كيف ينظر ترامب وهاريس إلى السلام في العالم؟
تاريخ النشر: 5th, November 2024 GMT
سرايا - في خطاب ألقاه مؤخراً، وعد دونالد ترامب قائلاً: "سأمنع الحرب العالمية الثالثة"، ويصر نائب المرشح الجمهوري السيناتور جيه دي فانس على أن ترامب هو "مرشح السلام".
يبرز هذا التوتر حول قضية إيران وإسرائيل
وفي حملة مليئة بالمزاعم الغريبة، قد يكون من السهل رفض كل هذا باعتباره كلاماً طناناً لا معنى له. لكن هذا سيكون خطأ بحسب الكاتب السياسي في صحيفة "فايننشال تايمز" جدعون راخمانـ فخلف الشعارات والإهانات، تختلف وجهات نظر معسكري ترامب وكامالا هاريس اختلافاً جوهرياً حول كيفية منع العالم من الانزلاق إلى الصراع.
أصبحوا حزب التدخل
وتعود وجهة نظر ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية، مثل شعاره "أميركا أولاً"، إلى رؤية ما قبل سنة 1941 لدور البلاد في العالم.
ومثل الجماعات التي عارضت تورط الولايات المتحدة في الحربين العالميتين الأولى والثانية، غريزة ترامب هي البقاء بعيداً من الصراعات الأجنبية، وهو يشك في ما سماه الرئيس الثالث لأمريكا توماس جيفرسون بـ"التحالفات المتشابكة".
ويزعم الجمهوريون أن الديمقراطيين أصبحوا حزب التدخل العسكري في الخارج، ويشيرون إلى حقيقة مفادها أن كامالا هاريس خاضت الحملة جنباً إلى جنب مع الجمهورية المناهضة لترامب ليز تشيني.
وفي الأسبوع الماضي، ندد ترامب بتشيني واصفاً إياها بأنها "صقر حرب".
وهاجم فانس معارضي ترامب لرغبتهم في "إشراك أمريكا في الكثير من الصراعات العسكرية السخيفة".
معسكر هاريس
وعلى النقيض من ذلك، يتمسك معسكر هاريس بإجماع واشنطن بعد سنة 1945 حول الأمن القومي.
وهذا يؤكد أن الدرس المستفاد من الحربين العالميتين الأولى والثانية هو أن أمريكا ستنجر في نهاية المطاف إلى حرب أوروبية، لذلك فإن أفضل طريقة للولايات المتحدة للحفاظ على السلام هي عبر سلسلة من التحالفات العسكرية العالمية مثل الناتو والتي تردع المعتدين المحتملين وتحتويهم.
ويستمر الديمقراطيون في الاعتقاد بأن على أمريكا أن تتصرف كنوع من ضابط شرطة عالمي، باستخدام القوة بحكمة للحفاظ على السلام والنظام العالمي الحالي.
وظهر هذا التباين في الرؤى لفترة وجيزة خلال المناظرة التلفزيونية الفوضوية بين ترامب وبايدن في يونيو (حزيران). في مرحلة ما، اقترح ترامب أن الحرب في أوكرانيا ليست حقاً من شأن أمريكا بسبب البعد الجغرافي.
بيان كلاسيكي
وكان رد جو بايدن عبارة عن بيان كلاسيكي لوجهة نظر المؤسسة بعد سنة 1945، إذ أصر الرئيس على أن "ما من حرب كبرى في أوروبا ظلت محتواة في أوروبا فقط، مشيراً إلى أن التخلي عن أوكرانيا من شأنه أن يؤدي في النهاية إلى صراع أكبر وأكثر خطورة.
بالرغم من أن هذا التبادل للآراء كان وجيزاً، تطرق بايدن وترامب إلى نقاش حاسم.
ويشير الكاتب إلى مرور نحو 80 عاماً منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، لذلك ينبغي ألا يكون مستغرباً تحدي عقائد السياسة الخارجية التي أورثتها تلك الحرب بشكل متزايد، كما أدت حروب أمريكا المكلفة والخاسرة في العراق وأفغانستان إلى استياء الكثير من الجمهور بشأن التدخلات العسكرية في الخارج.
فهل يمكن أن يصمد الإجماع القديم؟
يجب الكاتب أن فرص إجراء نقاش جاد معرضة للخطر بسبب التناقضات الداخلية في آراء ترامب، فالرئيس السابق وأنصاره يهاجمون هاريس في الوقت نفسه لكونها من دعاة السلام ولأنها ضعيفة في مواجهة أعداء أمريكا.
فريق ترامب... خلف الأبواب المغلقة
وحاول فانس إيجاد حل وسط من خلال الإيحاء بأن سياسة ترامب هي سياسة "السلام من خلال القوة"، ولكن هناك توتر حقيقي بين الصقور في معسكر ترامب الذين يعتقدون أن على الولايات المتحدة تبني سياسة خارجية أكثر قوة، ودعاة ضبط النفس الذين يريدون خفض الالتزامات العسكرية الأمريكية في الخارج.
ويبرز هذا التوتر حول قضية إيران وإسرائيل، إذ ينتقد العديد من أعضاء فريق ترامب إدارة بايدن لمحاولتها كبح الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران.
وخلف الأبواب المغلقة، يزعم بعض كبار مستشاري ترامب أن لدى إسرائيل الآن فرصة فريدة لتدمير برنامج الأسلحة النووية الإيراني، وهي مهمة عسكرية ستحتاج حتماً إلى دعم الولايات المتحدة.
من يحل التوتر؟
الشخص الوحيد الذي يمكنه حل هذا التوتر بين الصقور ودعاة ضبط النفس هو ترامب نفسه، ويزعم دان كالدويل، وهو من المحاربين القدماء ويعمل في مؤسسة ديفنس برايوريتيز، أن ترامب سينحاز في نهاية المطاف إلى دعاة ضبط النفس لأن "غريزته كانت دائما تجنب حرب كبرى".
ويضيف الكاتب "لكن ترامب يعين أشخاصاً في المناصب العليا على أساس الولاء الشخصي أو ما إذا كانوا يبدون مناسبين لذلك. من هنا، لا أحد يعرف كيف سيوازن الصقور ودعاة ضبط النفس بعضهم البعض في إدارة ترامب الثانية".
ويعتقد الديمقراطيون وهاريس أن المعسكرين الجمهوريين يمكن أن يورطا أمريكا في حرب أخرى، ويزعمون أن الهجوم الكامل على إيران من شأنه أن يؤدي حتماً إلى تورط الولايات المتحدة في صراع آخر طويل الأمد في الشرق الأوسط.
مخاطر خاصة
ويتابع الكاتب أن سياسة ضبط النفس، كما ينفذها ترامب، تحمل مخاطرها الخاصة، إذ يرتبط حذر ترامب من التورط الأجنبي ارتباطاً وثيقاً بشكوكه العميقة في العديد من حلفاء الولايات المتحدة والذين قال في كثير من الأحيان إنهم ينهبون الأمريكيين، فيما يرى الديمقراطيون أن سياسة "السلام من خلال القوة" يجب أن تستند إلى شبكة أمريكا من الحلفاء العالميين.
ويختم بقوله إن "الحجج التي تستخدم في الحملات الانتخابية لا تشكل إلا دليلاً غير كامل على ما يحدث في العالم الحقيقي وفق الكاتب، ففي الانتخابات الرئاسية لسنة 1916، خاض وودرو ويلسون حملته الانتخابية بصفته مرشحاً للسلام. وبعد عام واحد، قاد أمريكا إلى الحرب العالمية الأولى".
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع صفحتنا على تيك توك
طباعة المشاهدات: 1289
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 05-11-2024 08:31 PM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2024
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...
المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية
كلمات دلالية: الولایات المتحدة ضبط النفس
إقرأ أيضاً:
ما مسارات ترامب وهاريس الأكثر ترجيحًا للفوز برئاسة أمريكا؟
سلطت شبكة “سي إن إن” الأمريكية، الضوء على الانتخابات الأمريكية، مقدمة تحليلاً للسيناريوهات التي قد تمنح نائبة الرئيس الأمريكي المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس ونظيرها الجمهوري دونالد ترامب 270 صوتًا في المجمع الانتخابي للفوز في الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2024.
ما هو الطريق إلى النصر لكل مرشح؟وحسب الشبكة الأمريكية، ستقول حملة هاريس إن أفضل طريق مباشر لها للحصول على 270 صوتًا انتخابيًا هو من خلال “الجدار الأزرق”، فإذا فازت في بنسلفانيا وميشيجان وويسكونسن، فستحصل على 270 صوتًا انتخابيًا وستكون الرئيسة القادمة.
أما إذا انخفض عدد أصوات هاريس إلى 251 صوتًا ستضطر إلى البحث في "الحزام الشمسي" للعثور على المزيد من الأصوات، فإذا تمكنت من تحويل كارولينا الشمالية من الأحمر إلى الأزرق هذه المرة، فسيجعلها على مشارف الـ270 صوتًا انتخابيًا.
وقد تتصرف نيفادا كما فعلت مع الديمقراطيين في الدورات الأخيرة. هذا من شأنه أن يضع هاريس في المقدمة في هذا السيناريو.
كارولينا الشمالية مسار ترامب المباشرأما ترامب، فالمسار الأكثر مباشرة له هو التمسك بولاية كارولينا الشمالية. هذه هي الولاية التي فاز بها بأضيق هامش قبل 4 سنوات. في الواقع، إنها الولاية الوحيدة التي فاز بها من بين الولايات المتأرجحة السبع.
ولفتت “لنفترض أنه سيقلب جورجيا لصالح الجمهوريين - التي خسرها على نحو معروف بفارق أقل بقليل من 12 ألف صوت - ولنفترض أنه سيفوز مرة أخرى في بنسلفانيا كما حدث في عام 2016، فسيحصل على 270 صوتًا ولن يحتاج إلى أي من الولايات المتأرجحة الأخرى”.
وحتى لو فاز ترامب في نيفادا وأريزونا، فلن يصل إلى 270 صوتًا، بل سيحتاج إلى فوز بولاية واحدة على الأقل من تلك المتبقية مما يسمى بولايات "الجدار الأزرق" مثل ميشيجان. هذا من شأنه أن يحقق له الهدف ليصل إلى المقدمة بـ283 صوتًا انتخابيًا.