يتداول كثيرون تشبيه النوم العميق بنوم الطفل الرضيع، مستوحين من هذا التشبيه تقنية علاجية يابانية تعرف باسم "أوتوناماكي" أو "تقميط الكبار"، التي تهدف إلى تحقيق حالة من الاسترخاء العميق والتخفيف من التوتر. وتستند هذه التقنية إلى مبدأ لف الجسم بأكمله داخل قماش مرن بطريقة مشابهة لقماط الرضع، بما يسهم في توفير شعور بالأمان والاحتواء ويساعد على التخلص من التوتر العضلي وتعزيز جودة النوم.

ما طريقة أوتوناماكي؟

ظهرت تقنية أوتوناماكي لأول مرة في اليابان عام 2015 على يد اختصاصيين في العلاج الطبيعي، وسرعان ما اكتسبت شعبية واسعة نظرًا لفوائدها التي تتضمن تخفيف التوتر وتحسين النوم وتعزيز الصحة النفسية والجسدية. تعتمد هذه التقنية على لف جسد البالغ بالكامل، بما في ذلك الرأس، بقماش ناعم مع اتخاذ وضع الجنين، وهو الوضع الذي يُعتقد أنه يحفز الجهاز العصبي على الاسترخاء. تستغرق جلسة أوتوناماكي بين 20 إلى 30 دقيقة، وتشمل فوائدها المحتملة ما يلي:

تخفيف التوتر العضلي: يساعد القماط في تخفيف التوتر العضلي من خلال محاكاة الضغط اللطيف الذي يحيط بالجسم، مما يساعد العضلات على الاسترخاء.

تحسين جودة النوم: يسهم الوضع الجنيني واللف المحكم في القماش في خلق شعور بالاحتضان، وهو ما يسهّل الدخول في حالة من الراحة العميقة والنوم الهادئ.

تنشيط الدورة الدموية: يُعتقد أن لف الجسم بهذه الطريقة يعزز تدفق الدم في الجسم، مما يزيد من الطاقة ويخفف من آلام المفاصل.

تقنية أوتوناماكي ظهرت لأول مرة في اليابان عام 2015 على يد اختصاصيين في العلاج الطبيعي (غيتي إيميجز) كيف يعمل أسلوب أوتوناماكي؟

يعمل هذا الأسلوب بطريقة تشبه "العلاج بالضغط العميق" (Deep Pressure Therapy)، الذي يستخدم لتهدئة الجهاز العصبي من خلال تحفيز نقاط معينة في الجسم. تعتمد تقنية الضغط العميق على تفعيل المسارات العصبية التي تتأثر بالعناق أو التلامس اللطيف، مما يسهم في إطلاق هرمون الإندورفين المسؤول عن الشعور بالراحة وتقليل التوتر. تؤدي هذه العملية إلى تنشيط مناطق الدماغ المسؤولة عن التحكم في معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، والهضم، وهي وظائف ترتبط مباشرةً بحالة الاسترخاء العام.

طريقة تنفيذ أوتوناماكي

لتطبيق تقنية أوتوناماكي، يتم الجلوس على قطعة كبيرة من القماش المسامي والمرن، ثم يتخذ الشخص وضعية الجنين حيث يجمع الركبتين إلى الصدر. بعد ذلك، يقوم شخص آخر بلف القماش بإحكام حول الجسم، بما في ذلك الرأس، مع ترك مساحة كافية للتنفس. عادة ما تتضمن الجلسة بعض الحركات الدائرية على الأرض بعد لف القماش، ما يمنح شعورا مهدئا يشبه شعور هدهدة الرضع، ويساعد أيضا في تخفيف التوتر العضلي وتنشيط الدورة الدموية.

عادة ما تتضمن الجلسة بعض الحركات الدائرية على الأرض بعد لف القماش (غيتي إيميجز) نصائح وتجهيزات لتجربة أوتوناماكي

لتجربة هذه التقنية، يُفضَّل اتباع بعض النصائح الأساسية لضمان تجربة مريحة وآمنة:

اختيار القماش المناسب: يُنصح باستخدام قماش ناعم ومسامي حتى يتمكن الشخص من التنفس بسهولة ولا يتسبب في تهيج الجلد.

توفير بيئة مريحة: يجب أن تتم الجلسة في مكان هادئ ومظلم وبعيد عن أي مصدر للتشتيت.

وجود شريك مساعد: من الضروري وجود شخص يساعد في لف القماط، وفكه عند الحاجة، خاصةً إذا شعر الشخص بعدم الارتياح.

تحذيرات ومخاوف طبية حول أوتوناماكي

رغم فوائد هذه التقنية، فإنها لا تناسب الجميع، وقد تكون غير آمنة لبعض الأشخاص. لا يُنصح باستخدامها لذوي الحالات الطبية التالية:

المشكلات التنفسية أو القلبية: قد يتسبب القماط في زيادة الضغط على الجهاز التنفسي، مما قد يمثل خطورة على الأشخاص الذين يعانون مشكلات في التنفس أو القلب.

رهاب الأماكن المغلقة: يمكن أن يسبب الشعور بالاحتواء الكامل شعورًا بالاختناق والذعر لدى الأشخاص الذين يعانون رهاب الأماكن المغلقة.

مشكلات العمود الفقري: ينصح الأطباء الأشخاص الذين يعانون مشكلات في العمود الفقري أو الظهر بتجنب وضعية الجنين لفترات طويلة.

تعد تقنية أوتوناماكي وسيلة مبتكرة للتخفيف من التوتر وتحسين جودة النوم، خاصةً في ظل العالم السريع المشحون بالتوتر. ومع ذلك، فمن الضروري اتباع الإرشادات واستشارة طبيب مختص قبل الخضوع لهذه التجربة، لضمان سلامة وفعالية العلاج.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تخفیف التوتر هذه التقنیة

إقرأ أيضاً:

صناع الأفلام في "اكسبوجر 2025": الإخراج ليس مجرد تقنية

ضمن فعاليات المهرجان الدولي للتصوير "اكسبوجر 2025" الذي ينظمه المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة في منطقة الجادة ويستمر حتى 26 فبراير (شباط) الجاري أكد صناع أفلام أن الإخراج السينمائي ليس مجرد عملية تقنية، بل هو فن يتطلب الإيمان العميق بالقصة وتوظيف العناصر البصرية والنفسية لإيصال رسالة مؤثرة.

وأضافوا أثناء المهرجان الذي يقام في الشارقة: أن الممثلين وزوايا التصوير والموسيقى وتحرير النصوص كلها أدوات تُستخدم لتشكيل رؤية إخراجية مميزة تترك أثراً في المشاهد، وقد استضافت المخرجة الإماراتية ميثة العوضي والكاتب والممثل الكوميدي ترافون فري والمخرج نيل كومار حيث استعرض كل منهم رحلته السينمائية ونهجه الإبداعي في تشكيل الرؤية الإخراجية.
وقالت ميثة العوضي: أن الإخراج السينمائي بالنسبة لها عملية تعبير ذاتي حيث تستخدم الرسم والتخطيط لتشكيل قصصها وإيصال صوتها إلى العالم مشيرة إلى أن الإيمان بالقصة هي الخطوة الأولى والأساسية لأي مخرج وأن نجاح الفيلم يعتمد على اختيار الأشخاص الذين يؤمنون بالرؤية نفسها وأن الممثلين هم المؤثرون الحقيقيون الذين يبثون الحياة في القصة.
وأوضح ترافون فري: أنه كلما تعمق في كتابة النصوص السينمائية كان يكتشف أنه يمتلك رؤية بصرية واضحة وأنه يفضل تنفيذ أفكاره بنفسه حتى يتمكن من إيصال ما يشعر به للمشاهد لافتا إلى أن الإخراج لا يتعلق فقط برواية القصة بل بتحفيز المشاهد على التفاعل معها ونقلها من شخص إلى آخر.
وذكر المخرج نيل كومار أن الإخراج بالنسبة له ليس مجرد تصوير مشاهد بل هو دراسة عميقة للشخصيات وأن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة مهمة في صناعة الأفلام حيث يساعد في تشكيل الرؤية البصرية لكنه شدد على أن الإحساس الإنساني والفطري للمخرج يظل العامل الأساسي في اتخاذ القرارات الفنية.

مقالات مشابهة

  • دراسة كويتية تكشف تأثير ليلة واحدة فقط بلا نوم على جهاز المناعة
  • أنواع من الخضار تدخلك في النوم بشكل سريع.. تعرف عليها
  • صداع شديد يحدث للبعض في أول أيام رمضان | ما أسبابه
  • بسبب ممارسة أفعال تنافي الآداب في مركز مساج.. الأمن السعودي يضبط 4 وافدين
  • يدمر الجسم والمخ .. إليك نظام غذائي لعلاج الإجهاد الكظرى وعادات سهلة
  • الأرصاد: طقس مستقر وارتفاع طفيف بدرجات الحرارة خلال شهر رمضان.. وخبراء: التغذية السليمة وتنظيم النوم يحافظان على نشاط الجسم في الصيام
  • حماس تطالب بإدانة دولية للتصريحات الإسرائيلية المُحرضة على قتل البالغين في غزة
  • طريقة تنظيف البشرة العميق مثل العيادات
  • اقتلوا كل البالغين.. نائب رئيس الكنيست الإسرائيلي يدعو لإبادة سكان غزة
  • صناع الأفلام في "اكسبوجر 2025": الإخراج ليس مجرد تقنية