علاقتي السامة مع عدم الثقة بالنفس
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
تقدير الذات، هو الثقة بقيمة الفرد وقدراته واحترامه لنفسه، يقيس الأفراد أنفسهم من خلال تقييم مظهرهم وقدراتهم وكيفية التواصل مع الآخرين، ويعدّ تقدير الذات عامل هام بحياة كل شخص، لأنه يؤثر عليه يوميًا، هناك العديد أمضوا سنوات يعيشون في إنعدام الثقة بالنفس، بإعتقادي انخفاض الثقة بالنفس يحدث من مرحلة الطفولة، لأنها مرحلة ترتب كل مراحل الحياة القادمة، فشعور الطفل بعدم الثقة بنفسه، يسبِّب له عدم الأمان، وتجعله ينخرط بالقلق، وكلها أفكار نشأت من عدة مواقف تسبّبت له بعقد نقص، فليس كل تغيير بالحياة، يجلب السعادة.
ففي بعض الأحيان قد يجلب الألم واليأس، هناك الكثيرين لديهم قدرة علي إخفاء ضعف الثقة بالنفس من خلال إتباع إسلوب عنيف، أو هجومي، أو الإختباء خلف إبتسامة تخبر الجميع بأن كل شيئ علي ما يرام، أو ممارسة النفاق لكسب غيرهم، لكنها محاولات فاشلة لأنها تعقِّد الأمر.
لكي يتمكن المرء من النجاة، يجب أن يكون قادرًا على خلق شعور بالاستقرار داخل نفسه ويأتي الاستقرار من الشعور الواضح بالهويّة، وهذا يعني أن يكون لديه أكثر من مجرد شعور طبيعي بقيمة نفسه، فإحترامه لنفسه، وثقته بعقليته، ستمكّنه من التفكير، والتعامل مع التحدّيات بالحياة بشكل صحيح، مع إدراك أنه يستحق النجاح والسعادة.
جوهر احترام الذات، أن يثق الإنسان بنفسه، وعقله، وأن يعلم أنه يستحق، والثقة بالنفس تبدأ من الأشياء الداخلية، ثم الخارجية، وتأتي العوامل الداخلية من كيفية معاملتك لنفسك، والتي تشمل الطريقة التي تتحدث بها لنفسك، وتفكر بها، ومدي شعورك بالإستحقاق، فاحترام الذات ينبع من داخل الإنسان، وهو المرآة لمعاملة الأخرين ورؤيتهم لك، العوامل الخارجية هي البيئة التي نعيش فيها، والأشخاص الذين نراهم ونتفاعل معهم كل يوم، فهؤلاء يلعبون دورًا كبيرًا في كيفية تصرفنا وتفكيرنا، على الرغم من أنه لا ينبغي لنا الاعتماد على هذه العوامل لتطوير أنفسنا، لكنه يظل سبب قائم، فقد يتأثر شخص بسبب تعليق علي مظهره، أو طريقة تعامل الآخرين معه، وهو أحد أكثر مصادر تدنّي الذات شيوعًا، وكذلك الأكثر هشاشة، فتقدير الذات هو حافز يلهم السلوك، ولكن السلوك يلهم أيضًا تقدير الذات، ويتسبّب هذا التفاعل بحدوث حلقة مفرغة بين الطريقة التي تتصرف بها، ومستوى تقديرك لنفسك، فلا يمكن لأحدهما أن يوجد دون الآخر، فمثلاً مع تقدير الذات المرتفع، من المرجّح أن تواجه صعوبات بالحياة، لكنك إيجابي، وهنا فرص النجاح أكثر، بالتالي زيادة مستوى الثقة بالنفس، ومع انخفاض تقدير الذات، من المرجّح الاستسلام، والتوقف عن المحاولة، وإذا استسلمت، وتوقفت، ستفشل ما يقلِّل تقديرك لذاتك، وثقتك بنفسك.
الثقة بالنفس تصبح علاقة سامة إذا تم توظيفها بشكل خاطئ، لأنها عامل مهم في حياة الفرد يحدِّد كيفية عيشه لحياته، ويؤثر على شخصيته وقيمته، وامتلاك احترام ذاتي جيّد هام، لأنه يلعب دورًا كبيرًا في كيفية اتخاذ القرارات بشأن الحياة، والأهداف التي نسعي لتحقيقها.
NevenAbbass@
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الثقة بالنفس تقدیر الذات
إقرأ أيضاً:
كيفية تجنب التخمة في رمضان
يُعد شهر رمضان فرصة مثالية لاعتماد عادات غذائية صحية وتعزيز الصحة العامة، إلا أنه قد يتحول إلى فترة من الإفراط في تناول الطعام، مما يؤدي إلى الشعور بالتخمة وعدم الراحة بعد الإفطار. يعاني العديد من الصائمين من التخمة نتيجة لتناول كميات كبيرة من الطعام بسرعة بعد ساعات طويلة من الصيام، مما يسبب اضطرابات في الهضم، الإحساس بالخمول، وزيادة الوزن. في هذا المقال، سنتناول الأسباب التي تؤدي إلى التخمة بعد الإفطار، آثارها السلبية، ونستعرض نصائح فعالة لتجنبها والحفاظ على صحة الجهاز الهضمي خلال الشهر الفضيل.
تحدث التخمة بعد الإفطار عندما يستهلك الصائم كميات كبيرة من الطعام بسرعة، دون إتاحة الفرصة للمعدة لهضم الطعام تدريجيًا. ومن أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ذلك الإفراط في تناول الطعام بسرعة، حيث يدفع الجوع الشديد بعد ساعات الصيام الطويلة الشخص إلى الأكل بسرعة دون إعطاء الجسم الوقت الكافي للشعور بالشبع التدريجي. كما أن تناول وجبات ثقيلة ودسمة مباشرة بعد الإفطار، خاصة الأطعمة الغنية بالدهون والزيوت، يؤدي إلى امتلاء المعدة بسرعة، مما يسبب الشعور بالانتفاخ والثقل. بالإضافة إلى ذلك، يساهم الإكثار من المشروبات السكرية، مثل العصائر المحلاة والمشروبات الغازية، في ارتفاع سريع لمستوى السكر في الدم، مما يزيد من الشعور بالخمول والتخمة. كما أن قلة الحركة بعد الإفطار، والجلوس مباشرة بعد تناول الطعام، يبطئ عملية الهضم، مما يعزز الإحساس بالامتلاء الزائد. وأخيرًا، يؤدي تناول كميات كبيرة من الطعام دفعة واحدة إلى تمدد المعدة بشكل مفاجئ، مما يسبب الشعور بعدم الراحة والتخمة الشديدة.
لا تقتصر التخمة بعد الإفطار على مجرد الشعور بعدم الراحة، بل يمكن أن يكون لها تأثيرات سلبية على الصحة بشكل عام. فعند امتلاء المعدة بكميات كبيرة من الطعام، تتباطأ عملية الهضم، مما يؤدي إلى الشعور بعسر الهضم والانتفاخ نتيجة لتراكم الغازات. كما أن تناول وجبات دسمة يزيد من تدفق الدم نحو الجهاز الهضمي، مما يقلل تدفقه إلى الدماغ والعضلات، الأمر الذي يؤدي إلى الشعور بالخمول والتعب. بالإضافة إلى ذلك، يسهم الإفراط في تناول الأطعمة الدهنية والمقلية في زيادة الوزن، حيث يتم تخزين السعرات الحرارية الزائدة على شكل دهون. وقد تؤدي التخمة أيضًا إلى اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الحموضة، الارتجاع المريئي، والحرقة، بسبب امتلاء المعدة بشكل مفرط. كما أن تناول كميات كبيرة من الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات والسكريات يؤدي إلى ارتفاع نسبة السكر في الدم، مما قد يسبب تقلبات في مستوياته، وهو أمر خطير خاصة لمرضى السكري.
لتجنب التخمة بعد الإفطار، يُنصح بالبدء بوجبة خفيفة مثل حبات التمر مع كوب من الماء أو اللبن، حيث يساعد ذلك في إعادة توازن مستوى السكر في الدم بعد ساعات طويلة من الصيام دون إجهاد المعدة، مع الانتظار 10-15 دقيقة قبل تناول الوجبة الرئيسية. كما يُفضل تناول الطعام ببطء والمضغ جيدًا، حيث يستغرق الدماغ حوالي 20 دقيقة لإرسال إشارات الشبع، مما يساعد في تقليل كمية الطعام المستهلكة وتجنب التخمة. بدلاً من تناول وجبة كبيرة دفعة واحدة، يُنصح بتقسيم الوجبات على مراحل، مثل تناول إفطار خفيف أولًا، ثم الوجبة الرئيسية بعد فترة، مع وجبة خفيفة بين الإفطار والسحور. وللحفاظ على صحة الجهاز الهضمي، يجب تجنب الأطعمة الدسمة والمقلية التي تحتاج إلى وقت طويل للهضم، واستبدالها بوجبات متوازنة تحتوي على البروتينات، الكربوهيدرات المعقدة، والخضروات. كما أن شرب الماء بانتظام بين الإفطار والسحور يساعد في تحسين عملية الهضم وتجنب الجفاف، مع الحرص على عدم شرب كميات كبيرة دفعة واحدة أثناء الأكل لتجنب الانتفاخ. كذلك، ينبغي تقليل استهلاك المشروبات السكرية التي تؤدي إلى ارتفاع سريع في مستوى السكر بالدم وتسبب الشعور بالخمول، واستبدالها بالماء أو العصائر الطبيعية غير المحلاة. بعد الإفطار، يُفضل ممارسة نشاط بدني خفيف مثل المشي لمدة 15-30 دقيقة لتنشيط الجهاز الهضمي ومنع الشعور بالثقل. كما يُنصح بعدم النوم مباشرة بعد الأكل، والانتظار 2-3 ساعات قبل النوم للسماح للجسم بهضم الطعام بشكل صحيح، مما يقلل خطر الإصابة بالارتجاع المريئي. ومن الأفضل التحكم في كميات الطعام بدلاً من ملء الطبق بكميات كبيرة، مع الانتباه إلى إشارات الجسم عند الشعور بالشبع. وأخيرًا، يُنصح بتناول وجبة سحور متوازنة تحتوي على البروتينات، الألياف، والدهون الصحية، مما يقلل الشعور بالجوع خلال النهار ويحدّ من الرغبة في الإفراط في الأكل عند الإفطار.