صحيفة البلاد:
2025-02-16@14:26:11 GMT

الألم توأم الإبداع (سحَر الهاجري)..مثالاً

تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT

الألم توأم الإبداع (سحَر الهاجري)..مثالاً

يعجبني كثيراً الإنسان الذي يصرّ على العمل مهّما كان الأمر صعباً، ويعجبني أكثر حين يجعل من اليقين بالله درعاً يواجه به آلامه، ويجعل من الإصرار، وسيلة للوصول إلى الهدف، مهّما كانت المعوِّقات كثيرة وكبيرة.

تواردت إلى ذهني هذه الخواطر، وأنا أقرأ الخبرالذي نشرته جريدة “عكاظ” بعددها الصادر يوم الثلاثاء الماضي، والذي كتبه المحرر الأستاذ صالح شبرق، عن تكريم هيئة تقويم التعليم، السيدة الفاضلة سحر صالح الهاجري، مديرة المدرسة الثانوية 34 في جدة.

التي قدمت لنا صورة رائعة من صور التضحية، وتحمل المسؤولية، تجاة مدرستها وبناتها، رغم قسوة الوجع، وصعوبة العلاج، وتحدّيات المرض، وكيف استطاعت هذه السيدة الجليلة، أن تحقِّق لمدرستها تميُّزاً ومكانة مرموقة بين مدارس المملكة، بفضل الله، ثم بفضل إدارتها الناجحة، وتألُّق فريقها من معلمات وإداريات، وجيل متفوق من الطالبات، رغم اصابتها بمرض السرطان، وخضوعها للعلاج الكيماوي، وكم أعجبتني كلماتها وهي تتحدث عن رحلتها مع المرض، وكيف أن الألم يُغيّر الإنسان، ويدفعه لعدم الاستسلام أمام المعاناة مهّما كان حجمها، وألا يكون حبيس الجدران، وأن يقاوم، ويستمر في ممارسة حياته الطبيعية.

وكانت وزارة التعليم، قد أعلنت عن اختيار 290 مدرسة حكومية، وأهلية، وعالمية، في قائمة المدارس المميّزة، ومنحها جوائز للتميُّز من بين نحو 36 ألف مدرسة في المملكة، وكانت المدرسة الثانوية الرابعة والثلاثون في مدينة جدة، ضمن قائمة المدارس المتميزة.

وفي التفاصيل، يقول الخبر، أن الأستاذة سحر الهاجري، أصيبت خلال العام الماضي بعارض صحي، تم تشّخيصه بأنه سرطان من الدرجة الثالثة، واجهت الأمر بشجاعة، وآمنت بقضاء الله أولاً، ثم بنفسها وقدرتها على تخطّي الصعاب، وواصلت العمل رغم الصعوبات الصحية التي واجهتها، تقول في كلمات موجزة: (رغم التحدّيات التي واجهتنا ونحن نعمل على توثيق المعايير، عملت عن بعد مع الفريق من خلال التواصل بتطبيق الزووم، وقراءة المعايير، وتوثيق الشواهد، ومناقشة الخطط. وعند زيارة الفريق الخارجي، قطعت إجازتي المرضية، وحرصت على الوجود مع زميلاتي في المدرسة، لنقف سوياً على مرئيات الفريق الخارجي، ونتفاخر بعملنا).

وفي كلمات تعبق بالسعادة والثقة، قالت الأستاذة هاجر: (لقد كان المرض أحد أسباب إصرارنا على تجاوز الصعاب، ووقوف الطالبات، وزميلاتي بالمدرسة سوياً، لجعل الصعب سهلاً، والمستحيل واقعاً، جعل التميُّز حليفنا،عملنا بحب وإيمان بجهودنا، وثقتنا بقدراتنا، ومن خلال التمّكين والتفّويض، استطعنا أن نحقق التميز والنجاح).

وأضافت أن حضور ملتقى هيئة تقّويم التعليم هذا العام، جعلها، وزميلاتها، يشعرن بنشوة الفوز، إذ كان التقّييم مُنصفاً، ومعبّراً عن الجهد الذي بذلته المدرسة.

وبعد، فإن مهنة التعليم، ستظل دائماً في الطليعة، وسيظل المعلم، له مكانة تحتل حيّزاً كبيراً في ذواتنا: (فمن يصنع المستقبل المشرق، من خلال بناء أجيال واعدة، تمضي على خطى التميُّز، وترفع اسم الوطن عالياً، هو أيضاً من يرسم ملامح الغد بفكره وعلمه وخبرته وقدرته على إلهام طلبتنا، ليصنع منهم رواداً في شتّى العلوم والتخصصات)، وسيظل المعلمون والمعلمات، يحظون بالاهتمام والتقدير،وتوفير كل أشكال الدعم والرعاية، فهم القدوة، وأصحاب الدور المحوري في بناء العقول، وأحد أهم الموارد التعليمية القادرة على ترّسيخ منظومة تعليمية متميّزة.

وسيظل اسم الأستاذة سحر صالح الهاجري مثالاً ملهماً على الثقة بالله، والصبرعلى الألم، وتجسيداً لمعنى القيادة الحقيقية، والإصرار على النجاح مهّما كانت الظروف.
ولله در أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال:
قُمْ لِلْمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَّبْجِيْلَا
كَادَ الْمُعَلِّمُ أَنْ يَكُوْنَ رَسُوْلًا

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: عبدالعزيز التميمي

إقرأ أيضاً:

ألم الالتزام والتغيير.. رحلة التحوّل العميقة!

الحياة ليست طريقا سهلاً، بل هي رحلة مليئة بالقرارات التي تصنع مستقبلنا، في كل منعطف، نواجه خيارين: البقاء في دائرة الراحة المؤقتة أو مواجهة الألم لتحقيق التغيير والالتزام، هذان النوعان من الألم يشكلان أساس التحوّل العميق الذي نطمح إليه جميعا.

ألم الالتزام: الثمن الذي ندفعه للنجاح، والالتزام ليس مجرد كلمة، بل هو مسار مليء بالتضحيات والصبر، إنه قرار يتطلب الصمود أمام الإغراءات اليومية للبقاء في الراحة.

*مظاهر ألم الالتزام:

1. التخلي عن الراحة: أن تضحي بوقت الراحة لتعمل على تطوير ذاتك ليس أمرا سهلا. كثيرا ما نجد أنفسنا أمام خيار الاستمرار في الكسل أو العمل الجاد لتحقيق أهدافنا.

2. تحمّل المسؤولية: الالتزام يعني أن تكون قائد حياتك، تتحمل عواقب قراراتك وتعمل على تصحيح أخطائك.

3. المثابرة في وجه التحديات: أصعب لحظات الالتزام هي تلك التي تواجه فيها الفشل أو الإحباط، لكن الصمود بعد السقوط هو مفتاح النجاح.

النتائج العظيمة للالتزام: الالتزام يقودك من مرحلة الأحلام إلى تحقيقها، مع كل خطوة تلتزم بها، تقترب من هدفك، وتثبت لنفسك أن الألم مؤقت، لكن الإنجاز دائم.

رأيي ككاتبة: الالتزام بالنسبة لي كان دائما قرارا صعبا لكنه مثمر، بين عملي ودراستي وتربية أطفالي، شعرت أحيانا بثقل الحياة، لكن الالتزام جعلني أقوى وأثبت لي أن النجاح يستحق الألم.

ألم التغيير: رحلة الشجاعة والنمو والتغيير كلمات تحمل وعدا بمستقبل أفضل، لكنها تتطلب شجاعة لمواجهة المجهول، إنه ليس مجرد قرار، بل عملية مستمرة تتطلب كسر العادات القديمة ومواجهة الخوف.

*لماذا نخشى التغيير؟

1. الخوف من الفشل: الفشل قد يبدو كعقبة، لكنه في الحقيقة درس يقود للنمو.

2. مقاومة العادات القديمة: عاداتنا القديمة تمنحنا شعورا زائفا بالأمان، وكسرها هو أول خطوة نحو التغيير.

3. القلق من المجهول: أحيانا، نخشى أن التغيير لن يكون بمستوى توقعاتنا، مما يجعلنا نتردد.

*كيف نجتاز رحلة التغيير؟

1. تحديد الأهداف: وضوح الهدف يحول الألم إلى خطوة ضرورية نحو النجاح.

2. الصبر والمثابرة: التغيير يحتاج إلى وقت وجهد، والصبر هو السلاح الذي يجعلنا نواصل الطريق.

3. الاستفادة من الألم: الألم هو فرصة للنمو والتعلّم، وكل تجربة صعبة تجعلنا أقوى.

4. الدعم الإيجابي: إحاطة نفسك بأشخاص يدعمونك تجعل الرحلة أقل وحدة وأكثر تحفيزا.

رأيي ككاتبة: التغيير كان جزءا مهما من رحلتي. كسر عاداتي القديمة والخروج من مناطق راحتي كان صعبا لكنه ضروري، علّمني أن الألم مؤقت، لكن النتائج تستحق.

الخلاصة: أي ألم ستختار؟ في طريق النجاح، لا مفر من الألم. السؤال الحقيقي هو: هل ستختار ألم الالتزام الذي يقودك إلى أحلامك، أم ألم التغيير الذي يفتح لك آفاقا جديدة؟ الالتزام والتغيير معا هما الأساس لتحقيق التحوّل العميق، الألم جزء من الرحلة، لكنه يصقلنا ويجعلنا أقوى، ذكّر نفسك دائما أن النجاح لا يأتي بسهولة، لكنه يستحق الجهد.

نصيحتي الذهبية: لا تخشَ الفشل، واجعل الألم وسيلة للنمو، حدّد أهدافك بوضوح، وكن شجاعا لتكسر قيود الخوف، الالتزام والتغيير هما مفتاحا القمة، والألم الذي تتحمله الآن سيصبح يوما جزءا من قصة نجاحك.

مقالات مشابهة

  • مختبرات مسابقة شاركنا التغيير تفتح آفاق الإبداع وتدعم الابتكار المجتمعي
  • ألم يفوق التصور.. الصداع العنقودي أشد من الطلقات النارية
  • جوليانا الصادق: بعد 10 سنوات للتغلب على الألم تم اخيرا معالجة الإصابة
  • قرن ونصف من الإبداع| المسرح المصري.. الدليل المرشد لأهم الإصدارات التوثيقية
  • أحلام تحتفل بعيد ميلادها بجلسة تصوير رومانسية مع زوجها مبارك الهاجري
  • كل عام يزداد حبك.. مبارك الهاجري يهنئ زوجته بعيد ميلادها
  • صورة تاريخية لـ طالبات مدرسة دار الحنان خلال إجراء تجربة معملية قبل 58 عامًا
  • والي الخرطوم: مؤسسات التعليم العالي من أوائل المؤسسات التي بادرت باستئناف نشاطها من داخل الولاية
  • ألم الالتزام والتغيير.. رحلة التحوّل العميقة!
  • من هو عبد الحق بن شيخة المدير الفني الجديد لـ مودرن سبورت؟