عندما تفكر أمريكا بالانتحار في اليمن
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
يمانيون – متابعات
في أغسطس الماضي أعلن قائد الفرقاطة الهولندية، “يافان بوسيكوم”، الانسحاب نهائيا من التحالف الأوروبي في البحر الأحمر ضمن مهمة “أسبيدس”، وأرجع بوسيكوم سبب الانسحاب إلى الهجمات اليمنية، حسب ما نقلته عنه صحيفة “ذي انديان اكسبرس” الهندية، وقال إن “اليمنيين عنيفون، ولا يمكن التنبؤ بتصرفاتهم”.
فما تسمى بـ”أسبيدس” الأوروبي، وكذا الحال بالنسبة للتحالف الامريكي الذي وُلد ميتاً، وتكرر التلويح به أكثر من مرة، تحركات صدمتها الجدية التي تعاملت بها القوات المسلحة اليمنية مع الغزاة الجدد. فاليمن الذي أعلن معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس” ضد العدو الإسرائيلي المحتل للأراضي العربية الفلسطينية، من الطبيعي ألا يقبل أي تواجد لقوات أجنبية تحت أي مسمى، أو مبرر بالقرب منه، وما تحاول البائسة أمريكا تسويقه بشأن حماية الملاحة الدولية، فنّده قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي حينها بتأكيده بأن عسكرة البحر الأحمر هو الذي يهدد الملاحة.
تعقُّد المشهد بهذا الشكل لم يأت من فراغ، ولكنه ناتج عن ما ظهر به اليمن من قوة رادعة فرضت واقعاً جديداً ليس على هوى أمريكا والقوى الإمبريالية، وهذه القوة بطبيعة الحال ليست وليدة صدفة، وإنما ناتج اجتهاد وتحرك يمني على صعيد المواجهة، وعلى صعيد تطوير الصناعة العسكرية، حتى صار اليمن أقوى بشكل ملحوظ، ولذلك فإن تسليم الإعلام الدولي بهذه القوة، يأتي من كونها واجهت أمريكا التي نفخها الضعفاء كثيرا حتى صارت تعيش الدور وتنتفض إذا وجدت من يقف أمامها بحزم.
مواجهة اليمن انتحار
وتلفت التقارير انتباه أمريكا إلى عدم الغرق في مستنقع طيشها، فالعالم يقيس ويضع الاحتمالات من صمود وبسالة وجرأة اليمنيين، ما يجعل مواجهتهم انتحار ، وسيكون من الغباء أن تتجاوز أمريكا، أن يد اليمن، صارت طولى، أو أن تنسى حسب أكثر المراقبين إن لم يكن جميعهم بأن “التطورات الملحوظة في قدرات القوات المسلحة اليمنية قد وضعت البحرية الأمريكية في موقف دفاعي، حيث باتت عاجزة عن فرض ردع فعّال في مواجهة الهجمات المتكررة التي تستهدف الملاحة البحرية الإسرائيلية في البحر الأحمر.”، وهذه الحقائق كوّنتها المواجهة التي رسمت معالم جديدة للمعادلة.
يتناول موقع newsfrol الروسي بإعجاب المواجهة اليمنية مع القوة الأمريكية، وكيف أن الجيش اليمني برز كقوة عظمى لتحديه الولايات المتحدة، وهذا هو مربط الفرس الذي يزيد من مخاوف أمريكا وحلفاءها من أن يلعب اليمن دورا بارزا في رسم “الشرق الاوسط الجديد”، وهو ما أشارت إليه هيئة البث الألمانية “دي دبليو” بقولها “إن اليمن يتجه لإعادة تشكيل خارطة الشرق الأوسط باعتباره الأنشط في المحور والأكثر تأثيرا”.
ويؤكد موقع newsfrol أن نجاح الضربات اليمنية التي وصفها بالجريئة والمفاجئة للأهداف الاستراتيجية في المنطقة جذب الانتباه، وأن الهجمات على البنية التحتية لصناعة النفط في المملكة العربية السعودية، وكذلك على أهداف أخرى مهمة، أظهرت قدرة اليمنيين على “تقويض الاستقرار” في المنطقة والتأثير على الأسواق العالمية، حسبما ورد في التقرير، الذي أضاف أن من وصفهم بالحوثيين أظهروا مرونة مذهلة وقدرة على القتال في ظروف معقدة، فاستراتيجيتهم وتكتيكاتهم، التي تستهدف استخدام أساليب الحرب غير المتماثلة، كانت فعّالة للغاية ضد أعداء أقوياء، حسب الموقع الروسي.
انتحار على شواطئ البحر الأحمر
استسهال الحديث عن التصعيد ضد اليمن لإيقاف عملياته المساندة لفلسطين إنما يعبر عن حالة يأس وإحباط، لذلك فأمريكا تحاول القفز إلى الأمام، لاستعادة هيبتها المسفوحة على شواطئ البحر الأحمر، والأمر في المحصلة سيكون انتحارا واضحا وإنهاء لما تبقى من الأسطورة الأمريكية التي لا يزال شيء منها يخيف أولئك الذين قبلوا على أنفسهم أن يكونوا أتباعاً لمن لا يشبهونهم في الدين، ولا يشاركونهم في التاريخ، بل ولا يقيمون لهم وزناً إلا بالقدر الذي يمكن أن يكونوا فيه مفيدين لها ولمخططاتها في الهيمنة، ونهب ثروات البلاد العربية والإسلامية.
إن استسهال الحديث عن التصعيد، سيكتب على نحو أكيد خاتمة حكاية التواجد الأمريكي في المنطقة، فانطلاقا من كونه لا حق للأمريكي، ولا لأي كائن آخر، العربدة بحق شعوب المنطقة بلا مسوّغ قانوني، وانطلاقا من أن موقف اليمن الإسنادي، هو قانوني ويستند إلى ما تُقرّه المواثيق والأعراف الدولية، وانطلاقا من أن في الموقف اليمني انتصار للقيم الإنسانية والأخلاقية، وانطلاقا من أن الموقف الأمريكي والغربي ينطوي أصلاً على كل الشر بدعمه للمجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني، فإنه ليس من حق أحد أن يفرض إرادته على اليمنيين لثنيهم عن موقفهم المنتصر للمظلومين قي فلسطين.
وعلى الأمريكي، أن يرسم صورة متخيلة لمشهد ما بعد التصعيد، إنه بلا شك سيتمنى لو تعود به العجلة إلى الوراء ليتوقف عن رعونته، فالتصعيد سيجعل مشهد المنطقة وربما العالم قاتما إذ إنها ستكون مصيرية، ولن يكون للأمريكي تحديد سقفها، وتَحرُكه الانتحاري سيُفقده الكثير من المصالح، فحق الدفاع عن النفس مشروع ومتفق عليه، بينما القادم من آلاف الكيلو مترات عليه أن يدرك أنه في زمن الألفية الثالثة، وليس في حقبة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي بطش خلالها يميناً ويساراً لفرض هيمنته على العالم، أمريكا اليوم “لم تعد أولا”، وكل دول العالم بمقدرها أن تقف في وجه صلفها وغطرستها إذا امتلكت الإرادة.
ملايينية الساحات
ثم على الشيطان الأمريكي بالضرورة العودة لمشاهدة الفيديوهات التي توثق الزحف الملاييني اليمني إلى الساحات كل جمعة، انتصارا للقضية الفلسطيني، وتأكيدا على ثبات الموقف الداعم للفلسطينيين واللبنانيين، فمثل هكذا شعب سيكون من الاستحالة هزيمته أو فرض الإرادة عليه.
شعب ينبض مقاومة، شعب ينبض بالنخوة والكرامة لنصرة المستضعفين من العرب والمسلمين، فكيف والأمر يعني فلسطين، القضية المفتوحة منذ قرن من الزمن، ومنذ ما قبل التمكين غير القانوني للصهاينة ليؤسسوا كيانهم، منذ الاحتلال البريطاني الذي حاول متعمداً تشويه ديمغرافيا المكان بنشر الأقليات الأجنبية على هذه الأرض بما فيهم اليهود، ومنحهم الأراضي ودعمهم بالمال للاشتغال بالتجارة، ولتأسيس عصابة مسلحة حملت اسم “الهاجانا” قبيل تحويل التسمية إلى “جيش”.
وتؤكد المسيرات المليونية الأسبوعية أن الشعب اليمني يتعامل مع القضية من مبادئ ثابتة، أساسها الدين والأخوة والإنسانية، وهي ثوابت يستحيل بأي حال ثنيهم عنها، خصوصاً وأن البديل عن ذلك يعني استفحال خطر الغدة السرطانية لتهدد كل المنطقة وتتحكم بتفاصيله.
والجمعة الماضية أكدت مسيرة “مع غزة ولبنان.. الجهوزية لأي تصعيد أمريكي صهيوني والجهوزية لأي تصعيد أو مؤامرات جديدة تستهدف موقفنا الذي لن نتراجع عنه مهما كانت الأثمان والمخاطر، وملايين اليمنيين إلى جانب قواتهم المسلحة جاهزون لوضع نهاية حاسمة للتدخل الأمريكي في المنطقة عموما.
——————————————
موقع أنصار الله
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحر الأحمر فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
الإمارات تطلق حملة كسوة الشتاء في شبوة اليمنية
أطلقت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، صباح اليوم الأحد، حملة "كسوة الشتاء" في عدد من المناطق النائية والصحراوية في محافظة شبوة اليمنية، بهدف توفير الملابس والاحتياجات الشتوية الضرورية للأسر الأشد فقراً، والنازحين، والبدو الرحل، الذين تأثروا بموجة البرد القارس التي تجتاح المحافظة.
وتأتي هذه الحملة، استجابة فورية لاحتياجات السكان المتضررين من موجة البرد في عدد من مناطق محافظة شبوة، وتعكس التزام الهلال الأحمر الإماراتي بمبدأ التضامن الإنساني ورعاية الفئات الأكثر حاجةً في المجتمع.وأشاد الشيخ راجح سعيد باكريت عضو هيئة الرئاسة بالمجلس الإنتقالي الجنوبي، بالجهود الإنسانية والإغاثية المتواصلة للإمارات في اليمن، عبر ذراعها الإنساني والخيري هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في تقديم المساعدات الإنسانية للأسر الأشد فقراً والمتضررين من موجة البرد القارس الذين يواجهون ضروفاً معيشية صعبة، وبما يسهم في تخفيف العبء عن المواطنين هناك، وتحسين ظروف حياتهم.
بدوره، أوضح ماجد بن سريع مدير الهلال الأحمر الإماراتي في شبوة، أن "هذه الحملة تتضمن توزيع الألبسة الشتوية والبطانيات على النازحين والبدو الرحل والأسر الأشد فقراً، الذين يقطنون في المناطق النائية والصحراوية في المحافظة، متوقعا أن يستفيد منها 1520فرداً".
من جانبهم، عبر المستفيدون من هذه المساعدات عن شكرهم وامتنانهم للهلال الأحمر الإماراتي على دعمه المستمر ومساهمته في تخفيف معاناتهم، مؤكدين أن هذه المساعدات ستسهم في توفير الحماية والدفء لأطفالهم خلال فصل الشتاء.