في الخامس من نوفمبر عام 1885، وُلد المؤرخ والكاتب الأمريكي ويليام جيمس ديورانت، الذي أبدع في تأليف موسوعته الشهيرة "قصة الحضارة" التي استمرت عقوداً طويلة في كتابتها، بالتعاون مع زوجته.

ويل ديورانت 

ديورانت نشأ في عائلة من أصول فرنسية كندية، حيث كان والديه جوزيف وماري جزءًا من المهاجرين من كيبيك، كندا إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

في عام 1900، حصل على تعليمه من اليسوعيين في مدرسة القديس بطرس، وتخرج من كلية سانت بيتر في جيرسي سيتي بنيوجيرسي عام 1907.

بعد تخرجه، بدأ ديورانت العمل مقابل 10 دولارات في الأسبوع كمراسل لمجلة نيويورك، وفيما بعد تزوج من أرييل، التي كانت أصغر منه بحوالي 13 عامًا وأنجبت له ابنتهما أثيل، بالإضافة إلى ابنهما بالتبني لويس.

أول مؤلف له كان في مجال الفلسفة والمشاكل الاجتماعية، أثناء تحصيله لدرجة الدكتوراه في الفلسفة، وفي عام 1917 حصل على الدكتوراه وأصبح أستاذًا في جامعة كولومبيا.

هشام عطوة: "مسرح مصر" جاهز للعمل وافتتاحه قريبا يوم البون فاير.. ليلة تحولت من مؤامرة إلى احتفالات عظيمة في بريطانيا

بالإضافة إلى عمله الأكاديمي، كان ديورانت يميل إلى الانطلاق والمغامرة، حيث ألقى سلسلة من المحاضرات حول القادة والأبطال التي تركت بصمتها على البشر، ونشر كتابه "قصة الفلسفة" الذي حقق نجاحًا كبيرًا.

بعد ذلك، كرس ديورانت جهوده لمشروعه الضخم "قصة الحضارة"، الذي عمل عليه لمدة تقارب الـ 40 عامًا، وفي الجزء الـ 39 وعد بنشر كتاب مستقل حول عظات التاريخ، وفعل ذلك بنجاح، بالإضافة إلى كتب أخرى مثل "تفسير الحياة" و"سيرة حياتنا".

وفي الختام، أكمل ديورانت كتابته في عام 1981 بعنوان "أبطال من التاريخ"، وتوفي في السابع من تشرين الثاني من ذلك العام في لوس أنجلوس، ودُفن هو وزوجته في مقبرة حديقة قرية ويستوود ميموريال في كاليفورنيا.

واعترفت الحكومة الأمريكية بإنجازات ديورانت وزوجته في عام 1968 عندما حصلا على جائزة بوليتزر عن كتابهما "روسو والثورة"، وفي عام 1977 تم تكريمهما بوسام الحرية الرئاسي، وهو واحد من أرفع الجوائز التي تمنح للمدنيين في الولايات المتحدة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قصة الحضارة قصة الفلسفة ديورانت فی عام

إقرأ أيضاً:

(مناوي) الذي لا يتعلم الدرس

الخطاب السياسي لمناوي هو خطاب مرتجل وعشوائي، لكنه يظل عينة مناسبة لفحص المرض، فخطاب مناوي نموذج مكشوف لمستتر مكنون خطاب السودان الجديد، وهو في حالته العارية بلا رتوش المثقفين وفي ذات الوقت بدون حس التعبئة والحشد، وسبب ذلك أن مناوي يرجو منه أن يكون خطابا سياسيا لحركته لكن الخطاب يأتي متفجرا وخطيرا، وخصوصا حين تضيف له حس الهزل والهذر عنده. أن صفة التفجر والعنف هي أصل الخطاب وحقيقته، وأظن مناوي جاهل بذلك ولكن يجب في كل الحالات أخذه بجدية.

فيما يخص مناوي نفسه فليس المقام مناسب لتحليل تام وطويل لحالته، ولكنه اختصارا عبارة عن رجل أعمال سياسي مسلح، يتحرك وفق منطق براغماتي نحو الدولة، حركته حركة عرقية تلبست لباس السودان الجديد وبذلك فهي تحالف مصالح نخبوي هدفه تحقيق العوائد من السياسة، وهذه الحالة يطول شرحها لأنها تختلف في صيغة مناوي البراغماتية عنها في صيغ الحلو وعبدالواحد، ومهما كان فصيغة مناوي قابلة للتسوية وهناك بعيدا ستجد ثوابت معقولة، وربما ارتباط أكثر بعناصر محلية. لكن في كل الحالات تظل هي ظاهرة تحالف مصالح عرقي مسلح لا يحمل أي صفة شرعية للحديث عن دارفور وتحتاج لإصلاح.

المهم بالنسبة لي هو مضمون الخطاب الذي قدمه، ولي فيه ثلاث نقاط، ثم ختام بخلاصة نهائية ونصيحة للرجل وحركته وأتباعه:

أولا: تفسير الصراع:
ثمة خلط مفاهيم كبير يحدث في عقل مناوي لأنه لا يملك فرصة للفهم، ولا يوجد من حوله من يساعده في ذلك، إن مفاهيم مثل لعبة الأمم والتدخل الخارجي واستغلال التناقضات الداخلية هي مفاهيم صحيحة، لكن من يقولها لا يمكن منطقيا أن يردد دعايات الآخرين حول وجود سياسات متعمدة عرقيا ويربطها بالشمال ضمنيا في حديثه، ولو فرضنا جدلا صحة الحديث المبتور عن زمن الإنقاذ، فما معنى ذلك سوى رغبة في ابتزاز الدولة من جديد. دعك عن أن حركة مناوي نفسها تقوم على علة قديمة، فهي حركة عرقية صرفة وارتكبت انتهاكات كثيرة أيضا بل وكانت تصنف جزء من الجنجويد أنفسهم كما أشارت الصحفية جولي فلينت في ورقتها الشهيرة، أيضا فإن اتفاق أبوجا الذي تحدث عنه مناوي ظلم عرب دارفور ومطالبته بنزع سلاح الجنجويد كانت جزء من دعاية غربية، وظفت مناوي ودعته لزيارة أمريكا ووقتها وكان هو قطعة في رقعة شطرنج أو (كلبا في لعبة الضالة) كما قال، كان مطلوبا نزع السلاح من الجميع وفهم مخاوف مجتمعات العرب هناك، وقد كان مناوي يتغاضى عن ذلك ويفكر في قسمة سريعة للسلطة والثروة فالنفظ وقتها كان وعدا بثمن غال وكان مدفوعا بمنظمات وجهات خارجية تساعده فنيا وسياسيا. إن مسألة العمالة لم يكن بعيدا عنها وهي كانت في نوع من التحالف مع مشروع غير وطني، على مناوي أن يعيد القراءة والنظر في تفسير الصراع والتواضع أكثر فمن كان بيته من زجاج لا يرمي الآخرين بحجر، وهذا الفهم سيمنحه قدرة لتشخيص الأبعاد المركبة وفهم كيف أنه قبل يوما أن يكون أداة في يد الآخرين.

ثانيا:خريطة دارفور.
خريطة دارفور التي ظهرت في خطابه أيضا تثير استفزازا كان في غير محله، ومناوي يخدم بذلك خطوطا تقسيمية خطيرة، وحتى لو فرضنا أنه ظنها مسألة خلافية فما معنى بعثها اليوم؟ في الحقيقة فإن خريطة دارفور حدودها شمالا حتى خط ١٦ عرض وتبدأ جنوبا من خط ١٠ عرض، وشرقا حدودها خط ٢٧ ثم غربا حتى خط ٢٢. وأدناه صورة من كتاب موسى المبارك عن دارفور يعود بمصدره لبحث مهم عن تاريخ دارفور للبريطاني لامبن. G.D.Lampen بعنوان تاريخ دارفور. لكن المهم أن مناوي أن مناوي يظن أنه يتحدث بذكاء حين يقول أن أهل دارفور هم وكلوه بهذا الحديث، وهذا ابتزاز وتذاكي خبيث فمناوي لم يفوضه أحد ومن المهم له أن يكون أكثر تواضعا أيضا في هذا الأمر، لا يمكن له أن يتحدث عن السودان ككل وحين يأتي لدارفور يتحدث كأنه الصوت الوحيد.

ثالثا:مراجعات مطلوبة.
ما سبق هو مناقشة لماورد في خطابه لكن القصة أكبر من ذلك، مطلوب من مناوي وحركته مراجعات أعمق كنت قد طالبتهم بها من قبل، إن مسألة تحرير السودان، والأبعاد العرقية في التفسير، وابتزاز السلطة وعدم الوعي بالمخطط الخارجي كل ذلك يمنع تحول مناوي من براغماتي ذو بوصلة وطنية إلى وطني حقيقي، فالحالة الأولى قابلة للانتكاس في أي لحظة.

الختام:
على مناوي وحركته ضبط الخطاب جيدا، ويجب أن يترك طريقة الهذر والسخرية والارتجال والعشوائية وإدعاء الخفة والمرح، ليكون مسؤولا عن أفعاله وخطابه، المسألة ليست هذرا ولعبا بل مسؤولية وجد، وعلى أعضاء حركته ألا يكونوا مجرد حراس لمصالح وموظفين برواتب أمام مديرهم التنفيدي، بل عليهم مراجعة هذا المدير التنفيذي وتطوير وعيهم بهذه الأمور.

نقول ما سبق لأننا نؤمن إيمانا قاطعا، بأن ما يوحد السودان أعظم وما يجعل المصير مشتركا أكبر بكثير وأن كل مداخل التفكيك متشابهة كيفما كانت، سواء من الشمال أو الغرب أو الشرق، فإنها ستتوسل مفاهيم مضللة في تفسير الواقع، ثم وةتغذي هذه الحالات بعضها البعض بردود فعل ومتتالية هندسية تصاعدية تفكك البلد وتخدم الغير. مناوي إذا لم يتطور فهو جزء من هذه المتتالية وفي كل الحالات فإن مجتمع دارفور ومعنى وجودها في التاريخ السوداني كل ذلك أكبر من مناوي ومن حركته.

هشام عثمان الشواني
الشواني

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • ما السيناريو الذي تخشاه روسيا بشأن أمريكا وايران 
  • ما الذي سيحدث؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟
  • خطوة تفصل بيليفيلد عن كتابة التاريخ في ألمانيا
  • الجندي السعودي الذي إتفق الجميع على حبه
  • ملك بريطانيا تشارلز الثالث يوشح الباحث والكاتب المغربي عبد الرحمان بوخفة
  • استمرار عمليات البحث عن ناجين وسط الدمار الذي خلفه زلزال ميانمار
  • أنور عبد المغيث يكشف تفاصيل كتابة مسلسل جودر ومفهوم البطل الشعبي
  • مضوي: “نريد كتابة التاريخ ولا نشعر بأي ضغط”
  • كنوز أثرية في أبهى صورها.. المتحف المصري الكبير يعيد الحياة إلى تاريخ الفراعنة
  • (مناوي) الذي لا يتعلم الدرس