المقاطعة تطيح بـكارفور الأردن وترحيب شعبي واسع
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
عمّان- أثار إعلان سلسلة متاجر "كارفور" إغلاق جميع فروعها في الأردن (51 فرعاً) -اعتباراً من الاثنين- ردود فعل مرحبة واسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وكانت كارفور من ضمن العلامات التجارية التي أطاحت بها حملة المقاطعة التي انخرط فيها السواد الأعظم من الأردنيين تضامناً مع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، وذلك بعد انتشار مقاطع فيديو على مواقع التواصل تظهر جنوداً إسرائيليين يحملون مواد غذائية موضوعة في أكياس عليها شعار كارفور.
وقالت "كارفور الأردن" في صفحتها الرسمية عبر "فيسبوك" "اعتباراً من 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، ستوقِف كارفور جميع عملياتها في الأردن ولن تستمر في العمل داخل المملكة، نشكر عملاءنا على دعمهم ونعتذر عن أي إزعاج قد ينتج عن هذا القرار".
التوجه نحو البديلوبالتزامن مع هذه الخطوة، أطلقت مجموعة الفطيم اسماً جديداً لسلسلتها المختصة بالبيع بالتجزئة، وهو اسم العلامة التجارية "هايبر ماكس" كبديلٍ عن شركة كارفور، حيث دعت المجموعة إلى افتتاح العلامة التجارية الجديدة "هايبر ماكس" بالأردن الثلاثاء.
وأدى استمرار حملات المقاطعة الأردنية منذ ما يزيد على العام -للشركات والعلامات التجارية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي- إلى تراجع الأرباح الصافية والإيرادات الكلية، والمبيعات الإجمالية لهذه الشركات، بل إن بعض الشركات العالمية أغلقت عدداً كبيراً من فروعها بالأردن نتيجة تعاظم حملات المقاطعة الشعبية.
وتشير المصادر إلى أن مبيعات "كارفور" في الأردن شهدت انخفاضاً حاداً تجاوزت نسبته 80% منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، مما دفع إدارة الشركة الفرنسية لاتخاذ قرار الإغلاق، بعد فشل محاولاتها السابقة بتخفيض أسعار منتجاتها، وإعلانها عن عروض وحوافز لاجتذاب الزبائن، إلا أن الإقبال عليها بقي دون النتائج المرجوة، في رحلتها الطويلة للهروب من سيف المقاطعة المصلت عليها.
المقاطعة نمط حياةأكد الخبير الاقتصادي الأردني عامر الشوبكي أن سياسة المقاطعة أصبحت قناعة لدى الأردنيين، وقال -في حديثه للجزيرة نت- إن "مقاطعة البضائع الأميركية أو العلامات التجارية الداعمة للاحتلال الإسرائيلي أصبحت نمط حياة بالنسبة للمواطن الأردني، ولأول مرة نرى المقاطعة بهذا الشكل".
وأضاف "مقاطعة المنتجات الأجنبية دائماً ما تنعكس بشكل إيجابي على المنتج المحلي بعكس ما يروج له البعض، لأن المواطن الأردني بات يعطي الأولوية في خيارته للمنتج المحلي على حساب الأجنبي".
واستدرك "يجب أن نشير إلى جزئية هامة لها علاقة بالواقع الاقتصادي، إذ إن ما جرى مع شركة كارفور له علاقة أيضاً بالواقع الاقتصادي المترهل، وضعف النشاط الاقتصادي في المملكة".
وقال "أصبحنا نلحظ مؤخراً أن الكثير من المحال التجارية تغلق أبوابها في السوق الأردنية نتيجة تدهور الأوضاع الاقتصادية، التي لها علاقة مباشرة، أو غير مباشرة بما يحدث في الإقليم من أزمات متتالية، وأهمها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والضفة الغربية".
انتصار للأردنيينوكانت حملة مقاطعة المنتجات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي في الأردن "بي دي إس" (BDS) قد قالت أمس إنه وبعد حملة استمرت سنتين وتعاظمت بعد عملية طوفان الأقصى انتصر الشعب الأردني على داعمي الإرهاب الصهيوني وأجبروا العلامة التجارية كارفور على الخروج من البلاد.
وأضافت الحملة في إعلانها المقتضب الذي نشرته عبر منصات التواصل "لا صوت يعلو فوق صوت الأردنيين.. لا صوت يعلو فوق صوت المقاطعة".
ترحيب واسعإلى ذلك، أكد ناشطون أردنيون ترحيبهم بالخطوة التي قامت بها شركة كارفور بإغلاق جميع فروعها في المملكة، وأشار خضر رشيد (مدير مدرسة) إلى أن "المواطن أصبح يبحث عن كلّ ما هو جديد بخصوص الشركات التي تدعم الاحتلال".
وأضاف "اليوم المواطن يبتكر أساليب جديدة لمقاطعة المنتجات الأميركية أو الغربية الداعمة للاحتلال، من خلال مقاطعة كل من يتعامل معها كالمحال التجارية، أو المولات الكبيرة التي تقوم ببيع منتجات الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي".
واعتبر أن حملات المقاطعة المدروسة والمستمرة ساهمت بنسبة كبيرة في دعم الاقتصاد المحلي، وتطوير منتجات الشركات الأردنية، بل وتشجيع الشركات الوطنية على توسيع استثمارها في المملكة.
من جهتها ثمنت خولة مفيد (ربة منزل) الخطوة التي قامت بها كارفور بإغلاق فروعها، معتبرةً -في حديثها للجزيرة نت- أن الخطوة تمثل انتصاراً حقيقياً للإرادة الشعبية الأردنية برفض ما قامت به الشركة الأم بتمويل الحملة العسكرية ضد المدنيين في قطاع غزة.
وقالت "مشهد جنود الاحتلال يحملون أغذية تتضمن علامة شركة كارفور بداية معركة طوفان الأقصى لا يغيب عن مخيلتنا، وبالتالي آن لهذه الشركة أن يتوقف عملها في الأردن".
وحول ذلك، قال منسّق حملة "الأردن تقاطع" حمزة خضر "إعلان كارفور عن إقفال أبوابها في الأردن مؤشر حيوي ومباشر على نجاح حملات المقاطعة التي قادها الشعب الأردني بنفسه، ومن أن الالتزام الشعبي بالمقاطعة ما زال عاليا ومستمراً، وأصبح المواطن يبحث عن البدائل الوطنية سواء للمطاعم أو المقاهي أو السلع التجارية".
وأضاف خضر -للجزيرة نت- أن المواطنين قاموا مؤخراً بإطلاق حملة مقاطعة المؤثرين الذين لا ينخرطون بالحديث عما تتعرض له غزة، مما يؤشر على مدى الإحساس بالقضايا الوطنية، وإيجاد حالة جديدة من الوعي حول أهمية المقاطعة وضرورة استمرارها.
وأعاد مستخدمون للفيسبوك نشر بيان كارفور الأردن على المنصة الاجتماعية أكثر من 7 آلاف مرة، مع العديد من التعليقات التي تربط الإغلاق بحملة مقاطعة نتيجة الهجوم العسكري الإسرائيلي على قطاع غزة، وفق ما أوردت رويترز.
المنتج المحلي بديل قويومع مرور الوقت، تصاعدت حملات المقاطعة الشعبية التي تحولت إلى ثقافة عامة لدى المستهلك الأردني، مما عزز من حضور المنتجات المحلية بالسوق الأردنية، إذ أشار استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية إلى أن نسبة المشاركين في نشاطات المقاطعة تجاوزت 93%، وأن 95% منهم توجهوا إلى المنتج المحلي كبديل للمنتجات التي جرت مقاطعتها، في حين رأى نحو 72% من الأردنيين أن تلك الحملات لا تؤثر بالاقتصاد الوطني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الداعمة للاحتلال الإسرائیلی حملات المقاطعة شرکة کارفور فی المملکة فی الأردن إلى أن
إقرأ أيضاً:
لكي تستحق القمة العربية اسمها..
قلة قليلة من أبناء الأمة العربية هم المتفائلون بإمكانية صدور قرارات جريئة عن القمة العربية في القاهرة في الرابع من آذار/مارس الحالي، لا سيما أن تجربة الامة مع نظامها الرسمي العربي لم تكن أبداً مشجعة خصوصاً في المفاصل التاريخية التي تمر بها الأمة، وخصوصاً ما ظهر من خذلان وتواطؤ خلال ملحمة " طوفان الأقصى"..
لكن هناك من يقول أن ظروف اليوم هي غير ظروف الأمس، لا سيّما وأن المشروع الصهيو ـ أمريكي قد كشر عن أنيابه وأعلن تهديده صراحة لدول رئيسية في المنطقة كمصر والأردن وصولاً إلى المملكة العربية السعودية، وخاصة بعد أن صدرت تصريحات من المسؤولين الكبار في هذه الدول العربية ترفض مقترحات ترامب بتهجير الفلسطينيين وتوطينهم في هذه الدول...
لذلك أعتقد أن من واجب كل مواطن عربي أن يطمح إلى أن يرى ترجمة لهذه التصريحات إلى مواقف عملية يمكن اتخاذها للضغط على حلف قوى الإبادة الجماعية في غزة وجنوب لبنان.. رغم أن الأمل بإمكانية التجاوب الرسمي العربي مع مطالب الأمة ضئيل جداً لأن الضغوط الأمريكية والغربية على هذه الحكومات لا تجد ضغوطاً مقابلة لها من قبل الحركة الشعبية العربية المدعوة، هي الأخرى، إلى مراجعة أوضاعها لتتحول إلى قوة مؤثرة فعلاً في القرار العربي العام..
طبعاً لا أعتقد أن أحداً من أبناء الأمة يتطلع إلى دعوة الدول العربية إلى خوض حرب دفاعية ضد الكيان الصهيوني، لكن ما من مواطن عربي إلاّ ويدرك أن في مقدور حكوماتنا أن تتخذ قرارات ذات طابع سياسي واقتصادي وإعلامي وقضائي يمكن لها ان تشكل ضغطاً حقيقياً على العدو الصهيوني وداعميه للتراجع عن مخططات التهجير والتوطين والتطبيع وحروب الإبادة الجماعية.
أول هذه المطالب هو إلغاء اتفاقيات التطبيع المعقودة بين بعض الحكومات والعدو الصهيوني، بدءا ًمن "كامب ديفيد إلى أوسلو ووادي عربة واتفاقات السلام الإبراهيمي"، فمثل هذا الإلغاء أو حتى التلويح به يمكن أن يشكل ضغطاً شديداً على تل أبيب وواشنطن لردعهما عن جرايئمهما الإبادية بحق شعب فلسطين ولبنان لا سيّما لإجباره العدو على الالتزام باتفاقيات وقف النار في غزة وجنوب لبنان والتي يبدو أن العدو مصمم على انتهاكها متجاهلاً كل الالتزامات والضمانات الدولية المتصلة بها.
لا أعتقد أن أحداً من أبناء الأمة يتطلع إلى دعوة الدول العربية إلى خوض حرب دفاعية ضد الكيان الصهيوني، لكن ما من مواطن عربي إلاّ ويدرك أن في مقدور حكوماتنا أن تتخذ قرارات ذات طابع سياسي واقتصادي وإعلامي وقضائي يمكن لها ان تشكل ضغطاً حقيقياً على العدو الصهيوني وداعميه للتراجع عن مخططات التهجير والتوطين والتطبيع وحروب الإبادة الجماعية.ثاني هذه المطالب هو تفعيل حركة المقاطعة العربية والإسلامية للعدو وداعميه، وهو أمر لا يحتاج إلى أكثر من قرارات تفعّل قوانين المقاطعة المتخذة بإجماع عربي منذ خمسينيات القرن الماضي وإعادة فتح مكاتب المقاطعة في العواصم العربية في مواجهة كل متعاون مع العدو الصهيوني أو مشارك في عدوانه.. لا سيّما أن المقاطعة الشعبية في مجتمعاتنا العربية والإسلامية وحتى الدولية قد أثبتت فعاليتها وإن شركات أجنبية عديدة باتت تشكو من آثار هذه المقاطعة..
وبالطبع إن قيام الحكومات بواجبها لا يعفي الشعوب أيضاً من تشكيل أو تفعيل لجان المقاطعة الشعبية في كل أقطار الأمة واعتماد كافة الوسائل لتعميم الدعوة إلى المقاطعة .
ثالث المطالب من الحكومات العربية أن تسعى لتنقية العلاقات بين أقطار الأمة وداخل كل قطر، ومحاصرة كل الممارسات والدعوات والخطابات ذات الطابع الطائفي والمذهبي والعرقي والعودة لإعلاء شأن الرابطة الوطنية داخل كل قطر، ورابطة العروبة على مستوى الأمة.
وفي هذا الإطار لا بد من تحرير السجون والمعتقلات العربية من كل معتقل سياسي غير ملوثة يداه بالدم..
كما المطلوب تنقية العلاقات وتكاملها بين الأقطار العربية ودول الجوار الإقليمي في إيران وتركيا ودول إفريقية مجاورة على طريق بناء إقليم كبير يستطيع أن يلعب دوراً هاماً في السياسة والأمن والاقتصاد في المنطقة والعالم.
المطلوب تنقية العلاقات وتكاملها بين الأقطار العربية ودول الجوار الإقليمي في إيران وتركيا ودول إفريقية مجاورة على طريق بناء إقليم كبير يستطيع أن يلعب دوراً هاماً في السياسة والأمن والاقتصاد في المنطقة والعالم.المطلب الرابع هو تبني النظام الرسمي العربي لحركة المقاومة في فلسطين ولبنان ورفض كل محاولات عزل قوى المقاومة وشيطنتها ومحاصرتها خصوصاً إنها قوة للأمة لا يستهان بها، وإنها اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو المتمادي في إرهابه ووحشيته ومطامعه.
المطلب الخامس والسريع هو اتخاذ قرارات بإعمار غزة، ولبنان دون أي شروط مسبقة خاصة تلك التي تتصل بتقييد حركة المقاومة التي أصبحت رقماً صعباً في معادلة الصراع في الأمة.. إذ لا يجوز أن يكون الإعمار وسيلة ابتزاز سياسي للبلدان والمجتمات المنكوبة..
المطلب السادس متابعة المسارات القضائية الراهنة سواء في محكمة العدل الدولية أو المحكمة الجنائية الدولية والتفاعل مع دول "تجمع لاهاي" التسع التي أخذت على عاتقها الضغط لتفعيل هذه المسارات، بالإضافة إلى ملاحقة العدو وداعميه لتحمل مسؤولياتهم في إعادة اعمار ما تهدم في غزة ولبنان على يد العدوان الصهيوني وبالسلاح الأمريكي والأوروبي.
المطلب السابع هو السعي الجدي لتحقيق تكامل وطني فلسطيني بين الفعل المقاوم والعمل السياسي والدبلوماسي، لكون المقاومة هي القوة التي يستند إليها العمل السياسي الفلسطيني، ولكون العمل الديبلوماسي الفلسطيني من شأنه أن يؤدي إلى نتائج لصالح المقاومة وأهلها..
المطلب الثامن هو الوقوف إلى جانب الجزائر بوجه التهديدات الفرنسية المشحونة بلغة الاستعمار والعنصرية، خصوصاً بعد الدور الهام الذي لعبته وتلعبه الجزائر على صعيد مجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي.
المطلب التاسع هو وضع خطة لحماية سورية من التوسع العدواني الصهيوني، ومقاومة التدخل الصهيوني في الشأن الداخلي السوري عبر إثارة الفتن والنعرات الطائفية والمذهبية والعرقية، والعمل على دعم كل الجهود الرامية من أجل أن تكون سورية لكل السوريين بعيداً عن كل عمليات الانتقام والبقاء أسرى صراعات الماضي.
المطلب العاشر هو السعي لتشكيل تحالف عالمي بين الدول العربية والإسلامية والصديقة للتصدي لكل المطامع الصهيونية والاستعمارية في بلادنا والعالم.
إن هذه المطالب الملحة يمكن أن تشكل برنامج عمل لقمة عربية إذا كان أركانها مستعدين للتفاعل مع إرادة الشعوب والتعويض عن كل تقصير أو خذلان أو تواطؤ أصاب مواقف البعض من هؤلاء الحكام تجاه ما تعرضت له غزة ولبنان من حروب إبادة وتطهير عرقي.
بل إن التجاوب مع هذه المطالب من شأنه أن يجعل القمة العربية تستحق اسمها كهيئة تقود الأمة نحو التحرير والوحدة والحرية.
*الرئيس المؤسس للمنتدى القومي العربي