كتب - أحمد جمعة:

تتابع العواصم الدولية والإقليمية عن كثب مجريات الانتخابات الرئاسية الأمريكية التي تُجرى، الثلاثاء، وسط ترقب لإعلان الفائز من المرشحين الجمهوري دونالد ترامب، والديمقراطية كامالا هاريس، انتظارًا لتحديد بوصلة السياسة الخارجية الأمريكية للسنوات الأربعة المقبلة.

من القاهرة، تدور أحاديث الانتخابات في أروقة الدوائر السياسة العليا، وبين الأوساط الاجتماعية المختلفة، وصولًا للمقاهي التي في المعتاد ما تكون ساحة لمشاهدة مباريات كرة القدم أو النقاش حول الأوضاع الداخلية، بيد أنها حوّلت جزءًا من بوصلتها الليلة لمتابعة ما يجري في واشنطن وضواحيها.



ترتبط مصر والولايات المتحدة بعلاقات استراتيجية ممتدة، تشمل في طياتها التعاون في مجالات عدّة على رأسها السياسة، الأمن، والاقتصاد، للدرجة التي تعد مصر واحدة من أكبر الدول المتلقية للمساعدات الأمريكية في المنطقة، في الوقت التي تنظر أمريكا إليها بأنها تلعب دورًا محوريًا في جهود الأمن الإقليمي.

ويرى أمين المجلس المصري للشؤون الخارجية، السفير علي الحفني، أن القاهرة تتعامل مع "ساكن البيت الأبيض" سواءً كان ديمقراطياً أو جمهورياً وفق لمبدأ "المصالح المشتركة".

منذ تولي الرئيس عبدالفتاح السيسي سلطة الحكم منتصف عام 2014، تعامل مع 3 رؤساء أمريكيين، الديمقراطي باراك أوباما الذي تشدد في نظرته للواقع الجديد لمصر بعد ثورة 30 يونيو، ثم الانفتاح الذي شهدته العلاقة مع الجمهوري ترامب الذي تولى منصبه بين عامي 2017 وحتى 2021، ثم العودة من جديد للتعامل مع الإدارة الديمقراطية خلال ولاية جو بايدن.

وقال الحفني في تصريحات لمصراوي: "هذه ليست الانتخابات الأولى التي تجرى في تتابعها الإدارة المصرية الراهنة، كما أن مسألة تداول السلطة بين الديمقراطيين والجمهوريين شأن أمريكي تقليدي، لكن هناك علاقات استراتيجية قد تتسم بالتذبذب طبقا للمتغيرات الإقليمية والدولية".

ومع ذلك، شدد على أن "الواقع يؤكد أن العلاقات بين القاهرة وواشنطن ترتبط بالمصالح المتعددة التي تربط الدولتين، فضلًا عن التقدير المتبادل بين مؤسسات البلدين في بعض الملفات ذات الطابع الإقليمي والأمني، وهذا الدور يستمر تحت أي إدارة، خاصة بالنظر للدور المحوري لمصر في منطقة الشرق الأوسط".

لكن بعيدًا عما تراه الإدارات الرسمية بين مصر والولايات المتحدة، فشعوب المنطقة -ومن بينهم المصريين- لديهم قناعات بالممارسات الخاطئة للولايات المتحدة في المنطقة منذ الربيع العربي وصولًا لمساندة إسرائيل في عدوانها على غزة ولبنان، والذي خصم من رصيدها الإقليمي، وفق رؤية "الحفني"، الذي تمنى "نظرة جديدة ورؤية مغايرة للسياسات الأمريكية في تعاملها مع الأزمات المتصاعدة بالأونة الأخيرة".

جنبًا إلى جنب مع ذلك، فالتخوف الآخر أن تمس تداعيات هذه الانتخابات "جيوب المصريين" إذ ما ثارت أعمال شغب عقب إعلان النتائج الرسمية للانتخابات.

وعن ذلك يقول الدبلوماسي المصري السابق إن "أي أعمال شغب في الولايات المتحدة تؤثر على البورصات العالمية، والعملات المحلية، وأسعار النفط والذهب، وبالتالي هذا يؤثر بشكل مباشر على اقتصادات المنطقة العربية ودول الجنوب".

فيما يشتد التنافس، تستعد واشنطن لأي تكرار محتمل لأعمال العنف التي هزّتها قبل 4 سنوات عندما خسر ترامب أمام جو بايدن، في وقت أثارت ادعاءات المرشح الجمهوري حول تزوير الانتخابات في ولاية بنسلفانيا مخاوف من إمكانية سعيه مجددا لتكرار هذه الأزمة.

بدوره، يقول سفير مصر الأسبق في واشنطن، محمد توفيق، في مقال نشره مركز معلومات مجلس الوزراء، إنه ليس أمام السياسة الخارجية المصرية خيارا سوى التمسك بتحقيق "الاستقلال الاستراتيجي" والحفاظ على علاقات متوازنة مع القوى الدولية الفاعلة وتعميقها.

كما أشار لضرورة السعي في الوقت ذاته إلى تأكيد نقاط التلاقي في المصالح المصرية والأمريكية بوجه خاص على مختلف الأصعدة الثنائية والإقليمية والدولية، بغض النظر عما تسفر عنه الانتخابات الأمريكية الراهنة.

ترامب أم هاريس؟

من نيويورك وبالتزامن مع انتهاء عمليات التصويت، ترى الباحثة المتخصصة في الشؤون الدولية، إيرينا تسوكرمان، في حديثها لمصراوي، أنه إذا فاز ترامب، فمن المحتمل أن تتحسن العلاقات بين الولايات المتحدة ومصر بشكل كبير، فالجمهوريون يهتمون أكثر بمخاطر زعزعة الاستقرار الإقليمي؛ ولذلك يُحتمل أن يتم استعادة المساعدات العسكرية بالكامل دون شروط، وأن يكون التجارة الثنائية، خاصة فيما يتعلق بقضايا الدفاع، في مقدمة أولويات الإدارة الجمهورية.

وأشارت "تسوكرمان" إلى أنه من المحتمل كذلك أن يعمل المسؤولون الجمهوريون بشكل أوثق مع مصر لمعالجة القضايا الإقليمية الأخرى مثل دور إيران ووكلائها، وحرية الملاحة وأمن البحر الأحمر، والتوترات في أفريقيا، والقضايا المتعلقة بليبيا، والحرب الأهلية في السودان، والتوترات بين الصومال وإثيوبيا.

في المقابل، يًتوقع أن تستمر إدارة هاريس في نهج بايدن، بمواصلة وضع ملف حقوق الإنسان على أولوياتها، مع التركيز على قضايا الديمقراطية، وقد تكون هناك ثمّة اختلافات بين البيت الأبيض والقاهرة فيما يتعلق بالقضايا المحلية، حسبما أشارت الباحثة الأمريكية.

ومع دعم "تسوكرمان" للحزب الجمهوري، لكنها لم تمنح صوتها لأيٍ من المرشحين ترامب أو هاريس لاعتقادها أن كلاهما غير مرشح لتولي المنصب في الوقت الراهن.

وتشرح أنه "تحت إدارة ترامب، كانت العلاقات مع مصر في ذروتها، حيث كان للقاهرة دورًا بارزًا في مكافحة الإرهاب، كما اتخذت الحكومة المصرية خطوات كبيرة نحو تحسين الحريات الدينية، كما جرى تعزيز التعاون الأمني، بينما لم يكن الأمر كذلك تحت إدارة بايدن الديمقراطية، حيث جمدت الولايات المتحدة جزءًا كبيرًا من المساعدات العسكرية لوقت طويل، ووجهت اهتمامها إلى قضايا أخرى".

وتمنح الولايات المتحدة مصر سنويا مساعدات عسكرية بقيمة 1.3 مليارات دولار، في حين يربط الكونجرس نحو 300 مليون دولار منها بأوضاع حقوق الإنسان.

وعلى مدار عامي 2021 و2022، حجبت واشنطن ما قيمته 130 مليون دولار من تلك المساعدات، قبل أن تعدل لاحقا عن قرارها في سبتمبر الماضي لتمرر المساعدات كاملة، في الوقت الذي عولت إدارة بايدن على الدور المصري للمضي قدمًا في مباحثات وقف إطلاق النار بقطاع غزة.

دونالد ترامب كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الخبر التالى: بينهم المتأرجحة.. 18 ولاية تفعل قوات الحرس الوطني لتأمين الانتخابات الأمريكية الأخبار المتعلقة سي إن إن: حملة ترامب تدرك أن النتائج لن تظهر الليلة أخبار فرس نهر شهير يتوقع الفائز في الانتخابات الأمريكية أخبار ترامب: سأعترف بالخسارة إذا كانت الانتخابات عادلة أخبار الانتخابات الأمريكية.. بايدن يتابع العملية الانتخابية من البيت الأبيض أخبار شئون عربية و دولية بعد إقالة جالانت.. نتنياهو يكلف جدعون ساعر بحقيبة وزارة الخارجية منذ 8 دقائق قراءة المزيد شئون عربية و دولية نتنياهو يقيل وزير الدفاع الإسرائيلي منذ 14 دقيقة قراءة المزيد شئون عربية و دولية بينهم المتأرجحة.. 18 ولاية تفعل قوات الحرس الوطني لتأمين الانتخابات منذ 17 دقيقة قراءة المزيد شئون عربية و دولية مصر والانتخابات الأمريكية.. مَن الأقرب لسياسات القاهرة: ترامب أم هاريس؟ منذ 21 دقيقة قراءة المزيد شئون عربية و دولية قدموا معلومات قيمة لأعداء إسرائيل.. مكتب نتنياهو يُعلق على تسريب وثائق منذ 21 دقيقة قراءة المزيد شئون عربية و دولية سي إن إن: حملة ترامب تدرك أن النتائج لن تظهر الليلة منذ 23 دقيقة قراءة المزيد

إعلان

أخبار مهرجان الجونة

المزيد أخبار مهرجان الجونة ختام "سيني جونة للمواهب الناشئة" في النسخة السابعة لمهرجان الجونة أخبار مهرجان الجونة منتج "الفستان الأبيض" لـ"مصراوي": قصة الفيلم مختلفة وسعدت بمشاركته أخبار مهرجان الجونة طلاب أكاديمية MBC ونجوم السعودية يشاركون في نشاطات وفعاليات على هامش أخبار مهرجان الجونة يسرا لـ"مصراوي": "الجونة السينمائي" خلية نحل وتربطني صداقة كبيرة بـ أخبار مهرجان الجونة "أنا تخينة بسبب الدواء".. أسما شريف منير ترد على انتقادات إطلالتها

إعلان

أخبار

مصر والانتخابات الأمريكية.. مَن الأقرب لسياسات القاهرة: ترامب أم هاريس؟

أخبار رياضة لايف ستايل فنون وثقافة سيارات إسلاميات

© 2021 جميع الحقوق محفوظة لدى

إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك المعاش المبكر لمواليد الثمانينات.. كل ما تحتاج معرفته قبل تطبيق الشروط الجديدة .. بث مباشر 28

القاهرة - مصر

28 19 الرطوبة: 37% الرياح: شمال المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار bbc وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مهرجان الجونة السينمائي الانتخابات الرئاسية الأمريكية ثلاثي الزمالك أسعار البنزين سعر الدولار أسعار الذهب الطقس حسن يوسف الهجوم الإيراني يحيى السنوار طوفان الأقصى الدوري الإنجليزي التصالح في مخالفات البناء فانتازي دونالد ترامب كامالا هاريس الانتخابات الرئاسية الأمريكية الانتخابات الأمریکیة أخبار مهرجان الجونة الولایات المتحدة ترامب أم هاریس صور وفیدیوهات فی الوقت

إقرأ أيضاً:

ترامب: لا أؤيد العنف.. والانتخابات نزيهة وتسير بشكل طبيعي

قال مهران عيسى مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» من ولاية فلوريدا، إن المرشح الجمهوري دونالد ترامب صوت في مدينة بالم بيتش بفلوريدا، وصرح بأنه سيعترف بالهزيمة في حال كانت الانتخابات عادلة أو نزيهة، فيما رد على إحدى الصحفيات حول ما إذا كان هناك احتمالية حدوث عنف عقب إعلان النتائج الأولية للانتخابات قائلاً إنه لا يؤيد العنف ولا حتى أنصاره، وأنه يعتقد أن حتى هذه اللحظة أن الانتخابات نزيهة وتسير بشكل طبيعي.

ترامب سيبقى في فلوريدا لمتابعة الفرز

أضاف أنه حينما سُئل دونالد ترامب حول احتمالية خسارته الانتخابات قال إنه لا يفكر بالخسارة في هذا الوقت، وأنه متفائل بأنه سيحقق نصرا كبيراً.

أشار إلى أن ترامب سيبقى في مدينة بالم بيتش مساء اليوم ليتابع عملية الفرز والنتائج الأولية.

وأوضح أن 60% من الناخبين في ولاية فلوريدا قد صوتوا مبكرا، ومن المفترض أن يصوت 14 مليون ناخب هم النسبة الباقية، فيما لا يزال إقبال الناخبين في الولاية ضعيفاً ومعظم المتوافدين من كبار السن.

مقالات مشابهة

  • ترامب: لا أؤيد العنف.. والانتخابات نزيهة وتسير بشكل طبيعي
  • دعم ترامب لإسرائيل يهدد موقفه في الانتخابات الأمريكية.. هل تفوز هاريس؟
  • 7 ولايات تحسم مصير أمريكا.. من الأقرب للرئاسة: ترامب أم هاريس؟
  • الانتخابات الأمريكية 2024.. هاريس تتقدم في 4 من 7 ولايات متأرجحة
  • مستشارة أوباما: هاريس الأقرب للفوز بالانتخابات الأمريكية (فيديو)
  • استطلاعات رأي الانتخابات الأمريكية تكشف من الأقرب للفوز ترامب أم هاريس؟
  • خونة الأُمَّة والانتخابات الأمريكية
  • عبد المنعم سعيد يكشف عن المرشح الأقرب للفوز في الانتخابات الأمريكية
  • ترامب: لقد ترشحت ضد «منظومة فاسدة».. والانتخابات يجب أن تكون حاسمة