أكد معالي عبدالله بن طوق المري، وزير الاقتصاد، أن السياسات والاستراتيجيات الاقتصادية الحالية لدولة الإمارات تستند على جهود متسارعة لتنويع اقتصاد دولة الإمارات من خلال تعزيز القطاعات الاقتصادية الجديدة التي تسهم في تشكيل المرحلة التالية من النمو الاقتصادي، وتشمل التصنيع المتقدم، والتقنيات الخضراء، والتكتلات الاقتصادية الجديدة، والخدمات المالية، والذكاء الاصطناعي، وغيرها.


جاء ذلك خلال أعمال الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، التي انطلقت اليوم في أبوظبي، وضمن جلسة بعنوان “الإمارات والقواعد الجديدة للاقتصاد العالمي”.
وقال معالي عبدالله بن طوق إن دولة الإمارات تصيغ سياساتها الاقتصادية بما يتوافق مع الأطر العالمية الجديدة مستثمرة المرونة القوية والقدرة الكبيرة على التكيف مع الاقتصاد العالمي، وهو ما انعكس بشكل واضح في المحافظة على معدلات نمو إيجابية رغم التحديات الدولية.
وأشار معاليه إلى أن ثلاثة أرباع الناتج المحلي الإجمالي بدولة الإمارات حالياً يعود إلى القطاع غير النفطي، الذي يواصل توسعه محققًا نموًا سنويًا بنسبة 4% في الربع الأول من 2024، موضحاً معاليه إلى أن الاقتصاد الوطني يسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق المستهدفات الاقتصادية لرؤية “نحن الإمارات 2031” الرامية إلى مضاعفة الناتج المحلي الإجمالي للدولة ليصل إلى 3 تريليونات درهم بحلول العقد المقبل.
وأكد معاليه أن لدولة الإمارات دوراً أساسياً في صياغة مستقبل الاقتصاد الجديد عالمياً من خلال تمكين الشراكات المبتكرة، والتركيز على التكنولوجيا والتحول الرقمي والاستدامة، مما يُعزز مكانة الإمارات كمركز عالمي للاقتصاد الجديد، لافتاً معاليه إلى أن الناتج المحلي الإجمالي لدولة الإمارات سجل معدل نمو متوسط قدره 5% خلال السنوات الثلاث الماضية.
وأشار معاليه إلى أن الأنظمة الجديدة المعتمدة في نظام التأشيرات بالدولة ساهمت في جذب المستثمرين وأصحاب المواهب والمتخصصين والعمالة عالية المهارة والاحتفاظ بهم في العديد من القطاعات، بما في ذلك الخدمات المالية والتجارية والذكاء الاصطناعي والتصنيع، بالإضافة إلى رواد الأعمال والشركات الناشئة التي تتطلع إلى الابتكار والإبداع وتوسيع أعمالها في دولة الإمارات، مشيراً إلى أن قطاع سلاسل التوريد، الذي كان أحد تحديات التجارة العالمية في وقت سابق، يتسم بمرونة عالية في دولة الإمارات، حيث يسهم قطاع الخدمات اللوجستية بنسبة تصل إلى 14% في الناتج المحلي الإجمالي للدولة.
وقال معاليه إن قطاع الأمن الغذائي يعد قطاعاً وطنياً واعداً، لا سيما مع إطلاق “استراتيجية منصة الإمارات للأغذية” بهدف الوصول بحجم مساهمة قطاع الأغذية في الناتج المحلي الإجمالي للدولة إلى 10 مليارات دولار أميركي، وخلق 20 ألف فرصة عمل، حيث تمثل الاستراتيجية مصدراً مهماً للنمو الاقتصادي وخلق فرص واعدة ومستدامة، فضلاً عن ريادة دولة الإمارات في تبني الذكاء الاصطناعي المتقدم والبنية التحتية الرقمية، والأمن السيبراني.
وأشار معاليه إلى أن البيئة التشريعية الاقتصادية في الدولة شهدت تغييراً جذرياً على مدار السنوات الأربع الماضية، حيث تم إصدار وتحديث أكثر من 30 تشريعاً وقراراً وسياسة، ومنها قوانين جديدة للشركات العائلية والتعاونيات والوكالات التجارية والتجارة من خلال وسائل التقنية الحديثة والتحكيم، وإتاحة التملك الأجنبي للشركات بنسبة 100%، حيث أسهمت هذه التطورات التشريعية في تعزيز تنويع الاقتصاد الوطني، ودعم تنافسية بيئة الأعمال ودفعها إلى مستويات أكثر مرونة، لا سيما أن الإمارات جاءت في المرتبة الأولى عالمياً كأفضل مكان لممارسة وتأسيس الأنشطة الاقتصادية والتجارية لعام 2024 وفقاً لتقرير المرصد العالمي لريادة الأعمال.
وقال معاليه إن دولة الإمارات تبنت رؤى واستراتيجيات استشرافية لتعزيز الانفتاح الاقتصادي على العالم وبناء الشراكات الاقتصادية مع الأسواق البارزة إقليمياً ودولياً، حيث عقدت الدولة أكثر من 25 لجنة اقتصادية مشتركة مع 25 دولة على الصعيد الإقليمي والعالمي خلال السنوات الأربع الماضية، كما وقّعت اتفاقيات شراكة اقتصادية شاملة مع 14 دولة حول العالم، حيث تهدف من خلال هذه المبادرات والاتفاقيات إلى تعزيز مكانتها كشريك عالمي ومركز اقتصادي ريادي، له تأثير إيجابي على حركة التجارة والاستثمار في المنطقة والعالم.
يذكر أن الاجتماعات السنوية لحكومة دولة الإمارات 2024، تشهد تطورات جذرية في آلية تنظيمها، وأولوياتها، وأجندة فعالياتها، ومنطلقاتها، وأهدافها، والعديد من الأطر التي حافظت عليها خلال الدورات السابقة، وبما يتماشى مع توجهات ورؤى القيادة للتطوير والتحديث المستمرين لهذا الحدث الوطني الهام، وبما يتماشى مع الأولويات الوطنية، لتحقيق المستهدفات الاستراتيجية لحكومة دولة الإمارات، وتطوير العمل الحكومي وفق أفضل الممارسات العالمية.
وتشهد الاجتماعات الوقوف على أبرز نتائج الاستراتيجيات والخطط الوطنية التي تم اعتمادها في قطاعات حيوية رئيسية، في إطار رؤية “نحن الإمارات 2031″، والمسارات التنفيذية ومنهجية العمل الحكومي الداعمة لها، والتركيز على أهم توجهات الدولة خلال المرحلة المقبلة، بما يضمن تحقيق المستهدفات الوطنية.وام


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

السوداني: العراق أرض خصبة لكل الأحلام الاقتصادية

الاقتصاد نيوز - بغداد

أكد رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، السبت، أن العراق أرض خصبة لكل الأحلام الاقتصادية، فيما بين أن البلاد مقبلة على أوسع حركة عمرانية في مجال السكن.

وقال السوداني في كلمة له خلال افتتاح الدورة 48 لمعرض بغداد الدولي، وتابعتها "الاقتصاد نيوز"، "نفتتح اليوم الدورة 48 لمعرض بغداد الدولي لتكون إضافة باعثة على الأمل والتطلع إلى شراكات منتجة وواعدة وتعاون أقوى يعزز من مواجهة التحديات ويرسم خارطة الرفاه والنمو الاقتصادي الواثق".

وأضاف،" أرحب بممثلي ألف ومئتين وخمسين شركة وجهة تشارك بدورة هذا العام التي تحمل رسائل التواصل وخطط الشراكة البناءة من 22 دولة شقيقة وصديقة"، مبينا أن "المعرض هذا العام يقام والعراق يشهد حركة دؤوبة ونشطة في كل قطاع وتفصيلة من تفاصيل الاقتصاد والصناعة والزراعة والبنى التحتية والخدمات والطاقة".

وأكمل: "قطعنا أكثر من سبعة وعشرين شهرا من المخططات والبرامج المتصلة والمكملة لبعضها من أجل إحداث تغيير ملموس وواضح تحت سقف التوقعات والطموح الذي يحمله المواطن العراقي الكريم"، مضيفا: "شددنا منذ انطلاقة عمل الحكومة على أن المعيار الحقيقي للنجاح هو رضى المواطن وتفاعله الإيجابي بما يقدمه الجهاز التنفيذي الخدمي جنبا إلى جنب مع الإصلاح الاقتصادي الراسخ عميق الأثر وبعيد الأمد".

وأردف: "نريد لمعرض بغداد أن يكون ساحة تفاهم ومنصة تلاق تتجمع فيها الفرص والتفاهمات والعروض وتتدارس خلالها الشركات نوافذ الإسهام المتاحة في حركة التنمية في العراق"، مؤكدا أن "العراق مقبل على أوسع حركة عمرانية في مجال السكن".

وقال السوداني: "لدينا القطاع الصحي الواعد المتسارع الذي مضينا فيه عبر استكمال عشرات المشاريع المتلكئة للمستشفيات إلى جانب اعتماد أسلوب الإدارة والتشغيل المشترك وتفعيل الضمان الصحي"، مشيرا إلى أن "الاستثمارات الخارجية الوافدة إلى العراق زادت عن 60 ملياراً".

وبين أن "كل ذلك يأتي إلى جانب بناء علاقات وتفاهمات واتفاقيات مع شركاء دوليين ومؤسسات مالية عالمية كبرى"، لافتا إلى أن "طريق التنمية الاستراتيجي الذي يمتد من ميناء الفاو وصولا إلى الحدود الشمالية وتركيا ليرتبط بطرق التجارة الأكثر فعالية والأرخص في الإدارة والتشغيل بما تربطه بين آسيا وأوروبا مرورا بالعراق والشرق الأوسط". 


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • "إكسترا نيوز" ترصد آراء مواطنين حول جهود الدولة لدعم الاقتصاد وجذب الاستثمارات
  • السوداني: العراق أرض خصبة لكل الأحلام الاقتصادية
  • وزير الاستثمار: الحكومة تسعى إلى منح الفرصة للقطاع الخاص لقيادة التنمية الاقتصادية
  • وزيرة التخطيط تستعرض خطة التنمية الاقتصادية للعام المالي 2025
  • تستند عليها المرحلة الانتقالية في سوريا.. ماذا تعرف عن الشرعية الثورية؟
  • وزيرة التخطيط تنافش المنهجية الجديدة لإعداد خطة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والإنفاق الاستثماري
  • المشاط تبحث مع وكيل خطة النواب جهود تنفيذ خطط التنمية المستدامة
  • المشاط: نسعى لتحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة وحوكمة الإنفاق الاستثماري
  • وزير التسامح يبحث مع وفد أوزبكي تعزيز قيم السلام العالمي
  • الجناح الوطني في بينالي العمارة 2025 بالبندقية يعلن عن معرض «على نار هادئة»