تقميط البالغين على الطريقة اليابانية.. هل يساعدك على الاسترخاء؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
يتداول كثيرون تشبيه النوم العميق بنوم الطفل الرضيع، مستوحين من هذا التشبيه تقنية علاجية يابانية تعرف باسم "أوتوناماكي" أو "تقميط الكبار"، التي تهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والتخفيف من التوتر. وتستند هذه التقنية إلى مبدأ لف الجسم بأكمله داخل قماش مرن بطريقة مشابهة لقماط الرضع، بما يسهم في توفير شعور بالأمان والاحتواء ويساعد على التخلص من التوتر العضلي وتعزيز جودة النوم.
ظهرت تقنية أوتوناماكي لأول مرة في اليابان عام 2015 على يد اختصاصيين في العلاج الطبيعي، وسرعان ما اكتسبت شعبية واسعة نظرًا لفوائدها التي تتضمن تخفيف التوتر وتحسين النوم وتعزيز الصحة النفسية والجسدية. تعتمد هذه التقنية على لف جسد البالغ بالكامل، بما في ذلك الرأس، بقماش ناعم مع اتخاذ وضع الجنين، وهو الوضع الذي يُعتقد أنه يحفز الجهاز العصبي على الاسترخاء. تستغرق جلسة أوتوناماكي بين 20 إلى 30 دقيقة، وتشمل فوائدها المحتملة ما يلي:
تخفيف التوتر العضلي: يساعد القماط في تخفيف التوتر العضلي من خلال محاكاة الضغط اللطيف الذي يحيط بالجسم، مما يساعد العضلات على الاسترخاء.
تحسين جودة النوم: يسهم الوضع الجنيني واللف المحكم في القماش في خلق شعور بالاحتضان، وهو ما يسهّل الدخول في حالة من الراحة العميقة والنوم الهادئ.
تنشيط الدورة الدموية: يُعتقد أن لف الجسم بهذه الطريقة يعزز تدفق الدم في الجسم، مما يزيد من الطاقة ويخفف من آلام المفاصل.
يعمل هذا الأسلوب بطريقة تشبه "العلاج بالضغط العميق" (Deep Pressure Therapy)، الذي يستخدم لتهدئة الجهاز العصبي من خلال تحفيز نقاط معينة في الجسم. تعتمد تقنية الضغط العميق على تفعيل المسارات العصبية التي تتأثر بالعناق أو التلامس اللطيف، مما يسهم في إطلاق هرمون الإندورفين المسؤول عن الشعور بالراحة وتقليل التوتر. تؤدي هذه العملية إلى تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، والهضم، وهي وظائف ترتبط مباشرةً بحالة الاسترخاء العام.
طريقة تنفيذ أوتوناماكيلتطبيق تقنية أوتوناماكي، يتم الجلوس على قطعة كبيرة من القماش المسامي والمرن، ثم يتخذ الشخص وضعية الجنين حيث يجمع الركبتين إلى الصدر. بعد ذلك، يقوم شخص آخر بلف القماش بإحكام حول الجسم، بما في ذلك الرأس، مع ترك مساحة كافية للتنفس. عادة ما تتضمن الجلسة بعض الحركات الدائرية على الأرض بعد لف القماش، ما يمنح شعورا مهدئا يشبه شعور هدهدة الرضع، ويساعد أيضا في تخفيف التوتر العضلي وتنشيط الدورة الدموية.
لتجربة هذه التقنية، يُفضَّل اتباع بعض النصائح الأساسية لضمان تجربة مريحة وآمنة:
اختيار القماش المناسب: يُنصح باستخدام قماش ناعم ومسامي حتى يتمكن الشخص من التنفس بسهولة ولا يتسبب في تهيج الجلد.
توفير بيئة مريحة: يجب أن تتم الجلسة في مكان هادئ ومظلم وبعيد عن أي مصدر للتشتيت.
وجود شريك مساعد: من الضروري وجود شخص يساعد في لف القماط، وفكه عند الحاجة، خاصةً إذا شعر الشخص بعدم الارتياح.
تحذيرات ومخاوف طبية حول أوتوناماكيرغم فوائد هذه التقنية، فإنها لا تناسب الجميع، وقد تكون غير آمنة لبعض الأشخاص. لا يُنصح باستخدامها لذوي الحالات الطبية التالية:
المشكلات التنفسية أو القلبية: قد يتسبب القماط في زيادة الضغط على الجهاز التنفسي، مما قد يمثل خطورة على الأشخاص الذين يعانون مشكلات في التنفس أو القلب.
رهاب الأماكن المغلقة: يمكن أن يسبب الشعور بالاحتواء الكامل شعورًا بالاختناق والذعر لدى الأشخاص الذين يعانون رهاب الأماكن المغلقة.
مشكلات العمود الفقري: ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون مشكلات في العمود الفقري أو الظهر بتجنب وضعية الجنين لفترات طويلة.
تعد تقنية أوتوناماكي وسيلة مبتكرة للتخفيف من التوتر وتحسين جودة النوم، خاصةً في ظل العالم السريع المشحون بالتوتر. ومع ذلك، فمن الضروري اتباع الإرشادات واستشارة طبيب مختص قبل الخضوع لهذه التجربة، لضمان سلامة وفعالية العلاج.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات تخفیف التوتر هذه التقنیة
إقرأ أيضاً:
مفاجأة صادمة بشأن استخدام تقنية صور استوديو غيبلي.. ما القصة؟
أثار نشطاء الدفاع عن الخصوصية الرقمية قلقًا حيال مولّد الصور بأسلوب "استوديو غيبلي" الذي تم تطويره بواسطة شركة "OpenAI".
ويدّعي النشطاء أن هذه التكنولوجيا تمثل وسيلة للوصول إلى آلاف الصور الشخصية، مما يتيح تدريب الذكاء الاصطناعي عليها.. فما القصة؟
تسليم البيانات بدون وعيمنذ إطلاق فلتر "استوديو غيبلي" ضمن "شات جي بي تي" الأسبوع الماضي، حظي بشعبية كبيرة بسرعة بين المستخدمين في جميع أنحاء العالم. ولكن، يُحذر النقاد من أن المستخدمين يقدمون بيانات وجوههم، بطريقة غير مقصودة، لـ "OpenAI"، مما قد يعرض خصوصيتهم للخطر.
يشير النشطاء إلى أن استراتيجية "OpenAI" لجمع البيانات تتجاوز مجرد قضايا حقوق الطبع والنشر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي. فهي تسمح للشركة بجمع صور تم تقديمها طواعية، متجاوزة القيود القانونية التي تحكم البيانات المستخرجة من الإنترنت.
وفقًا للائحة العامة لحماية البيانات (GDPR) في الاتحاد الأوروبي، يتعين على "OpenAI" تبرير جمع الصور بناءً على "المصلحة المشروعة"، مما يتطلب اتخاذ تدابير حماية إضافية.
حرية معالجة البياناتعندما يقوم المستخدمون بتحميل الصور بأنفسهم، فإنهم يوافقون على جمع هذه الصور من قبل الشركة، وهو ما يمنح "OpenAI" حرية أكبر في معالجتها.
هذا يعني أن الشركة ستتمكن من الوصول إلى صور جديدة وفريدة، بما في ذلك الصور الشخصية والعائلية التي قد لا تكون متاحة للجمهور من قبل.
على عكس شركات وسائل التواصل الاجتماعي، التي قد ترى فقط النسخ المُعدّلة بالفلتر، تحتفظ "OpenAI" بالصور الأصلية التي يتم تحميلها.
وبالتالي، فإن هناك مخاطر كبيرة تتعلق بفقدان السيطرة على كيفية استخدام هذه الصور. في حين تنص سياسة الخصوصية الخاصة بـ "OpenAI" على إمكانية استخدام مدخلات المستخدمين لتدريب النماذج، فإن الآثار طويلة المدى لا تزال غير واضحة.
مخاطر تحميل الصوريُشير النقاد إلى عدد من المخاطر المرتبطة بتحميل الصور لتحويلها باستخدام "شات جي بي تي". من بين هذه المخاطر:
اختراق البيانات: حيث قد تُسرّب الصور الشخصية نتيجة لحدوث اختراق أمني.
إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي: إذ يمكن أن تُستخدم الوجوه المحملة لإنشاء محتوى مضلل أو تشهيري.
إعادة استخدام الصور: إمكانية استخدام صور المستخدمين للإعلانات المخصصة أو بيعها لأطراف ثالثة.
وبحسب الخبراء فإن الفرق الرئيسي بين فلتر "استوديو غيبلي" وبين الفلاتر الأخرى المتاحة على الإنترنت هو قدرة "OpenAI" على تخزين هذه الصور وتدريب الأنظمة عليها بدلاً من مجرد تعديلها للاستخدام المؤقت.
ومع عدم معالجة "OpenAI" لهذه المخاوف بشكل مباشر، يحث ناشطو الخصوصية المستخدمين على توخي الحذر. حيث يعتبرون أن الحماس حول الصور المولدة عبر الذكاء الاصطناعي قد يدفع الناس إلى التخلي عن خصوصيتهم من أجل الترفيه، وغالبًا ما يكون ذلك دون فهم كامل للتداعيات المحتملة.