استعرض مؤتمر " التلوث بمخلفات البلاستيك: توحيد الجهود نحو مستقبل أخضر" الذي ينظمه شعبة البيئة البحرية التابعة للمعهد القومي لعلوم البحار والمصايد في الإسكندرية اليوم الثلاثاء، عدد من الجهود التنفيذية، والشراكات الدولية، للحد من تأثيرات المخلفات البلاستيكية والصلبة على البيئة البحرية داخل محافظة الإسكندرية.

جهود تنفيذية

ويقول الدكتور سامح رياض وكيل وزارة البيئة في الإسكندرية إن الوزارة تعمل على الحد من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، وذلك من خلال تتبع ورصد مخلفات البلاستيك على الشواطئ، والقيام بفرز هذه المخلفات لمعرفة مصادرها وتصنيفها مثل مخلفات شباك الصيد، أو المأكولات وغيرها.

ويشير وكيل وزارة البيئة بأن المصدر الأول للمخلفات البلاستيكية على النظم الشاطئية هي السياحة والأنشطة البحرية المتعلقة به وليس أنشطة الصيد، وأن 94% من مخلفات الشواطئ هي مخلفات بلاستيكية.

ويرجع عمل الوزارة حاليًا على الحد من الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام، نظرًا أنها شديدة الخطورة على البيئة البحرية أكثر من الزجاجات البلاستيكية التي يتم إعادة تدويرها وأصبحت صناعة مربحة، لكن الأكياس البلاستيكية أحادية الاستخدام لا يتم تدوير سوى 1% منها وطنيًا، كما أن استخدامها لا يتعدى دقائق، كما أنها سهلة الزحف إلى البحار.

كما أن 28% من صناعة البلاستيك يتم بشكل وطني، أما 72% من الصناعات البلاستيكية يتم استيرادها من الخارج، كما أنها تضغط على توافر العملة الصعبة.

استراتيجية جديدة للبلاستيك

وتحدث "رياض" في كلمته خلال المؤتمر بأن الوزارة أطلقت استراتيجية جديدة لمواصفات كيس البلاستيك بأن يكون سميك الحجم، للحد من زحفه، ولاحقًا الحد من توزيعه بشكل مجاني، بجانب إطلاق حملات تنظيف الشواطئ والتوعية ضد المخلفات البلاستيكية.

كما أنه يتم الاتفاق مع أصحاب المحلات وبيع المأكولات القريبة من الشواطئ على الإلتزام بعملية التنظيف في محيط المنشأة، لمنع وصول المخلفات البلاستيكية إلى الشواطئ.

وقال إن البلاستيك منذ انطلاق صناعته في الثورة الصناعية كان الحل السحري للكثير من المجالات الصناعية الأخرى، وفي بداية التسعينات اكتشف أحد العلماء القارة الثامنة في شمال المحيط الهادئ مليئة بالمخلفات، وأن 99% من هذه المخلفات من البلاستيك، وأن العالم أكد وقتها أن البلاستيك سيكون قنبلة موقوتة على العالم كله.

وأوضح أن العالم اليوم بدأ ينتفض ضد صناعة البلاستيك، ويضع خطط واستراتيجيات للحد من البلاستيك ومنع وصوله إلى البيئة البحرية، خاصة أن البلاستيك يحتاج إلى 400 سنة كي يتحلل.

وتحدث وكيل وزارة البيئة بأن مخلفات البلاستيك تأتي اليوم من مصادر متعددة من مخلفات الشواطئ، الصرف الصحي والصناعي، مياه الأمطار تحمل جزيئات بلاستيك، مقالب القمامة، أنشطة النقل البحري، وأنشطة الصيد.

 

الميكرو بلاستيك

ويحذر وكيل وزارة البيئة من أن وجود الميكروبلاستيك "جزيئات البلاستيك المفتتة "في البيئة، يُسبب في وصولها إلى الأسماك البحرية، ومن ثم انتقالها إلى الإنسان عبر السلسلة الغذائية، وهذا له تأثير خطير على صحة الإنسان، كما أنه يؤثر على الحيوان والطيور.

وذكر أن البلاستيك له ارتباط بتأثيرات التغيرات المناخية بنسبة 4%، وهذا من بداية صناعته حتى مراحل التخلص منه.

تعاون إلماني للحد من المخلفات البلاستيكية

فيما استعرض الدكتور علاء عبد الباري نائب رئيس الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري إطلاق مشروع "تومالي- Toumali" بالتعاون بين وزارتي البيئة الألمانية والمصرية، وتطبيقه  في محافظة الإسكندرية، للحد من المخلفات البحرية الصلبة في قطاع السياحة.

وتحدث أن المشروع بدأ في عام 2020، وتم اختيار محافظة الإسكندرية لتطبيق هذا نموذج المشروع، وخاصة أن المحافظة مليئة بالفنادق، الشواطئ، والمطاعم، وأن هذا القطاع السياحي ينتج مخلفات بلاستيكية من الممكن أن تزحف إلى البحر مباشرة، وأنه هذا كان يتطلب وضع مشروع للحد من هذه المخلفات الصلبة.

وأوضح بأن المشروع يهدف إلى دعم الفنادق والمطاعم وجعلها صديقة للبيئة، لأن عدم إلتزام هذه المنشأت السياحية بمعايير مصادقة البيئة يؤثر سلبًا على السياحة، ويجعل الزائر الأجنبي يرفض النزول في المنشأت الغير صديقة للبيئة.

حملات توعية

وأشار إلى أن المشروع أطلق حملة توعية بالتعاون مع محافظة الإسكندرية، جهاز شؤون البيئة، الإدارة المركزية للسياحة والمصايف، وشركة نهضة مصر لمساعدة المنشأت السياحية على كافة درجاتها السياحية على القيام بعملية فرز المخلفات الصلبة داخل المنشأة السياحية، وتوزيع صناديق ملونة تساعدهم على عملية الفرز.

شركة ناشئة لإعادة التدوير

كما أن هذا المشروع سيساعد على إطلاق شركة ناشئة جديدة تتبع شركة نهضة مصر باسم "النهضة العربية للحلول البيئة والتنمية"، وأن هذه الشركة سيكون مسؤوليتها، تلقي هذا الفرز من المنشأت السياحية، وقيامها بإعادة تدوير هذا الفرز، وخاصة أن مخلفات هذه المنشأت قيمة الجودة.

وذكر نائب رئيس الأكاديمية العربية بأن عملية الفرز المسبقة ستقلل من كمية النفايات التي تذهب إلى مدفن النفايات، وبالتالي يستوعب المدفن مخلفات سنوات أطول، وأن مع تطور حلول إعادة التدوير، سيكون المدفن دوره فقط دفن نحو 15-20 % فقط من المخلفات.

وينطلق المؤتمر بعدد من الجلسات حول مكافحة التلوث البلاستيكي وإدارة المخلفات الصلبة "التحديات والفرص"، وجلسات حول الابتكار والصناعة في مجال البلاستيك والبيئة "تعزيز الحلول المستدامة وإعادة التدوير".

فيما ينطلق في اليوم الثاني جلسات حول مكافحة التلوث البلاستيكي: التقنيات العلمية وجهود المجتمع المدني، وجلسات مخلفات البلاستيك والمايكرو بلاستيك: رؤى حول تأثيرات المناخ والبيئة الساحلية.

 

 

 



 

462554378_1263241971765859_1458877034879969840_n 462571217_1101497924696217_6083061993616899685_n 462572142_917543616411835_3282030061786357925_n

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الأكياس البلاستيكية الإسكندرية اليوم أكياس البلاستيكية المخلفات البلاستيكية مخلفات بلاستيكية محافظة الإسكندرية المخلفات البلاستیکیة محافظة الإسکندریة وکیل وزارة البیئة مخلفات البلاستیک البیئة البحریة للحد من کما أن

إقرأ أيضاً:

البيئة تنقذ سلحفاة بحرية كبيرة حية بشاطئ النخيل بالإسكندرية

تنفيذاً لتوجيهات الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، توجه فريق عمل من الفرع الإقليمى لجهاز شئون البيئة بالاسكندرية، لبحث بلاغ ورد صباح اليوم يفيد بوجود سلحفاة بحرية كبيرة الحجم تم العثور عليها حية على شاطئ النخيل - العجمى - بالإسكندرية، واتخاذ الإجراءات اللازمة للتعامل معها وذلك بالتنسيق مع محافظة الإسكندرية وشرطة البيئة والمسطحات المائية.

 

البيئة تشارك في المؤتمر السنوي للنمو الأخضر رئيس جمعية كتاب البيئة والتنمية يكرم الجمعيات الأهلية

و تبين لفريق العمل أن السلحفاة بحالة صحية جيدة ومثبت عليها رقم كودى معدنى، و بالفحص تبين أن السلحفاة تم رصدها بمحمية فى دولة اليونان وإطلاقها إلى البيئة مرة أخرى من هناك.

وأكدت د. ياسمين فؤاد أن فريق عمل جهاز شئون البيئة على الفور قام بنقل السلحفاه الى مركز إنقاذ السلاحف بمحمية أشتوم الجميل، لفحصها ورعايتها واتخاذ الإجراءات اللازمة طبقا للاتفاقيات الدولية الخاصة بحماية هذا النوع من السلاحف المهدد بالانقراض.

وتهيب وزارة البيئة بالمواطنين بضرورة الحفاظ على الكائنات المهددة بالانقراض وحمايتها، والحفاظ على التنوع البيولوجي والثروات البحرية لأهميتها لحياة الإنسان والبيئة، وتسليمها للجهات المختصة ومنها وزارة البيئة في حال العثور عليها، المنوط بها عملية إعادة إطلاق الحيوانات والطيور إلى بيئتها مرة أخرى.

وقد خصصت الوزارة الخط الساخن 19808 للتواصل والإبلاغ فى حال العثور على الكائنات المهددة بالانقراض، وكذلك محاولات الإتجار أو الصيد غير المشروع فى تلك الكائنات.

مقالات مشابهة

  • مهندسة زراعية لـ الوفد: مخلفات الطعام فرصة لإنتاج أسمدة عضوية وتغذية التربة
  • البيئة تنقذ سلحفاة بحرية كبيرة حية بشاطئ النخيل بالإسكندرية
  • شؤون البيئة يشن حملة مفاجئة للتفتيش على المنشآت الطبية بالشرقية
  • قطعة من الجنة.. طائر البلشون وجمال شواطيء الفيروز يجذب أنظار السياح
  • زيارة طلاب جامعة المنصورة للكلية البحرية بالإسكندرية
  • رئيس «شئون البيئة»: مصر تتصدى لتغيرات المناخ بمشروعات طموحة للحد من الانبعاثات
  • وزيرة البيئة تناقش محافظ القليوبية آليات تنفيذ أنشطة البنك الدولى
  • وزيرة البيئة: تقنين أوضاع العمالة غير الرسمية بمنظومة المخلفات
  • وزيرة البيئة : إنشاء مصنع لتدوير المخلفات بالقليوبية
  • وزيرة البيئة: توفير غطاء تأميني وصحي للعاملين في منظومة المخلفات بالقليوبية