الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.. تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وتزامنا مع تلك الانتخابات بدأ المواطنين يتساءلون عن قصة رمز الحزب الديمقراطي الأمريكي؛ لذلك نستعرض إليكم جميع التفاصيل حول قصة رمز الحمار.


بداية القصة: سخرية تحولت إلى رمز

يعود أصل الحمار كرمز للحزب الديمقراطي الأمريكي إلى القرن التاسع عشر، وتحديدًا إلى حملة الانتخابات الرئاسية لعام 1828، حينما استخدم الرئيس الديمقراطي أندرو جاكسون هذا الرمز بطريقة غير مباشرة.

أثناء حملته الانتخابية، كان خصوم جاكسون يسخرون منه ووصفوه بـ "الحمار" نظرًا لمواقفه الشعبوية وصموده القوي أمام الانتقادات. إلا أن جاكسون، المعروف بمواقفه الصارمة، اختار تحويل هذا الوصف المهين إلى رمز إيجابي يعكس عناده وقوة إرادته، فاستغل صورة الحمار في حملته كرمز للفخر والصلابة.

توثيق الرمز: دور الرسام توماس ناست

رغم أن أندرو جاكسون كان أول من استخدم الحمار كرمز للحزب، إلا أن الرمز لم يصبح واسع الانتشار إلا بعد مرور عقود، وذلك بفضل الرسام الكاريكاتيري الشهير توماس ناست. في سبعينيات القرن التاسع عشر، بدأ ناست باستخدام الحمار بشكل بارز في رسومه السياسية التي كان ينشرها في صحيفة "هاربرز ويكلي". كان ناست يستخدم صورة الحمار للدلالة على الحزب الديمقراطي، مما ساهم في تثبيت هذه الصورة في الوعي العام الأمريكي، وبدأ الحمار يظهر بشكل متكرر في الرسوم الكاريكاتيرية التي تُصور الخلافات والصراعات السياسية بين الحزبين الرئيسيين.

الحمار مقابل الفيل: صراع الرموز

في تلك الفترة، كان الحزب الجمهوري قد اتخذ "الفيل" كرمز له، حيث كان يُعبر عن القوة والاستقرار. وتدريجيًا، أصبحت صورة الحمار والفيل أيقونات تجسد الصراع السياسي في الولايات المتحدة، حيث ترمز إلى الاختلافات الأيديولوجية بين الحزبين. يمثل الحمار الصفات التي يتباهى بها الديمقراطيون، مثل الصمود والمرونة، فيما يرمز الفيل الجمهوري إلى القوة والمحافظة. وبهذا، أصبحت الرموز جزءًا من المشهد السياسي الأمريكي ووسيلة للتعبير عن هوية كل حزب وقيمه.

من رمز ساخر إلى أيقونة سياسية

على مدار السنوات، تطور الحمار من كونه رمزًا للسخرية إلى رمز للقوة الشعبية والصلابة في وجه الانتقادات. ويظهر الحمار الديمقراطي اليوم في الحملات الانتخابية والمناسبات الرسمية، حيث يفتخر الديمقراطيون برمزهم الذي يعتبرونه تمثيلًا للقيم التي يؤمنون بها. فقد أضفى التاريخ على هذا الرمز طابعًا إيجابيًا، وبات وسيلة لإظهار روح الكفاح والقدرة على التحمل لدى الحزب الديمقراطي.

ترسيخ الرمز في الثقافة السياسية الأمريكية

تحول الحمار إلى رمز ثقافي عميق الجذور، إذ أصبح جزءًا من الهوية الديمقراطية، ليس فقط في الولايات المتحدة، بل أيضًا على مستوى الثقافة السياسية العالمية، حيث أصبح يمثل الحزب الديمقراطي في وسائل الإعلام وعبر العالم. واستمرت رسومات الحمار والفيل كأداة تعبيرية قوية في الكاريكاتيرات السياسية وفي شعارات الأحزاب، مما يضفي لمسة تاريخية وأسلوبًا ساخرًا يعكس طبيعة التنافس بين الحزبين في كل انتخابات.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسية الامريكية الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024 الحزب الدیمقراطی إلى رمز

إقرأ أيضاً:

فيل ترامب وحمار هاريس.. لماذا تتخذ الأحزاب الأمريكية الحيوانات شعارا لها؟

يترقب العالم التصويت في الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي يتنافس فيها الرئيس السابق والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في مواجهة نائبة الرئيس الأمريكي والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس.

ومع كل انتخابات رئاسية أمريكية يثار سؤال حول الشعار الانتخابي لكل الحزبين الكبيرين في الولايات المتحدة حيث يتخذ الحزب الجمهوري الفيل شعارا له بينما، الحمار هو شعار الديمقراطيين، وتمثلهم هاريس. 

ويسيطر الشعاران على المشهد السياسي في الولايات المتحدة منذ القرن التاسع عشر وتستخدمهما وسائل الإعلام الأمريكية برسم يكتسى باللون الأحمر للفيل والأزرق للحمار.

وفيما يتعلق بشعار الحزب الديقراطي "الحمار"، هو رمز يعبر عن القوى والفخر واستخدم لأول مرة في انتخابات الرئاسة الأمريكية عندما ترشح أندريو جاكسون مستهدفا كسر هيمنة الحزب الجمهوري على الحكم، مما أثار سخرية منافسه الجمهورى في الانتخابات، ونعته بأنه "حمار " في إشارة تعبيرية عن الغباء والكسل والبلادة، لكن جاكسون الذي فاز في تلك الانتخابات حول وصف منافسه بأنه “حمار” بشكل إيجابى، واعتمده شعارًا لحملته الانتخابية، مؤكدا أنه يمثل الحزب الشعبوي الأقرب من الناس وهمومها.

وفيما يتصل بشعار الفيل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، استخدم لأول مرة في منشورات الدعاية الانتخابية لأبراهام لينكولن الرئيس الأسبق لأمريكا، التي أصدرتها صحيفة “فاذر أبراهام” الموالية له.

وفي عام 1870 أصبح الحمار الشعار الرسمي للحزب الديمقراطي الأمريكي، عندما نشر رسام الكاريكاتير السياسي المشهور توماس ناست كاريكاتيرا حول السباق الانتخابي يظهر فيه الحمار أسود اللون يتبارز مع الفيل الجمهوري الخائف، وبعد سنوات من هذه الانتخابات وتلك، وتحديدا في عام 1874 استخدم نفس الرسام (ناست) الفيل كرمز للحزب الجمهورى ونشره في صحيفة هاربر الأسبوعية، وبعد ذلك تكرر استخدامه في الصحف الأمريكية على يد رسامين آخرين عندما يريدون الإشارة إلى الجمهوريين.

ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا تحول الحمار الديمقراطى والفيل الجمهورى إلى أمر واقع، وشعار ثابت لقرون، ومعتمد رسميا من الأحزاب، ومع اقتراب كل انتخابات رئاسية، يطلان برأسهما (الحمار الأزرق والفيل الأحمر) متناطحين وفى خلفيتهما العلم الأمريكى.

مقالات مشابهة

  • عضو بالحزب الديمقراطي الأمريكي: تعرضت لتهديدات من الجمهوريين بعد دعمي لـ هاريس
  • قصة رمز الحزب الجمهوري الأمريكي.. كيف أصبح الفيل أيقونة القوة والاستقرار؟
  • رئيس الحزب الديمقراطي بواشنطن: القضايا الداخلية تهم الناخب الأمريكي حاليا
  • الحمار أم الفيل؟! أستاذ علوم سياسية تكشف لـ “صدى البلد” رئيس أمريكا الأقرب.. ومن الأفضل للمنطقة
  • فيل ترامب وحمار هاريس.. لماذا تتخذ الأحزاب الأمريكية الحيوانات شعارا لها؟
  • ما هي قصة “الحمار والفيل” اللذين يحكمان الولايات المتحدة منذ عقود؟!
  • ما قصة “الحمار والفيل” اللذين يحكمان الولايات المتحدة منذ عقود؟
  • ما قصة الحمار والفيل اللذين يحكمان الولايات المتحدة منذ عقود؟
  • “الفيل” الجمهوري و”الحمار” الديمقراطي.. متنافسان لا يختلفان على “اسرائيل”