جيروزاليم بوست: عبء الإنفاق الدفاعي لإسرائيل يتصاعد ويؤثر على الاقتصاد
تاريخ النشر: 6th, November 2024 GMT
أظهرت تقارير اقتصادية حديثة أن إسرائيل تواجه تحديات اقتصادية كبيرة بسبب إنفاقها الدفاعي المتزايد، إذ بلغت ميزانية الدفاع لعام 2025 نحو 117 مليار شيكل (31.23 مليار دولار) نحو 6.5% من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ما يفوق الاقتراح الأولي من وزارة المالية بنحو 15 مليار شيكل (4 مليارات دولار).
ووفقا لتقرير صادر عن صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، فإن هذا المستوى من الإنفاق يمثل زيادة بنحو 60 مليار شيكل (16 مليار دولار) مقارنة بالسنة العادية، مما يجعل الإنفاق الدفاعي لإسرائيل الأعلى بعد أوكرانيا، كما يفوق ميزانيات الدفاع في عديد من القوى العسكرية الكبرى، بما في ذلك الولايات المتحدة وروسيا وجميع دول حلف شمال الأطلسي (ناتو).
ويرى الخبير الاقتصادي البروفيسور إستيبان كلور من الجامعة العبرية ومعهد الدراسات الأمنية، في حديث مع الصحيفة، أن هذه الميزانية الدفاعية الكبيرة قد تشكل عبئا اقتصاديا على قطاعات أخرى.
الميزانية الدفاعية الكبيرة قد تشكل عبئا اقتصاديا على قطاعات أخرى وفقا لخبراء (الأوروبية)ويؤكد كلور قائلا: "الميزانية الدفاعية العالية تأتي على حساب الإنفاق في قطاعات حيوية أخرى. لذلك، من المهم توجيه الإنفاق الحكومي نحو مصادر للنمو الاقتصادي".
ويوضح كلور أن "الاقتصاد الإسرائيلي ربما لا يتحمل تكرار ‘العقد الضائع’ الذي شهدناه في السبعينيات بسبب الإنفاق الدفاعي العالي، إذ وصل الإنفاق حينئذ إلى أكثر من 20% من الناتج المحلي، وأدى إلى ركود اقتصادي".
مستقبل النمو في ظل عبء الدفاعويرى اللواء المتقاعد موتي بيسر، الذي شغل منصب المستشار المالي لرئيس الأركان ومدير قسم الميزانية بوزارة الدفاع، أن تكلفة الدفاع قد تستمر في الارتفاع حتى بعد انتهاء الحرب.
ويشير بيسر إلى أن إعادة بناء القدرات الدفاعية الإسرائيلية تتطلب إضافة نحو 10 مليارات شيكل (2.67 مليار دولار) سنويا إلى الميزانية الدفاعية، مما يعني احتمال إنفاق إضافي يتراوح بين 80 إلى 100 مليار شيكل (21.35- 26.7 مليار دولار) على مدار 8 سنوات.
كما يوضح بيسر أن تمديد فترة الخدمة العسكرية الإلزامية وتعزيز أعداد الأفراد في الخدمة الاحتياطية قد يؤديان إلى تأخير دخول الشباب إلى سوق العمل والجامعات، مما يُحدث نقصا في اليد العاملة للقطاعات المدنية، ويؤثر سلبا على الإنتاجية في الصناعات المختلفة.
إسرائيل بين الدول ذات الإنفاق الدفاعي العاليووفقا لتقارير دولية، يعد الإنفاق الدفاعي الإسرائيلي من بين الأعلى في العالم من حيث النسبة المئوية للناتج المحلي. فعلى سبيل المثال، تخصص أوكرانيا، التي تشهد حربا طويلة الأمد مع روسيا، نحو 22.1% من ناتجها المحلي للدفاع، ومن المتوقع أن تصل هذه النسبة إلى 26.3% العام المقبل، مع دعم غربي يصل إلى 10-12% من ناتجها المحلي.
الاستمرار في هذا المستوى العالي من الإنفاق الدفاعي دون توازن مع الإنفاق على القطاعات الاقتصادية الأخرى قد يؤدي إلى عدم استقرار اقتصادي خطير (رويترز)وصرح دانييل مونين من مركز ويلسون، الذي كان مستشارا للرئيس الأوكراني، بأن "المساعدات الغربية شكّلت دعما اقتصاديا كبيرا لأوكرانيا في مواجهة تكاليف الحرب". في المقابل، بلغ الإنفاق الدفاعي لروسيا لعام 2025 نحو 6.3% من الناتج المحلي، وهو زيادة بنسبة 25% مقارنة بالعام السابق، حين بلغ 13.5 تريليون روبل (نحو 145 مليار دولار).
وفي السياق الإسرائيلي، يحذر بيسر من أن الاستمرار في هذا المستوى العالي من الإنفاق الدفاعي دون توازن مع الإنفاق على القطاعات الاقتصادية الأخرى قد يؤدي إلى عدم استقرار اقتصادي خطير. وأضاف: "في الماضي، كانت لدينا خطط لخفض نسبة الإنفاق الدفاعي إلى 3% من الناتج المحلي، لكن مع استمرار التحديات الأمنية، أصبحنا بعيدين عن هذا الهدف".
ويوضح بيسر أن تكلفة التوسع الدفاعي لا تقتصر على الإنفاق المالي المباشر، بل تشمل التأثيرات غير المباشرة مثل تأخير دخول الأفراد إلى سوق العمل، ونقل الموارد البشرية من القطاعات المدنية إلى القطاعات العسكرية، فضلا عن الحاجة إلى زيادة الاستثمارات في مجالات البحث والتطوير العسكري، مما يؤثر على باقي القطاعات الإنتاجية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الجامعات المیزانیة الدفاعیة من الناتج المحلی الإنفاق الدفاعی ملیار دولار ملیار شیکل
إقرأ أيضاً:
محافظ سوهاج يعلن مجموعة من الفرص الاستثمارية الواعدة لتعزيز الاقتصاد المحلي
أعلن اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج، عن مجموعة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي تهدف إلى تعزيز الاقتصاد المحلي وفتح آفاق جديدة للمستثمرين في محافظة سوهاج، وذلك في إطار رؤية الدولة لتشجيع الاستثمار ودعم الاقتصاد الوطني، وضمن خطة المحافظة لاستغلال كافة الأصول غير المستغلة بهدف تحقيق عائد اقتصادي يعود بالنفع على أبناء المحافظة، وخلق فرص عمل حقيقية والحد من فاتورة الاستيراد بالعملة الأجنبية.
وأوضح محافظ سوهاج أن الفرص الاستثمارية تتركز في عدة قطاعات حيوية منها “الانتاج الداجني والحيواني، والزراعة، والتنمية السياحية”.
وأشار إلى أن طرح تلك الفرص خلال الشهر الجاري سيسهم في جذب المزيد من رؤوس الأموال وتحفيز القطاع الخاص على الاستثمار في المحافظة.
ولفت إلى أن هذه الفرص تأتي في إطار الجهود المستمرة من الدولة لتحقيق التنمية المستدامة، وتنمية جميع المناطق في المحافظة بما يساهم في توفير فرص عمل جديدة، وزيادة الإنتاجية، وتحسين الوضع الاقتصادي في سوهاج.
وأوضح المحافظ أن من بين أبرز الفرص الاستثمارية المتاحة في محافظة سوهاج:
المشروعات الإنتاجية: “مشروع العيساوية لإنتاج البيض، ومشروع الديابات لإنتاج اللحوم والألبان”.
وأضاف أن الفرص الاستثمارية تشمل إنشاء مجمع تجاري ترفيهي في موقع سينما أوبرا وإنشاء فندق 5 نجوم بمدينة ناصر في موقع استراحة كبار الزوار واستغلال مساحة 149 فدانًا بغرب جرجا للاستثمار في الإنتاج الداجني
واستغلال الورش بقرية الحرفيين بأولاد عزاز، والانتفاع بمبنى "عمر أفندي" بمدينة ساقلتة، وطرح مصنع تدوير القمامة بمركز سوهاج كحق انتفاع.
وتعتبر هذه الفرص جزءًا من استراتيجية أوسع تهدف إلى تعزيز النمو الاقتصادي، ودعم المشاريع التي تساهم في سد الفجوة لاحتياجات المواطنين، من خلال توفير موارد مالية إضافية للمحافظة.
كما تسعى هذه المبادرات إلى تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة وزيادة فرص العمل، ما يساهم في رفع مستوى المعيشة وتحقيق التنمية المستدامة.