة منها ".
وقال المقال:"ربما تكون أوروبا الأكثر تقدمًا بين المناطق في اتخاذ إجراءات ضد تغير المناخ، من خلال مخططها للحد الأقصى وتجارة الانبعاثات (EU ETS).. وخوفًا من أن تكون شركات الاتحاد الأوروبي التي تدفع ضريبة الكربون الضمنية في وضع غير موات للشركات الأجنبية، أو أن تضطر إلى تحويل الإنتاج إلى الخارج، استقر الاتحاد الأوروبي على آلية تعديل حدود الكربون (CBAM)، والتي ستفرض تعريفة حدودية على السلع المستوردة، متناسبة مع الانبعاثات غير الخاضعة للضريبة على الواردات.. وفي حين سيتم فرض تعريفة على كل من الانبعاثات المباشرة من إنتاج الشركة والانبعاثات الناتجة عن الطاقة التي تستخدمها.. وآلية (CBAM) هي جزء من مخطط تداول الانبعاثات الأوروبية لضمان ألا تنقل الشركات الإنتاج خارج الاتحاد الأوروبي إذا كانت الواردات تخضع لنفس سعر الكربون مثل الإنتاج المحلي".
وأوضح أن الولايات المتحدة لديها نهجها الخاص.. وبدلًا من فرض ضرائب على الانبعاثات، ستدعم واشنطن استخدام الطاقة النظيفة وتوليدها بما يقرب من 400 مليار دولار من الحوافز الضريبية والمنح وضمانات القروض بموجب قانون الحد من التضخم.. ونظرًا لأن بعض هذه المخططات طويلة المدى، فقد يكون التمويل الفعلي أكبر بكثير.. أما الاتحاد الأوروبي فيحاول، لضمان عدم توجه منتجيه إلى الولايات المتحدة، مضاهاة بعض هذه الإعانات من خلال صندوق التعافي الذي تأسس بعد فترة كوفيد بقيمة تريليوني يورو.
أما بالنسبة للعديد من البلدان النامية المتضررة من فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) وتضخم أسعار الغذاء، فإن الميزانيات المُتاحة ضيقة.. وفي الوقت الحالي، لا توجد احتمالات كبيرة بتمويل العمل المناخي من الدول الصناعية على الرغم من الوعود السابقة.. وبالنظر إلى أن البلدان النامية في الجنوب العالمي ستتحمل الكثير من آثار تغير المناخ، وبالنظر إلى أن الاضطرابات البيئية من المحتمل أن تزداد سوءًا قبل أن تتحسن، فمن الأفضل للبلدان النامية إنفاق أموالها على التكيف من بين ذلك نقل الناس إلى أماكن أعلى أو تحويل الزراعة إلى محاصيل أكثر صلابة أو إحياء تقنيات تخزين المياه التقليدية- بدلًا من تقليل الانبعاثات.. بحسب الصحيفة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تغيرات المناخ المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبی

إقرأ أيضاً:

فايننشال تايمز: مصانع صينية تأثرت بالحرب التجارية مع أميركا

بدأت مصانع في الصين إبطاء إنتاجها وتسريح بعض عمالها مؤقتا، بعد أن أدت الحرب التجارية التي شنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى تراجع الطلب على منتجات متنوعة، من الملابس إلى الأجهزة المنزلية، حسبما ذكرته صحيفة فايننشال تايمز.

ومع فرض رسوم جمركية أميركية على معظم السلع الصينية بنسبة 145% على الأقل، أفاد بعض أصحاب المصانع بأن العملاء الأميركيين ألغوا أو علقوا طلباتهم، مما دفعهم إلى خفض الإنتاج.

واتجهت نحو 15% من إجمالي الصادرات الصينية العام الماضي إلى الولايات المتحدة.

وفي مقابلات مع فايننشال تايمز وعبر عشرات المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، شارك العمال صورا لخطوط إنتاج هادئة أو إشعارات بتعليق العمل في المصانع، مما يُسلط الضوء على تأثير الرسوم الجمركية.

تعليق الإنتاج

وقال العمال إن الحرب التجارية أدت إلى تعليق الإنتاج لمدة أسبوع أو أكثر في المصانع التي تُنتج عناصر متنوعة، من نعال الأحذية إلى سراويل الجينز، والمواقد المحمولة.

وقال بعض أصحاب المصانع إنهم يُقلصون ساعات العمل الإضافية أو ساعات العمل في عطلات نهاية الأسبوع.

من جهتها، قالت وانغ شين، رئيسة جمعية شنتشن للتجارة الإلكترونية عبر الحدود، وهي مجموعة صناعية تمثل أكثر من ألفي تاجر صيني، إن عديدا منهم كانوا "قلقين للغاية"، وطلبوا من المصانع والموردين وقف أو تأخير عمليات التسليم.

إعلان

وأضافت أن هذا دفع بعض المصانع إلى تعليق الإنتاج لمدة أسبوع أو أسبوعين.

في حين قال 3 من مسؤولي التوظيف في مصانع قوانغدونغ الذين يعملون مع المصنعين إن مزيدا من المصانع قلصت ساعات العمل الإضافية وعطلات نهاية الأسبوع، مضيفين أن المصانع الأكثر اعتمادا على الطلبات الأميركية فقط هي التي أوقفت العمل في المصنع بأكمله.

وقالت عاملة في مصنع بلاستيك (28 عاما) بمقاطعة فوجيان -طلبت عدم الكشف عن هويتها- إن "طلبات التصدير لدينا اختفت، لذا توقفنا مؤقتا".

ومنح المسؤولون التنفيذيون في شركة دي هونغ للمنتجات الكهربائية في دونغقوان بمقاطعة قوانغدونغ العمال إجازة لمدة شهر واحد بالحد الأدنى للأجور، وقالوا إن المصنع يتعرض "لضغط كبير على المدى القريب" بعد أن أوقف العملاء الطلبات.

وذكرت دي هونغ -في إشعار اطلعت عليه صحيفة فايننشال تايمز- أن "الإدارة تعمل جاهدة لإيجاد حلول، بما في ذلك التوسع في أسواق جديدة وتحسين هياكل التكاليف، حتى نتمكن من استئناف عملياتنا الاعتيادية في أقرب وقت ممكن".

ونقلت الصحيفة عن رجل يبلغ من العمر 26 عاما في تشجيانغ قوله إن مصنع الألعاب الذي كان يعمل فيه كان يبيع معظم منتجاته للولايات المتحدة، مما أجبر الإدارة على منح العمال إجازة لمدة أسبوعين تقريبا.

وأضاف -طالبا عدم الكشف عن هويته- أن "الأمر ليس سهلا في الوقت الحالي".

إعادة هيكلة

وقال هان دونغ فانغ، مؤسس "نشرة العمل الصينية"، التي تتابع عن كثب قطاع التصنيع والعمالة في الصين، إنه من غير الواضح مدى انتشار عمليات تعليق العمل في المصانع، وأضاف: "ستكون إعادة هيكلة قطاع التصنيع في الصين عملية طويلة الأمد، وستتم التضحية بالعمال".

كما توظف سلسلة توريد الإلكترونيات في الصين عشرات الآلاف من الأشخاص، وقد أعفت واشنطن الهواتف الذكية وبعض الأجهزة الإلكترونية الأخرى من الرسوم الجمركية الأكثر صرامة.

إعلان

وتطلق شركات التكنولوجيا الكبرى والمدن ذات التجمعات الكبيرة من المصدرين، مثل شنتشن ودونغقوان، برامج دعم تهدف إلى "استقرار التجارة الخارجية". وكشفت شنتشن الأسبوع الماضي عن دعم للشركات للمشاركة في معارض التجارة الخارجية، وقالت إنها ستوسع نطاق تأمين الصادرات للمساعدة في تغطية الطلبات الأميركية الملغاة، من بين سياسات أخرى.

صرح مدير في شركة نينغبو تايون إلكتريك أن الشركة أوقفت الإنتاج في 12 أبريل/نيسان، لكنها استأنفت منذ ذلك الحين إنتاجها المخفّض من كوّاية فرد الشعر الكهربائية وكوّاية التجعيد، وأضاف المدير، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه: "لا تزال لدينا بعض الطلبات من أوروبا، ونسعى للحصول على مزيد. نأمل أن تُغيّر الولايات المتحدة سياساتها".

وردّت الصين، التي سجّلت فائضا تجاريا قياسيا يقارب تريليون دولار العام الماضي، على رسوم واشنطن الجمركية بفرض ضريبة إضافية بنسبة 125% على الواردات من الولايات المتحدة، وبينما صرّح ترامب مرارا برغبته في التحدث مع الرئيس الصيني شي جين بينغ لحل الخلافات التجارية، يبدو أن بكين لا تتعجل في طلب مكالمة هاتفية بين الزعيمين.

مقالات مشابهة

  • فايننشال تايمز: مصانع صينية تأثرت بالحرب التجارية مع أميركا
  • بلدية الأصابعة: لم نتسلم أي تقرير بشأن الحرائق من خبراء الاتحاد الأوروبي
  • فيتنام تبدأ مفاوضات مع أميركا بشأن الرسوم الجمركية
  • وزير الخارجية: نشكر إيطاليا على دعم مصر داخل الاتحاد الأوروبي
  • البيت الأبيض بشأن غرامة الاتحاد الأوروبي على شركتي ميتا وأبل: لن نتسامح مع هذا الابتزاز الاقتصادي الجديد
  • الاتحاد الأوروبي يفرض غرامات على «آبل» و«ميتا»
  • الاتحاد الأوروبي يغرّم آبل وميتا 700 مليون يورو لانتهاكهما القواعد الرقمية للتكتّل
  • فاينانشيال تايمز: على أوروبا اغتنام فرصة اضطرابات ترامب لاجتذاب المستثمرين
  • "الاستثمار الأوروبي" يعتزم ضخ 60 مليون دولار لدعم التكنولوجيا الخضراء في أفريقيا وآسيا
  • قمة سمرقند: لماذا يتزايد الاهتمام الأوروبي بآسيا الوسطى؟