جريدة الوطن:
2025-03-15@12:14:31 GMT

السياسة والذكاء الاصطناعي

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

السياسة والذكاء الاصطناعي

السياسة والذكاء الاصطناعي

قطار الذكاء الاصطناعي انطلق ولا يمكن لأحد إيقافه ومن يرفض الدخول فيه سيكون وضعه كمن كان يرفض التعلم قبل نصف قرن

 

 

ونحن نستعد لامتحانات الحصول على درجة الدكتوراه في العلاقات الدولية؛ التخصص الذي يعتقده البعض أنه بعيد جداً عن التكنولوجيا وضعنا في اعتبارنا إمكانية أن تكون أحد الأسئلة التي يمكن أن تأتي في الاختبار يدور حول تأثير الذكاء الاصطناعي على العلاقات الدولية خاصة بعدما غيرت هذه التكنولوجيا ديناميات القوة داخل النظام الدولي وأصبحت مخرجات الذكاء الاصطناعي واحدة من أدوات تمكين القوة،بل يمكن القول إنها حلت محل القوة النووية.


هذا النقاش فتح المجال حول مستقبل علم الذكاء الاصطناعي في المجتمعات الإنسانية حيث تبين المؤشرات أنه سيغزو جميع المجالات الحياتية خاصة تلك التي يتم فيها التعامل اليومي طالما أن الأمر وصل إلى تخصص يعتبر أنه علم نخبوي يقتصر على مجموعة من الناس وكذلك يعتمد بشكل أساسي على الجوانب النظرية والفلسفية ومع ذلك لم يسلم من التأثير ودمجه في الذكاء الاصطناعي وبالتالي وجب على الجميع الاستعداد للمستقبل لتقليل المخاطر.
وحيث التخصص، يُنظر إلى علم السياسة بمجالاته الثلاث “العلاقات الدولية، والنظرية السياسية، ونظم سياسية” أنه يتسم بالانفتاح على التخصصات الأخرى، بل ويتفاعل معها ويؤثر فيها كما أنه يتأثر هو كذلك لسببين مهمين.
السبب الأول: أنه يعتمد على أغلب المناهج المستخدمة في العلوم الأخرى في تفسير الظواهر السياسية، بما فيها المناهج الخاصة بالعلوم التطبيقية والرياضيات فهو يدرس تأثر الاقتصاد على العلاقات الدولية.
والسبب الثاني: أن علم السياسة لديه القدرة على التكيف مع العلوم الجديدة فهناك نظريات في العلاقات الدولية حول المناخ والبيئة تعرف بالنظرية الخضراء، وهناك نظرية تبين تأثير “الترفيه”في العلاقات الدولية وهي نظرية “القوة الناعمة”.
كما يقودنا هذا النقاش إلى تذكر معيار تعريف من هو “الإنسان الأمي” أي الذي لا يقرأ ولا يكتب، ففي منتصف التسعينيات من القرن الماضي ومع تصاعد ظاهرة استخدام أجهزة الكمبيوتر في العمل كان الجميع يردد بأن معيار تصنيف مصطلح الأمي ليس من لا يجيد القراءة والكتابة كما كان في السبعينات من القرن الماضي وإنما الأمي هو من لا يجيد استخدام مبادئ الأساسية للكمبيوتر، ولكن في يومنا أعتقد هو من لا يجيد استخدام الذكاء الاصطناعي أو على الأقل غير ملم بمبادئ هذا العلم.
بعضنا اعتقد “أنا واحد منهم” أن تأثير الذكاء الاصطناعي في تطوير الحياة الشخصية للفرد وتسهيل إنهاء الإجراءات الإدارية فقط، ولكن أن ينتقل العمل بهذا الداخل الجديد في العلاقات الدولية فإن الأمر يطرح مخاوف ليس في تدمير العالم وإنما الأهم من ذلك أنه سيخلق فجوة بين المجتمعات من حيث المعرفة كما هو الأمر في مسألة التعليم في السابق لهذا يكون من المهم جداً تزويد أفراد المجتمعات البشرية بهذا العلم الجديد.
الإمارات من الدول المهتمة كثيراً بملاحقة كل ما هو جديد في مجال المعرفة بشكل عام والمعرفة التكنولوجية أكثر لأن ذلك يعزز من المشاركة المستنيرة للأفراد في حماية أنفسهم من التحديات المتعلقة به وكذلك في استخدامها في العمل الوظيفي لذلك هناك مبادرات مجتمعية لنشر ثقافة الأمن السيبراني.
هناك مداخلة للأستاذ عبدالعزيز المعمري، أستاذ الإعلام في جامعة محمد بن زايد على قناة دبي في برنامج “رواق الفكر” حول مستقبل الإعلام في عصر الذكاء الاصطناعي عندما أكد على أنه واقع ويجب التعامل والتكيف معه وفق هذا المنطق لتقليل حجم الخسائر مستقبلاً.
قطار الذكاء الاصطناعي انطلق ولا يمكن لأحد إيقافه ومن يرفض الدخول فيه يؤخر وقت الاندماج فيه وهذا له ثمنه وسيكون وضعه كمن كان يرفض التعلم قبل نصف قرن حيث تأخر في مواكبة تحول المجتمعات في العالم.


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: فی العلاقات الدولیة الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت

كشفت دراسة حديثة، نُشرت على خادم الأبحاث الأولية arXiv التابع لجامعة كورنيل، عن الانتشار الواسع للمحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي على الإنترنت، مما يثير مخاوف بشأن تأثيره على جودة المعلومات التي نتعرض لها يوميًا.

ووفقًا للتحليل الذي شمل أكثر من 300 مليون وثيقة، بما في ذلك شكاوى المستهلكين، البيانات الصحفية للشركات، إعلانات الوظائف، والبيانات الإعلامية الصادرة عن الأمم المتحدة، فإن استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنشاء المحتوى شهد قفزة كبيرة منذ إطلاق ChatGPT .

 


ووفقاً لموقع "FASTCOMPANY" أوضح الباحث ياوهوي زانغ، من جامعة ستانفورد وأحد مؤلفي الدراسة، أن الفريق أراد قياس مدى استخدام الأفراد لهذه الأدوات، وكانت النتيجة مفاجئة. فقبل إطلاق ChatGPT، كانت نسبة المحتوى الذي يُشتبه في أنه أُنشئ بمساعدة الذكاء الاصطناعي لا تتجاوز 1.5%، لكنها ارتفعت بسرعة بعشرة أضعاف بعد انتشار الأداة، خاصة في شكاوى المستهلكين والبيانات الصحفية.

اقرأ أيضاً.. كارل.. ذكاء اصطناعي يكتب أبحاثاً معترف بها

 

استخدمت الدراسة بيانات من شكاوى المستهلكين المقدمة إلى مكتب حماية المستهلك المالي CFPB قبل حله من قبل إدارة ترامب، لتحليل انتشار المحتوى المُنشأ بالذكاء الاصطناعي في مختلف الولايات الأميركية.

 

أخبار ذات صلة "ميتا" تختبر شريحة مطورة لتدريب الذكاء الاصطناعي دبي تستضيف أول مجمع دولي للرياضة داخل منطقة حرة

وأظهرت النتائج أن ولايات أركنساس، ميزوري، وداكوتا الشمالية كانت الأكثر استخدامًا للذكاء الاصطناعي، حيث تم رصد أدلة على ذلك في ربع الشكاوى تقريبًا. في المقابل، كانت ولايات فيرمونت، أيداهو، وويست فرجينيا الأقل اعتمادًا عليه، حيث أظهرت البيانات أن ما بين 5% إلى 2.5% فقط من الشكاوى تضمنت إشارات لاستخدام الذكاء الاصطناعي.

على عكس أدوات الكشف التقليدية، طور فريق البحث نموذجًا إحصائيًا جديدًا لتحديد المحتوى الذي يُرجح أنه أُنشئ بالذكاء الاصطناعي. اعتمد هذا النموذج على تحليل أنماط اللغة، وتوزيع الكلمات، والبنية النصية، حيث تمت مقارنة النصوص المكتوبة قبل ظهور ChatGPT مع تلك المعروفة بأنها مُعدلة أو منشأة بواسطة النماذج اللغوية الضخمة. وكانت نسبة الخطأ في التنبؤ أقل من 3.3%، مما يعزز دقة النتائج.

 

في ظل هذا الانتشار الواسع، يعبر زانغ وفريقه عن قلقهم من أن الذكاء الاصطناعي قد يُقيد الإبداع البشري، حيث أصبحت العديد من أنواع المحتوى - من الشكاوى الاستهلاكية إلى البيانات الصحفية - تعتمد بشكل متزايد على النماذج التوليدية بدلًا من الأسلوب البشري التقليدي.


اقرأ أيضاً.. هل يستطيع الذكاء الاصطناعي أن يكون طوق النجاة للمحتاجين؟


ومع استمرار تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، يتزايد الجدل حول مدى تأثيرها على جودة المعلومات، ومدى قدرتها على استبدال الإبداع البشري بنصوص مصممة وفق خوارزميات، مما يثير تساؤلات حول مستقبل المحتوى على الإنترنت.

 

إسلام العبادي(الاتحاد)

مقالات مشابهة

  • الذكاء الاصطناعي والدخول إلى خصوصيات البشر
  • السياسة.. طبخة تحتاج لطباخ ماهر
  • الجديد وصل .. جوجل تتحدى آبل في مجال الذكاء الاصطناعي الشخصي
  • الصين تدخل الذكاء الاصطناعي إلى مناهج الابتدائية
  • جامعة عجمان ضمن أفضل 100 جامعة عالمياً في علم البيانات والذكاء الاصطناعي
  • بكين تدرج الذكاء الاصطناعي للطلاب من المرحلة الابتدائية
  • دراسة جديدة تكشف عن غزو الذكاء الاصطناعي للمحتوى على الإنترنت
  • رمضان ومطبخ الذكاء الاصطناعي
  • طحنون بن زايد: الإمارات مستثمر رائد في حلول التكنولوجيا المتقدمة والذكاء الاصطناعي
  • "وكلاء الذكاء الاصطناعي".. ماذا ينتظرنا؟