لجريدة عمان:
2025-03-15@16:36:44 GMT

ولاية شليم وجزر الحلانيات والسياحة المفقودة

تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT

هناك جزر لا يُسمع لها حس قبل حين أصبحت قبلة السائحين في العالم، الآلاف سنويا يسيحون إليها لأجل الاسترخاء أو الصيد أو الاستمتاع بجمالها، ممّا تخلق فرص دخل، وتحرّك الاقتصاد الوطني، خصوصا في مجال السياحة، فعندنا مثلا جزيرة بالي في أندونيسيا، وجزيرة ماليه في المالديف، وجزيرة بالاوان في جنوب الفلبين، وغيرها من الجزر، وبعضها ليس لها حضور تأريخي، ولكن لطبيعتها، ووجود بنيّة سياحية تحتية مؤهلة، مع التشجيع الإعلامي؛ أصبحت من الجزر الشهيرة سياحيا في العالم.

ولمّا نتأمل الجزر الخمس في ولاية شليم، والتي أكبرها جزر الحلانيات، نجد فيها الطيور المهاجرة، والتي سميّت إحدى الجزر بجزيرة الطيور؛ لكثرة الطيور فيها، وقد يكون منها النادرة، كما تكثر فيها السلاحف النادرة، ومختلف أنواع الأسماك، ويوجد بها أنواع أخرى من الحيوانات، بيد الذي يميزها شواطئها الكبيرة، وطقسها المعتدل طول العام، وجمال الطبيعة فيها، ممّا يجعلها قبلة سياحية لو أحسن توظيفها وتسويقها محليا وعالميا.

كما يوجد بها شجرة اللبان، وأنواع أخرى من النباتات، فضلا عن موروثات الآباء في الأطعمة والملبوسات والفنون ومختلف العادات والتقاليد، ممّا يجعلها مؤهلة لإنشاء متحف مبسط عنها يحكي حكاية ماضيها، ونهضة حاضرها، وهذا يسهم بشكل كبير في الرقي السياحي.

إنّ سياحة الجزر كما أسلفت أصبحت من الأماكن المهمّة الّتي يقصدها السّائحون في العالم، وهذه الميزة ممكن أن تتحقّق في جزر الحلانيات خصوصا، وممكن أن تكون قبلة للعديد من السائحين إذا ما أحسن توظيفها، فكما تتمتع بجمال الطبيعة، هي أيضا ذات طقس معتدل غالب العام، قد لا يتوفر في أماكن ساحليّة أخرى بسبب الرطوبة، أو أحوال الطقس غير المستقرة.

الذي لا يشجع السياحة في هذه الولاية عموما، وجزر الحلانيات خصوصا؛ عدم وجود بنية سياحية حاضنة لها، فهناك ابتداء عائق المسافة، فالسائحون في الغالب لا يصلون إليها إلا برا عن طريق الوسطى، أو جوّا عن طريق مطار صلالة، والمسافة من صلالة إلى هذه الجزر لا تقل عن ثلاث ساعات، لذا ممكن تفعيل المطارات المتعلقة غالبا بشركات النفط وتحويل منفذ لتفعيل الجانب السياحي في الولاية، حيث إنّ مرمول مثلا لا تبعد كثيرا عنها.

كذلك هي بحاجة إلى معالجة البنية التحتية من حيث الفنادق والمطاعم ومكاتب السياحة، ومكاتب تأجير السيارات، فهذا تفتقده الولاية بشكل واضح، فهناك فنادق قليلة أقرب إلى الشقق الفندقية، كما أنّ المطاعم ليست بذات الجودة، ولا يوجد فيها سيارات أجرة في الغالب، ولا مكاتب تأجير سيارات، ولا حافلات سياحية، ولم أرَ مكاتب سياحية تعنى بالولاية وجزرها، ممّا يجعلها غير مؤهلة بشكل كبير للسياحة الداخلية فضلا عن الجذب الخارجي، عدا وقت الخريف ممّن يأتي خصوصا إلى الشويمية عن طريق صلالة، لما تتميز به من كهوف وعيون مائية.

ما أسلفتُ ذكره هي قراءة من الخارج، وليس من خبير مختص بالجوانب السياحية والاقتصادية ومواقع الجذب حسب الواقع، لكنني في الوقت نفسه أرى أننا نخسر بهذا موقعا سياحيا مهما يمكن أن يخلق فرص عمل، كما ينشط من عمل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وهذا يحتاج إلى رؤية واضحة ومنفتحة للعمل السياحي، بما في ذلك المهرجانات والمناشط المصاحبة.

إنّ عمان تتميز بتعدّدية في الطبيعة، من السهل والجبل والصحراء والواحات، كما تتميز بتعددية لغوية وتأريخية وتراثية، وفي العادات والتقاليد والفنون المرتبطة بالأفراح والأعراس والأتراح ، والمواسم الدينية وسفر البحر والحج، ومواسم الأعياد وغناء الأطفال والركبان، كما تتعدّد فيها ثقافة الملبوسات والمطعومات، والتأريخ الذي مرت به عمان، وحضورها لآلاف سنين مضت، أوجد تعدّدية ثقافية في العمارة والمخطوطات والآثار البنائية، كالحصون والقلاع والأفلاج والقبور والأسوار والأدوات المعدنية والنحاسية والفخارية والصناعات التقليدية والخطوط والنقوش وغيرها، فضلا عن أدوات الرعي والبحر والتنقل.

وولاية شليم وجزر الحلانيات جزء من هذه التعددية، خصوصا في جانب البحر والصيد والطبيعة - كما أسلفت -، قد لا يتوفر هذا مع صفاء الجو في أماكن أخرى، على أنّ تمركز السياحة في العاصمة أو مدن معينة حالة غير صحية، والتمركز هنا قد لا يعني بالمعنى المهرجاني أو الإعلامي فقط، وإنّما أيضا بتوفر بنية حاضنة للجذب السياحي، وتوفر المرافق التحتية المشجعة للعمل السياحي.

على أنّ الولاية في داخلها مؤهلة طرقيا وصحيا، عدا ما ذكرته آنفا، وهذا ممكن التفكير فيه من جهات الاختصاص، لما للطبيعة من أهمية سياحية لا تقل أهمية عن الجوانب التراثية والفنية، خصوصا في جوانب الاسترخاء والنقاهة والصيد والاستمتاع بالطبيعة، وهذا يشجع أيضا الأنواع الأخرى من السياحة كالسياحة الكتابية والثقافية، فيقصدها كتّاب ومثقفون من أجزاء من العالم لإنجاز أعمالهم الكتابيّة والروائية والأدبية بشكل عام، كما يشجّع على السياحة السينمائية وإنتاج الأفلام الوثائقية المتعلقة بالبحر والسهل والصحراء، كما يشجع على إقامة المناشط الرياضية المحلية والدولية بشكل أكبر، بسبب الطبيعة واعتدال الجو، كما يشجّع بشكل طبيعي على السياحة الفنية، وإقامة مهرجانات خصوصا المتزامنة مع بعض الفصول، لهذا قد يكون الاهتمام بهذه الجزر سياحيا له أثره في الاقتصاد الوطني مستقبلا، إن كان فيما ذكرت شيء من الواقعية وملائمته للحال، وإلّا تبقى وجهة نظر من متأمل لا أكثر.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: ة سیاحیة

إقرأ أيضاً:

مصر القومي: افتتاح المتحف المصري الكبير يوفر واجهة سياحية فريدة لمصر

قال المستشار مايكل روفائيل ، نائب رئيس حزب مصر القومي، ان توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الترتيبات والتنظيمات الخاصة بافتتاح المتحف المصري الكبير تعكس رؤية استراتيجية متكاملة تهدف إلى استثمار هذا الحدث العالمي في تعزيز مكانة مصر الحضارية والسياحية على الساحة الدولية.

خطر يهدد صحة المواطنين.. تحرك برلماني لمواجهة إعادة تدوير الزيوت المستعملة10 توصيات برلمانية لتعزيز فعالية واستدامة منظومة الحماية الاجتماعيةبرلمانية: أمريكا أدركت أهمية التعامل بجدية مع خطة مصر لإعادة إعمار غزةمستقبل سياسات الحماية الاجتماعية.. دراسة برلمانية تستهدف الانتقال من الاحتياج للتمكين

وأكد روفائيل ، في بيان له، أنه منذ بداية العمل على إنشاء هذا الصرح الثقافي، كان واضحًا أن الهدف يتجاوز مجرد بناء متحف يضم كنوزًا أثرية، بل يسعى إلى تقديم مصر بصورة جديدة تليق بتاريخها العريق وتتناسب مع تطلعاتها المستقبلية كوجهة ثقافية وسياحية عالمية.

افتتاح المتحف المصري الكبير

ولفت روفائيل، إلى أن الاهتمام الرئاسي الدقيق بتفاصيل الاحتفالية لا يأتي من فراغ، بل ينبع من إدراك عميق لأهمية هذه المناسبة باعتبارها فرصة ذهبية لإبراز جمال الحضارة المصرية والتأكيد على دورها المحوري في تشكيل الإرث الحضاري العالمي.

وأضاف أن مصر تعد صاحبة أقدم حضارة إنسانية متكاملة، وما يمثله المتحف المصري الكبير هو إعادة تقديم هذه الحضارة للعالم بأسلوب حديث يجمع بين الأصالة والتكنولوجيا المتقدمة في العرض المتحفي.

وأكد روفائيل أن هذا الحدث سيحظى بمتابعة واسعة من وسائل الإعلام العالمية، ما يجعله فرصة مثالية لتعزيز الصورة الإيجابية لمصر كمركز ثقافي وسياحي رائد.

مقالات مشابهة

  • في جولة سياحية.. ستة سفراء أوروبيين وعرب يزورون طرابلس
  • مصر القومي: افتتاح المتحف المصري الكبير يوفر واجهة سياحية فريدة لمصر
  • «الثقافة والسياحة» تطلق مبادرة هريس رمضان بواحة العين
  • دورية صينية قرب جزر متنازع عليها مع اليابان.. مخاوف من عودة التوتر
  • تعاون بين «الاقتصاد والسياحة بدبي» و«بريمير إن»
  • طلب إحاطة بشأن غلق وهجر المخيم السياحي بحي الكوثر بسوهاج
  • السلطات الأمريكية تنقل بشكل مفاجئ 40 مهاجرا من جوانتانامو إلى ولاية لويزيانا
  • افتتاح منتجع إب السياحي
  • وزير الثقافة والسياحة يتفقد قرية بيت بوس التاريخية بصنعاء
  • "سياحة النواب": المتحف المصري الكبير إضافة لمُقوّمات الجذب السياحي