«الصندوق».. والخراب المستعجل!!
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
قالك، رضينا بالهم والهم ما راضى بينا.. اتبعنا روشتة الصندوق وقلنا سمعا وطاعة.. وشددنا الأحزمة على بطوننا.. لكن صندوق النقد لم يكتفى.. ويراعى ربنا فينا.. بل ولازال يطالبنا بتحرير سعر الصرف.. يعنى بالبلدى كده التعويييييم!!
يعنى الصندوق عايز تعويم جديد.. بخلاف الثلاث تعويمات التى تمت قبل ذلك.. وحولت حياة الناس لجحيم مقيم.
أظن أنكم تتذكرون مقولتى الدائمة بأن الصندوق ما دخل بلد إلا وخربها.. وجعل أعزة أهلها أذلة.. بل وما دخل لبلد وإلا كانت القلاقل والثورات والفوران الشعبى فى ركابه!!
لم يخبرنا التاريخ عن بلد نجح بعد أتباع تعليمات الصندوق.. وأظن أن السيد رئيس الجمهورية.. قد ألمح لذلك عندما طالب الحكومة بضرورة مراجعة الصندوق وتعليماته فى ضوء التوقيتات الصعبة التى فرضها على الحكومة.. حتى تنال الرضا السامى.. وتحصل على المزيد من قروض الصندوق.. والأهم من ذلك شهادة الصلاحية التى يمنحها الصندوق للاقتصاد.. حتى تطمئن الجهات والمؤسسات الدولية فتمنح الحكومة المزيد من القروض!!
يعنى، نحن باختصار نطلب قروض جديدة لسداد القروض القديمة.. ولا نعلم متى نخرج من هذه الدائرة الجهنمية التى دخلنا فيها!!
ولا أدرى متى تقتنع الحكومة بأن الإنتاج ولا شىء غير الإنتاج هو الحل لكل ما نحن فيه من أزمات!!
ولن نصل لهذا الحل أبدا طالما كان سلم الأولويات عند الحكومة مصاب بالخلل.. فإنفاق القروض فى مشروعات طويلة الأجل وعلى مشروعات البنية الأساسية.. لن يصل بنا إلا للخراب المستعجل!!
والكارثة أن الحكومة لا تستمع لصرخاتنا وتخذيراتنا.. وإنما تمنح أذنيها لمن يطبل لمشروعاتها الوهمية.. ونجاحاتها الهلامية والتى لم ولن يشعر بها الشعب أبدا.. مهمًا واصلت فرق العزف فى الإعلام المصرى ترديدها ليل نهار!!
يا سادة الوضع جد خطير.. ولابد من الإنتباه قبل فوات الأوان.. فالبلد فى وضع كارثى بكل معنى الكلمة..ولن تجدى فيه عمليات بيع أصول الدولة.. إلا إذا وجهت للاتجاه الصحيح.. وأعنى به المشروعات الإنتاجية.. فبغير الإنتاج والعمل الجاد.. ستذهب البلد لمكان لا يرضاه لها أى وطنى محب وغيور على مستقبل ومكانة وطنه.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: إشراقات
إقرأ أيضاً:
حكاية أطفال الأنابيب (٢)
يبدأ طفل الأنابيب بالتحام الحيوان المنوي بالبويضة في المختبر، و هذا يعنى أن نحصل من مبيض الأم على بويضة ناضجة، أو مجموعة بويضات ناضجة، ثم تحضير السائل المنوي من الزوج ، واستخراج الحيوانات المنوية. بالطريقة التقليدية يجمع عدد كبير من الحيوانات المنوية مع البويضة في طبق مخبري يوفر أجواء مثالية لكى يخترق واحد من هذه الحيوانات جدار البويضة، و تلتحم المادة الجينية للحيوان المنوي بالمادة الجينية البويضة، و بمشيئة الله يحدث أن تبث الحياة في البويضة المخصّبة، و تبدأ الخلية بالانقسام إلى مجموعة خلايا، و بعد خمسة أيام من اتحاد الحيوان المنوي بالبويضة، يصبح المسمَّى جنينا، و تتم إعادته إلى الرحم.
الأغلب حاليا ألا يتم العمل بهذا الشكل التقليدى الذي شرحناه، و لكن يقوم الطبيب بعمل تلقيح مجهري، و يتم ذلك لزيادة احتمالات النجاح، و خاصة إذا كان عدد الحيوانات المنوية قليلا، أو أن هناك عيب كبير في قدرتها على الحركة، و بدلا من أن تترك المسألة لقدرة الحيوان المنوي الذاتية على اختراق جدار البويضة، يتم استخدام أنبوبة مخبرية دقيقة تحمل الحيوان المنوي و تخترق جدار البويضة ، و قد أصبح هذا هو الغالب في مختبرات أطفال الأنابيب.
في بداية تاريخ أطفال الأنابيب كانت البويضة تؤخذ من الأم التى وصل المبيض فيها إلى مرحلة إنتاج بويضة ناضجة بالطريقة الطبيعية، و حيث أن كثيرا من الأخوات لا تكتمل لديهن الدورة المبيضية بحيث نحصل على البويضة الناضجة، كان لا بد من اتباع طرق علمية تحقق اكتمال الدورة المبيضية حتى مرحلة البويضة كاملة النضج، ليتم استخراجها جاهزة للتلقيح المجهري، والسؤال كيف؟
تمكن العلم من فهم الطرق الفسيولوجية التى توصل المبيض لإنتاج البويضه الناضجة، وهذا قادنا إلى التوصل إلى صناعة الأدوية المشابهة تركيبا و وظيفة للهرمونات التي تفرزها أجهزة الجسم، و تؤدى إلى تحفيز و اكتمال الدورة المبيضية حتي نحصل على البويضات الناضجة.
و بتبسيط شديد يمكن شرح هذه الدورة الفسيولوجية كالتالي : يحتوى كل مبيض على آلاف الجريبات، و كل جريب منها يحتوى على بويضة بدائية ( غير ناضجة)، في الأحوال الطبيعية تدخل عدد من هذه الجريبات في عملية إنضاج ينتهى واحد منها أو اثنين للوصول إلى البويضة الناضجة. و لحدوث هذه الدورة و اكتمالها، فإن المبيض يكون تحت تأثير حافز يفرزه الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة في المخ وهو هرمون (FSH ) ، وعند الوصول إلى هذه المرحلة، يلزم إخراج البويضة الناضجة من الجريب الذي يحتويها، و يتم هذا إذا تعرضت لمؤثر يعمل كمشغل العربة، يعنى مثل طفرة فجائية، و هذا الحافز هو هرمون ( LH ) ، وهو يُفرز عند توفر شروط خاصة لها علاقة بمستوى هرمون الاستروجين الذي ينتج من المبيض، وعدم خروج هذا الهرمون في الوقت المناسب، أو خروجه قبل اكتمال نضج البويضة، يعنى عدم القدرة على الحصول على البويضة الناضجة. و هذه العمليات العبقرية التى تحدث يوميا مع آلاف الانات تخضع لإدارة منطقة في الدماغ ( hypothalamhs ) و يسميها العرب المهاد أو الوطاء، و يصدر عنها مواد تتحكم في الدورة الهرمونية التى تحدث في الغدة النخامية و من ثم في المبيض.
وعندما تم اكتشاف تركيب هذه الهرمونات و الحصول عليها بعدة طرق أحدثها طريقة الهندسة الوراثية، أصبح استخدامها يؤدي إلى الحصول على عدد أكبر من البويضات الناضجة، و هذا يزيد من فرص النجاح، كما أمكن تفادى خروج هرمون ( LH ) قبل الوقت المناسب، و ذلك باستخدام أدوية تلغى تأثير العوامل التى يفرزها المهاد،و بالتالى نصل إلى التحكم الكامل بعملية الإباضة دون تدخل الجسم، وهذا أيضا أدى إلى زيادة فرص النجاح.
SalehElshehry@